1. العربية _ الرياض


2. معابد أم مساكن


3. محاولات تشكيك إسرائيلية


4. دور تجاري هام


5. ضرورة وليس خيار


6. المرور سريعا


7. سياح أجانب في المدائن


8. الأجانب غير ممنوعين

العربية _ الرياض

تثير "مدائن صالح" الكثير من الجدل والنقاش سواء فيما يتعلق بزيارتها، أو حول ما ورد من اشكاليات تاريخية بين الباحثين العرب والأجانب، لاسيما في ظل محاولات إسرائيلية في التشكيك في عروبة الأنباط الذين سكنوا وأقاموا حضارة زاهرة في هذه المنطقة والادعاء بأنهم ينتمون إلى العبرانيين، كما يشير بعض المهتمين بالشأن السياحي أن تلك المواقع الأثرية الهامة تعاني من الإهمال وعدم إقبال السياح عليها رغم ما تحتويه من آثار جميلة.
ويعزو البعض ذلك الإهمال إلى "أسباب دينية" حيث يرى فريق من علماء الدين أن زيارة تلك الأماكن يجب أن لا تتضمن الإقامة أو النوم بها في حين يرى رهط آخر أن العقوبة التي نزلت بقوم النبي صالح كانت جراء "إفسادهم في الأرض" وليس لتشييدهم ذلك البنيان، وبالتالي دراسة تلك الآثار أصبحت أمرا ضروريا وليست خيارا لكشف حقبة تاريخية مهمة في تاريخ جزيرة العرب وتفنيد أي ادعاءات إسرائيلية.

معابد أم مساكن

تبعد مدائن صالح حوالي 22 كم شمال شرق مدينه العلا في السعودية، والتي يعتقد أنها هي التي جاء ذكرها في القران الكريم باسم "الحجر" كحاضرة ثمود قوم نبي الله صالح عليه السلام، وهي تقع على الطريق التجاري الرئيسي القديم الذي يربط جنوب الجزيرة العربية بشمالها والحجر هو التسمية القديمة لما يعرف حاليا مدائن صالح التي جاءت أخبارها في كثير من مؤلفات وكتب الرحالة اليونان والرومان القديم كأمثال استرابوا واستيفانوس.
وقد ورد ذكر "مدائن صالح" في العديد من كتب المؤلفين المسلمين القدماء، ويتضح بحسب الباحث السعودي د. عبد الرحمن الأنصاري أنه من خلال النقوش والكتابات النبطية على واجهات الكهوف والمنحدرات الصخرية بمدائن صالح بأن الأنباط سيطروا على هذه المنطقة في الفترة مابين القرن الأول قبل الميلاد والقرن الأول الميلادي.
وقد كشف الباحث الفرنسي في مجال الآثار العربية (باتريك فرنسيس) أن المناطق الأثرية في منطقة الخريبات "مقابر الأسود" والواقعة بمدائن صالح ما هي إلا معابد استخدمها الأنباط لممارسة طقوسهم الدينية خلافا لما قاله بعض المؤرخين بأنها مساكن للأنباط أو للحيانيين، مشيرا إلى النقوش والرموز الموجودة بالمنطقة الدالة على ذلك.
وقال باتريك أثناء زيارته لمدائن صالح مؤخرا لإعداده كتابا عن (العلا) ل"لعربية.نت": "إن القبائل التي سكنت مدائن صالح هم الثموديين قوم نبي الله صالح ونحتوا من الجبال بيوتا لهم ثم عذبوا وأبيدوا، ثم أتت حضارة الأنباط وسكنوا تلك المنطقة".
وأشار فرنسيس إلى أن الأنباط استخدموا أرض كبيرة في المدائن وشيدوا فيها منازلهم التي كانت عبارة عن خيام مرصعة بالذهب حتى عرف عصر الأنباط بعصر شعوب الخيم، مبينا أنهم استخدموا مساكن الثموديين للقبور ودفن موتاهم بها حتى أتى الرومان وقضوا على حضارة الأنباط سنة 106 قبل الميلاد.

