سيرلانكا المسافرون العرب

أكتشف العالم بين يديك المسافرون العرب أكبر موقع سياحي في الخليج و الوطن العربي ، يحتوى على أكبر محتوى سياحي 350 ألف استفسار و نصائح عن السفر و السياحة, 50 ألف تقرير سياحي للمسافرون العرب حول العالم و أكثر من 50 ألف من الاماكن السياحية و انشطة وفعاليات سياحية ومراكز تسوق وفنادق، المسافرون العرب هو دليل المسافر العربي قبل السفر و اثناء الرحلة. artravelers.com ..
abumohmd
08-12-2022 - 04:53 pm
كل من علم بنيتي لزيارة سيرلانكا في رحلة سياحية استغرب علي هذا التفكير متسائلا عما يمكن أن أجده في بلد مثل سيرلانكا..؟ في البداية كنت واثقا في مناسبة البلد من خلال اطلاعي على تجارب لعدد ممن زاروها وأثنوا على البلد سواء من ناحية الطبيعة الساحرة أو من خلال تعامل أهلها، لكني وقبل يومين من انطلاق الرحلة توجست الخوف لعدم ملائمة البلد للسياحة خاصة وأني من أشار على مجموعة من زملائي بهذه الوجهة..!
حلقت طائرتنا من مطار الرياض فجرا في رحلة استغرقت خمس ساعات في طائرة سيئة التجهيزات والخدمات تابعة للخطوط السعودية، حينما حلقت الطائرة فوق سيرلانكا شدنا منظر الغابات والحدائق الخضراء والأنهار والبحيرات بشكلها البديع والذي أشعرني لحظتها أني في المكان المناسب..! كانت الساعة العاشرة صباحا في توقيت كولمبو حينما هبطت الطائرة في المطار وقد انتظرنا قرابة الساعة والنصف لأجل الحصول على أمتعتنا رغم أن المطار حديث وخدماته الأولى توحي أنك في بلد كبير، وكان هناك تمييز لنا عند الجوازات بحيث انه خصص لنا موظف خاص بدلا من مكوثنا مع مئات السيرلانكيين القادمين معنا في ذات الرحلة ولم يستغرق تدقيق الجواز سوى خمس دقائق فقط، صرفنا في المطار روبيات بسعر 100 روبية للدولار.
المطار يبعد عن كولمبو العاصمة تقريبا 40كم وقد استئجرنا سيارة ب15 دولارا تقلنا إلى فندق (جولبال) حجز لنا فيه سويت (غرفتين وصالة وحمامبن) بمبلغ 120 دولار اكتشفنا أن من اتفقنا معه حصل عليه ب95دولار..! في الطريق إلى الفندق كان المسار واحدا وعدد كبير من المحلات تنتشر بجانبه أكثرها محلات لبيع الخضروات والفاكهة أوقفنا السائق بجانب أحدها لنشتري منه موز وأناناس وجوز هند وكانت الأسعار ليست بذلك الرخص المتوقع، وقد كان مرورنا بكولمبو فرصة للتعرف عليها حيث ظهرت لنا بشكل مزدحم سواء في الجانب البشري الذي يسير على قدميه أو في السيارات التي كان سائقها في الجانب الأيمن منها وهو مايخالف سيارتنا، والذي ترتب عليه عكس لاتجاه السير والذي أوقعنا في مواقف كدنا نتعرض فيها للدهس بسبب أننا كنا ننظر للاتجاه الخاطئ حسب ماتعودنا عليه في مدننا..!!
