1. وأعتقد من كان قد قرأ بعضاً من مواضيعي يعرف بداية القصة ..

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الحمد لله أولاً وأخراً .. وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت ..
كلنا يجزم أن لكل حكاية بداية .. وبداية هذي الحكاية بدأت هنا في هذا المنتدى ..

وأعتقد من كان قد قرأ بعضاً من مواضيعي يعرف بداية القصة ..

فما رأيكم بشخص قد حَفظ أسماء شوارع لندن .. وحفظ أيضاً أول متجر يبدأ به شارع الأكسفورد .. وحفظ أماكن الجذب السياحية وكيف الوصول إليها .. وعرف أيضاً مناخ لندن بالرغم من تقلباته المُفاجئة .. وأحبّ كل شخص قد زار لندن ؟! .. نعم إنه الشخص الذي خطط لمدة 6 شهور .. ولم يحالفه الحظ لسبب يعلمه الله !!
وبدأت لندن تأخذ جزء من تفكيري رويداً رويداً .. وبعد الصدمة التي حلّت بي ..
صممتُ تصميماً بوقت ما أتاني الخبر بتفريغ الشُحن التي خزنتها لتلك الرحلة :
وبعدها تقريباً بشهرين .. أتاني عرضٌ للسفر إلى مصر .. وفكرت واستخرت .. وقارنت بين تلك المدينة الساحرة الباهرة .. وبين عاصمة مصر الساهرة ..
ووجدت شيئاً مرتبطاً .. فاستغربت ؟! كنت سأذهب إلى مدينة لها نهر متعرج .. وها أنا الآن ذاهبٌ إلى مدينة لها نهر متعرجٌ أيضاً ؟! فأحببت الرحلة لتشابهها البسيط مع لندن ..
وفي أواخر شهر 6 الماضي (ميلادي) .. أيضاً كانت لي رحلة عائلية للجمهورية السورية .. فكلما تذكرت أننا مسافرون .. تذكرت تلك المدينة التي أجدها في جميع نواحي حياتي الشخصية ..
وكما قالوا في الصبر :
فبعد صبرٌ دام السنة والنصف .. من الشوق لتلك المدينة التي قارنت معها باريس وبعض مُدن أوروبا .. فلم أجد أجذب لي وألذ لي إلا المدينة التي أسمها لندن ..
تم التخطيط سريع جداً ف بعد عيد الفطر تمت المُوافقة الجزئية للرحلة .. ونشطت معلوماتي التي كنت وقد خزنتها في ذاكرتي .. وأسأل ويُجب عليّ .. وأقرأ وأستفيد .. إلى أن صدرت الكلمة من أخي الذي هو أكبر مني في تسلسل أخوتي .. أن الرحلة شبة متأكدة بإذن الله .. فزداد هيجان الشوق الذي يتدفق في أجزاء جسمي ..
وفي صباح يوم 21-9 تم الذهاب إلى مكتب التأشيرات التابع للسفارة البريطانية الواقع في مدينة شرق مقابل البنك المركزي .. وكان مزدحم نوعاً ما .. ولما دخلت إلى المكتب سألت كم تستغرق الفيزة السياحية ؟ .. وقال لي : مابين ال4 أو 5 أيام..
فوقع تاريخ انتهاء الفيزة مع تاريخ الإقلاع ؟! ماذا نفعل ؟؟ وقرأت أعلاناً على الحائط .. خدمة الV.I.P ومن مميزات هذه الخدمة :

• الجلوس في غرفة فخمة لإنتظار تخليص الأوراق مع الضيافة الشاي والقهوة وأصناف من الحلويات والعصائر
• أستلام الفيزة بيوم أو يومين
• تعبئة الأستمارة كاملة
• التصوير إذا لم يوجد لديك صور
• توصيل الجوازات للمنزل

كل هذا تزيد فقط 21 دينار !! لكل جواز ..
فبدون تردد زدت وتوكلت على الله ..
فاستلمت الجوازات بالغد ..
وذهبنا إلى الخطوط الجوية القطرية .. وحجزنا تذكرتين على الدرجة السياحة ..((عطونا غلاف كشخة شوي ))
من تاريخ : 27-9-2010م إلى 2-10-2010م
وإليكم تخطيط الرحلة :

