- الموقع والنشأة
- مدينة رباط الفتح
- 2- وجد رباط آخر في موضع مدينة سلا على الضفة اليمنى من نهر أبي رقراق .
- قصبة الاوداية
- أسوار مدينة رباط الفتح
- أبراج مدينة رباط الفتح
- باب العلو
- باب الرواح
- باب زعير
- الجامع الكبير في رباط الفتح
- جامع السنة
- جامع أهل فاس
- جامع مُلين
- جامع مولاي سليمان
الموقع والنشأة
تقع مدينة رباط الفتح على الساحل الغربي من المملكة المغربية المطل على المحيط الأطلسي، شمال خط العرض بدرجة 37،81 درجة غرب خط الطول ب 10،19 درجة، وتقوم في منحنى ينحدر بنسبة 16 متراً، ويرتفع جهة الجنوب بنحو 100 متر، وتمتد الرباط بعمرانها على الضفة اليسرى لنهر أبي رقراق الذي يصب في المحيط الأطلسي، فهي بذلك تقع على النهر قرب مصبه من جهة، وعلى المحيط من جهة أخرى.
شالة
كانت شالة هي أهم المدن التي ارتبط بها موقع المدينة التي ستسمى فيما بعد برباط الفتح تاريخياً التي كانت حتى ظهور دولة المرابطين مجرد منطقة فضاء تقع شمالى مدينة شالة وترتبط بها إدارياً وتاريخياً.
إسمها الأصلي (سلفيس) وكانت تعرف به عند القرطاجنيين، ولما احتلها الرومان أطلقوا عليها اسم (سلاكولونيا) بمعنى عمارة سلا، ثم اقتصروا على أحد الجزءين من المركب، فقالوا سلا وسالي وسل وسلة. وكلمة شالة في اللغة البربرية القديمة والحديثة، واللغة الآرامية واللغة الفينيقية تعني الكثرة. وأصبحت شالة عاصمة القرطاجنيين الاستعمارية والإدارية والتجارية توافيها سفنهم بأنواع البضائع.
وبلغت شالة أوج عظمتها في أوائل القرن الثالث الميلادي، وكانت المرسى الوحيدة للمراكب الشراعية الرومانية التي تمد الرومان بسائر محصولاتها الزراعية وتستجلب منها أنواع المتاع وضروب المصنوعات الرومانية.
سلا
تقع مدينة سلا على الضفة اليمنى من نهر أبي رقراق. ويذكر بعض المؤرخين أن الفينيقيين اختاروا الموضع الذي تشغله شالة الواقعة جنوب الرباط الحالية كأول نقطة للماء قابلوها قرب المصب التي أصبحت عاصمة الفينيقيين ،وكانت هذه المنطقة بمثابة المركز التجاري للفينيقيين في المغرب الاقصى.
وفي العصر الروماني أصبحت المنطقة الواقعة شمال الرباط الحالية ، تابعة لإقليم موريطانيا الطنجية، وهو أحد الأقاليم التابعة للمغرب في العصر الروماني، وكانت الرباط مدينة صغيرة ومسورة في عهد الرومان وكان موضع القصبة الحالي حصناً رومانياً قديماً.
مدينة رباط الفتح
كان أهل الأثر يقولون منذ مطلع التسعينيات من القرن السادس الهجري : سيكون في هذا الموضع مدينة عظيمة لخليفة . وكان الخليفة هو يعقوب المنصور الذي تمكن من تحقيق النصر وتشييد مدينة رباط الفتح تيمناً بالنصر قبيل انتقاله إلى الأندلس على رأس القوات المجاهدة في شهر جمادى الثانية 591ه / مايو 1195 م ، أما المدينة فقد تم بناؤها في حياة أبي يوسف وكملت أسوارها وأبوابها.
وقد ذكر بعض المؤرخين أنه في سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة بنى رباط الفتح وتم سوره وركبت أبوابه ،وأنها كانت مدينة عظيمة فيها قيسارية عظيمة وحمام وفنادق وديار كثيرة ومياه مطردة وسقايات ومنافع .
ونستنج مماورد في كتابات المؤرخين حول النشأة الأولى لمدينة رباط الفتح مايلي:
1- كانت مدينة شالة بعد سقوطها في أيدى المرابطين سنة 462 هجري رباطاً هاماً من أربطتهم لقتال برغواطة الخارجة عن تعاليم الإسلام .