من خلال المعلومات التي جمعناها سابقا عن زيارة سيرلانكا فإنه يتوفر في المطار مكاتب لتنظيم برامج سياحية لزيارة جميع مدن سيرلانكا، وعند هبوط الطائرة تعرفنا على شاب سيرلانكي يعمل في الخطوط السعودية اسمه (أمان) قال أنه سيحصل لنا على مكتب يساعدنا في تنظيم برنامج متميز، وفعلا وجدنا شخصا يحمل اسمنا في استقبالنا وهو من حجز لنا الفندق ب120 دولار بينما سعره الأصلي 95دولار..!! وأثناء انشغال الشباب بشراء شرائح هاتف جلست مع شخص آخر يدعى (فيمال) وبدأ بتخطيط برنامج لنا لم يكمله بسبب دخول الشخص الأول وإفهامه أننا تبع له، اتفقنا مع الشخص الأول على زيارتنا في الفندق مساء وبالفعل حضر وأعطانا برنامجا قيمته 2000دولار تضمن السيارة مع السائق وحجز الفنادق، مما جعلنا نتصل بفيمال الذي حضر وتم تنسيق برنامج بدأ أولا بالجزء الجنوبي المتضمن الشواطئ لحرصنا على أن نكون في مدينة (كاندي) يوم 10 أغسطس، وأعطانا في البداية سعر 950دولار لكامل البرنامج لمدة تسعة أيام، لكنه عاد في اليوم التالي وقال أن السعر تغير ليصبح 1250 بسبب ارتفاع أسعار الفنادق في شهر أغسطس واتفقنا معه على 1200دولار سلمناه 800 ويتبقى 400 نسلمها إياه في كاندي.
في صباح اليوم الثاني حضر إلينا السائق (أنتوني) وهو سيرلانكي ديانته نصراني كاثلوكي وعمره يتجاوز الخامسة والخمسين، في البداية أعجبنا به من حيث اهتمامه ومعرفته لكثير من الأشياء، وكانت محطتنا الأولى مدينة (هيكادوا) بعد أن تعذر الحصول على سكن في مدينة (بنتوته) التي دمر غالبية فنادقها إعصار تسونامي الشهير، وصلنا مدينة هيكادوا المطلة على الشاطئ وحصلنا على غرفتين متجاورتين في فندق ثلاث نجوم وكان الفندق جميلا رغم قدمه وتأثر دوره الأول بزلازل تسونامي، وكانت غرفنا تطل على المسبح، مدينة هيكادوا صغيرة وفيها محلات صغيرة تجاور الفندق الذي وافق إقامتنا فيه وجود قروب إنجليزي لمساندة ضحايا تسونامي وشاهدنا أحد المحلات التي تعمل في نحت التماثيل الصغيرة من الأخشاب والتي يصل عمل بعضها إلى شهرين كما ذكر لنا العاملين فيه، في صبيحة اليوم الثاني بالفندق ركبنا على قارب صغير ب1000 وربية تقريبا وكان أسفل القارب من زجاج بحيث ترى الأسماك التي في الأسفل كما ترى الشعب المرجانية بشكلها الجميل، كان موج البحر هادرا أثناء جولتنا التي استمرت ساعة تقريبا، كان الإفطار في الفندق على طريقة البوفيه المفتوح وتضمن بعض الأصناف المختلفة، كما كان العشاء ليلة أمس على طريقة البوفيه المفتوح بسعر 750 روبية للشخص الواحد.
