- خُلِقت ألوفاً لو رجعت إلى الصبا **** لفارقت شيبي موجع القلب باكياً
- بسم الله الرحمن الرحيم
- ===*** باقة إمتنان :smile106: ***====
- بحيرة كونستانس Constance - أو Bodensee
:smile002: اليك يا بريغنز حيث تركت على ثراك قصاصة تحمل شيئاً من عمري وخفق فؤادي ولحن ودادي
.. فارقتك وأنا أسائل نفسي .. ترى أيعود الحب الذي شاب .. والصب وقد تاب .. وأيام الشباب ..:smile127:
وبعد عزيزي القاريء .. فمعذرة إن كنت قد جاوزت في مقالي هذا إفصاح مكنون ذاتي .. وترجمة هدير إنفعالاتي .. وما مرد ذلك إلا لكوني ممن قال الشاعر فيهم
خُلِقت ألوفاً لو رجعت إلى الصبا **** لفارقت شيبي موجع القلب باكياً
وإن من شكر المولى جل وعلا أن نحدث بنعمه وأن نصف جميل صنعه .. ودقة خلقه فيما أبدعه سبحانه من طبيعة خلابه تأخذ بمجامع القلوب .. لقد أنعم الله علي بأن يسر لي أن أزور بعض جنانه في أرضه في مناطق شتى فرأيت أن من حق القاريء علي أن أنقله إلى الزمان والمكان ذاته ، وإن هو لم يغادر مكانه و لِداته ، وذاك هو ديدننا في موقع العرب العرب المسافرون .. حيث الفائدة ممزوجة بالمتعه ( to teach and delight )
أترككم مع تقريري هذا آملاً أن يروق لكم ..
بسم الله الرحمن الرحيم
===*** باقة إمتنان :smile106: ***====
اتوجه بخالص الشكر الجزيل الى الله العلي القدير أن وفقني لكتابة هذا الموضوع راجياً أن يكون عند حسن ظنكم وان ينال استحسانكم ثم اتوجه بالشكر والتقدير لكافة الاخوة الاعزاء في بوابة سويسرا والنمسا على مايبذلونه من جهود رائعه بناءه لخدمة رفاقهم وأعضاء المنتدى الأعزاء على حدٍ سواء الذين مافتئوا يعطرون بوابتنا باريج مرورهم وطلاتهم الكريمة التي اضحت مطراً ينعش اوراق شجرتنا الوارفة الظليلة فهي يانعة .. كيف لا وقد توالت الإبداعات الإنسانية في بوابتنا الكبيرة باعضائها الأوفياء والذين لم يحرمونا من داوموا على إصطحابنا في سفراتهم الميمونة وترحالهم وبذلوا غاية جهدهم لحملنا على رأس القلم وأعين العدسات .. فجزاهم الله خير الجزاء على جودهم وعطاءهم وبكم تستمرالمسيرة فأنتم النور والذخيرة ..
اهدي هذا العمل البسيط لكل من زرع رياحينه في البوابة وعطرنا بشذاها وشاطرنا برحلته ولحضاته السعيده التي عاشها فيها .