2- وجد رباط آخر في موضع مدينة سلا على الضفة اليمنى من نهر أبي رقراق .
3- وجد رباط ثالث على الضفة اليسرى من نهر أبي رقراق عند مصبه على المحيط الأطلسي في موضع مدينة الرباط .
وقد نمت مدينة الرباط واتسع عمرانها وتطورت أوضاعها بعد الهجرة التي قام بها الأندلسيون غداة صدور ظهير الخليفة الموحدي الرشيد يوم 21 شعبان عام 637 هجري الذي يأذن لهؤلاء المهاجرين بسكنى المدينة واستثمار الأراضي المحيطة بها .
و يعد تاشفين بن على بن يوسف هو المؤسس الأول للقصبة التى أقيمت في موضع الرباط الذى أنشأه المرابطون على الضفة اليسرى لنهر أبي رقراق عند مصبه في المحيط الأطلسي للجهاد ضد برغواطة. وهذا الموضع هو نفسه الذي سيقيم فيه الموحدون فيما بعد مدينة عظيمة هي مدينة رباط الفتح .
كما تذكر بعض المصادر التاريخية أن المهدي بن تومرت كان أول من فكر في بناء مدينة حول القصبة المرابطية المقامة في الرباط ،وأنه أمر الموحدين بذلك قائلاً لهم : تبنون مدينة عظيمة على ساحل هذا البحر ، ثم يضطرب أمركم وتنتقص عليكم البلاد حتى ما يبقى بأيديكم إلا هذه المدينة ، ثم يفتح الله عليكم ويجمع كلمتكم ويعود أمركم كما كان ولهذا سماها الموحدون برباط الفتح . ويعد الخليفة الموحدي عبدالمؤمن بن على أول من اهتم بتنفيذ ما أوصى به المهدي بن المهدى بن تومرت ، فابتدأ في بناء حصن ومدينة في نفس الموقع الذي يقوم عليه رباط وقصبة تاشفين بن على ، وعرف هذا الحصن وما حوله من مبان سكينة في عهده باسم المهدية وكان النواة الأولى واللبنة الرئيسة لمدينة رباط الفتح التي ستتخذ شكلها النهائى في عهد حفيده الخليفة المنصور الموحدي 593 هجري 594 هجري ،ومن خلال النصوص التاريخية يتبين لنا أن قصبة المهدية التى شرع الخليفة الموحدى عبدالمؤمن بن على في بنائها كانت قائمة في نفس موضع القصبة التى بناها تاشفين بن على وماحولها ، وأن عبدالمؤمن بن على أمر بإعادة بناء تلك القصبة وتحصينها تحصيناً محكماً ، كما أمر ببناء قصر له فيها وهو القصر الذي سيصبح قصر ولاة سلا ورباط الفتح طوال عصر الموحدين .
ونستدل من الرواية التاريخية الخاصة بإنشاء المهدية على حرص عبدالمؤمن بن على على مد المياه العذبه إلى المهدية من عين تقع على بعد عشرين كيلو متراً تعرف بعين غبولة ،وقد ترتب على هذا الإنجاز أن أزدهرت المهدية ونواحيها، فانتشرت بها الحدائق والبساتين ،وأصبحت قصبتها ومقرها مقراً للخلفاء والولاة واكتظت بالدور ونشطت الحياة التجارية بها وعمرت بالأسواق .
وقد عرفت الرباط انتعاشاً في عهد الدولة المرينية، بدءاً من منتصف القرن السابع الهجري (الثالث عشر الميلادي)، وهو العهد الذي شهد إقامة بعض المآثر ، كالجامع الكبير والمارستان الذي كان قبالته ومسجد شالة ومدرستها وأضرحتها التي دفن بها أشهر الملوك المرينيين، وإلى هذا العهد يرجع تجديد إجراء المياه، وكذا إقامة بعض المرافق الاجتماعية التي مازالت قائمة كالحمامات وغيرها.
واستمر الوضع إلى الدولة السعدية التي كان لها شرف الانتصار في معركة ً وادي المخازن ً عام 986 هجري / 1578 م، بالقرب من مدينة القصر الكبير في شمال المغرب، وهي المعركة التي قتل فيها ملك البرتغال ً دون سبستيان ً. وكان لهذا الانتصار أكبر الأثر في إضعاف شوكة الإمبراطورية البرتغالية سواء في إفريقيا أو الخليج.
