افريقيا المسافرون العرب

أكتشف العالم بين يديك المسافرون العرب أكبر موقع سياحي في الخليج و الوطن العربي ، يحتوى على أكبر محتوى سياحي 350 ألف استفسار و نصائح عن السفر و السياحة, 50 ألف تقرير سياحي للمسافرون العرب حول العالم و أكثر من 50 ألف من الاماكن السياحية و انشطة وفعاليات سياحية ومراكز تسوق وفنادق، المسافرون العرب هو دليل المسافر العربي قبل السفر و اثناء الرحلة. artravelers.com ..
زادُه الخيال
22-11-2022 - 01:49 am
  1. To Afrika met liefde

  2. إلى أفريقيا مع حبي


To Afrika met liefde

إلى أفريقيا مع حبي

لم تكن رحلتي إلى جنوب أفريقيا رحلة سياحية وفق المفاهيم السياحية المتعارف عليها ، كانت مزيجاً بين العمل أو محاولة إيجاد أرضية جديدة لتطوير مشروع إنساني اشتركت في إنشاءه مع مجموعة من الشباب المثقفين جمع بيننا اهتمام مشترك في إيجاد أرضية للتفاهم والتحاور بين الشعوب والحضارات من خلال فنونها وتقاليدها وتراثها وإزالة الغبار عن الصورة الصحيحة التي من المفترض أن يحظى بها الإسلام ، والسواد الأعظم من سفراءه وهم العرب ، كنا قد اشتركنا في عدد من المشاريع التي تم تنفيذها في أوروبا وشرق آسيا بالتعاون مع عدد من الجهات المعنية في تلك الدول ومع شباب من مختلف الدول العربية والإسلامية بغية توصيل الصورة المشرقة للعرب والمسلمين ، من خلال إطار الفن والثقافة والتراث ، والعوامل الإنسانية المشتركة والكثيرة بين مختلف شعوب الأرض .
ودون أن أسهب في الحديث عن هذا المشروع الذي أعدكم بنشر تفاصيله في وقت لاحق ، فهو لا يزال بذرة بحاجة إلى عناية ورعاية واهتمام لكي ينمو بالشكل المطلوب ، وهو قبل ذلك كله بحاجة إلى الكثير من العمل الشاق لإنجاح فكرته ووضعه في إطاره الحقيقي وإعطاءه حجمه الذي يستحقه .
وقد اقترحت بمعية عدد من الزملاء والزميلات أن نطرق باب جنوب أفريقيا بصفتها أقوى الدول الأفريقية قاطبة وأكثرها تطوراً وقرباً من العالم الغربي الحديث أو ما اصطلح على تسميته ب (العالم الحر) .
ولتوفر البيئة الخصبة الديمقراطية التي تسمح لنا بأداء مهامنا دون مضايقة أو معارضة ، ولتوفر البنية التحتية المطلوبة والتي لا تقل تقدماً على الصعيدين الإنساني والمؤسساتي من نظيراتها في أوروبا .. ولتوفر نشاط ثقافي ناضج ومتطور يسود البلاد بشكل عام .
وأخيراً لوجود سمعة طيبة ومناخ ملائم للمسلمين هناك .. حيث يتمتعون بكامل حقوقهم وبحرية ممارستهم لطقوسهم الدينية كاملة دون أدنى مشكلة .
كما أنني كنت قد حصلت على تأشيرة دراسة في جنوب أفريقيا لإتمام بعض الدراسات العليا في بعض التخصصات التي وجدت أنه من الملائم إكمالها في بلد مثل جنوب أفريقيا .
وثالث الأسباب في زيارتي هو التعرف على البلد الذي سمعت وقرأت عنه الكثير ، البلد الذي أنجب عددا من أهم الشخصيات الإنسانية على مر التاريخ مثل نيلسون مانديلا ، والشيخ الجليل أحمد ديدات رحمه الله ، وعدد من الشخصيات الفنية والثقافية التي أثرت في التاريخ الإنساني وفي ثقافته وعلومه وفنونه .. ناهيك عن طبيعته المتفردة وبيئته الخاصة التي أبهرتني مشاهدتها في الصور والحكايات التي حكاها لي الأصدقاء الذين سبقوني إلى هناك .
كنت قد أجريت حجوزاتي إلى هناك أثناء تواجدي في ألمانيا لإتمام بعض الأعمال والاجتماع ببعض الزملاء ، وقررت التوجه إلى هناك مباشرة على أن يقوم عدد من الزملاء باللحاق بي بعد عدة أيام ,
ومن هنا نبدأ في تفاصيل الرحلة إلى جنوب أفريقيا :