الساعة الحادية عشر صباحا من اليوم الثالث انطلقنا نحو الهدف التالي وكانت مدينة (تيقالا) وفي الطريق إليها مررنا بمدينة (ماترا) وهي مدينة كبيرة ظهر تأثرها من إعصار تسونامي، ثم مررنا بمدينة (جالا) وهي مدينة تشتهر بوجود مصانع للأحجار الكريمة وتقطنها مجموعة من المسلمين، في جالا زرنا مصنعا للأحجار الكريمة وكان صاحبة شخص مسلم سمعنا في مصنعه لأول مرة آذان الصلاة وكان ذلك في وقت الظهر، واستعرضنا في المصنع كيفية الحصول على الأحجار وكيفية تنقيتها ومن ثم دخلنا للمعرض وشاهدنا مجموعة من المعروضات واشترينا بعضا منها، في مدينة جالا أيضا زرنا الحصن القديم والذي يقدر عمره بأكثر من 1600 عام بناه الهولنديون القدماء وفيه إطلالات رائعة على النهر وعرض علينا أحد الأشخاص المحترفين أن يقفز في الماء من ارتفاع عالي مقابل 200روبية، بعد أن خرجنا من مدينة جالا وفي الطريق توقفنا عند مصنع لصناعة المصنوعات اليدوية كالتطريز وغيرها باليد، وشاهدنا طريقة الصناعة من خلال اليد وتثبيت المسامير على لوح وكانت المصنوعات تستخدم كمفارش للطاولات والأواني وبعضها يستمر العمل فيها لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقفنا عند مصنع آخر لصناعة قطع أقمشة ملونة بطريقة يدوية وشاهدنا طريقة العمل التي تبدأ من الرسم باليد ثم التلوين بألون معينة وأخيرا دخلنا المعرض الذي ضم مجموعة من الأشكال والألوان المختلفة، وصلنا الفندق المخصص لنا في مدينة (تيقالا) قبل المغرب لكن الفندق والذي كان على شكل سفينة كان قيد الترميم بعد أحداث تسونامي مما جعلنا نرفض المكوث فيه ونطلب جعل هذا اليوم في مدينة (نوار إليا) وأثناء مرورنا بمدينة (هام بنتوته) لم نشاهد فنادق جيدة.
كان توقفنا التالي في مدينة (تسامهرم) وهي مدينة صغيرة جدا وصلناها قبل العشاء وفندقها الذي سكنا فيه صغير ويكثر فيه الناموس بشكل مزعج، وكان توقفنا فيه لأجل زيارة الغابات صباح الغد، وفي المساء اتفقنا مع صاحب سيارة سفاري على أن يصحبنا فجر غد بمبلغ 2500روبية في جولة على الغابات في منطقة (يالا) وبالفعل حضر في فجر اليوم الثالث وركبنا معه في صندوق السيارة التي كانت أشبه باللوري ومزعجة بشكل لايعقل، مما جعلنا أثناء انتصافنا في الطريق نستأجر سيارة سفاري أخرى بمبلغ 4000 روبية والتي من خلالها أخذنا جولة على منطقة (جنقل يالا) ودفعنا رسم دخول 20دولار عن الشخص الواحد، وكانت غالبية الحيوانات الموجودة هي الفيلة والخنازير والغزلان والقرود والتماسيح، وتوقفنا على الشاطئ داخل الغابات وتم إنقاذ أحد الصيادين من الغرق بعد محاولات وجهود كبيرة، في طريق عودتنا من الغابات أخذنا سائق السفاري إلى داخل فندق (فيالج يالا) والذي كان عبارة عن غرف متناثرة داخل الغابة بشكل رائع وسألنا عن سعر الإقامة اليومية للغرفة الواحدة والذي كان 125دولار..!! رجعنا من الغابات قبيل الظهر وحدث موقف استفزازي من السائق الذي أقلنا للفندق حينما تشاحن مع أحد الزملاء ليتوقف في منتصف الطريق ويرفض مواصلة السير وبعد محاولات وافق على السير، أيضا الموقف الآخر مع صاحب السفاري اللوري الذي رفض مبلغ 500 روبية وهددنا بعد الخروج من الفندق لنعطيه مبلغ 1500 روبية حفاظا على الهدوء..!!
