- اخرجت 60 جنيه واعطيتها لها وقلت: هذا درس استحقه عن جدارة !!
استقليت طائرة ناس من جدة الى مطار الاسكندرية (الخطوط الناسية لا تحط في القاهرة) ، هبطنا مطار الاسكندرية التعيس والذي ربما كان أفضل بقليل من مطار الملك عبدالعزيز (مطار الملك في جدة وجدة في بلد بترولي ، ومطار الاسكندرية في مصر ومصر بلد غير بترولي) كان المطار صغير لا يعدو كونه (صندقة) كبيرة ولمن لا يعرف الصندقة هي البركسات او الابنية المصنوعة من الهنجر !! تفاجأت بصغر المطار وتفاجأت بأنه لا يوجد ولا تكسي واحد .. بمكيف !!
اتكلنا على الله و .. لم نعمل بنصيحة عادل امام في مسرحية "شاهد مشفش حاقة" ولكننا اتكلنا على الله واخذنا تكسيا يوصلنا لل " قطار " ، وصلنا القطار " صكّة أم عميّد " !! من يعرف ماذا تعني صكة أم عميّد؟؟ لن أشرحها لكم المهم وصلنا ونزلنا ودخلنا الى شباك التذاكر فوجدنا ان القطار لن يأتي الا بعد ساعات ثلاث !! فقلنا .. الى البص ، الى السوبر جيت فأخذنا تكسيا ووصلنا هناك ووجدنا ان البص سيغادر بعد ساعة ونصف تقريبا ، اتجهنا الى مكان بين الباصات يسمى الاستراحة يقع بين محلين للبيع وهو مسقوف من الاعلى ويحيط به من الجنب الايمن محل للبيع وكذلك من الجنب الايسر بينما واجهة الاستراحة وخلفيتها مكشوفة تماما ، جلسنا نحن الثلاثة المبشرين " بالمقلب " على طاولة وطلبنا غداء جاءت فاتورته 100 جنيه مما تعدون !! التفتنا لبعضنا وقلنا: " ومالو " ودفعنا واذ بالبص يصيح بأعلى صوته معلنا قرب المغادرة الى القاهرة فحملنا الحقائب واتجهنا الى هناك واستلم احدهم منا الحقائب ووضعها بمكانها وصعدنا الى الباص وتفاجأت بأني انا لوحدي في كرسي ورفاقي بجوار بعضهما ولكن يفصلني عنهما سيدتين بيني وبينهما ونحن قد قطعنا التذاكر مع بعضنا وانا الذي قطعت التذاكر بنفسي !! جلسنا على حسب وداد ارقام المقاعد يا بوي .. وعلى بركة الله سرنا
كان ركاب الباص من طبقات متنوعة بعضهم يبدو عليه سيما الثراء غير الفاحش لا سيما ان سيماهم في وجوههم من اثر الراحة والدعة ، وبعضهم يبدو عليه انه من طبقة فقيرة كادحة وسيماهم في ايديهم واكفهم واصابعهم ، وبعضهم يبدو انه من الطبقة المتوسطة طبقة الموظفين والمهندسين والاطباء وغيرهم ، وقد تستغربون كيف ان ثريا يركب البص !! فأقول لكم أثبتت أكثر من حادثة في طرقات الاسكندرية القاهرة ان بعض صغار رجال الاعمال يستقلون الباصات واولاد بعض الاثرياء الصغار كذلك يفضلون الباصات والقطارات على وسيلة النقل الخاصة !
المهم .. سرنا وسررنا على بركة الله وبعد هنيهة رأيت فتاة صغيرة الحجم عمرها دون العشرين فيما اظن نحيلة رأيتها تذرع الممر من اول البص الى آخره ثم تنزل الى مكان في الاسفل ثم تطلع تذرع المكان وكأنها تقيس طول الباص بخطواتها كام قدم اكتشفت انها تعود لبعضهم بمأكولات ومشروبات فندهت عليها وهرعت اليّ على عجل فطلبت منها ثلاثة اكواب كبتشينو ، فراغت الى البوفيه وجاءتني بثلاث صينيات على كل واحدة منها بجوار كوب الكبتشينو هذه الاشياء التي تبدو في الصورة ، ووضعت ما لرفيقي عندهم ونظرا لبعدهم عني لم ار ان كانت الطلبات كلها لهم ام لا ، ثم اتتني في مؤخرة البص ليس ورائي الا ثلاثة صفوف من المقاعد تقريبا ووضعت الصينية امام الكرسي الفارغ الذي بجانبي فأخذت كوب الكبتشينو الخاص بي وأخذت اشرب ، كان الكبتشينو "نسكافيه خالص مالص" وكان ثقيلا تلسع لساني حرارة القهوة المحمصة حد الاحتراق كما احب ان اشربه عادة ، مرت بجواري ثانية فناديتها وقلت لها هذا الكرسي الذي بجواري ليس به احد ، أريد تنبيهها الى ان هذه الطلبات ربما كانت لشخص آخر !! تمتمت بكليمات لم افهمها فقلت لنفسي: كعربي ومسلم أديت ما علي ونبهتها بينما الاصل هو أن لا افعل ذلك والآن .. ذنبها على جنبها !!