التعليقات (9)
زادُه الخيال
زادُه الخيال
  1. لوفتهانزا (Lufthansa):

  2. جانب من مطار كيب تاون

  3. جانب من ضاحية بييلفيل Bellville من الشرفة


لوفتهانزا (Lufthansa):

كانت وجهتي الأولى هي مدينة كيب تاون : CAPE TOWN أو (Kaapstad) كما يطلق عليها باللغة المحلية لجنوب أفريقيا .. والتي تعد العاصمة التشريعية للبلاد وأجمل مدنها إضافة إلى كون الجامعة التي قررت الدراسة بها تقع في تلك المدينة ، وكانت اللوفتهانزا (Lufthansa) الخطوط الجوية الأمثل التي تتجه إلى هناك مباشرة من ألمانيا.
توجهت مباشرة إلى مطار فرانكفورت حوالي الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المحلي لألمانيا لكي ألتحق بالرحلة المتجهة إلى كيب تاون والتي تستمر لأكثر من 11 ساعة متواصلة من أقصى شمال الكرة الأرضية إلى أقصى جنوبها.
ودعوني هنا أتوقف قليلاً لأشيد بهذا المطار الضخم المنظم وبالخدمة الممتازة التي يتسم بها ، خاصة وأنه لم يسبق لي أن سافرت إلى ألمانيا أو منها عن طريق الجو (والبركة في شبكة القطارات الأوروبية الممتازة) ، فطاولات الاستعلامات منتشرة في كل أرجاء المطار إضافة إلى المقاهي وصالات الطعام بشكل منظم ومتناسق إضافة إلى التنظيم الممتاز للبوابات وصالات الانتظار والسلاسة التي يتعامل بها الموظفون مع كافة المسافرين خاصة في مطار من أضخم وأهم مطارات أوروبا ، ولعل أكثر ما أعجبني في ذلك المطار هو التجلي الحقيقي للتقنية الألمانية من خلال صالات التدخين حيث أنني من المدخنين عافاني الله وإياكم من هذا البلاء ، فعوضاً عن الغرف المختنقة والمكتظة بالمدخنين التي صادفتها في معظم المطارات الدولية التي سبق ودخلتها ، تجد طاولة ضخمة محاطة بعدد من الكراسي تنتشر مثيلاتها في كافة أرجاء المطار وتتوسط كل طاولة مروحة شفط كبيرة تتكفل بشفط الدخان المنبعث دون أن يزعج باقي رواد المطار ودون أن يضطر المدخن إلى دخول غرفة معزولة وخانقة كما في المطارات الأخرى .. فعلى بعد متر واحد من هذه الطاولة لا يمكنك أن تشم أي رائحة للدخان بالرغم من أنها مفتوحة ومختلطة مع باقي مرافق المطار .
بعد إتمام إجراءات السفر صعدنا على متن طائرة ضخمة وجلسنا على مقاعدنا استعداداً لهذه الرحلة الطويلة التي لم يسبق لي وأن قطعت وقتاً بهذا الطول في رحلة طيران متواصلة دون توقف .
أقلعت الطائرة بهدوء واتخذت مسارها دون أن أنسى ترديد دعاء السفر فمثل هذه الخطوط لا تذكر دعاء السفر على متنها لأبدأ بعدها في تطبيق جدول نشاطاتي لهذه الرحلة ، حيث كنت قد خططت لتوزيع تلك الساعات الإحدى عشر كالتالي : 4 ساعات من النوم (مع العلم بأني ممن يعانون من الأرق ولا أستطيع النوم بسهولة) 3 ساعات من القراءة حيث اصطحبت معي كتابين كنت قد بدأت في قراءتهما مسبقاً ، وقررت استكمال تلك القراءة (ونصيحتي هنا لمن يسافرون في رحلات طويلة ألا يصطحبوا كتباً جديدة لم يأخذوا فكرة مسبقة عن محتواها خوفاً من ألا يعجبك الكتاب وتضطر إلى عدم إكماله وتكون بذلك قد أضعت وقتك بجدارة) .. تبقى أربع ساعات قررت قضاءها في التجهيز لجدولي في اليوم التالي من وصولي لكيب تاون وبعض التمارين الرياضية الخفيفة ، بالإضافة إلى ال (I pod) وال (Game Boy) كخطة بديلة في حال عدم تمكني من النوم !
وكما كان متوقعاً ، لم أتمكن من النوم لمدة أربع ساعات وفق الخطة ، لم تتجاوز فترة نومي الساعة والنصف ، وكنت محظوظاً حينها بعرض فيلم أحبه جداً على شاشة الطائرة ضمن برنامجها الترفيهي مما كان كفيلاً بإمضاء ساعتين وثلث من الوقت ، وقمت بتنفيذ باقي بنود الخطة بنجاح تام .
كانت الرحلة بالمجمل سلسة ومريحة ، حيث اخترت مسبقاً مقعداً بحوار مخرج الطوارئ مما يتيح لي مساحة إضافية للتحرك - وهي عادة درجتُ عليها في جميع رحلاتي الجوية – ومنح قدماي فسحة للتمدد دون مضايقة الآخرين ، لم تمر الطائرة بأي مطبات هوائية بتاتاً وهو أمر استغربته بالفعل خاصة وأنني كنت قبلها متجهاً إلى لندن عن طريق الدوحة وكان طيار الخطوط القطرية على ما يبدو متخصصاً في المطبات الهوائية بطريقة مزعجة بالفعل .
كانت تجلس في المقعد المجاور لي فتاة إيطالية أمضت معظم رحلتها وهي نائمة – كم كنت أحسدها على ذلك - وعندما استيقظت اكتشفت بعد الحديث معها أنها بطلة أوروبا في ركوب الأمواج وهي ذاهبة إلى كيب تاون للتمرين والاستعداد للاشتراك في بطولة دولية في هذه الرياضة المثيرة .
وبعد أن تمت الرحلة بحمد الله دون منغصات تذكر سوى شعوري الشديد بالنعاس خصوصاً وأن الرحلة كلها كانت في الليل ، وصلنا إلى مطار كيب تاون المتواضع حوالي الساعة التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي لجنوب أفريقيا