محاولات تشكيك إسرائيلية

وأكد باتريك أن حضارة الأنباط عربية، وأنهم كانوا عرب وترتيبهم الثموديين ثم النبطيون واللحيانيون, مشيرا إلى تعدد الآثار في مدائن صالح والتي هي عبارة عن نحت نبطي في الجبال بحسب قوله، وبين فرنسيس أنه اكتشف من خلال زيارته للمدائن كيف أن الأنباط استخدموا النحت في بناء قصورهم.
وعزا الباحث الفرنسي سبب تسمية جبل أم درج إلى وجود مدرج على الجبل على شكل درج يؤدي إلى نهاية كهف عميق جدا بنهايته معبد، وحول علو بعض واجهات المقابر لزخارف ونقوش مختلفة على أشكال زهور وصقور وأسود أرجع باتريك أسباب ذلك إلى أحد عقائد الثموديين حيث كان كل صاحب قصر يرسم المعبود الذي يقدسه.
من جانب آخر طالب د.عبد الرحمن الأنصاري، أستاذ آثار الجزيرة العربية وتاريخها بجامعة الملك سعود سابقا، بضرورة عقد ندوات في السعودية للتعريف بالدور الكبير الذي لعبه الأنباط في الوضع السياسي والاقتصادي في شمال غرب المملكة منذ النصف الأول من الألف الأولى قبل الميلاد.
وبين الأنصاري أن هناك محاولات إسرائيلية للتشكيك في عروبة الأنباط، لفتح الباب أمام التسلسل الإسرائيلي للحضارة النبطية، مشيرا إلى أن اليهود أبدوا في الآونة الأخيرة اهتماما كبيرا بالآثار النبطية، "هناك ادعاءات إسرائيلية بالتشكيك في عروبة الأنباط مستعينين بنقوش نبطية رغم أن هذه النقوش هي نبطية، وقد عاصر الأنباط الدولة الإسرائيلية الأولى".
وعن وجود بعض البرديات التي كتبت بلغة عبرية أكد الأنصاري أن هذه البرديات تتحدث عن أمور تتعلق بحضارة الأنباط العربية، كما طالب الأنصاري بحصر بعض البلدات الإسلامية القديمة في مدائن صالح لجعلها نموذجا للمدينة الإسلامية في السعودية، مشيرا إلى ضرورة فتح المجال أمام الشركات الخاصة لترميم المناطق والمنازل الأثرية بمدائن صالح والاستفادة منها في التنشيط السياحي وخاصة التي أصابتها عوامل التعرية.
ورفض الأنصاري ما قاله الباحث الفرنسي باتريك عن اكتشاف معابد للأنباط في منطقة الخريبات، حيث أن منطقة الخريبة ليس لها صلة بالأنباط ولم يبنوا معابد بها، مشيرا إلى أن معابد الأنباط تقع خلف جبل "الأثالب" بمدائن صالح إلى الشمال الشرقي من منطقه قصر البنت, "وهذا الجبل عبارة عن سلسلتين متوازيتين من الكتل الصخرية الضخمة الشاهقة الارتفاع تحصر بينهما واد ضيق له مدخل أضيق منه يقع في الجهة الشمالية".
وأوضح الأنصاري أن هذه المنطقة خصصت من قبل الأنباط لتكون مقر ممارسة طقوس دياناتهم لذلك وجدنا جوانب الوادي الداخلية ملئت بكتابات قديمة, كما توجد به الكثير من المحاريب المحفورة في الصخر وبها رموز معبوداتهم ذوشرى ومناه واللات ممثلين بثلاثة أعمدة حجرية داخل المحراب أو بالآنيتين يتوسطهما النسر رمز المعبود ذوشري, وأهم ما يميز هذه المنطقة وجود الديوان وهو الاسم المحلي الذي أطلق على مكان عبادتهم ويحمل رقم 15 وهو أول ما يقابل الزائر في منطقة الديوان عند مدخله الشمالي، وداخل منطقة الديوان أي في الوادي يوجد ثلاثة كهوف رقمت بأرقام (16,16أ,16 ب) بالإضافة إلى وجود مجرى ماء منحوت في واجهة الجبل الشرقي لتوصيل مياه الأمطار إلى الكهف المخصص لذلك وهو رقم 16.
وقال الأنصاري: "لقد شهدت منطقة الخريبة على أرضها مابين القرنين السادس والخامس قبل الميلاد تقريبا وربما قبل ذلك نشوء حضارات عريقة فكانت عاصمة لمملكة ديدان ومن ثم لحيان, كما كانت مركزا لدولة معين النازحة من جنوب الجزيرة العربية، حيث سميت (معين مصر) لعلاقاتها مع بطالمة مصر".

