بورصه المسافرون العرب

أكتشف العالم بين يديك المسافرون العرب أكبر موقع سياحي في الخليج و الوطن العربي ، يحتوى على أكبر محتوى سياحي 350 ألف استفسار و نصائح عن السفر و السياحة, 50 ألف تقرير سياحي للمسافرون العرب حول العالم و أكثر من 50 ألف من الاماكن السياحية و انشطة وفعاليات سياحية ومراكز تسوق وفنادق، المسافرون العرب هو دليل المسافر العربي قبل السفر و اثناء الرحلة. artravelers.com ..
سلمان بن أبي بكر
11-10-2022 - 05:11 pm
  1. كلية الدراسات الشرقية والإفريقية

  2. SOAS

  3. آل عثمان

  4. أرطغرل وعلاء الدين السلجوقي

  5. نهاية سلاجقة الأناضول

  6. السلطان عثمان الأول

  7. (699-726) ه/ 1299 - 1326م

  8. وشيد السلطان عثمان قلعتين بالقرب من مدينة بروسه سنة 717 ه/ 1317م

  9. السلطان أورخان

  10. 726-761ه/1326 - 1360م

  11. السلطان مراد الأول

  12. واقعة قوصوة (كوسوفو) (Cossova)


بسم الله الرحمن الرحيم
الواحة العثمانية الأولى
د . محمود السيد الدغيم
باحث أكاديمي سوري جامعة لندن

كلية الدراسات الشرقية والإفريقية

SOAS

تحوّل العثمانيون من أمراء مهجرين منفيين إلى أمراء إمارة متنقلة، إلى إمارة ملحقة، ثم إمارة مستقرة مستقلة، ثم سلطنة محلية على طريق السلطنة العالمية الأولى، وتتضمن هذه الواحة البدايات حتى النصر العثماني البارز في معركة كوسوفو في 15 شعبان سنة 791ه/ 1389م.
1

آل عثمان

هاجمت قوات جنكيز خان المغولي بلاد آسيا الغربية فرحلت قبيلة سليمان شاه بن قايا ألب المنسوبة إلى سبط قايي خان الملكي التركي، وغادرت وسط آسيا إلى أذربيجان وبعد ست سنوات قرّر سليمان شاه العودة إلى وطنه، ولكنه غرق حينما كانوا يعبرون نهر الفرات، فأخرجه قومه ودفنوه قرب قلعة جعبر التي تقع حاليا في بحيرة سد الطبقة في الجزيرة السورية نحو سنة 630ه/ 1233م، وأطلق عليه الأتراك اسم (تُرْك مَزاري) وتولت الجيوش العثمانية والتركية حراسته عبر التاريخ، وأقرت اتفاقية لوزان للأتراك حراسته، ورفع العلم التركي عليه .
وبعدما غرق سليمان شاه عاد أولاده الثلاثة إلى وطنهم في وسط آسيا، وهم سنقور زنكي، وكون طوغدي، وكوندوز آلب، وعادت معهم أعداد كثيرة من القبائل، ولكن الأمير أرطغرل (بن كُوندُز آلب بن قايا آلب بن كوك آلب بن صارقوق آلب بن قايا آلب) قَصَدَ بلاد الأناضول مع أربعمائة خيمة يحميها ما يقرب من خمس مائة فارس، واقتربوا من قونية عاصمة سلاجقة الأناضول، وبينما كان أرطغرل يتجول مع فرسان قبيلته صادفوا جيشين يتحاربان، فانضم أرطغرل بقومه إلى جيش السلطان علاء الدين كيقباد بن كيخسرو السلجوقي، فانتصر جيشه على جيش من جيوش هولاكو قان من أعقاب جنكيز خان ملك المغول، وأسفرت المعركة عن انتصار السلاجقة بمساعدة أرطغرل وعشيرته سنة 663 ه/ 1264م، وكافأ السلطان السلجوقي أرطغرل وعشيرته، وأقطعهم الأراضي الواقعة بجهات قره جه طاغ، وطومانيج، واسكيشهر.
2