جانب من مطار كيب تاون

واستقبلنا موظفو المطار ببشاشة وروح فكاهة جميلة ، مسحت عني الإرهاق الذي مررت به في رحلتي الطويلة ، وبعد أن أتممت إجراءات الدخول بكل سلاسة توجهت للحصول على خط هاتف متحرك من المطار قبل أن أخرج منه بحثاً سيارة تقلني إلى ضاحية بيلفيل (Bellville) القريبة من المطار حيث السكن الذي قمت بحجزه مسبقاً بعد أن لاقيت من خلال تعامل موظفي المطار والباعة في المحلات التجارية هناك أجمل مثال على طيبة الشعب الجنوب أفريقي وحبه للدعابة والمرح .
كان أول ما فعلته بعد خروجي من المطار هو تدخين سيجارة بعد فترة طويلة أقوم خلالها بجس نبض الطقس في كيب تاون تحسباً لتبعات تغيير الجو من برد أوروبا القارس إلى دفء المحيط الهندي وتضاربه مع برودة المحيط الأطلسي وهي السمة الطاغية لمناخ كيب تاون على مدار السنة والسبب الرئيس في تقلبات طقسها المجنونة خصوصا في فترة الشتاء (بين شهري يونيو وسبتمبر) ، كان الطقس مشمساً ونقياً .. يميل للحرارة بشكل لافت (ليست بالحرارة العالية 24 مئوية لكنها تعتبر عالية مقارنة بدرجة 2 مئوية في فرانكفورت قبل 13 ساعة فقط ) .
تفاوضت مع اول سائق تاكسي واتفقت معه على أن يقلني بمبلغ 120 ZAR (راند) إلى العنوان المطلوب ، وبعد محادثة قصيرة مع السائق عرفت انه مسلم يدعى (وجيه) وهو من أصل أندونيسي هاجر جده إلى جنوب أفريقيا في أوائل القرن الماضي وهو يمثل الجيل الثالث لعائلتهم في جنوب أفريقيا ، ولما عرفته بنفسي وعرف بأني مسلم مثله صاح مبتسماً : الله أكبر ! ثم أخذنا نتحدث عن البلد بشكل عام ونقل لي صورة جميلة عن البلد وتنوعها العرقي والثقافي والحضاري وتخلصها أخيراً من حقبة الفصل العنصري المظلمة وأنه شأنه شأن باقي أبناء البلد لا يكادون يذكرون هذه الحقبة نهائياً وأنها صفحة طويت بل مزقت وأزيلت من تاريخ جنوب أفريقيا إلى الأبد . كانت معالم المنطقة تتدرج من تلال معتدلة الارتفاع إلى سهول ضيقة تتوسطها مبانٍ وأحياء سكنية أنيقة ومنظمة بشكل مريح ومتوازن .