كان الطريق بين مدينة (تسامهرم) وبين (نوار إليا) طويلا يستغرق تقريبا خمس ساعات في طريق سئ وضيق وتنشر حوله القرى والمدن، وتوقفنا في الطريق عند أحد أكبر الشلالات قبل نوار إليا والذي وافق تواجد مئات السيرلانكيين يغتسلون فيه تبعا لاعتقادات دينية لديهم، وكان الطريق إلى نوار إليا بديعا وجميلا بالغابات الخضراء رغم انحناءات الطريق وتعرجاته، وصلنا نوار إليا قبيل آذان المغرب وكان فندقنا (الهرتاج) ذي الثلاثة نجوم بديعا بمقدمته التي كانت عبارة عن حديقة من الزهور المتنوعة والمختلفة، وكان يبعد عن وسط المدينة مسافة خمس دقائق بالقدم، وكان الجو باردا بالفعل مما جعل بعضنا يشتري ملابس شتوية من سوق المدينة الصغير والبعض أخرج ماأحضره معه استعدادا للبرد الذي سمعنا عنه من قبل، سوق المدينة كان صغيرا تنتشر فيه العديد من المحلات الخاصة ببيع الملابس الشتوية وكان الملاحظ في هذه المدينة كثرة المسلمين حتى أن الكثير منهم يتحدث العربية بطلاقة وعلمنا أنهم تعلموا ذلك في مدارس المحمدية التي تعلم العربية وبعضهم عمل في دول الخليج، وكان العشاء في ذلك اليوم مميزا من خلال مطعم ميلانو والذي يملكه شخص مسلم عمل في مدينة الجبيل وتميز بأن الوجبات التي تناولناها قريبة جدا من الأكل السعودي خاصة الأرز الذي حرمنا منه طيلة الأيام الماضية..! ويتوفر في سوق المدينة محلين يوفران خدمة الإنترنت بطريقة الدايل أب.
في صباح اليوم الرابع في نوار إليا توجهنا لحديقة (بوكتنكال قاردن) وهي حديقة كبيرة على مرتفع جبلي تم تنسيقها وتجميلها بلمسات جميلة، كما وضع فيها أماكن مخصصة لكل نوع من الزهور، وبعد الظهر ذهبنا في زيارة إلى أحد مصانع الألبان في المدينة وشاهدنا كيفية تجفيف الحليب والذي يباع على هيئة بودرة بعد نزع الماء منه، بعد ذلك زرنا أحد مزارع الأبقار وشاهدنا حضائر تربية الأبقار والتيوس والأرانب، بعد ذلك عدنا إلى الفندق قبل المغرب لنذهب في رحلة تسوق أخرى أنهيناها بالعشاء في مطعم ميلانو ومما لوحظ هذا اليوم انقطاع الكهرباء عن المدينة ويبدو أن الانقطاع متكرر بدليل أن بعض المحلات استعانت بمواطير كهرباء لخدمة زبائنها، أكملنا ليلتنا في الفندق ونمنا مبكرين استعداد لرحلة الغد.
في صباح اليوم الخامس خرجنا مبكرين نحو مدينة (كاندي) في طريق يبلغ 160كم تقريبا سنقطعه في خمس ساعات، بعد خروجنا من مدينة نوار إليا توقفنا في الطريق عند مزارع الشاي وشاهدنا كيفية القطف من قبل العاملات وقمنا بالتقاط الشاي وأخذنا الصور التذكارية لذلك، بعد ذلك زرنا مصنعا لصناعة الشاي ويملكه شخص مسلم ذكر لنا أن غالبية العاملين من المسلمين لهذا الغرض، وقد تابعنا كيفية صناعة الشاي منذ أن يحضر من المزارع ثم تجفيفه ومن ثم طريقة فرزه وتصنيفه حسب الجودة سواء في الوزن أو اللون لينتج أنواعا عدة من الشاي علمنا أن أجودها هو الذي يرمز له بالرمز BOPF يليه الذي يرمز له بالرمز BOP ويصل إلى أكثر من 40 نوعا، وقد اشترينا من معرض المصنع كميات كبيرة من الشاي رغم ارتفاع أسعاره عما هو موجود لدينا بما يعادل 300% تقريبا..!! وفي ذات الطريق إلى كاندي كان منظر الشلالات بديعا ورائعا والمناظر الخضراء جميلة بشكل لايوصف، كما أن الطريق إلى كاندي كان في نهايته جيدا إذ صادف وجودنا العمل على توسعته.