• المغادرة-

الرحلة الأولى :
من مطار الكويت الدولي في تمام الساعة 10:35م
إلى مطار قطر الدولي في تمام الساعة 11:50م
الرحلة الثانية :
من مطار قطر الدولي في تمام الساعة 01:05ص
إلى مطار هيثرو لندن في تمام الساعة 07:00ص

• العودة-

الرحلة الأولى :
من مطار هيثرو لندن في تمام الساعة 03:05م
إلى مطار قطر الدولي في تمام الساعة 11:55م
الرحلة الثانية :
من مطار قطر الدولي في تمام الساعة 02:05ص
إلى مطار الكويت الدولي في تمام الساعة 03:20ص
وكان السعر للشخص 200 دينار كويتي ..
وتم حجز الفندق من شركة الخرافي لحجز الفنادق ..
وكان الاختيار على فندق Central Park Hotel
القريب جداً من شارع Queensway ..
وكان السعر لغرفة ذو سريرين وحمام أجلكم الله لمدة 5 ليال
160د.ك
وكان موقعه جيد جداً وقريب جداً من الهايد بارك أو ما يُسمونه حدائق كنجستون ..
ومرت الأيام .. وكأنها سنين ..
اليوم هو يوم السفر !! إلى أين يا أحمد ؟! إلى لندن ؟! لا أكاد استوعب الرحلة ؟!
إلى المدينة التي شاهدت لها أكثر من 30 تقرير ؟! نعم هي بأمها ؟!
لا أريد أن استيقظ من هذه اللحظات ؟! ولأنني أعدت أن أحلم بها في منامي .. وكأنه حلمٌ جديد يتكرر مثل ما تكرر العديد من الأحلام ..
ويأتي الذهاب إلى المطار .. وأودّع أمي وهي حابسة لتلك العبرة التي شاهدتها من بعيد وأنا أسحب حقيبتي .. وأقاوم تلك المشاعر الممتزجة بالفرح والحزن ..
و وضعنا السيارة في مواقف الأمد الطويل .. لأن رجعتنا سوف تكون الفجر .. ولم نرد أن نُقيد أحداً بنا لأن الوقت ليس مناسباً لأستقبال أحداً بالمطار ..
ومرت الأمور بسلاسة وكان المطار خفيف الإزدحام .. ودخلنا الطائرة
وكانت الخطوط القطرية رائعة بمعنى الكلمة إلا أنهم يقدمون الخمر ؟! وآسفاه على ذلك ؟!
ووصلنا مطار قطر الدولي .. ومر الوقت بسرعة لتجولنا في سوق المطار مايُسمى بسوق الحرة .. وأثناء تجوالنا نادوا بإسم رحلتنا المُتجهة إلى لندن هيثرو ؟!
أتاني استغراب من نفسي إلى أين ذاهب .. هل هي مُحقة التي تنادي بالصعود إلى الطائرة ؟؟ وأخي يُجيب لها ؟!
لا ؟! لن أستوعب إلا عندما أرى أرض هيثرو بعيني ..
وكانت الرحلة متعبة قليلاً .. لعدم نومي بها قط .. ونوم أخي لمدة 5 ساعات حفظة الله .. كيف لا وهو مُتعود على مثل هذه الرحلات ..
وهذه صورة لمسار الرحلة ويُلاحظ بها أننا نحاذي النهار إلى أن نستقر في لندن وتشرق الشمس ..
وها نحن فوق بحر الشمال .. وقريب منا مضيق دوفر الذي بين بريطانيا وفرنسا ..
وكان الجو يبدأ بالأشراق .. والسماء لونها جميل .. كم يستهويني الشروق والغروب .. فهما من أجمل وأروع الأوقات بالنسبة لي ..
وتم تعبئة الأستمارة وكانت مترجمة بالعربية ..
وباقي 24 كيلو يا رباه .. اقتربت لندن والقلب يخفق ..
وإلى أن بدأ الكابتن بالهبوط .. ورأيت وتيقنت .. بأني في لندن الآن ..