وقد شهدت الرباط في ظل الدولة العلوية ابتداء من منتصف القرن الحادي عشر الهجري / السابع عشر الميلادي نموا كبيراً ، إذ شيد المولي الرشيد 1075 1082 هجري / 1664 1672 م سور حديقة الودايا، والقلعة التي كان بها السجن المعروف إلى عهد قريب بسجن لعلو، وعززها بالمدافع والمعدات، وكانت تعرف بقصبة مولاي رشيد. وأسس المولى إسماعيل 10821139 هجري / 1672 1727 م المدرسة الواقعة بإزاء الودايا، وكانت مخصصة لتكوين الملاحين وقادة البحر، وأجرى مياه عين ً عتيق ً إلى الرباط. وقوى سيدي محمد بن عبدالله 1171 1204 هجري / 1757 1790 م حامية المدينة وزودها بالعتاد، وأقام بعض الأبراج وبنى قصراً وعدة مرافق اجتماعية، وشيد مساجد منها جامع السنة ومسجد أهل فاس ومنارة جامع ملينة، وزاد فجعل في القصبة بيت ماله وبنى داراً لسك النقود كان موقعها في حومة الجزاء الحالية إمتداد شارع محمد الخامس، وعلى نهجه سار المولى اليزيد 1204 1206 هجري 1790 1792 م الذي بنى له داراً بالقصبة، والمولى سليمان 1206 1238 هجري / 17921822م الذي جدد بعض أسوار المدينة وأبوابها استعدادا لمواجهة ما كان يحدق بالبلاد من أخطار، وكان اتخذ الرباط حاضرة بنى بها قصره المعروف بدار البحر، وتسمى كذلك دار الكبيبات، وهي التي أقيم عليها المستشفى العسكري في مرحلته الأولي. وفي عهده شهدت مرسى المدينة حركة ازدهار فائقة. وهو الذي نقل اليهود من حي البحيرة إلى الملاح الجديد، كذلك اتخذها المولى عبدالرحمن 12381276 هجري / 1822 1859 م مركزاً للدفاع وعززها بحصون في ناحية الرباط، كقصبتي بوزنيقة والصخيرات على طريق الدار البيضاء. كما أسس المارستان الواقعة بضريح سيدي محمد الغازي. وكان ابنه المولى الرشيد قد بنى داخل المدينة داراً هي التي تمثل اليوم قسماً من مستشفى سيدي فاتح ومدرسة البنات والمعهد الموسيقي.
أما خلفه سيدي محمد بن عبدالرحمن 12761290 هجري / 1859 1873 م فأقام بعض المرافق العامة، وبنى داراً بجوار قصر سيدي محمد بن عبدالله حيث القصر الملكي العامر بالمشور السعيد.
وقد شهدت المدينة حركة نمو وازدهار في ظل المولى الحسن الأول 1290 1311 هجري / 1873 1894م الذي قوي إمكاناتها الجهادية، فشيد البرج الكبير، وجدد المرسى ووسع أرصفتها وزاد فيها عدة مستودعات، وأضاف زيادات إلى القصر تمثلت في القباب والرياض
أهم المعالم الحضارية في مدينة الرباط
قصبة الاوداية
تقع قصبة الأوداية التي بناها عبدالمؤمن بن علي، على مرتفع صخري غير منتظم الشكل ارتفاعه ثلاثون متراً على سطح البحر ، بالزاوية الجنوبية لمصب وادي أبي رقراق وساحل المحيط الاطلسي، وهي محاطة بسور سواء على طول نهر أبي رقراق أم تجاه البحر ونحو السهل البري، ويحتوي السور على ثلاثة أبراج تحمي مدينة الرباط من جهة البحر، وهي الصقالة قبالة القصبة وبرج الدار وبرج الصراط يصل فيما بينها سور بحري مشيد فوق الصخر على طول ضفة الساحل.
ويدخل الزائر إلى (قصبة الاوداية) من ثلاثة أبواب أكبرها الباب الأثري المؤدي إلى سوق الغزل والثاني هو الباب الواقع بين الباب الأول والبرج، ويبدو أنه حديث العهد يرجع تاريخه إلى العصر العلوي، بينما يقوم الباب الثالث العتيق قبالة الجهة الشمالية الشرقية للمتحف.