أرطغرل وعلاء الدين السلجوقي

حارب أرطغرل إلى جانب علاء الدين السلجوقي في أكثر وقائعه الحربية ضد المغول والدولة البيزنطية، فمنح السلطان علاء الدين أراض واسعة لأرطغرل وقومه، وفتح أرطغرل بلدة (صيراجق) التابعة للقسطنطينية، وسميت: سلطانية، وفتح بلدة سكود التي تعتبر مهّد الدولة العثمانية في الأناضول، وحرر قلعة كوتاهية السلجوقية من المغول، وظل أرطغرل يجاهد ضد المغول والروم البيزنطيين إلى جانب علاء الدين السلجوقي حتى تجاوز سنّ الثانية والتسعين، وقيل السادسة والتسعين، وقيل أنه ولد سنة 587 ه/ 1191م، وتوفي سنة 680ه/ 1281م، فدفن في بلدة سُغُوْت (Sögüt).
3

نهاية سلاجقة الأناضول

بعد وفاة أرطغرل قام السلطان علاء الدين السلجوقي بتنصيب الأمير عثمان مكانه، فتابع طريق الجهاد بشجاعة خارقة، فكافأه السلطان علاء الدين، وكرّمه بإعطائه شارات السلاجقة، وهي الراية البيضاء والخلعة والطبل، ومنحه استقلالاً، ولقب بك، وقرر منحه ما يفتحه من أرضي البيزنطيين وغيرهم ابتداء من سنة 688 ه/ 1289م، وسمح له بأن يضرب السكة النقدية باسمه، وبذكر اسمه بعد اسم السلطان علاء الدين من على منابر المساجد والجوامع السلجوقية.
ونشأت صداقة بين عثمان الأول، والقائد البيزنطي كوسه ميخائيل حاكم قلعة (خرمن قايا) الذي أسلم، وأنقذ عثمان من مؤامرة بيزنطية دُبرت له في وليمة عرس بيزنطي، وفي تلك الأثناء هاجم الخبيث قازان المغولي المدن السورية، ومدينة قونية، فاحتلها سنة 699ه/ 1299م، وأنهى دولة سلاجقة الأناضول.
4

السلطان عثمان الأول

(699-726) ه/ 1299 - 1326م

وُلد السلطان عثمان الأول في بلدة سُغُوْت (Sögüt) التابعة إلى مدينة (يني شهر) سنة 656 ه/ 1258م، وأعلن إنشاء إمارته بعد موت علاء الدين السلجوقي، وأتاه أمراء الدولة السلجوقية، ودخلوا تحت حمايته، ونصبوه سلطانا على الأناضول، فاتخذ مدينة يني شهر عاصمة له، ورفع راية الجهاد مدة سبع سنوات، وفتح العديد من قلاع الروم البيزنطيين، وانضم الكثير من الروم إلى جيشه، وأعجبوا بعدالته، ففتح مدينة كبري حصار، وقلعة أزنيق الشهيرة، وهاجت الجيوش البيزنطة يني شهر عاصمة العثمانيين، فتصدى لهم السلطان عثمان على رأس جيشه بجوار قلعة قيون حصار وهزمهم ثم اقتفى أثرهم حتى موقع ديمبوز، فقتل أمير مدينة كستل البيزنطي، وهرب بقية الأمراء البيزنطيين نحو بورصة والقسطنطينية،

وشيد السلطان عثمان قلعتين بالقرب من مدينة بروسه سنة 717 ه/ 1317م

وعَيَّن في إحداهما ابن أخيه آق تيمور، وفي الأخرى البطل بلبانجق أحد مماليكه، وحاصر بروسه، وترك ولده السلطان أورخان وكوسه ميخال وصالتق ألب للمحافظة على البلاد وأنزلهم بقلعة قره حصار، ثم فتح السلطان عثمان قلعة لبلبنجي، وقلعة جادرلق، ويكينجه حصار، وآق حصار، وتكفور، ثم أرسل الغازي أورخان والغازي عبد الرحمن وغيرهما إلى قلعة قره جيش، ففتحوها، وتابع السلطان فتوحاته نحو مدينة أزميد،(قوجة إيلّي) وحينذاك فتح الغازي عبد الرحمن مدينة أزنيق ( نيقيا).
وعزم السلطان عثمان غازي على فتح بروسه سنة 726 ه/ 1326م، وعين ابنه أورخان بك قائداً لجيوش الفتح، ففتح القلاع، واستولى على جبل أولمبة (أولو داغ) قرب بورصة (بروسة) ثم فتح بورصة، وبعد الفتح مرض السلطان عثمان، فهرع لزيارته ابنه الغازي أورخان، ولما صار بين يديه نصحه والده بنصائح عظيمة، وأوصاه بالجهاد في سبيل الله، وحُسن المحافظة على الرعية وسياستهم بالعدل والإنصاف، ثم توفي السلطان عثمان الأول في 17 أو 20 رمضان سنة 726ه/ 1326م، وكان سنه 70سنة، ومدة سلطنته 27 سنة، ودفن في تربته الخاصة في بروسة (بورصة) وتسلطن بعده ابنه الغازي في سبيل الله أورخان فأوكل إدارة شؤون الإدارة لأخيه علاء الدين، ووُلد لأورخان في تلك السنة ابنه مراد الأول الذي استشهد في معركة كوسوفو فيما بعد.
5

