المغرب المسافرون العرب

أكتشف العالم بين يديك المسافرون العرب أكبر موقع سياحي في الخليج و الوطن العربي ، يحتوى على أكبر محتوى سياحي 350 ألف استفسار و نصائح عن السفر و السياحة, 50 ألف تقرير سياحي للمسافرون العرب حول العالم و أكثر من 50 ألف من الاماكن السياحية و انشطة وفعاليات سياحية ومراكز تسوق وفنادق، المسافرون العرب هو دليل المسافر العربي قبل السفر و اثناء الرحلة. artravelers.com ..
مسئول
09-08-2022 - 07:32 pm
  1. ضحكت الهام وقالت: أطال الله عمر مليكنا محمد السادس.

  2. «المغرب يمتلئ بخرافة كبيرة تمنحك زهدا».

  3. قلنا له: هيا ارحل من هنا.. لم يعد لدينا نقود.


سقط تحت يدي
هذا
المقال للكاتبة القديرة
( بدرية البشر )
نشرته في جزأين في جريدة الشرق الأوسط
بعنوان
في المغرب لا تستغرب
لا اعرف هل سبقني احد الاخوان لوضعه هنا ام لا
عموما
اعجبني المقال احببت ان تشاركوني متعة قراءته
في المغرب لم أنتبه إلا لاحقا لسوء أدبي غير المقصود، فقد كنت أجزي أصحاب الخدمات الطيبين البشوشين الذين أقابلهم من المطار وحتى الفندق وعند تناولي فطور الصباح بدعاء لم أنوي إلا الصدق فيه فأقول لهم: «الله يعطيك العافية».
لم أفطن إلا لاحقا إلى أن العافية المغربية سيئة السمعة وأنها لا تعني إلا عكسها أي «النار».
السائق المبعوث من مركز الأبحاث المغربي، الذي أوصلني لفندقي شرح لي سر ازدحام الدار البيضاء بعدد سكانها الخمسة ملايين وعن المليون الذين يدخلونها يوميا من خارجها.
في لقاء ورشات العمل قابلت النساء المغربيات اللاتي عملن على تصحيح أوضاع المرأة المغربية في مدونة الأسرة، وانتزاع حقوق تحمي المرأة من العنف والتشريد بقوانين الأحوال الشخصية، هؤلاء المتمترسات بالعلم والفكر والعقل الرشيد حاربن بجدارة كما حاربت قبلهن النساء الأمازيغيات ليصلن لإصلاح مميز في الساحة العربية.
في «الطاكسي» كما يسميها المغاربة ركبت صديقتي المغربية إلهام في الكرسي المجاور احتراما لإنسانية السائق الذي كان بعمر جدها، والذي راح يحدثها حديث الأب عن زحام الدار البيضاء وعجائب ناسها، حتى ظننت أنهما من عائلة واحدة، صعب علي فصل الحروف المتلاصقة في اللهجة المغربية. حاولت إلهام أن تترجم لي ما كان يدور بينها وبين السائق العجوز من نكات متبادلة، سألها السائق:
  • هل ضيفتك تتحدث العربية؟

قالت له: نعم هي من السعودية.
قال مباشرة: أوه إنها بلاد الشرفاء، ليت الله يرزقني لأزور بيت الله هناك، ثم قال مازحا وأن أتزوج سعودية.
قالت له إلهام: لن يزوجوك، هل نسيت قيود المدونة وتقييد الزواج العبثي؟!
قال: إيه النساء (صعيبات) منذ خرجت علينا المدونة الجديدة وزوجتي تهددني بأن اقبض الباب في يدي وأمضي إن لم يعجبني الحال. غلبتنا النساء منذ ظهرت هذه المدونة.

ضحكت الهام وقالت: أطال الله عمر مليكنا محمد السادس.