أما الباب الكبير فهو ضخم يبلغ طوله: 38،60 م وعرضه 16م، ويتراوح علوه بين 12 و13م، وتحتوي طبقته الأرضية على ثلاث قاعات متداخلة وعلى طبقة أولى تحوي خمسة ممرات فوقها سطح يطل على مجموع القصبة، ويؤكد تيراس Terrasse أن هذه البوابة أضيفت إلى القصبة التي بناها الخليفة عبد المؤمن في زمن حفيده أبي يوسف يعقوب المنصور شأنها في ذلك شأن كل أبواب مدينة الرباط نفسها. وتتخذ هذه البوابة الرئيسية للقصبة بضخامتها مظهر البوابات العسكرية المنيعة.
أسوار مدينة رباط الفتح
شرع الخليفة الموحدي أبو يعقوب يوسف في بناء سور مدينة رباط الفتح بعد أن اختط ورسم سورها، ولكن الموت عاجله فاستكمل بناءها ولده الخليفة أبو يوسف يعقوب المنصور إلى أن أتم سورها، ويمتد سور مدينة الرباط على مسطح من الأرض يبلغ طوله 5263 م تقريباً وصل إلينا اليوم نحو 5189م، ويبلغ سمكه أحياناً مترين اثنين ونصف المتر ويصل ارتفاعه إلى عشرة أمتار.
وكان هذا السور يحمي مدينة رباط الفتح من الجهتين الغربية والجنوبية فحسب بينما كانت المرتفعات الغربية ووادى بورقراق والمحيط من الجهات الغربية تحميها من الجهات الأخرى.
ويبدأ القطاع الغربي من السور من برج الصراط ويمتد تجاه الجنوب الشرقي ثم ينحرف نحو الشمال إلى أن يصل إلى الوادي قريباً من قلعة شالة، بحيث يفصل بينهما السور الأندلسي الممتد من باب الحد أو الأحد إلى برج سيدي مخلوف المطل على الوادي، وهذا السور أحدثه الأندلسيون بعد هجرتهم من الأندلس إلى الرباط في بدايات القرن الخامس الهجري (الحادي عشر الميلادي).
ويتصل بالسور الموحدي من جهة المحيط سور أشبار، ويبدأ من برج الصراط إلى فم الوادي قبالة القصبة . أما السور العلوي الخارجي الذي هو من بناء سيدي محمد بن عبدالرحمن، فيبدأ من ساحل البحر على بعد ألف وسبعمائة وأربعين متراً من الجنوب الغربي لبرج الصراط، ويمتد نحو الجنوب الشرقي ثم ينعطف إلى أن يتصل بسور الموحدين على مسافة تبعد 500 م من دار السلطان التي تحيط بها سور أكدال الكبير.
أبراج مدينة رباط الفتح
كما يبلغ عدد الأبراج في سور مدينة رباط الفتح، أربعة وسبعين برجاً بما في ذلك الأبراج المتخربة، منها سبعة بدءاً من برج الصراط حتي باب العلو، وتسعة من باب العلو إلى باب الحد، وخمسة وعشرون من باب الحد إلى باب الرواح، وسبعة بامتداد ثكنة الحرس الملكي، وأربعة وعشرون في القطاع المطل على نهر ابي رقراق قرب المكان الذي يعرف بالمنزه بحي الفتح، ويلاحظ أن المسافات الواقعة بين الأبراج تختلف فيما بينها، وبعض الابراج فقدت أجزاءها العليا،. وقد حافظ سكان الرباط على السور الموحدي ورمموه في القرنين 17، 18 الميلاديين.
أبواب مدينة رباط الفتح
ينفتح في سور المدينة الموحدي خمسة أبواب هي : باب العلو ،وباب الحد،وباب الرواح، والباب الموازي للقصر الملكي من جهة الغرب وباب زعير من جهة الجنوب.
باب العلو
باب العلو أو الباب العالي أو الباب المرتفع أو باب مراكش أو باب أسفي، تلك الأسماء أطلقت على باب العلو الذي يعد أقرب الأبواب إلى المحيط وهو يبعد عن البحر بمسافة 544 م ويشكل مبناً ضخمًا طوله 19،2م، وارتفاعه 10م، كما يشتمل على غرفتين متوازيتين إحداهما مكشوفة، وتعلو الكل أبراج ناتئة مع وجود حجارة منحوتة جميلة في الزوايا وقلب الواجهتين الشرقية والغربية، و توجد قاعة صغيرة مربعة داخل الغرفة الأولى كانت مستودعا للسلاح.