الحمد لله والشكر لله .. على سلامتنا أولاً .. وعلى تحقيق الحُلم ثانياً ..
ويبدو الجو يشوبه بعض الضباب .. كيف لا وهي عاصمة الضباب ..
وتم الهبوط إلى مطار هيثرو .. والنزول .. والمشي مع الذين كانوا معنا بالطائرة .. وكان المشي أخذ منا ما أخذ .. طريق طويل جداً ..
إلى ما وجدنا طابوراً طويلاً متعرج .. وأرى الكاونتر بعيد جداً .. واشغلنا كما يقولون الإنتظار بالأستغفار ..
نا
وكان هبوطنا في المبنى الثالث .. والذي كان به بعض من عمليات الصيانة ..
إلى أن أتى دورنا الذي استغرق ال45 دقيقة ..
وأتينا إلى رجلٌ كهل .. يقول لنا .. هل انتم في عطلة ؟؟ ما هو سبب زيارتكم المملكة المُتحدة ؟؟ فقط !!
وختم لنا وطلعنا .. وأخذنا أغراضنا وطلعنا بدون أي تفتيش ؟!
استغربت من الكلام اللي كان يدور على هيثرو ؟!
وطلعنا إلى الاستقبال .. وكنا قد حجزنا من شركة ألفا ..وأرى مئات اللوحات أمامي وأبحث عن أسمي من بين الأسماء الموجودة ؟!
لم أجده .. وكنا في أشد الإرهاق .. وقلت ل أخي ..
مالنا إلى Heathrow Express ..
وبكل سهولة ويسر ذهبنا إلى مكان بيع التذاكر ..
وكان الشخص ب 35 باوند ..
والحمد لله كان من أفضل للوسائل التي استخدمتها ..
ومررنا بمناظر رائعة خلال ذهابنا إلى محطة بادنقتون ..
واتاني ذلك الهواء العليل المرصع ببرودة لطيفة ..
نزلنا من القطار .. ونحن نتبع لوحات Taxis..
وهذه صورة خلال نزولنا من القطار
وخرجنا وإذا بطابور طويل جداً .. أخي حُبط من طوله ..
قال لي أننتظر كل هذا الدور .. قلت له أنت في بلد النظام .. وهؤلاء الإنجليز لا يكلون من الإنتظار حتى لو دام الساعة الكاملة ..
واستغرب أخي بأن ضعف الطابور الذي أمامنا أصبح خلفنا ؟! نعم يصطفون ولا أحد يتردد بذلك ..
وأشاهد الباصات الحمراء ذوات الطابقين ..
الله ها هي لندن .. جوها البارد .. التكاسي السوداء .. برود الإنجليز .. نظافة شوراعها .. مبانيها التاريخية .. !!
نعم .. أنا في لندن .. أخاطب عقلي وأقنعه بأني في لندن الآن !!
وهذه خريطة تبيّن محطة البادنقتون .. وبعده عن شارع Queensborough .. الواقع به فندقنا ..
وأوصلنا التاكسي ب 5 باوند إلى فندقنا ..
وعلمنا Check-In .. ووضعنا حقائبنا ..
ولم نفكر إلا بالهايد بارك مسرعين .. متلهفين .. مشتاقين .. لتلك الحديقة التي قيل أنها أشهر حديقة في العالم .. ؟!
وأناظرها في أول خطوة بعد الخروج من الفندق فهي قريبة جداً من الفندق ..
ودقيقتين .. و محبوبتي لندن .. يطأ أرض الهايد بارك ؟!
أنها لحظة لن أنساها ما حييت ..
دعوني أضع الصور ولكم التأمل والتعليق ..
وبدأ تساقط الرذاذ اللطيف .. الذي يُنعش القلب ..
ومشينا بمحاذاة طريق البيزوتر ..
وقطعنا عرض الهايد بارك .. إلى أن وصلنا إلى حديقة القرين بارك ..
واستهلكنا جميع طاقة المشي التي نملكها ..
و وصلنا إلى قصر الملكة ..
البكينجهام بلس ..