وقد حاولت قدر المستطاع ان اجعل من يطالع الموضوع في قلب الصورة والحدث ، راجياً أن اوفق في نقل مشاهداتي المتواضعه وانطباعاتي عن هذه المدينة الى حيث آمل ان تصل ، وتقبلوا جزيل شكري وتقديري
وتقبلوا مني هذا الإهداء المتواضع الذي اخترت له العنوان التالي :- * اليكم مع التحية : اجمل أيامي في " بريغنز BREGENZ " **
المقدمة
تقع مدينة بريقنز Bregenz في أقصى غرب النمسا على الساحل الجنوبي الشرقي لبحيرة Constance كونستانز والتي تسمى ايضاً ببحيرة بودنزي Bodensee
وهي عاصمة اقليم فورارل بيرغ Vorarlberg حيث يقع مقر الحكم . يبلغ عدد سكان Bregenz بريقنز 27000 نسمة ( ) ، وتتميز المدينة بموقعها الفريد اذ انها على ملتقى 4 دول : المانيا وسويسرا وليخشتنشتاين إضافة إلى كونها من المدن النمساوية المهمة . وينطق اهل المدينة الأحرف الثلاثة الأولى من اسم بريقنز كنطق الأحرف الأربعة الأولى من كلمة brain ( ( مثال ) : ( BRAI-GENZ ) )
يرجع عمر هذه المدينة الى الفي عام حيث استوطنها الرومان حتى العصور الوسطى . وتعتبر بحيرة كونستانز ثاني اكبر بحيرة في اوروبا الوسطى وتنشط في هذه المدينة الصغيرة الالعاب الرياضية ، ومن المعالم المميزة لهذه المدينة جبل بفاندر Pfander والذي يرتفع الى 1064 متراً تصعد اليه بالتلفريك مما يعطيك نظرة شاملة لمدينة Bregenz والدول الثلاث الأخرى المجاورة ، والى جانب كون هذه المدينة تتمتع ببعض المقومات كتوفر بعضاً من الأسواق والترفيه ، ووجود قلعتها التاريخية . وهناك مهرجانها الشهير ومنصتها العائمة التي تحتضن أعمال الأوبرا السنوية والتي تعتبر معلماً عالمياً مشهوراً
معلومات عن المسافات لبعض المناطق المجاورة :ساعة ونصف بالقطار المباشر من زيوريخ
ساعتين ونصف بالقطار من انسبروك ( يوجد مباشر )
ساعتين ونصف بالقطار من ميونيخ ( يوجد مباشر )
8 كلم فقط من بلدة لينداو Lindau الألمانية
بحيرة كونستانس Constance - أو Bodensee
هي بحيرة عملاقة تتمدد على مساحة 3 دول : المانيا إلى شمالها وشرقها .. وسويسرا إلى جنوبها وغربها.. والنمسا إلى الجنوب الشرقي منها ، تبعد البحيرة عن زيوريخ 75 كلم ، أما المسافة بين ميونيخ والبحيرة فتبلغ 225 كلم ، وتحمل هذه البحيرة تسميتين ( كونستانس - وعلى ما أظن - أنها نسبة الى القرية الواقعه على شرم البحيرة Konstanz و بودنزي Bodensee ويطلق عليها عموم السكان الذين يقيمون في القرى المطلة عليها التسمية الألمانية ( بودنزي Bodensee ) .. ويتميز جو البحيرة والمناطق المجاورة لها بالإعتدال صيفاً وهي بالأصل تكون طبيعي من 3 بحيرات ، وبحيرة كونستانس ثاني اكبر بحيرة في اوروبا . تبلغ مساحة البحيرة 220 ميلاً مربعاً واقصى عمق لها 800 قدم ( حوالي 240 متراً ! ) ، يبلغ عدد سكان القرى والمناطق التي تطل عليها 2.2 مليون شخص ويعيش فوقها 200 الف طائر بحري وتحوي اكثر من 55 الف قارب ومركب . تعتبر مياه بحيرة كونستانس مصدراً طبيعياً للمياه يعيش عليه سكان المدن والقرى المطلة عليها
** اليكم مع التحية : اجمل أيامي في " BREGENZ " **
الجزء الأول** الفصل الأول
" الطريق إلى بريغنز Bregenz !"
التاريخ : السبت 19 اغسطس 2006 م الموافق 25 رجب 1427 ه
الساعة الثانية عشر والنصف ظهراً
القطار يشق طريقة متجهاً لأقصى الغرب النمساوي
ياله من طريق جميل ... البساط الأخضر في كل مكان .. أينما يممت بصرك تجد الطبيعة تحتويك بجمالها الأخاذ .. وعنفوانها الجذاب ! ... اننا نستقل القطار النمساوي OBB الذي لايضنيه سفر او ترحال ... يمر القطار من بين الجبال ،، ويتخلل الغابات .. ويمر الى جوار البحيرات الخلابة و الجداول البديعه والكهوف الصغيرة التي نلمحها اثناء سير القطار بين الجبال والأودية وكأنها قد نحتت في الجبال نحتاً متقناً .. نتأمل بديع صنع الله تعالى في كل مكان .. فقد كان ذلك اليوم صحواً .. هجرنا الغمام فيه .. فلا امطار في ذلك اليوم .. غابت لأمطار التي صحبتنا في اثناء سفرنا .. مع حلنا منذ وصولنا لفيينا في 10/8/ 2006 م وحتى مغادرة لوزيرن في 25/8/2006 م . كنت قد أخذت مكاني في إحدى الكبائن الشاغرة بعد عناء وجهد من جراء سحب الحقائب من عربة الى عربة ، ولعل من الأمور المزعجة في نقل الحقائب في القطارات هو ادخال الحقيبة في مدخل العربة ثم البحث عن كابينة شاغرة .. وقد يستغرق البحث وقتاً أطول أثناء الاجازات الرسمية في البلاد ، وحتى إذا ما تم العثور على عربة شاغرة فسوف يتعين الذهاب لجلب الحقائب التي تم سحبها وصولاً إلى الكابينة .. وسط نظرات المسافرين المتطفلة ، وقد تُحتل تلك الكابينة مالم تؤمن من قبل صاحب في السفر ..