السلطان أورخان

726-761ه/1326 - 1360م

ولد السلطان أورخان غازي سنة 680 ه/ 1281م، وشارك في معارك الجهاد في سلطنة أبيه، وآلت إليه السلطنة العثمانية بعد وفاة أبيه، فنقل العاصمة من مدينة (يني شهر) إلى مدينة بورصة، وبدأ مسيرة توحيد الأناضول، بضم الأراضي التي كانت خاضعة لأمراء الطوائف التي كانت تسمى: قرمان، وآيدين، وصاروخان، ومنتشا، وكرميان، وحميد، وتكه، وقره سى، وأسفنديار، ومرعش، وذو القدرية، وباطنة، ورمضان، وأنشأ الجيش الجديد (يني جيري) الإنكشارية، وأوجد منصب الوزارة، وعين فيه أخاه علاء الدين باشا، فكان أول وزير في الدولة العثمانية، وقسم أراضي البلاد المفتتحة إلى قسمين وهما: خاص تصرف إيراداته للخزينة السلطانية، ولأمراء العائلة الملوكية ولأعيان الحكومة، وأرض تيمار تذهب إيراداتها إلى رجال الحرب، وقد ساعد النظام العادل على قوة السلطنة، وتمكن من فتح مدينة أزميد مركز إقليم قوجه إيلي بنفسه في سنة 728ه/ 1327 م، وصارت حدود السلطنة العثمانية من الغرب قريبة من خليج القسطنطينية المسمى البوسفور، والذي يفصل بين آسيا شرقا، وأوروبا غربا، وفي سنة 731ه فتح الأمير سليمان ابن السلطان أورخان مدينة أزنيق أو أزنيك (نيقية المقدسة) واتخذها السلطان أورخان عاصمة له.
ولما توفي الوزير علاء الدين سنة 732 هجري صار الأمير سليمان باشا وزيراً للدولة، وعقدت هدنة بين روم القسطنطينية، والسلطنة العثمانية لمدّة عشرين سنة، وتضمنت اعتراف الروم بالحدود الجديدة للسلطنة، وضمت جهات مانياس وأيدنجق وباليكسري وبرغمه وقره سي وميخاليج وكرماستي، وأثناء فترة الهدنة تفرّغت السلطنة للإصلاحات الداخلية،ثم تمَّ تجديد الهدنة سنة 746 ه/ 1345م، وبعد ذلك بسنة واحدة عقد السلطان أورخان وقيصر الروم مؤتمر قمة عثمانية رومية، وبدأت مرحلة تقديم الحماية العثمانية للروم الأرثوذكس البيزنطيين من أعدائهم الأوروبيين الطامعين بالقسطنطينية، ولكن بيزنطة نقضت الهدنة الثانية بعد عشر سنوات، وتآمرت من البنادقة على غزو السلطنة من نواحي السواحل الغربية سنة 757ه/ 1356 م، فأصدر السلطان أورخان أمراً إلى ابنه الغازي سليمان باشا بالهجوم على بلاد الرومللي، فعبر مضيق الدردنيل من مضيق بلدة أيد نجق أبيدوس قرب جنق قلعة ووصلت قواته العثمانية إلى قلعة جينبة Tzympe سنة 758ه/ 1357 م، وأثبتت البحرية العثمانية قدرتها على المشاركة بالحروب إلى جانب القوات البرية، وتمَّ فتح كليبولي في الأراضي الأوروبية.
وبعد ذلك اتفق الروم والمجر والصرب والبلغار والأفلاق والبغدان، وشكلوا تحالفا عسكريا، وحشدوا جيوشهم، فانقض عليهم الأمير سليمان بقواته العثمانية من جبال البلقان، وهزمهم، ووصل الأراضي البلغارية، ولكن الجيوش المتحالفة اجتمعت، وقررت الاستيلاء على القسطنطينية، فطلب قيصر الروم الحماية العثمانية، فأمده السلطان أورخان بقوة عسكرية بقيادة الأمير سليمان باشا، انتشرت تحت أسوار القسطنطينية، وحينذاك حصلت زلازل قوية سنة 759ه/ 1358م، فدمرت الكثير من المدن والقلاع التي تحيط بالقسطنطينية في غربي آسيا، وشرق أوروبا، وفي أواخر سنة 760 ه/ 1358 م، فتح الغازي سليمان باشا قلعة كليبولي البحرية، ثم فتح بولاير وخيره بولي وتكفور طاغ، واتسعت الفتوحات في أراضي الرومللي، وسقط الأمير سليمان عن جواده في رحلة صيد فمات سنة 760 ه/ 1359م،ودفن بالجامع الذي شيده بمدينة بولاير، ومازال جامعه وضريحه محل احترام الأتراك، وحزن، والده السلطان أورخان حزناً مفرطاً، وتوفي سنة 761 ه/1360م، ودفن في مدينة بروسه (بورصة) وقد بلغ إحدى وثمانين سنة، وحكم 35 سنة هجرية، وآلت السلطنة إلى ولده مراد الأول.
6