دور تجاري هام

ولعبت دولتا ديدان ولحيان - كما يذكر الأنصاري- دورا تجاريا هاما بارزا بين حضارات العالم القديم من الهند واليمن جنوبا إلى بلاد الشام والعراق ومصر شمالا وذلك لوقوعها على الطريق التجاري الرئيسي من اليمن شمالا إلى تدمر، مما أدى بدوره إلى مزيد من التمازج الحضاري بينها وبين العالم القديم واستمرت دولتا ديدان ولحيان إلى حين سقوطهما على يد الأنباط, "وبما أن مملكتي ديدان ولحيان تقعان على سلسلة الجبال الشرقية من البلدة القديمة فأثارهما عبارة عن كهوف نحتت على سفح جبل الخريبة وبشكل مكثف".
وذكر الأنصاري ل"العربية.نت" أن أبرز معالم مدائن صالح هي مقبرة قصر الفريد لانفراده بكتلة فريد لانفراده بواجهته الكبيرة المميزة, أما واجهة هذه المقبرة شمالية بعرض 13.85م .على جانبيها عمودان بارزان بتاج نبطي, وتعتبر هذه الإضافة عنصر معماري جديد أضيف للواجهة ميز قصر الفريد عن غيره من المقابر، ويعلو هذه الأعمدة واجهة المقبرة الأفقية المكونة من العارض والإفريز والكورنيش الكلاسيكي والفاصل بين الأجزاء العلوية والسفلية والشريط والكورنيش المصري ثم نصفي الشرفة, "والملاحظ في نصفي الشرفة في هذا القصر أن النحات أكمل الدرجة الأولى العلوية بالنصف الأيسر بقطعتين من الحجر ليكمل الدرجة الخامسة مرجعا السبب في ذلك إلى تحقيق التوازن بين نصفي الشرفة يمينا ويسارا أو أن استكمال الدرجات بعدد خمس له مدلول عقائدي عند النبطي القديم".

ضرورة وليس خيار

من جانب آخر يرى الباحث السعودي في العلوم الشرعية (سعود السرحان) أن حماية الآثار، والعناية بها، والسعي لدراستها، والتنقيب عما تحت الثرى منها؛ ليس خياراً، بل ضرورة وطنية وقومية وتاريخية ولغوية ودينية. مبينا أنه عند العثور على الآثار، وحل رموزها، سنحصل على معلومات تكشف لنا تاريخ الجزيرة في فترة ما قبل الإسلام، وهذه مصلحة وطنية وقومية وتاريخية بلا شك.
وسنتمكن من تحديد معنى (العرب)، ومعرفة تطور اللغة العربية، والشعوب التي كانت تنطق بها، وهذه مصلحة لغوية وتاريخية وبشرية بلا شك.
أضف إلى ذلك - والكلام للسرحان- الخلط الشديد الحاصل في معرفتنا بتلك الفترة، وسببه أن غالب من بحث فيها كان من الأعاجم، أو سائراً على خطاهم، مما دعا إلى ظهور خرافة الشعوب السامية، واللغات السامية، والكتابات الثمودية... وغيرها.
وأردف قائلا: "عندما ننقب عن الآثار ونحل طلاسمها نستطيع الرد بالبرهان العلمي المادي القاطع على الذين يزعمون أن أحداث تاريخ شعب بني إسرائيل وقعت في الجزيرة العربية بدلاً من مصر وفلسطين، وأيضاً على الذين ينكرون وجود قوم عاد وثمود، وهذا فيه مصلحة دينية وعقدية، لما فيه من الذب عن القرآن المجيد.
وأشار السرحان إلى أن أسباب قلة إقبال السعوديين على زيارة مدائن صالح يرجعها البعض إلى أسباب دينية، بينما يرى آخرون أن السبب هو عدم اعتناء السعوديين بزيارة الآثار، لكن آخرين يرون أن السبب هو أن الطريق إلى مدائن صالح لا يزال يحمل مشقة كبيرة للمسافر، "والقرآن الكريم مليء من الآيات الآمرة بالتفكر والنظر في (آثار) الماضين، ومساكنهم، وهذا من أعظم الأدلة على أهمية التنقيب عن الآثار ودراستها".