لقد كنت محظوظاً في العثور على كابينة طوال فترة الرحلة التي بدأتها من انسبروك Innsbruck الى بريغنز Bregenz والتي تستغرق ساعتين ونصف، ولعل مايخفف من وطأة الانتظار أنه لم يكن هناك تبديل للقطار ،، ولله الحمد فقد أضطررت إلى ذلك عبر القطار القادم من سيفيلد Seefeld مرة واحدة عندما توقف في محطة انسبروك Innsbruck لأستقل هذا القطار المتجه الى غايتي النمساوية المقصودة .. والتي اخفقت في الوصول اليها العام الماضي بسبب سوء الأحوال الجوية اضافة الى عدم التخطيط المسبق لهذه الوجهة ( بريقنز BREGENZ) كمحطة إقامة حيث كنت قد اكتفيت بالمدن النمساوية السبعه العام الماضي وجعلت لبريقنز زيارة مقررة من انسبروك حسب الظروف .. وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم .. فما رأيته من الصور التي بينت حجم كارثة الفيضان العام الماضي من انقلاب بعض القطارات جراء خروجها عن مسارها في الإقليم الغربي من النمسا جعلني اتنفس الصعداء وتذكرت قوله تعالى " وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم " ، البقرة (216) ، ومن العصمة أن لانقدر أحياناً .. اما في رحلتي الأخيرة في اغسطس 2006 ( هذه الرحلة ) فقد قدّرت انني سأستمتع بقضاء الوقت في Bregenz لأنني خططت مسبقاً لجعلها وجهة اقامة رئيسية ، وكانت الظروف الطبيعية مواتية ... حيث خصصت 3 ليالٍ للإقامة فيها وكنت آمل أن تكون كافية .. وذلك عند النظر الى موقعها الجغرافي الرائع وماتتمتع به من مقومات سياحية رائعه .. وأياً كان طول فترة اقامتي فيها الا انني عللت نفسي بأنني قد وصلت الى وجهة تمكنت بفضل الله تعالى من زيارتها والإستمتاع بما تحوية من جماليات ومقومات سياحية وطبيعية وأثرية وحضارية ، علاوة على الموقع الجغرافي نفسه للمدينة .. كنت اتوقع السبب من عدم احتلال هذه الوجهة ( أي بريقنز ) مكاناً على خارطة السياح العرب أن زيارتها كانت تعتبر بالنسبة لهم ضرباً من المجازفة في تجربة الجديد والإكتفاء بما هو مجرب من المناطق السياحية وتم الثناء عليه .. ولكن هل الأماكن الجميلة في عالمنا لم تكتشف إلا من خلال التجربة !.. وبالرغم من شعبية مدينة بريغنز وبخاصة لدى الشعوب الأوروبية الذين ينشدونها يقصدونها لعروض الأوبرا التي ماتكون عادة إيطالية في المدرجات العائمة ، وكون هذه المدينة تحظى باقبال من السياح الأوروبيين .. إلا أنني اظن اننا نحن السياح العرب ننظر الى السياحة من منظور خاص ولنا ميول قد تختلف عن ميول السياح الغربيين ، فهم يعشقون المهرجانات وزيارة الأماكن الدينية التي تتبع نهجهم العقدي ، وزيارة المتاحف والمكتبات العامة والأنشطة المختلفة مثل تسلق الجبال والصعود الى المرتفعات والتزلج وغيرها من الرياضات والأنشطة المختلفة ، أما نحن السياح العرب فنهوى المقومات الطبيعية التي لاتتوافر في بيئتنا كالجو المنعش والبساط الأخضر والبحيرات والأنهار والوسائل الترفيهية الأخرى كالتلفريك والترفيه البريء وغيرها من المقومات السياحية الأخرى التي تستهوينا وتجعلنا نطوف الارض شرقاً وغرباً لتتبعها ... والاستمتاع بها .. مدينة بريغنز جمعت المقومات السياحية الرائعه ، فهناك بحيرة كونستانس العملاقة التي تترامى على 3 دول والجبل Pfander بفاندر الذي تتمكن عبر الصعود إلى قمته من رؤية النمسا وسويسرا والمانيا ( وقد قال لي احد السياح هناك انه بالإمكان رؤية حدود فرنسا من فوقه ) مع اني ارى في ذلك شيئاً من المبالغة رغم أني لا أشك في صحته خاصة إذا ما كان مصدره الخبراء من اهل المدينة نفسها ، او من الجغرافيون الذين يستخدمون المناظير المقربة ( التلسكوبات ) الموجوده فوق الجبل وغيرهم من اهل الخبرة والإختصاص .