جانب من ضاحية بييلفيل Bellville من الشرفة

وصلنا أخيراً إلى وجهتنا لأدخل ال (Guest house) الذي حجزت فيه عن طريق الإنترنت وتوجهت إلى الجناح أخيراً بعد رحلة مرهقة وقد وجدته مجهزاً ومرتباً بطريقة مثالية لأستلقي على السرير وأستمتع بنسمة هواء كانت تدخل الغرفة بسخاء من الشرفة المطلة على منظر جميل لجبل الطاولة بالرغم من حرارة الشمس في الخارج وقت الظهيرة .

الإطلالة على جبل الطاولة من الشرفة

ANAS_ASUS
ANAS_ASUS
اخوي زاده الخيال
انت بني ادم روعة والله تنفع كاتب ،طريقة السرد ممتعة وتخلي الواحد مايمل ،بإنتظار بقية القصة الله خيليك لا تتأخر علينا

H A B
H A B
السلام عليكم
سردك ممتع ...واصل ونحن نتابع ان شاء الله

رائد2010
رائد2010
مشكور على الطرح الحلو
والي الامام
وربي يوفقك ويسهل عليك خطاك
تحياتي لك

زادُه الخيال
زادُه الخيال
anas_asus
عزيزي أنس
أنت الأروع والله ، أشكر حضورك ومتابعتك ويسعدني رأيك جداً
بإذن الله أستكمل البقية قريبا جدا
محبتي

زادُه الخيال
زادُه الخيال
h A B
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أشكر متابعتك عزيزي H A B
وأتمنى أن اكون عند حسن الظن

زادُه الخيال
زادُه الخيال
الحب انته
عزيزي الحب انته
بارك الله فيك ووفقك إلى مافيه الخير
أشكر متابعتك
وكل عام والجميع بخير وعيدكم مبارك بإذن الله !

جرينتش0
جرينتش0
اخي زاده الخيال
أسعد الله أيامك بكل خير بمناسبة العيد السعيد وكل عام وانت بأتم صحة وعافية
تابع بالتقرير الجميل ونحن من القراء والمستفيدين من سعادتكم وان شاء الله اكمل قراءة التقرير الرائع بعد عودتي من جنوب افريقيا حيث اني مسافر غدا ان شاء الله
لك مني كل الحب والتقدير

qatr
qatr
زادُه الخيال
أخي الفاضل / زاده الخيال
كان تقريرك بمثابة "عيدية" .. بل أحلى عيدية تلقيتها ، وتضمن أفكاراً تحتاج كل منها إلى تقرير خاص ، للتعرف على مشاريعكم الثقافية بجنوب إفريقيا ، وعلى الرغم من قلة الصور ، إلا أن سردك يتضمن الكثير من الصور الأدبية اللمتعة التي عوضتنا عن صور الكاميرا ..
في إنتظار باقي التقرير المفعم بالحب لدولة وقارة .. تستحق الحب ..!! برجاء حجز مقعد في الصف الأول لضمان المتابعة ..!!
تحياتي ومحبتي للجميع


خصم يصل إلى 25%