المرور سريعا

ولمعرفة الحكم الشرعي في زيارة مدائن صالح، التقت "العربية.نت" د. ناصر عبد الكريم العقل (أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية) الذي أوضح أن الإسلام أجاز مرور المسلمين على مقابر مدائن صالح مشترطا أن يكون المرور سريعا كونها "ديار عذاب".
وأشار د. العقل إلى أن طريقة المرور تكون بأن لا يقيم الزائر ولا يجلس في تلك الديار، وأن يأخذ بأدب الشرع في ذلك, وعن ماهية ديار العذاب أشار الشيخ العقل إلى أنها آثار قوم صالح والمنحوتة من الجبال، مشيرا إلى أن باقي الآثار فهو مسكوت عنها ويحتاج إلى تفصيل، لكن الأصل الإباحة كما أنه لا يجوز زيارة قبور غير المسلمين.
أما الكاتب الباحث في العلوم الشرعية سعود السرحان، فيرفض ما ذهب إليه بعض المعاصرين من منع التنقيب عن الآثار، وصيانتها، وفتحها للسياحة بحجة نهي النبي، صلى الله عليه وسلم، عن زيارتها، خاصة بما ورد في الصحيحين أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لما مر بالحجر قال: "لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا باكين، لئلا يصيبكم ما أصابهم".
وأكد السرحان أنه لو صح الاستدلال بهذا الحديث عن نهي زيارة لتلك الأماكن، فإنه لا يصح الاستدلال به على جميع أماكن الآثارفي مدائن صالح، بل يكون خاصاً بالحجر، ففي الحديث "هؤلاء" واسم الإشارة من ألفاظ الخصوص بلا شك. وقال السرحان: إنه عند التعامل مع (النص) يجب أن لا ينتزع النص من سياقه، و(البيئة) التي قيل فيها من حيث التاريخ والجغرافيا والمناخ الفكري.
أما المعنى الصحيح للحديث، بحسبما يوضح السرحان، أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لما ذهب إلى غزوة تبوك كان جيشه مليئاً بأخلاط من الناس فمنهم المهاجرون والأنصار، ومنهم مسلمة الفتح والطلقاء والأعراب والمؤلفة قلوبهم... وجماعة من هؤلاء كانوا حديثي عهد بالإسلام، ولم يتخلصوا كلية من أوضار الشرك، وجماعة كبيرة منهم لم يروا مثل هذا البناء العجيب (الحجر) من قبل، وآخرون كان تاريخ ثمود عندهم محشواً بالأساطير والخرافات؛ فلما مروا على الحجر عجبوا من هذا البناء الضخم الذي لم يعهدوه، وهم أهل الوبر، وتسارعوا إلى الدخول إلى مساكن قوم صالح منبهرين معجبين مبلسين من الخشوع، فخشي رسول الله أن يقع في قلوبهم شيء من تعظيم هؤلاء القوم ومحبتهم وتصحيح مذهبهم فيهلكوا، فنهاهم عن الدخول إلا باكين وجلين أن يقع بهم عذاب كعذابهم إن كفروا مثل كفرهم وكذبوا رسولهم.
ويردف السرحان: "عقاب قوم صالح كانت بسبب كفرهم، وتكذيبهم لرسولهم، وإفسادهم في الأرض، ولذلك فإن عقوبتهم تكون لمن يفعل مثل فعلهم، ويؤيد هذا أن الصحابة، رضي الله عنهم، سكنوا في ديار المعذبين مثل بابل ومصر، دون أن ينكر بعضهم على بعض، واستمر هذا دون نكير بين المسلمين إلى اليوم، وقد أمر الله بالتفكر في منازل ومساكن ثمود بالذات، فقال: "وعاداً وثموداً وقد تبين لكم من مساكنهم "العنكبوت 38، وقال: "فانظر كيف كان عاقبة أمرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين. فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلاً وكنا نحن الوارثين" القصص 58.
وبين السرحان أن رسول الله لم يهدم جميع التماثيل، بل هدم رؤوسها والمعظم منها، التي كان المشركون يظنون أنها تدفع عن نفسها، وتنتقم ممن يريد بها سوءاً، ومثل هذا لا شك في وجوب هدمه، لا سيما عند مبدأ الدعوة، وقبل رسوخ الإيمان، أما ما عداها عند استقرار الإسلام فلا. ويدل على هذا وجود عدد كبير من التماثيل لم يرد أن رسول الله أو أصحابه أمروا بهدمها، ومن أشهرها أبوالهول المسمى عند الأقدمين بأبي الأهوال، وغيره من التماثيل التي يوجد منها عدد كبير في المتاحف، بل لم يرد أنهم حاولوا هدم هذه التماثيل، وهذا يرد على من قال إنهم عجزوا عن ذلك. بل لم يتم هدم كثير من التماثيل إلا في سنة 102 بأمر يزيد بن عبد الملك، بعد زوال عصر الصحابة وكبار التابعين، كما حكى هذا ابن عبد الحكم.