وإضافة إلى وجود البحيرة وجبل بفاندر .. فهناك حيوية المدينة نفسها ، إلى جانب المدينة القديمة والتي من أبرز معالمها برج مارتن وبرج سانت غالوس St. Gallus ... وغابة بريغنز Bregenzwald الساحرة التي تعتبر مكاناً رائعاً للنزهات .. وقلعة Gebhardsberg التي تقع جنوب المدينة معتلية هضبة بريغنز الجنوبية حيث تستمتع بإطلالة رائعه للقرى الواقعه خلف بريغنز .. وأنت في بريغنز نفسها .. إضافة الى نهر آخ Ach (Bregenzerach) جنوب المدينة نفسها والذي يشكل حداً جغرافياً لها .. وإن ننسى فلا ننسى معلم بريغنز العالمي : المدرجات العائمة BREGENZ FLOATING FESTIVAL STAGE في المدينة وقرب بريغنز من لنداو حيث انه وبمجرد جلوسك على ضفاف بحيرة بريغنز ( بحيرة كونستانس ) تتمكن بسهولة من رؤية لنداو الألمانية Lindau .. ويمكنك خلال 10 دقائق بالقطار أن تصل الى المانيا من بريغنز لتتوقف في محطة قطارات لنداو الألمانية والتي افردت لها موضوعاً خاصاً في بوابة المانيا . اضافة الى العديد من القرى الجميلة المترامية على بحيرة كونستانز الموزعه على شواطئها الساحرة من الجانبين الألماني والسويسري ، وكذا الرحلات البحرية اليومية في بحيرة كونستانز CONSTANCE أو كما يسميها الألمانيون Bodensee .. حيث تتفاوت مدة تلك الرحلات على البحيرة من عدة ساعات إلى يومين فأكثر .. وكذا الكورنيش البديع لبحيرة كونستانز حيث مقاعد الجلوس الموزعه في كل مكان والتي اصبحت محطة للمتأملين في هذه البحيرة الجذابة والمسطحات الجميلة وحركة السياح وأهل المدينة وكذا الباعة المتجولون والمستعرضون والمقاهي والمطاعم الصغيرة وبعض الاكشاك ومحلات الآيس كريم وباعة الاكسسوارات الذين قدم بعضهم من امريكا اللاتينية لعرض بضائعهم والتي تستقطب العديد من السياح ، والتجول في القطار الصغير على ضفاف بحيرة كونستانز .. .. لذا .. فإني أعتقد أن مانبحث عنه نحن السياح العرب موجود فعلاً في بريغنز !!