لو أن إلهام قابلت مثلي النساء اللاتي حاربن من أجل المدونة لدعت أيضا لهن بطول العمر.
منذ أن هبطت الدار البيضاء وأنا أتصادم مع وعي جديد ودهشة جديدة، من الكلمات والرؤى.. وعي عاجز عن العثور على قائمة مألوفة أضع فيها ما أراه، حسب ما اعتاده عقلي من قوائم تصنف البشر وتمنحهم صفات منسجمة مع ما هم عليه، ففي المغرب شاهدت مجموعة غنية من التناقضات المدهشة التي لا تجتمع عادة في مكان واحد ومع بعضها البعض. شرحت لصديقتي مدى استغرابي في تأمل تعدد جمال مغربها وثرائه وتناقضاته، فقالت لي: عندنا يقولون: «في المغرب لا تستغرب!».
في المطعم اليهودي بالرباط حيث يجلس المغاربة، مسلمين ويهودا، يأكلون من صحن واحد على عادة لم نألفها في كثير من بلادنا العربية، أصر صاحب المطعم أن يهدي تحية لنا غناء أندلسيا قال فيه:
«أهل الشمال عندما يهب الهوى قويا يعرفونه
وحين ينظرون في أفق عيون حبيباتهم لا يرون إلا الجبال
بعض النساء حين تبرق الشمس في عيونهن
تجاوبهن السماء بالمطر»
ذكرتني صديقتي بأحداث الثاني عشر من مايو حين فجر الإرهابيون مطعما يهوديا ظنا منهم أنهم بهكذا فعل يحررون القدس، فأدركت لحظتها أي حرب شرسة تحاول قتل الفرح.
حدثنا الشاعر المغربي أن المغاربة يحبون الغناء الخليجي عموما، يحبون محمد عبده، وأبو عبد الله (طلال مداح)، كما يحب هو ذكريات عزيزة في نفسه عاشها في مدن الرياض والدمام وعسير السعودية، ثم قال واصفا مغربه:

«المغرب يمتلئ بخرافة كبيرة تمنحك زهدا».

في الطريق إلى الرباط، وبجانب الطريق المسفلت، كان الرعاة يعيشون حريتهم مع الخراف تحت شمس الخريف الدافئة في شهر «ديجبمر» كما يكتبه المغاربة. وعلى ضفاف المراعي والحقول الخضراء تجلس النساء يغزلن حكايات آفلة، بينما يلعب أطفال فقراء الكرة تحت شمس مغربية دافئة.
ماء المحيط الفضي يخرج لاستقبالنا أيضا على شاطئ الأطلسي، في مشهد حميم يمنح فيه صخور الشاطئ قبلاته المنعشة، ويخلع على أعناق صخورها عقودا من الفضة في مده وجزره. تسدل السماء على لقائهما الحميم ستار فضة أكثر صفاء، فيتحول المشهد إلى صورة من ماء يضيء العين بالنور، وبدهشة لا تحتمل غير صيحة الممسوس بالجمال «يا الله».
كلما حللنا مكانا يدعونا أهله بالضيوف، لا بالغرباء، ويمنحوننا كرماً معتّقاً بالود والاحتفاء.
عند وداع المغرب، وعند خروجنا الأخير من بوابة الفندق، ركض إلينا طفل صغير لا يتجاوز طوله ربع متر، وألح علينا أن نشتري «علكة» يبيعها، فأزحناه عن طريقنا قائلين:
أذهب.. لا نحمل نقودا صغيرة. ألح علينا، ففهمنا إلحاحه تسولا. تعاونا أنا وإلهام المغربية على جمع ثلاثة دراهم معدنية من محافظ نقودنا ومنحها له، لكنه رفضها قائلا:
ما نبغاش صدقة!
قلنا له: ماذا تريد إذن؟
قال: اشتروا مني!
تعاونا مرة أخرى وجمعنا له سبعة دراهم فأعطانا علكة. وضعنا الدراهم السبعة في يده فأخذ خمسة ورمى اثنين على الأرض، وأضاف «قلت لكم ما نبغاش صدقة»!
ماذا تريد إذن؟!
اشتروا مني علكة أخرى بالنقود!

قلنا له: هيا ارحل من هنا.. لم يعد لدينا نقود.

وفيما هو يلح تذكرت شيئا، مددت يدي داخل حقيبتي وأخرجت له «شيكولاته». قلت له: «ما رأيك أن تأخذ الشيكولاته هذه وتذهب»؟!
برقت عيناه بفرح الأطفال السعيد، لمعت ابتسامته بحبور وبراءة، مد يده ناسيا كل تعليمات أمه بألا يقبل الصدقات، وتعليمات أبيه بأن يكون تاجرا حصيفا، مد يده ناسيا تجارته اللحوحة، وقبض على الشيكولاته. مدت إلهام يدها لتساعده على فتحها فسحب يده خائفا أن تأخذها منه. قلت له: «أمام الحلوى لا تقول لا هاه!».
نظر إلي غير واع بما قلت وكأنه غادر عالمنا إلى عالم من الحلوى وبراءة الأطفال التي تنسى كل شيء، وابتسم وقال: شكرا.


التعليقات (2)
TMEEM
TMEEM
اشكرك اخي ابوماجد ..
على نقل الموضوع الجيد ..
من زمان قلنا المغرب غير ,
قالوا اطلع من البلد .
دمت بود ونشوفوك يوم الخميس ...

the_gentle
the_gentle
...

" "


خصم يصل إلى 25%