- في الحديقة ممرات مبلطة فيها نوافير ماء .
بعد أن اتخذها إسماعيل عاصمة لحكمه في القرن السابع عشر الميلادي، أصبحت مكناس مدينة زاهرة تضاهي مراكش وفاس، أحاطها بالأسوار المتينة، وجعل لها عشرين باباً، عليها بروج ما زالت قائمة، منها باب الخميس.
بنى جزءاً من حي الرياض، سكن كبار رجال الدولة، في عهد إسماعيل، انهدم الحي مع الزمان، بقي باب الخميس أثراً منه.
في جواره يعقد حتى يومنا سوق الخميس، ومنها باب المنصور، أضخم أبواب مكناس وأشهرها؟ تزينه أعمدة على الجانبين، وأقواس منحنية على شكل حدوة فرس، فوقها زخارف من فسيفساء خضراء مذهبة، تمتد على طول البوابة بحروف سوداء كتابات دينية بديعة.
شرع إسماعيل قبل وفاته عام ألف وسبعمائة وسبعة وعشرين ميلادية
(1727م)، وأتمه حفيده السلطان محمد بن عبد الله.
عن يسار بوابة المنصور بوابة أصغر منها حجماً تُعرَف ببوابة (جامع الأنوار).
عندما بدأ إسماعيل إعادة بناء مكناس القديمة كان يهدم ما يقف حائلاً دون الجديد من البناء، حافظت ساحة (الهديم) باسمها على بعض ذكري هذا التهديم.
تمتد الساحة أمام باب (الأنوار) فسيحة، فيها الباعة المتجولون، وتحيط بها المحلات التي تعرض التحف من الصناعات التقليدية المغربية أو تصنعها.
على طرف الساحة في الجهة المقابلة لبوابة جامع الأنوار يقع قصر (دار الجامعي) حديقة القصر واسعة، تحيط به رداءً أخضر وأشجاراً يانعة، طراز بنائه مغربي أندلسي، تزينه أبوابٌ من خشب محفور ملونة، وسقوف من قرميد أخضر.
في الحديقة ممرات مبلطة فيها نوافير ماء .
(الجامعي) كان الوزير الأول في عهد (الحسن الأول) الذي حكم بين ألف ثمانمائة وثلاثة وسبعين (1873م)، وألف وثمانمائة وأربعة وتسعين ميلادية 1894م، استخدم القصر متحفاً وطيناً محلياً يعرض ملامح الحياة المغربية في مكناس وجوارها، يعرض من التراث أبواباً منقوشة، ونوافذ محفورة زرابية وزخارف منحوتة وفي القصر غرف بديعة نطل على ساحة الهديم من نوافذ ملونة.
أرض مكناس سهل ممتد بين سفوح جبال الأطلسي المتوسط، وهضاب ما قبل الريف، موقعها صلة بين شمال المغرب وجنوبه، شرقه وغربه.
ومن أبواب مكناس بوابة (برد عين ) في شمال المدينة، بنيت في القرن الرابع عشر الميلادي. إلى الشمال والشرق تمتد جبال بلا نهاية، تغطيها خضرة وحدائق زيتون، عرفت بالحدائق الأندلسية، قال حسن الوزان: كانت مكناس تعطي ثلث إنتاج مملكة فاس من المحاصيل الزراعية.
عرفت يوماً باسم مكناسة الزيتون، لكثرة أشجاره، ووفرة محصوله، وكانت المياه تجري إليها في قنوات على مسافة أميال خارج المدينة.
على بعد سبعة وعشرين كيلو متراً إلى الشمال تقع مدينة (زرهون) أو كما يسميها المغاربة مدينة مولاي (إدريس زرهون) لها دور في التاريخ وذكر، وما زالت تحتفظ بضريح (إدريس الأكبر).
مولاي إدريس هو (إدريس بن عبد الله) من آل البيت الشريف، فر من العباسيين بعد معركة (فخ) التي جرت بضواحي مكة عام مائة وتسعة وستين هجرية (169 ه)، لجأ إلى مصر، ومنها إلى المغرب، واستقر في جبل (زرهون) فأسلمت على يديه القبائل، انفصل عن الدولة العباسية وأسس دولة الأدارسة، أول دولة مسلمة مستقلة في المغرب.
زرهون يقال: إنها من كلمتين "زر" و"هنا" أي زرهنا، فاسم المدينة دعوة لزيارتها، في الطريق إلى المسجد سوق شعبي تباع فيه الشموع والحلوى المحلية والقلائد.
يؤدي ممر طويل إلى المسجد التي تستقبل الزائر ساحته بنافورة ماء في وسطها، وعند مدخله تقف جليلةً صومعته موشحة بالزمان.
في الساحة ساعة شمسية، نافورة ماء، وسقوف خضراء تكلل الجدران، وفي الداخل ضريح إدريس الأكبر، يزوره المغاربة إجلالاً وتقديراً، فهو خليفة ناشر لدعوة الإسلام، ومن أهل البيت الشريف، الضريح مغطى باللونين الأخضر والأحمر، تزينه آيات كريمة كتبت بخيوط ذهبية، قرب الضريح حرم المسجد عالياً مزخرفاً، تزينه النوافذ الملونة.
يبلغ عدد سكان المدينة حوالي عشرين آلاف نسمة، تعيش على الفلاحة والرعي والغراسة، تشكل أشجار الزيتون مورداً سنوياً هاماً لأهلها.
مات إدريس دون أن يترك ولداً، لكنه ترك زوجته حاملاً، وضعت ولداً سُمي لشبهه بأبيه (إدريس) أراده الناس أن يكون لهم ملكاً فنال عناية فائقة، كبر وبدأ يحقق الانتصارات ويفتح البلدان، لم تعد دار مقام أبيه تكفيه فغادر الجبل وأسس مدينة (فاس) استقر فيها، وإليها انتقلت عاصمة الدولة الإدريسية.
منقول
المغترب
اخوي /// المغترب
متميز كعادتك وتتحفنا بالمفيد دائما
وتحياتي