يظهر من جانب حديقة القرين بارك ..
ورأيت كلمات مكتوبة على الأرض مقابل القصر ..
وأعتقد أنها متعلقة بأميرة ويلز ديانا ..
والنافورة المقابلة للقصر وكان الجو خيالي .. وممتع .. وتظهر لندن آي من بعيد ..
ولا يحلو لزائر لندن إلا تصوير الحرس الملكي
ومن التعب قلت لأخي .. مالنا إلا حديقة السانت جيمس بارك ..
والإسترخاء بها ولو قليل ..
وكان مقابل النافورة من الجهة الأخرى زهور جميلة جداً
وهنا يظهرون الناس المتجمعين عند القصر
ومشينا مع طريق بمحاذاة السانت جيمس بارك ..
ودخلنا بنصف الحديقة .. واستقبلتني الحمامة بالقرب من البحيرة ..
وكانت الحديقة ساحرة جداً .. ولكن أعتبرها صغيرة نسبياً ..
وتظهر لندن آي من خلف ..
ويظهر البط والبجع ..
وصديقنا الودود في كل حديقة
و شدينا الرحال إلى أشهر معلم في لندن البيق بين ..
وخرجنا من حديقة الجيمس بارك ..
ومشينا تقريباً 50 متر ..
وإذا البيق بين تظهر وهي تدق أجراسها بأن الساعة الثالثة عصراً !!
يا الله ..
في نظرتها الأولى لي .. ونظرتي الأولى لها !! تدق أجراسها ..
وكأنها تعبر بالفرح .. أن شخصاً ما كان يتمنى زيارتها خلال سنة ونصف ؟!
نعم .. لقد رأيتها ورأيت النوافذ التي تحت المربع الذهبي ..
ورأيت الكلام المخطوط بين النوافذ والمربع ..
ورأيت كم طولها .. رأي لونها الحقيقي .. لأني كنت أرى ألوف الصور مرة تبدو صفراء .. وأخرى رمادية مائلة إلى الصفار .. ومرة لونها زاهي ..
ولكن أستقر لونها الحقيقي في عيني ..
ومررنا على محطة الويستمنستر للأندرقراوند ..
وكنت متشوقاً لتجربة الأندرقراوند ..
لكن ليس وقته الآن .. أنه وقت مشاهدة لندن والاستمتاع بها لأول نظرة ..
وابحث عن عين لندن ..
وتقدمنا كذا خطوة .. ولما رأيت نهر التايمز أشهر نهر في أوروبا .. ذو المياه البنية ..
وأرى لندن آي ..
ومشينا فوق جسر ويستمنستر .. وجدت رجلاً يلبس الزي الاسكتلندي .. ويعزف ألحاناً اسكتلنديه ..
وصور من فوق الجسر ..
إلى أن وصلنا لندن آي
ومنظر الجسر المؤدي إلى البيق بين
وجلست أمام الحمام والطيور المغردة والجو جميل ومائل إلى البرودة ..
وجلست وأرى حمامة بيضاء تتأمل في البيق بين مثلما كنت أنا كذلك ..
وتذكرت كل كلمة قالوا عن البيق بين ..
ولكن الحمامة سبقت كل الكلمات وقبّلت البيق بين بلا تردد ..
وكأنها تتفوه .. وتقول بأن لا تتذكر أي معلومة من التاريخ فنحن أهل الحضارة والعراقة والمجد ..
ومنظر عام للبيق بين .. وقصر البرلمان .. والجسر نهر ..
والبيق بين تشير إلى الساعة 3 والنصف ..
وأصدرت صوتها الثخين .. الرنة التي تبعث في نفس المستمع تاريخ طويل وعصور ذات طابع أستقراطي ..
وأصدرنا أنا وأخي رنات التعب والإرهاق وقررنا العودة مباشرة إلى الفندق ..
وكانت الساعة 5 مساءاً ..
وأصدرنا بطاقة الأويستر الخاصة للباصات فقط ..
ورجعنا عن طريق الباص رقم 12 ..