السلطان مراد الأول

وُلِد السلطان مراد الأول بن أورخان ونيلوفر سنة 1326م، وورث سلطنة ثابت الأركان تمتد من الأناضول شرقا إلى بلغاريا غربا، فاستمرت سلطنة مراد ثلاثين سنة من سنة 761ه/ 1359م حتى استشهد في قوصوة (كوسوفو) سنة 791 ه/ 1389م، وسار على طريق والده وأجداده، فتابع الفتوحات، ولما باشر توحيد إمارات الطوائف التركمانية في الأناضول شن البنادقة حملة بحرية على العثمانيين في قلعة كليبولي وغيرها من المواقع البحرية العثمانية، فتصدى لهم العثمانيون، وردوهم على أعقابهم، وغنموا الكثير من الذخائر.
وبعد تلك المعركة اهتم السلطان مراد بتجهيز البحرية العثماني، وتمكن من فتح جملة بلاد وقلاع منها بيطور و جورلي ومدللي وبرغوس وبرغاز وديموتوقه، ثم فتح مدينة أدرنة المعظمة عند الروم، وفتح مدينة صوفية عاصمة بلغاريا حاليا بعد أن حاصروها مدّة ثلاث سنوات783 - 785 ه/ 1381-1383 م، ثم فتح الصدر الأعظم خير الدين باشا مدينة سلانيك اليونانية، وفي سنة 788 ه/ 1386م فتح السلطان مراد الأول مقدونيا و ألبانيا، وأسند الصدارة العظمى لقاضي العسكر علي باشا بن خير الدين بعد وفاة والده.
7

واقعة قوصوة (كوسوفو) (Cossova)

دقت أوروبا نواقيس الخطر، ودعا البابا أوربانوس الخامس جيوش أوروبا إلى الحرب ضد العثمانيين، فلبى دعوته ملك الصرب لازار سنة 790ه/ 1389 م، واتفق مع ملوك الأفلاق، وأمراء دلماسيا، والبوسنة والهرسك، وألبانيا، وملك المجر، وملك البلغار، ودارت المعركة في سهول قوصوة، فكانت من أشهر معارك التاريخ، وهربت الجيوش الأوروبية بعد مصرع الملك لازار وغيره من الملوك والأمراء، وبعد الانتصار كان السلطان مراد يتفقد الجرحى في ساحة المعركة، ونهض من بين الجرحى عسكري وطعن السلطان مراد الأوّل في أحشائه فاستشهد في 15 شعبان سنة 791ه/ 1389م، وذلك بعدما ثبت حدود السلطنة العثمانية على ضفاف نهر الطونة (الدانوب) شمالا، وأوصى بالسلطنة إلى ولده (يلدرم): الصاعقة أبايزيد الأول.
ملاحظة : نشرت هذه الواحة في ملحق التراث في جريدة الحياة، الصفحة : 15، وذلك يوم السبت 30 نيسان/ إبريل 2005م


