ثانيا : مدينة قرطبة وجامع قرطبه الكبير علما باننا مررنا على الكثير من المدن الاسبانية : مثل طليطلة واشبيلية لكني لم اصورها الا تصوير فديو ويمكن مشاهدتها على اليوتيوب على المعرف:
Saleem Al-Harbi
المهم نرجع لمديمة قرطبة:
هي مدينة تقع على نهر الوادي الكبير، في الجزء الجنوبي من إسبانيا، وقد أرَّخت لها موسوعة المورد الحديثة فقالت: "أسسها القرطاجيون فيما يُعتقد، وخضعت لحكم الرومان والقوط الغربيين"[3].
وقد قام بفتحها القائد الإسلامي الشهير طارق بن زياد، وذلك سنة (93هـ/ 711م). ومنذ ذلك العهد بدأت مدينة قرطبة تخطُّ لنفسها خطًّا جديدًا، وملمحًا مهمًّا في تاريخ الحضارة؛ فبدأ نجمها في الصعود كمدينة حضارية عالمية، لا سيما في عام (138هـ/ 756م)، عندما أسس عبد الرحمن الداخل (صقر قريش) الدولة الأموية في الأندلس، وذلك بعدما سقطت في
دمشق على أيدي العباسيين.
وفي عهد عبد الرحمن الناصر (أول خليفة أموي في الأندلس) ومن بعده ابنه الحكم المستنصر، بلغت قرطبة أوج ازدهارها، وقمة ريادتها وحضارتها، خاصةً أنه اتخذها عاصمة لدولته الفتية، ومقرًّا له كخليفة للمسلمين في العالم الغربي، وقد جعل منها منبرًا للعلوم والثقافة والمدنية، حتى غدتْ تنافس القسطنطينية عاصمة الإمبراطورية البيزنطية في قارتها، وبغداد عاصمة العباسيين في المشرق، والقيروان والقاهرة في إفريقيا، وحتى أطلق عليها الأوربيون: "جوهرة العالم".
وقد شمل اهتمام الأمويين بقرطبة اهتمامهم كذلك بنواحي الحياة المختلفة فيها؛ من زراعة وصناعة، وبناء الحصون، ودور الأسلحة، وغيرها، وقد شقُّوا الترع، وحفروا القنوات، وأقاموا المصارف، وجلبوا للأندلس أشجارًا وثمارًا لم تكن تُزْرَع فيها.
واليكم بعض
الصور لجامع قرطبة الكبير والشهير
ثم بعد ذلك ذهبنا الى مدينة الزهراء
تقع على بعد احدى عشر كيلوغرب قرطبة وقد شرع الخليفة الأموي عبد الرحمن الناصر(عبدالرحمن الثالث) في بناءها عام 325هـ واكتمل بناء الزهراء عام 365 هـ في عهد الحكم. وسبب التسمية ان كان للخليفة زوجة محببة لديه اسمها الزهراء فبنى هذه المدينة ونسبها لها ووصفت بأنها كانت عاصمة الخلافة الحقيقية ويروي المؤرخون أن هذه المدينة المطمورة وفيها عدد من الإقطاعيات والقصور مختلطة مع كنوز تدهش المسافرين القادمين إليها. فكانت هناك أحواض من الزئبق يمكن هزها لنشر أشعة من ضياء الشمس المنعكس عبر جدران وسقوف رخامية من الذهب، حسبما تقول السجلات المعاصرة عنها. وكانت الأبواب محفورة من العاج والأبنوس، وهي تقود إلى حدائق غناء وواسعة تضم حيوانات وتماثيل غريبة مصنوعة من العنبر واللؤلؤ. وقد ذكر احد المؤرخين «كان المسافرون القادمون من أصقاع بعيدة يأتون من كل الطبقات والحرف ومن مختلف الديانات، فمنهم الأمراء والسفراء والتجار والحجاج والفقهاء والشعراء، وكل هؤلاء اتفقوا على أنهم خلال كل رحلاتهم لم يشاهدوا مثيلا لها».