هنا خريطة توضيحية لأهم المعالم السياحية في مدينة بريغنز Bregenz
الأرقام على الخريطة تشير إلى مايلي :
1. منصة بريغنز العائمة Floating Platform على بحيرة كونستانس Constance
2. بحيرة كونستانس Constance - أو - Bodensee
3. ميناء بريغنز للرحلات والجولات على البحيرة Bregenz Hafen
4. نهر بريغنز - آخ - Ach - بريغنزر-آخ - Bregenzerach
5. قلعة غيبهارد Gebhardberg على هضبة مرتفعة وسط غابة بريغنز Bregenzwald
6. مبنى مركز المعارض والفنون Kunsthaus - مقابل ميناء بريغنز من جهة المدينة
7. السنتر
8. المدينة القديمة وقلعة سانت مارتن
9. محطة القطار
نعود إلى رحلتنا عبر القطار متوجهين لمدينة بريقنز .. ففيما كان القطار مستمراً في سيره أطلت النظر خارج النافذة في تأمل للأشجار الجميلة والجداول التي نمر بها والبيوتات المزركشة بمختلف انواع الزهور ، وتوقف القطار عند احد المحطات فصعد اليه مجموعة كبيرة من الأفراد ممن يرتدون زياً عسكرياً موحداًوأخذوا يسيرون بين العربات بحثاً عن كابينة شاغرة الا ان سوء حظهم دفعهم للوقوف على المسار المقابل للكبائن وبدأوا في تجاذب الأحاديث فيما أخذت أصواتهم تعلو بشكل لفت نظر الجالسين في الكبائن الاخرى .. ولقد تمنيت ان تكون وجهتهم قريبة كي يستريحوا من عناء الوقوف ونستريح نحن من تعالي أصواتهم وتخيلت ان تكون وجهتهم قرية Rankweil رانكويل القريبة من بريغنز والتي كان بيننا وبينها مسافة طويلة نوعاً ما .. ومعنى هذا ان وقوفهم سيستمر لفترة غير قصيرة ... الا ان القطار توقف قبل بلوغ تلك المحطة وخرجوا يتسامرون ويتبادلون المزاح متجهين صوب ريفٍ لايقل جمالاً عن ذاك الذي قدموا منه .. فأراحوا واستراحوا ..
بعدها بفترة غير قصيرة مررنا بقرية Rankweil رانكويل وتقع بين بريغنز وامارة ليخشتنشتاين على الطرف الغربي من النمسا .
وأثناء سير القطار أخذت أتأمل مطوية جدول سير القطار ، حيث أن في كل قطار مطوية من عدة صفحات تتضمن الوجهات التي يمر بها والوجهات الأخرى التي يتفرع منها المسار .. وكذا الموعد الزمني لتوقف كل قطار وإنطلاقه من محطة إلى أخرى . ما أجمل الدقة في توقيت القطارات ووصولها الى الجهة المقصودة . ولعل عامل المسافة التي يقطعها القطار من قرية الى اخرى يختلف من سائح إلى آخر .. فالبعض يرى متعة في ذلك ، فيما يرى آخرون أن السير لمدة تزيد عن 5 ساعات امرٌ شاقٌ للغاية على أنهم يتفقون في أن مايعكر ذلك هو التغيير من قطار إلى آخر .... سافر احد الاصدقاء من باريس الى ميلانو بالقطارهذا الصيف ورغم بعد المسافة التي تزيد مدتها عن ال 10 ساعات بالقطار الا أنه أفادني أنه لم يشك من أمرٍ سيء غير مسألة تغيير القطار ونقل الحقائب من قطار لآخر فقط . ولعل الطبيعة الخلابة كانت كافيه لأن ينسى الانسان هم المشوار والتعب وان يمتع عينية ببديع خلق الله. ومن منظوري الخاص فإنني أرى أن مشوار القطار مهما طال فإنك لن تخسر شيئاً ، فكلما طال المشوار ؛ كلما شاهدت مناطق أجمل . وهكذا حال القطارات في معظم ارجاء اوروبا ..
قارب القطار على الوصول الى محطتنا المنتظرة Bregenz وبدأ الجميع في الاستعداد لحمل الحقائب تأهباً للنزول .. فيما أخذ البعض مكانه امام باب القطار ،، شعرت بأن طول انتظاري وشوقي لمشاهدة Bregenz قد وصل حده فهممت بحمل الحقائب استعداداً للنزول في هذه المدينة التي سعدت بجعلها محطة إقامة رئيسية وكمحطة انتقالية من النمسا الى سويسرا.. وبدأت في تهيئة نفسي للعيش في مدينة باتت زيارتها حقيقة واقعه .. وأجمل من ذلك انها كانت ضمن اولوياتي منذ العام الماضي .. دخل القطار حدود المدينة ومررنا امام احد الانهار الخلابة Bregenzerach وحاذينا الأشجارالوارفة حتى توقف بنا القطار في محطتنا المقصودة .. وبلغنا غايتنا.