كان التلفزيون "يرقع" أي يلعلع عاليا وانا مستمتع بالكبتشينو وكذلك اضع سماعة الجوال في اذني واذ بشيء يهز كتفي فطار صوابي وقلت لاشك ان هذا هو الحرامي الذي يذكر في مصر !! التفت على عجل واذ بسيدة كبيرة في السن تضع وجهها بمؤخرة رأسي تماما مما زاد رعبي ولكنها لم تترك لي فرصة فمبجرد ان التفت اليها ورأيتها قالت لي بنبرة آمرة حادة تذكرني بمعاملة الهوانم للآخرين في أفلام الابيض والاسود المصرية: " وطي صوت التسجيل بتاعك " !! عندما انهت جملتها تناسيت كل شيء وحمدت الله على انها لم تكن الحرامي المتخيل وحوقلت وبسملت واستعذت بالله من الشيطان الرجيم وقلت لها: يا سيدتي .. هذا الصوت هو صوت تلفزيون البص (وأشرت لها بيدي على الشاشة) وليس صوت جوالي او تسجيلي انا !! لم تعتذر واكتفت بأن رجعت الى مكانها وانا اعذر الكبار بالسن على كل تصرفاتهم ولا مشكلة وفي هذه الحادثة حسبي انني ولله الحمد والفضل والمنة واجهت سوء فهم من سيدة كبيرة بالسن ولم اواجه .. الحرامي الذي يذكر !!
ناديت على "المضيفة" مجازا صاحبة الفسفوري لتأخذ قيمة الثلاثة اكواب الكبتشينو فاستمهلتني وذهبت ، أتت مرة ومرتين وثلاث مرات وانا مستغرب لماذا لا تريد النقود !! ناديتها مرة ثانية .. فاستمهلتني كذلك وأتت وراحت وأتت وراحت .. الخ !! برغم انها تأتي ولا تفعل أي شيء عدا المشي بين الركاب فما الذي يشغلها عن أخذ النقود !! تساءلت بيني وبين نفسي !! زاد اندهاشي فاصررت على ان ألعب هذه اللعبة الممتعة اناديها فتنظر الي على عجل وتستمهلني وتذهب وهكذا !! لا اريد ان اطيل عليكم لا اعلم كم مرة ناديتها وتستمهلني انما في الآخر أتت قلت لها طلبت منك ثلاثة اكواب كبتشينو وشربناها فكم قيمتها؟ فقالت: 60 جنيه حضرتك !! ارتسمت علامة الدهشة على محياي وقلت: ثلاثة اكواب كبتشينو بكم؟ فأعادت علي ما قالت وهذا يعني انها غير مخطئة !! فقلت الكوب الواحد بعشرين جنيه؟؟ هل نحن على سطح القمر؟ قالت: الكوب الواحد بمعية هذه الاشياء واشارت الى الصينية التي وضعتها هي امام الكرسي الذي بجواري !! فقلت: لم اطلبها !! فقالت: هي تأتي معه !! فقلت: لم َ لم ْ تخبريني انها معه فأنا طلبت كبتشينو فقط !! المهم عرفت انني وقعت ضحية نصبة من حيث لا احتسب ولا اتوقع وانا الحريص ولكنني من الناس الذين ان استهلكوا الشيء دفعوا قيمته عن يد وهم صاغرون !!
اخرجت 60 جنيه واعطيتها لها وقلت: هذا درس استحقه عن جدارة !!
عدت الى السعوية ، وبعد الصيف قابلت احد الاصدقاء الذين اخذتهم مشاغل الدنيا واخبرني انه سافر الى مصر في مهمة من عمله ، أخبرته بهذا الموقف الطريق وبما حصل معي ولم اكمل القصة فاستوقفني واخبرني بما حصل معه ونحن نضحك :biggrin: فالذي حصل معي قد حصل معه تماما اذ حطوا في الاسكندرية واستقلوا الباص وطلبوا شايا واتت معه الاشياء وما اكلوها وعندما طلبوا الفاتورة كذلك فعلت معه فتاة الباص وكانت تستمهلهم مثلما فعلت فتاتي معي ولكن الذي اسعفهم انها عندما قالت لهم كل فرد ب 20 جنيه قام احدهم واخرج التذكرة وكان مكتوبا عليها رقم تلفون الشركة وقال سأهاتف الشركة واخبرهم بالذي حصل فأخذت الفتاة ترجوه ألا يفعل وانها ستأخذ منه مبلغ (انا نسيت الرقم وهاتفت الرجل الآن على جواله وكان مغلقا ولكن ما ان يهاتفني ويخبرني بالمبلغ الا واعود واخبركم بكم) فقط ولن تأخذ 20جنيه عن كل فرد والمثير جدا انها قالت له قبل ان تنصرف على طريقة الحرامية: " لا تخبر احدا من الركاب " !!
(الصور)
(1)
موقف الباصات في الاسكندرية
(2)
مغادرة الاسكندرية
(3)
موقع رفاقي عني
(4)
هذه الاشياء التي لن تستطيع شرب الكبتشينو الا بمعيتها !!
انا اعرف انك لا تستطيع ان تشرب الكبتشينو دون استخدام الكأس
انما انك لا تستطيع ان تشرب الكبتشينو الا مع هذه الاشياء .. جديدة علي
(5)
صورة مقربة
(6)
صورة مقربة
معلهش هشرح ليكو "صكة ام عميّد": أي تعامد الشمس على الارض في منتصف نهار يوم قائظ ، وقالت العرب: القائلة
بصراحه استمتعت بالسالفه
كان الاولى انك تسألها بكم الكابتشينو
وتاخذ الاغراض وتقول لها لمين
وبصوت مرتفع ...مش عاوزهم خوذيهم