التعليقات (5)
alanood
alanood
معلومات تاريخيه قيمه جداً
كل الشكر

سلمان بن أبي بكر
سلمان بن أبي بكر
حياك الله أختي الكريمة

سلمان بن أبي بكر
سلمان بن أبي بكر
حياك الله أخي الكريم منير

سلمان بن أبي بكر
سلمان بن أبي بكر
السلام عليكم
أرجو من إخواني المشرفين حذف رقم 1 من عنوان الموضوع ، فبدل أن يكون هكذا
الواحة العثمانية: 1 / د. محمود السيد الدغيم - جرجناز
يصبح العنوان هكذا :
الواحة العثمانية : / د. محمود السيد الدغيم - جرجناز

سلمان بن أبي بكر
سلمان بن أبي بكر
  1. سلطنة آل عثمان

  2. السلطان يلديرم أبا يزيد الأول

  3. حصار القسطنطينية وغيرها

  4. أول جامع داخل القسطنطينية

  5. معركة نيغوبولي 25 أيلول 1396م

  6. حصار القسطنطينية

  7. معركة أنقرة

  8. مرحلة الفترة، وتمزق السلطنة

  9. السلطان محمد الأول

  10. 0فتوحات محمد جلبي الأول


بسم الله الرحمن الرحيم
الواحة العثمانية الثانية
د . محمود السيد الدغيم
باحث أكاديمي سوري جامعة لندن
كلية الدراسات الشرقية والإفريقية
soas
1

سلطنة آل عثمان

استوطن أرطغرل بك وأبناء قبيلته في شمالي غربي الأناضول، ومنحه السلطان علاء الدين السلجوقي منطقة تتراوح مساحتها من ألف إلى ألفين كيلومتر مربع سنة 628 ه/ 1231م ولكنه وسع منطقة فتوحات إمارته في الأراضي البيزنطية حتى بلغت ما يقرب من خمسة آلاف كيلو متر مربع عند وفاته سنة 680 ه/ 1281م، وجاء بعده ابنه عثمان الذي توسعت الفتوحات في زمانه على حساب البيزنطيين حتى بلغت ستة عشر ألف كيلومتر غداة وفاته سنة 724 ه/ 1324م، وخلفه ابنه أورخان الذي تابع الفتوحات في الأراضي التي كانت خاضعة للبيزنطيين، وأمراء الطوائف التركمان المخالفين للعثمانيين مذهبياً حتى بلغت مساحة السلطنة في الأراضي الآسيوية والأوروبية خمسة وتسعين ألف كيلومتر سنة 763ه/ 1362م، وخلفه ابنه الشهيد مراد الأول، فخاض شخصياًّ سبعاً وثلاثين معركة كبرى، ووسع فتوحاته الأوروبية حتى يوم استشهاده في نهاية معركة قوصوة (كوسوفو) سنة 791 ه/ 1389م، فبلغت مساحة أراض السلطنة في البر الآسيوي والبر الأوروبي نصف مليون متر مربع، 291 ألف كيلومتر في أوروبا الشرقية، و208 آلاف كيلومتر مربع في آسيا.
2

السلطان يلديرم أبا يزيد الأول

خاض الأمير أبا يزيد الأول الكثير من المعارك إلى جوار والده مراد، وفي معركة كوسوفو كان يقود جناح الميمنة، وكان أخوه يعقوب يقود جناح الميسرة، وفي تلك المعركة استخدم العثمانيون المدفعية بنجاح، وكان أبا يزيد على جانب عظيم من الشجاعة والإقدام، ولهذا لقبوه يلديرم، أي: الصاعقة، وقد بويع له في ميدان قوصوة (كوسوفو) بوصية من أبيه يوم موته 791ه/ 1389م، وكان عمره 30 سنة، ثم عاد إلى بروسه (بورصة) ونقل معه جنازة والده فدفنت في تربته، ثم تابع السلطان أبا يزيد الجهاد في سبيل الله، فأخضع اسطفان ملك الصرب، ثم فتح البوسنة، ومملكة الأفلاق.
وفي سنة 792ه/ 1390م قاد السلطان أبا يزيد جيوشه بنفسه وفتح مدينة وقلعة آلاشهر الآسيوية المسماة (فيلاد لفيا) وكانت آخر مدينة مهمة بقيت للقسطنطينية في آسيا، ثم ضمّ مملكة آيدين صلحاً، ثم ضمّ سنجق صاروخان (مانيسا)، وتابع ضمّ إمارات الطوائف، فضمّ جهات آمد (ديار بكر) وآق سراي، وإزمير، وموغلا (منتشة) وأوشاق ودنيزلي، وبعدما أخضع المتمردين والمنافقين والمتآمرين زحف بجيشه على نواحي الرومللي واستولى على مدينة سلانيك اليونانية مرة ثانية، ثم اتفقت البندقية وفرانسا وجنوة وإسبانيا سنة 796ه/ 1394م، وأرسلت أساطيلها لإخراج العثمانيين من سلانيك فقاومتهم الجيوش العثمانية وألزمتهم الرجوع عنها خاسرين.
3