باب الحد
سمي هذا الباب بهذه التسمية لأنه محرف من كلمة الأحد على أساس أن هذا الباب كان يطل على الطرف الغربي من السوق الذي كان يعقد في أيام الأحد.
وقد تجدد بناؤه في العهد العلوي كما تدل عليه الكتابة المنقوشة عليه في جامة بيضاوية الشكل تقرأ على النحو التالي:
(الحمد لله جدد هذا الباب السعيد أمير المؤمنين مولانا سليمان عام 1229)
باب الرواح
يرى بعض الباحثين أن اسمه مشتق من كلمة الريح، ويعد باب الرواح أكبر أبواب سور المدينة الموحدي، ويبلغ ارتفاعه 12م، كما يعد هذا الباب أكثر السور الموحدي تنوعاً في الزخرفة، منها شريط كتابي يدور بالحشوة الوسطى من الباب، تشتمل على آية قرآنية بالخط الكوفي بحروف كبيرة.
الباب الداخل في نطاق القصر الملكي
يقع هذا الباب على مسافة تبعد نحو 880م جنوبي باب الرواح، ويبرز عن السور من جهته الغربية بنحو 12،60 م وكان في الأصل بابا مزودا بممر منكسر، وكان يشتمل على ثلاثة غرف ويتشابه في نظامه مع الأبواب السابقة.
باب زعير
هو الباب الوحيد الذي يفتح في القطاع الجنوبي من سور يعقوب المنصور على الطريق المؤدية إلى إقليم قبيلة زعير التي استمد اسمه منها. ويبلغ ارتفاعه 9،71 م وعمقه 18،24 م وعرض واجهته الداخلية 12،59 م، والواجهة الخارجية 18،61 م، ويماثل هذا الباب، باب العلو من حيث التخطيط، ويشتمل باب زعير على أربعة ممرات منكسرة.
المساجد الأثرية في مدينة رباط الفتح
الجامع الكبير في رباط الفتح
يعرف هذا الجامع باسم جامع الخرازين، وهو يقع قرب باب شالة بالسور الأندلسي. وقد تضاربت حوله الروايات فمن المؤرخين من يرى أنه من بناء أبي يوسف يعقوب المنصور الموحدي، في حين ينسبه بوجندار إلى عبدالحق المريني لوجود المارستان العزيزي المريني به، وسواء كان من بناء الأندلسيين الوافدين إلى المغرب في عهد الأشراف السعديين أو من بناء سيدي محمد بنعبد الله 1767 1790، فإن المدخل قد تم إصلاحه على يد مولاي سليمان عام 1813 1229 م، وقد جدد في عهد السلطان الحسن الأول، وأعيد إصلاحه وترميمه وتحسينه سنة 1333ه في عهد المولى يوسف.
جامع حسان وصومعتة
يعد جامع حسان من مآثر الموحدين الخالدة التي حققت وحدة الفن الشرقي والفن الأندلسي المغربي، فهو رمز لفخامة الدولة الموحدية ومشاعرها في السمو والعظمة وذوقها في التناسق الجامع بين الفخامة والبساطة.
ويقع جامع حسان شمالي شرقي مدينة الرباط على ارتفاع حوالي 30 مترًا فوق سطح البحر، وقد شيده الأمير الموحدي يعقوب المنصور عام592 هجري / 1184م، وهو الذي شهد عصره ذروة السلطة الموحدية، ولم يتم بناؤه كليًا سوى منارته التي هي أقرب عهدًا من منارة الكتبية بمراكش ومنارة جامع اشبيلية المعروف بالخيرلدة، وهي كمنارة الجامع الأموي في دمشق ، يبلغ عرضها ربع طولها حسب التقليد المعماري 64 مترًا وهو ما يجعل من منارة حسان أعظم منارة في الغرب الإسلامي.