وصلنا كاندي بعد صلاة الظهر وتوقفنا فيها عند أحد محلات بيع الملبوسات ولاحظنا أن سعرها مرتفع جدا، كما توقفنا عند أحد محلات صناعة المجوهرات وفيه شاهدنا عرض لكيفية استخراج المجوهرات في القديم والحديث وكان لارتفاع الأسعار دورا في عدم شرائنا منهم.!! في كاندي توجهنا إلى فندقنا (تيلانكا) ذي الثلاثة نجوم وكان فندقا رائعا رغم قدم مبناه الواضح وكانت الغرف فيه مطلة على المدينة من مكان مرتفع ويعاب على الفندق إزعاج القرود للسكان وصعودها للغرف والبلكونات المطلة، بعد أن ارتحنا قليلا خرجنا لحضور حفل فلكلوري راقص في أحد المسارح غير المهيئة بشكل لائق إذ ظهرت كراسيها بشكل مهترئ ولم تكن هناك تهوية مناسبة، انتهى الحفل باستعراض الألعاب النارية والمشي على الجمر الملتهب، لنعود للفندق ونتعشى في مطعم الفندق عشاء لم ينل استحسان الزملاء..!!
في صباح اليوم السادس في كاندي خرجنا للتسوق وكانت الأسواق جيدة وأسعارها ملائمة خاصة الجزء الشعبي منها ويعتبر السوق في كاندي مميزا لكبره وتنوع معروضاته ومناسبة أسعاره، ولاحظنا أثناء خروجنا الاستعدادات الكبيرة للاحتفال السنوي الذي توفق بدايته اليوم من خلال تهيئة وتجهيز الفيلة ومن خلال استعداد المحلات لتأجير واجهة محلاتها لجلوس المتفرجين، ذهبنا بعد ذلك لزيارة حديقة الزهور الكبيرة في كاندي برسم دخول 300 روبية عن الشخص الواحد والتي كانت بالفعل رائعة وكبيرة ومتعددة الأركان وشاهدنا فيها أكبر شجرة في العالم من حيث انتشارها، كما كان تنسيق الزهور متميزا بألوانها وأنواعها المختلفة، وخرجنا من الحديقة قبل الظهر لنرجع للفندق حتى الخامسة عصرا حينما خرجنا عبر (الطقطوق) إلى موقع المهرجان وأخذنا مقعدا أمام مطعم بيتزاهت عرض علينا في البداية ب3500 روبية للشخص لكن زيارتنا في الصباح لذات المكان جعلتنا نعلم أن سعره المحدد هو 1500 روبية، كان منظر الحضور كبيرا جدا بجميع فئاتهم من الصغار والكبار وكلهم افترشوا الطرقات في منظر فريد انتظارا للمهرجان الذي لن يبدأ قبل الثامنة مساء، وكثيرون أحضروا معهم أطعمهتم ومشروباتهم بالإضافة إلى الإستعداد الأمني الكبير والمنتشر والذي قام بتفتيش حاجيات المتفرجين قبل بدء المهرجان، والمهرجان السنوي والذي يعرض من 10-19 أغسطس من كل عام عبارة عن عروض فلكلورية راقصة بمصاحبة الفيلة من خلال خمسة ألوان مختلفة كل لون يمثل رمزا معينا وكان المهرجان يبدأ حينما يقوم مجموعة من الرجال بالضرب بأحزمة تخرج أصواتا وتعني الإذن برمي التبرعات من الجمهور والتي تكون عبارة عن عملات معدنية صغيرة يعقبهم أشخاص يقومون بجمع العملات في أكياس ثم توضع أخيرا في سيارات متحركة على شكل صناديق، العرض لم يكن فيه ذلك الشيء المميز أو الغريب إلا الحضور وعالمهم الخاص وتجمعاتهم الغريبة وطقوسهم المختلفة، انتهى العرض الممل بالنسبة لنا (الذي يمر في شارعنا وإلا فالعرض يستمر ليطوف أكثر من منطقة) في الساعة الحادية عشر ليلا وسط انصراف الجميع بصورة جماعية وبصعوبة حصلنا على (طقطوق) ليعيدنا إلى الفندق...!