حصار القسطنطينية وغيرها

عاد السلطان أبا يزيد إلى بروسه، وعلم أن الإمبراطور البيزنطي عمانويل الثاني باليولوغوس اتفق مع ملوك المجر والصرب وفرنسا ضد العثمانيين، فحاصر السلطان أبا يزيد القسطنطينية سنة 793 ه/ 1391م مدة سبعة أشهر، واستغل الفرصة ملك المجر، فهاجم صوفية وودين ونيكوبولي، فتراجع السلطان عن القسطنطينية، وقصد الجيوش الأوروبية في البلقان، وهزمهم شر هزيمة، وهرب ملك المجر في زورق بنهر الطونة (الدانوب) وأخذ العثمانيون عدّة آلاف من الأسرى، واجتاز السلطان نهر الدانوب شمالاً، وفتح رومانيا، وتابع إخضاع الإمارات البلغارية واليونانية، ثم عاد إلى الأناضول فضم إمارات قسطموني وزونغل داغ وجانقري وجوروم، وسيواس.
4

أول جامع داخل القسطنطينية

حاصر السلطان أبا يزيد مدينة القسطنطينية للمرة الثانية طوال صيف سنة 1395م، وفي سنة 798 ه/ 1396م أنشأ السلطان قلعة (كوزالجه) أناضول حصار الشهيرة على الضفة الشرقية لمضيق البوسفور، وخضع إمبراطور القسطنطينية وتعهد بدفع الجزية للسلطان، ورضي بأن يسكن المسلمون القسطنطينية وأن يكون لهم بها مسجد هو مسجد داود باشا، ويكون لهم قاض يحكم في نوازلهم.
5

معركة نيغوبولي 25 أيلول 1396م

تصدى العثمانيون للاتين الكاثوليك في جزر وسواحل بحر إيجة، فتداعت الدول الأوروبية إلى تشكيل حملة صليبية جديدة لإخراج العثمانيين من الأراضي الأوروبية، وشاركت في الحملة جيوش بابوية روما، ومملكة فرنسا، ومملكة المجر، ومملكة إنكلترة، ومملكة بولونيا، وجمهورية البندقية، ومملكة قشتالة الإسبانية، ومملكة أراغون، وفرسان القديس يوحنا من جزيرة رودوس، وفرسان توتون، ومملكة النروج، ومملكة اسكتلندة، وجمهورية جنوة، والإمبراطورية الألمانية، واجتمع المجلس الحربي الصليبي في بودابست، وانتخب ملك المجر سيغموند الأول قائدا عاما للجيوش، وقرروا خوض المعركة ضد العثمانيين، كما قرروا أن يتابعوا زحفهم على القدس لطرد المماليك منها، وتحركت الجيوش المحتشدة من المجر، وعددها مائة وثلاثون ألفاً، في شباط سنة 1396م ، ووصلت إلى قلعة نيغوبولي على الضفة الجنوبية لنهر الطونة (الدانوب) وصمدت القلعة نصف شهر بقيادة دوغان بك حتى وصلتها الإمدادات بقيادة السلطان أبا يزيد الأول الذي كان يقود سبعين ألف مجاهد، وأسفرت المعركة عن هلاك مائة ألف من الجيش الصليبي، ووقع عشرة آلاف في الأسر، وهرب عشرون ألف، و من الذين هربوا الملك سيغموند، وملك بريطانيا هنري الرابع، وأمير البندقية، وقائد فرسان طولون، وأسر سبعة وعشرون قائدا أوروبياً منهم قائد الجيوش الفرنسية، وجين الجسور، والأمير هنري دى لورين.
وفي سنة 799 ه/ 1397م فتح السلطان أبا يزيد الأول شخصيا مدينة أثينا عاصمة اليونان، وبعدها توجه إلى قونيا في الأناضول، وأخضع إمارة قره مان، وفي سنة 1398م أخضع صمصون، وسواحل البحر الأسود، وقضى على المبتدع القاضي برهان الدين، وأخذ من المماليك سنة 1399م حصن منصور (آدي يمان) ومدينة ملاطية، والبستان، ووصل إلى الفرات، وأخضع خربوط وأرزنجان.
ونظرا لما أحرزه السلطان أبا يزيد من انتصارات لقبه الخليفة العباسي المتوكل بن المعتضد بلقب: سلطان أقاليم الروم.
6