أما الجامع فإنه مربع المساحة تقريبًا هندسي التقسيم لتساوي سواريه الفاصلة بين صحونه الواسعة، ومحرابه المربع الشكل ، على خلاف المحاريب المغربية، وهو منحرف بعض الشئ عن القبلة مثل جامع القرويين. ويتألف المسجد في قسمه الشمالي من واحد وعشرين بلاطاً وسبعة أساكيب، يليه قسم آخر جنوباً يتوسطه أحد عشر بلاطاً، يعترضها أحد عشر أسكوباً، ويحف به من كل جانب شرقًا وغربًا صحن مستطيل تليه بلاطتان أخريان بطول البلاطات المتجهة من الصومعة إلى القبلة، وسقوفها أكثر ارتفاعًا عن بقية الأسقف.
وصومعة مسجد حسان حلقة في سلسلة صوامع المنصور بالكتبية والقصبة واشبيلية، غير أن مهندسها استعمل الحجر المنجور، وقد ضاع بفعل الزمن جزؤها العلوي أو أنها لم تتم أصلا، ولا زالت زخرفتها المعمارية المتنوعة على أوجه الصومعة بعقودها وتوريقاتها تعكس فخامة الفن الموحدي.
جامع السنة
أقيم جامع السنة بالطرف الشمالي الخارجي لمشور تواركة قرب ثانوية مولاي يوسف الحالي، وكان بناؤه في جمادى الأولى 1199ه مارس 1785م على يد الملك سيدي محمد بن عبدالله الذي أنفق عليه أموالا طائلة، ويبدو أنه ظل منذ تأسيسه نحواً من عشرين سنة خالياً لبعده عن المدينة وقلة السكان حوله مما حدا بالسلطان مولاي سليمان إلى نقل أخشاب سطوحه لتسقيف جامع على بن يوسف بمراكش، وكان بجانب المدرسة التي تحمل الإسم نفسه، وقد قام السلطان سيدي محمد بن عبدالرحمن بتجديد بناء جامع السنة الذي أصبحت الصلوات الخمس تقام فيه بإنتظام مع خطب الجمعة بعد تعمير حى تواركة بعبيد البخاري وأهل سوس ثم إقامة دار المخزن والمشور السعيد ( القصر الملكي). ويعد هذا الجامع من أكبر المساجد في المغرب ولايفوقه في الضخامة إلا جامع حسان وجامع القرويين.
أما الصومعة فقد ظلت في شكلها الأصيل ومكانها الأول إلى أن نقلت بأمر من الملك الحسن الثاني إلى الركن المقابل حيث رواق التجانيين، وذلك لتكون في سمت شارع محمد الخامس.
وقد قامت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في المغرب بأمر من الملك الحسن الثاني بتجديد هيكل جامع السنة، فنقلت منارته عام 1969م، من الطرف الشمالي إلى الطرف الجنوبي للمسجد، وكان ذلك عنواناً ناصعاً على امتداد روعة الفن المغربي الأندلسي.
جامع أهل فاس
جامع أهل فاس هو جامع المشور(ساحة القصر الملكي في الرباط) الذي أكد المؤرخون أنه من مآثر السلطان سيدي محمد بن عبدالله. ثم جدده السلطان محمد بن عبدالرحمن، وموه سقوفه بالذهب والبرقشة ثم توالت التعديلات عليه وخاصة في عهد الملك محمد الخامس الذي أفرغ فيه مجالي الفن المعماري الجديد نقشا ونحتا وتبليطا وتزليجاً.
جامع مُلين
يقع جامع ملين قرب الحديقة التي عرفت في عهد الحماية بحديقة المنظر المثلث، وينسب بناء هذا الجامع إلى أحد أفراد عائلة أندلسية هي عائلة ملين في أوائل العهد العلوي على أرجح تقدير. وقد جدد في الثمانينيات من القرن العشرين بمنحة من حكومة المملكة العربية السعودية.
جامع مولاي سليمان
يقع جامع مولاي سليمان في حي السويقة على مسافة أربعمائة متر مربع من الجامع الكبير وهو يحمل اسم السلطان كما يؤكد ذلك مؤرخو الدولة العلوية، و كان يسميه البعض جامع السوق، والبعض الآخر بجامع السويقة ، وتاريخ بناء الجامع هو 1226ه/1812م، ويري بعض المؤرخين أن مسجداً آخر كان قائما بنفس المكان نفسه قبل المولى سليمان الذي لم يزد على كونه قام بتجديده وتوسيعه.
موضوع رائع بمعلوماته الغنيه والصور الجميله فشكراً لك على هذا المجهود الطيب ..
أخي الدهمشي
بصراحة كلمتين روعه ، لكن لا تخاف مانيب حاطهن توقيع