في صباح اليوم السابع خرجنا صباحا متوجهين إلى مدينة (بولانروا) وتبعد عن كاندي تقريبا 100كم وفي الطريق إليها توقفنا عند أكبر معبد بوذي في سيرلانكا وهو مايعرف بالمعبد الذهبي أو معبد (أبو سنون) لأن بوابته عبارة عن فك مفتوح تظهر أسنانه بشكل واضح، وكان يشترط للدخول عدم حمل الكاميرات للتصوير وضرورة خلع الأحذية وارتداء رداء خاص ودفع رسم دخول مقداره 20دولار عن الشخص الواحد ورغبة في عدم دعم المعبد رفضنا الدخول مكتفين بالتعرف عليه من الخارج، بعده توجهنا إلى منطقة غابات فيلة بقصد الركوب على أحدها، وحصل موقف من السائق حينما قصد بنا محلا بعينه عرض علينا الجولة لمدة ساعة ب8000 روبية لكننا ذهبنا لمحل آخر لعدم وجود فيل جاهز لديه وحصلنا عليه ب2000روبية مما جعل المحل الأول يوافق على 2500روبية ولعدم رغبتنا في خسران السائق وافقنا عليهم، وقد ركبنا على ظهر الفيل وطاف بنا غابة مخترقا بحيرة صغيرة وكان هناك مجموعة من الأشخاص الذين خدمونا بعملية التصوير لقاء مبالغ زهيدة، بعد الانتهاء من هذه الجولة الماتعة والفريدة توقفنا في منطقة مطلة على بحيرة كبيرة تتوسطها أشجار جميلة وطبخنا بأنفسنا وجبة غداء بعد أن اشترينا الأدوات اللازمة من محلات (ستي فود) الشهيرة خاصة ونحن قد اصطحبنا (ثاية) مكتملة الأغراض معنا، وقبيل المغرب توجهنا إلى مدينة بولانروا وهي مدينة تشتهر بالمعابد القديمة والأثار ولم نتحمس كثيرا للوقوف بها واكتفينا بمشاهدتها ونحن في السيارة، وفي فندقها ذي الثلاثة نجوم بتنا ليلتنا تلك وكان الفندق هادئا يقع في منطقة مطلة على بحيرة كبيرة وغرفة رتبت بطريقة رائعة، وفيه مسبح جميل والمدينة هادئة ولاتوجد فيها أسواق وكانت إقامتنا فيها بغرض زيارة (سيقريا) وجبلها الشهير في الغد.
في صباح اليوم الثامن خرجنا متوجهين نحو سيقريا التي تبعد عن بولانروا 30كم وقطعنا تذاكر لدخول الجبل الكبير والذي يمثل معبدا قديما يتطلب الصعود إلى أعلاه صعود مايزيد على 1200درجة ودفعنا تذاكر دخول 2000روبية عن كل شخص، واستعنا بمرشد من أمام الجبل بمبلغ 300روبية صعد معنا إلى أعلى الجبل وسط طريق متعب وخطير خاصة في الدرج ال200 الأخيرات وتمكنا من الصعود على أعلاه والذي يمثل أماكن وحجرات ومواضع للملك الذي كان يحكم تلك المنطقة، وتميزت المنطقة بدقة التصميم فيما يتعلق بالاستفادة من مياه الأمطار من خلال تصريفها بحيث تصب في برك متعددة حيث يوجد برك في أعلى الجبل وبرك في أسفله ومنها ماهو مخصص للشتاء وماهو مخصص للصيف، ويتواجد في منطقة الجبل كثير من البائعين المتجولين والذين يبيعون اشياء ذات صلة بالموقع إضافة إلى مصنوعات خشبية متنوعة منها صندوق خشبي صغير يفتح بطريقة معينة يستخدم كمخبأ للأغراض الثمينة كالذهب والمجوهرات.