حصار القسطنطينية

بعدما حقق السلطان أبا يزيد الأول انتصارا عظيما في معركة نيغوبولي حاصر القسطنطينية للمرة الثالثة سنة 799 ه/ 1397م، ثم رفع الحصار، ولكن الإمبراطور البيزنطي عمانويل الثاني تجول في أوروبا مدة 13 شهرا طلبا للنجدة، ولذلك حاصر السلطان أبا يزيد القسطنطينية للمرة الرابعة سنة 1401ه/ 1399م، وجاء هجوم تيمور لنك على الأناضول، فرفع السلطان الحصار عن القسطنطينية.
7

معركة أنقرة

أغار الخبيث تيمورلنك على السلطنة العثمانية بالتعاون مع البيزنطيين في طرابزون والقسطنطينية، وأمراء الطوائف في الأناضول، فتصدى له السلطان أبا يزيد الأول قريباً من مدينة أنقرة سنة 804 ه/ في 28 تموز سنة 1402م، وفي الميدان تخاذلت جيوش آيدين ومنتشا وصاروخان، وانضم أمراء التركمان الخونة إلى الجيش المعادي بقيادة تيمورلنك، وهرب جنود الصرب، ولم يبق مع السلطان إلا الانكشارية وعددهم عشرة آلاف وبعض عساكر الرومللي. وأسفرت المعركة غير المتكافئة عن مصرع أربعين ألفاً من جنود تيمور لنك، وعن هزيمة العثمانيين، ووقع السلطان أبا يزيد مع ابنه موسى جلبي أسيراً في يد تيمورلنك بمنطقة جطل تبة، فوضعه في قفص مدة سبعة أشهر و12 يوماً حتى مات أسيراً في مدينة آق شهر قرب قونية في الثالث من آذار سنة 805 ه/ 1403م ، ويقال: أن تيمور لنك دسّ له السمّ، ونقلت جنازته إلى بروسة، ودفن بالجامع الذي شيده فيها.
وكانت مساحة السلطنة العثمانية قد بلغت في عهده تسع مائة واثنين وأربعين ألف كيلو متر مربع، يوجد منها أربع مائة وواحد وأربعون ألف كيلو متر مربع في القارة الأوروبية، ونحو نصف مليون كيلو متر مربع في آسيا.
8

مرحلة الفترة، وتمزق السلطنة

ترك السلطان أبا يزيد تسعة أولاد هم حسب تسلسل أعمارهم: سليمان الأول (1375 - 1410م) وولاية عهده من سنة 1489م حتى 1402م، ومدة سلطنته سبع سنوات، وعيسى جلبي في بورصة وتوقات وسيواس (1378 - 1405) ومصطفى جلبي (1380 - 1422م) ومحمد الأول في أماسيا (1382 - 1421م) وموسى جلبي (1388 - 1413م) وشهزاده قاسم (1397 - 1417م) وشهزاده حسن وفاته سنة 1403م، وقد حرض تيمور لنك أبناء السلطان أبا يزيد على الاختلاف، وأعاد الاعتبار إلى أمراء الطوائف، ولاسيما أتباع نحلته الفاسدة، ولذلك تمزقت السلطنة العثمانية، وصارت إمارات، فاستمرت إمارة سليمان الأول في أدرنة في البلقان من سنة 1402 حتى سنة 1410م، وإمارة موسى جلبي في البلقان من سنة 1410 حتى سنة 1413م، ودامت مرحلة التمزق العثماني مدة عشر سنوات وأحد عشر شهرا وثمانية أيام، ثم اعترف الخاقان شاه رخ بن تيمورلنك بسلطنة محمد جلبي بن أبا يزيد في آماسيا، وبذلك انتهى عهد الفترة الخالية من سلطان موحد للسلطنة العثمانية.
9

