- أهالي حائل بصوت واحد: (يا هلا) بالسائح
- الأول للتدريب السياحي بمنطقة حائل.
أهالي حائل بصوت واحد: (يا هلا) بالسائح
عبدالرحمن عقيد في شرطة حائل ومناور سائق تاكسي، وإلى جوارهما موظفون من شركة الاتصالات والجوازات وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ووزارات الصحة الإعلام و النقل والخطوط الجوية العربية السعودية والبريد، يجلسون جنباً إلى جنب لحضور برنامج (يا هلا)
الأول للتدريب السياحي بمنطقة حائل.
تمازج غريب بين مختلف القطاعات قد لا يتكرر في برامج تدريبية أخرى، وذلك لأن برنامج (يا هلا) الذي انطلق السبت 13/11/1425ه موجه لأولئك الذين يتعاملون بالدرجة الأولى مع السياح بشكل مباشر. فاستقبال السائح على سبيل المثال مهمة يمارسها موظف الجوازات والعاملون في المطار والفندق وسائق التاكسي ورجل الشارع وآخرون.
وهو (السائح) ربما طلب خدمةً من حمود الموظف بالبنك، أو إبراهيم (مستشفى الملك خالد)، أو مشاري (وكالة سفر وسياحة)، أو ماجد (قرية مشار السياحية)، أو مرضي (نادي الفروسية)، أو زياد (بيت الشباب).
ويوضح مدير عام المشروع الوطني لتنمية الموارد البشرية السياحية بالهيئة الدكتور عبد الله بن سليمان الوشيل بأن السياحة "مسؤولية الجميع" ويتابع "وهذا البرنامج فرصة للتنسيق بين كافة الجهات المسؤولة عن تقديم خدمات مباشرة أو غير مباشرة للسائح، وتذليل العقبات التي قد يواجهها البعض منهم".
محاضرات عن مفهوم السياحة وأنواعها وأخرى عن أهميتها الاقتصادية، وكيف أنها تساهم في خلق العديد من فرص العمل، وجلب العديد من الاستثمارات، والمساهمة في الصادرات، وزيادة الدخل الوطني، ورفع مستوى الدخل القومي. ويتعرف الملتحقون بالبرنامج كذلك على أنواع السياحة حسب تصنيفها العالمي فهناك سياحة أثرية، وسياحة زراعية، وسياحة بيئية، وسياحة رياضية، وسياحة علاجية.
في حفل افتتاح البرنامج الذي أقيم بكلية خدمة المجتمع في حائل تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الأمين العام للهيئة العليا للسياحة قال د. يوسف الحزيم مدير المعهد العربي للتسويق والبيع "لن نضيف شيء عبر هذا البرنامج لأهالي حائل، الذين يعدون رمزاً في إكرام الضيف، وإن حاولنا عمل ذلك، فنحن كمن يبيع التمر في هجر، أو كمن يبيع الماء في حارة السقاءين!!". ويوضح أن البرنامج يركز على كيفية تقديم خدمة متميزة للسائح، عبر إعداد مدربين يدركون أهمية السياحة، ويتقنون فنون التعامل مع الآخرين، ويقدمون خدماتهم للزوار بطريقة احترافية، لا تخلو من الابتسامة وعبارات الترحيب، ويكونوا بالتالي قادرين على إيصال أهداف برنامج (يا هلا) لبقية أفراد وشرائح المجتمع.
يقول الرائد سعد المحارب مدير العلاقات العامة في شرطة حائل بأن الدورة أضافت للمشاركين الكثير عن مفهوم السياحة وأهميتها بالنسبة لمنطقة حائل والتوعية بأدوار الجميع في صناعة السياحة، "أتمنى أن أتمكن من نقل هذه التجربة لزملائي في شرطة حائل ضباطاً وأفراداً".
دليل خدمة السياح المتميزة الذي وزع على الملتحقين بالبرنامج، يطرح عدد من الطرق العملية للاحتفاظ بالسائح، وهو ينصح باحترام السائح، واستخدام مصطلحات يفهمها، وأن نعامله بلطف، وأن نلتزم بالحلم في حالة الغضب أو الخصام معه.
ويعرض (يا هلا) عدداً من الحالات الدراسية التي قد يواجهها القائمون على توفير خدمات يحتاجها السائح مثل: النقل، والإيواء، والإرشاد السياحي، والمطاعم. وهو يُذكر مقدم الخدمة بأهمية استقبال السياح بابتسامة صادقة.
محمد دحل الشمري مرشد سياحي ويمتلك متحفاً خاصاً يؤكد أنه استفاد من الدورة، ويأمل الشمري من هيئة السياحة تنظيم دورات خاصة بالمرشدين السياحيين. ويقول أن طبيعة عمله تتمثل في مرافقة وإرشاد السياح للمواقع الطبيعية والأثرية في حائل، مشيراً إلى أنه رافق أفواجاً من السياح البريطانيين والألمانيين واليابانيين والإيطاليين في رحلات نظمتها شركات متخصصة في هذا الجانب.
لماذا نحتفظ بالسائح في المملكة العربية السعودية؟ سؤال يطرحه (يا هلا)، ويجيب: في عالم لا يبعد المنافسون عنك فيه سوى مسافة بسيطة وفي سوق لا تعرف سوى السائح الذي يملك الكثير من الخيارات فإن التحدي الأكبر لا يكمن في البحث عن سائحين ولكنه يتمثل في فهم وإدراك متطلبات ضيوفك الحاليين والاحتفاظ بهم. وهو يحذر من أن "فقدان سائح من السائحين ليس بالأمر الصعب الذي تضرر منه المؤسسة السياحية إلا أنه لو حدث بصفة متكررة فمن الممكن أن يكون نذيراً بالإفلاس".
يختتم برنامج (يا هلا) أعماله في حائل اليوم الأربعاء 17/11/1425ه ليستعد للانطلاق في ثلاث محطات هي: المدينة، والطائف، والرياض، والشرقية.
مشكور اخوي