حينما هبطنا من الجبل استقلينا السيارة نحو منطقة الفيلة اليتيمة وكان الطريق إليها ضيقا وصغيرا ويمر بمناطق سكنية نائية، وحينما وصلنا المنطقة قطعنا تذاكر دخول 500روبية للشخص الواحد إضافة إلى مبلغ 500روبية عن كل كاميرا فيديو، الفيلة الأيتام هي مجموعة من الفيلة ذات الأعمار المختلفة والتي فقدت والديها ويتم تربيتها في هذه الحديقة لتكون أليفة ومن ثم يتم إهدائها إلى الدول الصديقة، ورغم ضيق الطريق وبعد المسافة إلا أن المنطقة كانت مليئة بكثير من السياح، وتنتظر الفيلة في بحيرة صغيرة طيلة الوقت حتى منتصف العصر حيث تخرج في جولة جماعية مع رعاتها.
بعد هذه الزيارة قصدنا هدفنا التالي وهي مدينة (بيقمبو) لنبقى في فندقها (الدلفين) يومين وهو فندق رائع وجميل ومطل على البحر الغربي وهو فندق كبير عدد غرفة أكثر من 150غرفة ويتميز بوجود مسابح كثيرة فيه مختلفة العمق، كما يوجد في الفندق مطعمين قابلنا في أحدهما طاهي مسلم قال أنه اشتغل في الخليج وأبدى استعداده لعمل (الكبسة) لنا حال طلبنا، لكن نوعية الرز الموجودة لدى المطعم كانت جيدة بحيث لم نطلب منه، وافق وجودنا في الفندق حفل زواج في الساعة الثانية عشر ظهرا شاركناهم المناسبة وهنأنا العروسين.
في صباح اليوم التاسع كنا ننوي زيارة كولومبو والتي تبعد عن فندقنا 40كم تقريبا لكن حادثة اغتيال وزير الخارجية السيرلانكي والفلتان الأمني في العاصمة جعلنا نستبدل العاصمة بأسواق مدينة بيقمبو ورغم صغرها إلا أن معروضاتها لم تختلف عما سبق من حيث الأسعار، لنعود ونكمل باقي يومنا الأخير في الفندق بمسابحه المغرية وأجوائه الجميلة، في صباح اليوم العاشر توجهنا للمطار لنستقل طائرتنا في تمام الساعة العاشرة صباحا وسط موج بشري كبير خاصة من السيرلانكيين..! وكانت طائرة العودة أفضل من طائرة القدوم لكنها تبقى سيئة قياسا بالطائرات الأخرى، خاصة في عدم وجود شاشات تعرض الاتجاهات والمسافات وغيرها.
· يبدو أن الخليجيين غير مألوفين بشكل كبير للسيرلانكيين، ذلك أننا كنا نواجه بأسئلة تكشف عدم معرفتهم بنا من واقع أشكالنا، وأكثر الجنسيات التي سئلنا عنها باكستانيين وهنود وإيرانيين، رغم أننا واجهنا كثير منهم قد عمل في الخليج خاصة في مدينتي كاندي ونوار إليا، في المقابل هناك تواجد كبير للغربيين فيها وخاصة الإنجليز في المرتبة الثانية يليهم الألمان ثم الفرنسيين ولم نلتقي أيا من الأمريكيين فيها.
· عانينا في الأيام الأولى بالنسبة للأكل واعتمدنا على السمك كوجبة رئيسية، لكن حينما وصلنا نوار إليا علمنا أن غالبية المذبوح في سيرلانكا يقوم بذبحه المسلمين، وهناك دجاج مشهور تعتمده كثير من المطاعم مذبوح على الشريعة الإسلامية ومكتوب عليه (حلال) هو دجاج (بيرحه)، وبخصوص الأكل فإن غالبية الفنادق تقدم الإفطار على طريقة البوفية المفتوح وتتنوع أصنافه من المربيات والبيض والسمك.
· لوحظ أن المسلمين الموجودين في سيرلانكا رغم قلتهم حسب الارقام الرسمية والذين لايزيدون على 16% كانوا متحكمين في التجارة من خلال عدد من المصانع والمحلات، وأحوالهم المادية على الإجمال جيدة مقارنة بغيرهم، ولاحظنا أيضا قربهم من معتقدهم وحرصهم على دينهم، وذكر لي أحدهم أنهم يعانون من فئتين تنتسبان للإسلام، الأولى الصوفية التي تنشر البدع والخرافات بينهم وجماعة التبليغ التي لاتلقنهم الدين الصحيح، كما يعانون من مضايقة الكهان البوذيين لهم في دعوة غير المسلمين.
