كلمات مقتبسة ...... وصور من مشاهداتي
تحكي آخر بقايا الأندلس
لم يكن سقوط غرناطة في يد النصارى حادثًا فجائيًا
بل جاء حصاد سنوات من الكيد الصليبي المنظم والغفلة والتخاذل من جانب حكام المسلمين في الأندلس
كان الملك المنكود أبو عبد الله محمد بن علي هو آخر ملوك الأندلس
وقد غادر غرناطة ساعة استيلاء النصارى عليها إلى منطقة البشرات واستقر هناك في بلدة أندرش
وذلك بناءًا على معاهدة التسليم الشهيرة
وكان وقتها أبو عبد الله في الثلاثين من عمره فعاش في مملكته الصغيرة الذليلة فترة من الدهر
وعلى الطرف الآخر كان ملك قشتالة الصليبي فرناندو وزوجته الصليبية إيزابيلا
بالرغم من انتصارهما الشامل ونيلهما شرف إزالة دولة الإسلام من الأندلس
إلا أنهما كانا يتوجسان في أعماق نفسيهما خيفة من بقاء السلطان المخلوع أبي عبد الله في الأراضي الأندلسية
وأنه من الممكن أن يجتمع المسلمون عليه مرة أخرى ويكون بذلك بؤرة للقلاقل والاضطرابات عليهما
لذلك كانا يفرضان عليه رقابة صارمة ويتلقيا أدق التقارير والأنباء عن حركاته وسكناته
بدأ الملكان الصليبيان في تنفيذ خطتهما في طرد أبي عبد الله من الأندلس
بدأت المفاوضات سرًا بين وزير الملك الصليبي ووزير السلطان المخلوع
ولم يكن أبو عبد الله يعلم شيئًا عن هذه المفاوضات ولم يأذن لهما فيها حتى تم الاتفاق على كل البنود
وبموجبه يتنازل أبو عبد الله عن كل أملاكه وحقوقه نظير مبلغ معين من المال
ولما علم أبو عبد الله بالأمر كاد أن يبطش بوزيره
ولكن الوزير الذكي استطاع أن يقنع أبا عبد الله بأن البقاء في أرض العدو في ظل العبودية والهوان لا يليق به
وليس مكفول السلامة والأمان
وأن العبور لأرض الإسلام خير وأبقى
فاقتنع أبو عبد الله بالأمر ولكنه طلب مقابلاً من المال أكثر مما عرض عليه
ودارت مساومات ومفاوضات حتى استقر الأمر على أن يخرج أبو عبد الله من الأندلس نهائيًا ويتنازل عن كل أملاكه بالأندلس نظير واحد وعشرين ألف جنيه ذهبي
وبالفعل تم عقد الطرد المهين لآخر ملوك المسلمين في (23 رمضان 898 ه)
وقد كتب أبو عبد الله موافقته على الطرد وهذا هو نص الموافقة التي تدل ألفاظها ومعانيها على مدى الهوان والذل التي وصل لها حال سلطان المسلمين
ويكشف عن السبب الحقيقي لسقوط الأندلس وفيه
ولقد فرح الصليبيون بهذه الوثيقة لدرجة أنها أصبحت تراثًا قوميًا يورث عندهم
وما زالت موجودة في متحف مدريد الحربي بصورة مكبرة
إضافة لرداء وسيف الملك المخلوع أبو عبدالله الصغير
ولقد وقف الشاعر نزار قباني
يرقب رداء أبي عبد الله الصغير
في الصالة العربية الموجودة بالطابق العلوي من المتحف الحربي بمدريد
فجاشت مشاعره بهذه الكلمات
ما تمنيت أن أكون
عروة في رداء
إلاّ في المتحف الحربي في مدريد
الرداء لأبي عبد الله الصغير
والسيف سيفه.
السائحون الأجانب
لا يستوقفهم الرداء
ولا السيف
أما أنا
فيربطني بالرداء
ألف سبب
أمام المجام الزجاجي المغلق
أستجدي الزركشات
آكل بخيالي النسيج
خيطاً
خيطاً
أتمنى أن يجد الجميع المتعة والفائدة في هذا الموضوع
مودتي وإحترامي
أخوكم
المنقلب
هناك فرق شاسع جدا
بين رسالة هذا الخادم وبين رسالة
ذلك البطل المقدام طارق بن زياد أيام الفتح
لملوك الممالك الفرنجيه , صدق أبوالبقاء (من سره زمن ساءته أزمان)
والله يالمقلب أنا مدين لك بوضع القصيده
النزاريه بهذه الطريقه وهي من
أروع القصائد وزادت روعتها
بإستخدامك لها .
روحك الجميله تهب كل شئ جميل .