السلطان محمد الأول

بعد أن ترك تيمورلنك بلاد الأناضول استمرت الحروب بين مَن بقي من أولاد السلطان أبا يزيد، وقتل الأخوة إخوانهم إلى أن خلصت جميع آسيا الصغرى للأمير محمد جلبي بلا منازع، ثم ضم البلقان سنة 826 ه/ 1423م، وبذلك انفرد الأمير محمد بالسلطنة العثمانية بلا منازع، وأتته رسل ملوك أوروبا والروم مقدّمين له التهاني بالنيابة عن ملوكهم، فرحب بهم وأكرمهم ثم شرع في إصلاح الأمور، وكان الخلل تطرق إلى جميع الإدارات، ولذلك عقد الصلح مع الدول الأوروبية المجاورة له، وقوّى معهم روابط المحبة والمصافاة، وتكللت مساعيه بالنجاح، وهو أوّل من شرع في ترتيب العساكر البحرية وبناء السفن في أزميد وغاليبولي وبعض السواحل، ونقل كرسي السلطنة من مدينة بورصة إلى مدينة أدرنة، وأعاد للسلطنة هيبتها بعد أن تداعت إلى السقوط.

0فتوحات محمد جلبي الأول

خرج حاكم الأفلاق عن دائرة الطاعة العثمانية سنة 819ه/ 1416م، فتقدم السلطان محمد بجيشه وعبر نهر الطونة (الدانوب) فأخضع ملك الأفلاق، ثم تقدم الجيش العثماني إلى داخل بلاد المجر لتعرض سيغموند لأمور بلاد الأفلاق، وفتح قلعة سورين، وعقد السلطان محمد معاهدة صلح مع ملك المجر، ثم عاد السلطان إلى أدرنة منصوراً، وقضى على الاضطرابات الداخلية وعلى رأسها فتنة القاضي بدر الدين الذي ابتدع بدعة الاشتراكية في الأموال وسائر المقتنيات بلا فرق بين مسلم وغيره لاعتباره الكل سواء، فتبعه خلق كثير من أرباب البطالة والكسل من جميع الملل والنحل حتى خيف على البلاد منه، فأرسل عليه السلطان محمد الجيوش وبعد أن دارت رحى الحرب زمناً بين الطرفين تمكن الوزير أبا يزيد باشا من قهر جيش بدر الدين بضواحي أزمير، ثم إن السلطان تعقب بدر الدين إلى أن تمكن من القبض عليه ببلاد مقدونية، وأمر به فقتل سنة 820ه/ 1417م، بفتوى من قاضي العسكر.
كانت مساحة الأراضي الخاضعة لسلطنة محمد جلبي الأول سنة 1413م ست مائة وأربع وتسعون ألف كيلومتر مربع، منها ثلاث مائة وثمان وستون ألف كيلو متر مربع في آسيا، وثلاث مائة وست وسبعون ألف كيلو متر مربع في البلقان، وبلغت مساحة السلطنة: ثمان مائة وسبعون ألف كيلو متر مربع، عند وفاة السلطان غياث الدين غازي جلبي السلطان محمد خان الأول سنة 824 ه/ في الرابع من أيار/ مايو سنة 1421م، في مدينة أدرنة، بعدما دامت سلطنته منفردا مدة سبع سنوات وتسعة أشهر، وستة وعشرون يوما، وأوصى بالملك من بعده لابنه مراد الثاني، واعتبر المؤرخون السلطان محمد جلبي الأول هو المؤسس الثاني للسلطنة العثمانية.
وقد اشتهر محمد جلبي بمحبته للعلوم والفنون، وهو أوّل سلطان عثماني رتب الهدية السنوية التي ترسل إلى الحرمين الشريفين باسم الصرة، وترك خمسة أولاد وهم الأمير مراد والأمير مصطفى والأمير أحمد والأمير يوسف والأمير محمود.
ملاحظة : نشرت هذه الواحة العثمانية الثانية في الصفحة 15 من ملحق التراث بِجَريدة الحياة، العدد : 15383،
يوم السبت 6 ربيع الآخر سنة 1426 ه/ 14 أيار/ مايو سنة 2005 م


خصم يصل إلى 25%