· الأسعار في البلد مرتفعة بشكل غريب قياسا بدولة كسيرلانكا، حتى أن متوسط أجور الفنادق لليلة لايقل عن 50دولار للغرفة، لو قورنت بدول مثل ماليزيا وسنغافورة..! ناهيك عن الغلاء في أسعار التذاكر خاصة للأماكن المملوكة للحكومة كالغابات والمرافق، إضافة لغلاء المصنوعات والمنتجات الخاصة بالبلد كالشاي والبهارات والملابس والتي تصل بعضها لأكثر من أسعار الموجودة لدينا..!!
· الشعب عموما محترم ويحب أن يقدم الخدمة والنصيحة حتى لو تطلب منه وبدون مقابل وبعضهم يتقرب إليك طلبا لعقد عمل، ولم نجد عكس ذلك إلا مع سائقنا الخاص (مع الأسف) كما أن الأمن جيد وقد نسينا مرة كاميرا الفيديو ومرة محفظة أحد الزملاء وعدنا لنجدها في أماكنها..!! و
· من الملاحظات أننا منذ بدأنا جولتنا من المطار وحتى عدنا إليه مرورا بالمدن والقرى متجهين من الجنوب ثم الشرق ثم الشمال وأخيرا الغرب كانت الطرق التي نمر بها ملأى بالناس والمساكن تتوزع يمنة ويسرة عن الطريق، بالإضافة إلى أن الغابات والأشجار المثمرة كانت على جانبي الطريق باستثناء كيلوات معدودة بعد تسامهرم وداخل المدن الكبرى.
· لم ن


رحلتي الى سريلانكا
التعليقات (9)
اومس
اومس
موضوع شيق وجميل..الله يعطيك العافية
لكن مافيه صور؟؟

اغنية المطر
اغنية المطر
الله يعطيك العافيه اخوي ...
طيب وش رايك اخوي انا حصلت عرض لمدة 10 ايام و تسعة ليالي ب 1550 ريال
الفنادق كلها خمسة نجوم ... الا فندق واحد 4 نجوم ....
وش رايك بالعرض ... طبعاً شامل السائق ...

bualaa
bualaa
اخوي maz22
ما شاء الله طريقه رائعه للشرح مشكور.

KABAYAN
KABAYAN
الحمد لله على السلامة أخوي maz22
صحيح ان التقرير يفتقد الى الصور و لكن بكتابتك وأسلوبك الرائع صورت لنا كل ما غاب عن ناظرنا ،،،
تحياتي لك أخي الكريم ووفقك الله ،،،

سكوربيون
سكوربيون
الحمدلله على السلامة
وما شاء الله عليك تقرير رائع
وتسلم على المشاركة

hani458
hani458
وفيت وكفيت
الله يعطيك العافيه

abumohmd
abumohmd
اومس
الله يعافيك...
شكرا لمرورك ..

abumohmd
abumohmd
اغنية المطر
مشكور اغنية المطر ...
باعتقادي ومن خلال ماشاهدت ان عرضكم ممتاز
إذا كان العرض في الفنادق لغرفتين ... برنامجنا كان يتضمن غرفتين في كل فندق
تمنياتي لكم بالمتعة والفائدة

abumohmd
abumohmd
الاخوة
bualaa -
KABAYAN
سكور بيون
hani458
شكرا لمروركم على الموضوع ..
وبخصوص الصور .. لدي الكثير منها.. لكني شعرت أن الصور التي أنزلها الأخوة الذين كتبوا عن ذات البلد تكفي ..
وسأعيد مشاهداتي للصور.. وإن كان ثمة تميز فيها وندرة .. فسأقوم بإنزاله
تحياتي للجميع


خصم يصل إلى 25%