سياح أجانب في المدائن

ورغم الجدل الدائر حول زيارة مدائن صالح، ورغم مشاق الوصول إليها لقلة الخدمات، فقد أوضح ماجد البلوي المرشد السياحي أن المدائن سجلت عدد زيارات لمجموعات سياحية أجنبية بالإضافة إلى مجموعات عربية ومن أكثر الجنسيات زيارة لمدائن صالح هي من أمريكا وفرنسا واليابان وأستراليا والصين والسويد وإيران وألمانيا، حيث بلغ عدد المجموعات السياحية الأجنبية منذ عام 2000 إلى نهاية العام الماضي أكثر من 190 مجموعة سياحية تضم 9500 سائحا أجنبيا يمثل الأمريكيين منهم 60% .
وأرجع البلوي تراجع أعداد الأفواج السياحية في العام الماضي إلى 35 مجموعة فقط لمرور السياحة بالسعودية إلى حالة ركود بسبب العمليات الإرهابية والتي تعرضت لها المنطقة مؤخرا.
وذكر البلوي أن السياح يقبلون على زيارة قصر البنت والذي هو مجموعة قصور ومقابر لا تقل عن (30) قصر ومقبرة وتسمية قصر البنت تسمية محلية، "ويقبل السياح كذلك على زيارة البئر النبطي وهو عبارة عن بئر محفور في قلب الصخر وكان يستخدم للزراعة وهذا البئر آخر ما تبقى من (51) بئر لم يجد إلا واحد والباقي طمرته الفيضانات التي مرت بها المنطقة منذ القدم, وديوان الأنباط وهو عبارة عن سلسلتين متوازيتين من الكتلة الصخرية الضخمة وهذا الديوان خصص من قبل الأنباط لتكون مقر ممارسة طقوسهم الدينية وجنوب الديوان عبارة عن مجموعة أصنام ونقوش كتابية، ومنطقة الخريبات تشتمل على محلب الناقة وهو عبارة عن حوض دائري الشكل كان يستخدم من قبل قوم صالح ومقابر الأسود عبارة عن نحوت صخرية في قمة الجبال وتشتمل على نحوت ونقوش على أشكال أسود, وأثار الخريبات والتي هي عبارة عن مجموعة مقابر لا تقل عن (20) مقبرة مختلفة الأحجام، والمذبح هو عبارة عن جبلين متقاربين وهذا المكان هو الذي عقره ناقة سيدنا صالح، ولكن يصعب الوصول له من قبل السائح بسبب المنطقة المحيطة به رملية، والقلعة العباسية وهي موجودة منذ العصر العباسي وهي عبارة عن قلعة بها مسجد وعدد 10غرف وبئر وغرف لمراقبة قوافل الحجاج الآتية من الشام، ومحطة سكة حديد الحجاز وهي تشتمل على ورشة إصلاح القطارات وقطار بخاري أثري ومحطة للقطار وعدد 8 قلعات للحاج والمسافرين، وجبل الفيل والذي هو جبل على شكل فيل، والقرية الطينية والتي يعود تاريخها إلى ما قبل 100سنة وهي عبارة عن منازل مبنية من الطين وتشتمل على ساعة شمسية يمكن استخدامها لمعرفة فصول السنة وأوقات الصلاة، وقلعة مرسى بن نصير وهذه القلعة بناها موسى بن نصير عندما كان ذاهب مع الرسول صلى الله عليه وسلم إلى غزوة تبوك ويقال بان قبر موسى بن نصير موجود في أعلى قمة الجبل المحيطة للقلعة، ومحطة سكة الحديد داخل (العلا) وهي تشتمل على محطة للقطار وعدد (5) منازل وبئر, وجبل الحرة وهذا الجبل يمكن من أعلى قمة الجبل مشاهده وادي القرى وهو على ارتفاع 1800 فوق مستوى سطح البحر وجبل أم درج .
وعلمت "العربية.نت" من مصادر مطلعة أن آثار منطقة الخريبات (محلب الناقة, مقابر الأسود) غير مسموح لغير السعوديين بدخولها بسبب "عدم وجود عناية كافية" بتلك المناطق التي تضم مجموعة مساكن من العصر النبطي منحوتة في جبال، ولكن بسبب عوامل التعرية وعدم الاهتمام ببعض هذه النحوت طمرتها الفيضانات التي مرت بها المنطقة منذ سنين.
وقد التقت "العربية.نت" عدد من السياح الأجانب ممن تسنى لهم زيارة مدائن صالح، وأبدى الأمريكي جيمي الذي يعمل مدرسا في أحد المدارس الأجنبية بمدينة ينبع سعادة كبيرة بزيارت لمدينة (العلا) ومدائن صالح فهي حقا تستحق أن تكون عاصمة السياحة السعودية وهي عروس الجبال والجمال مشيرا إلى أنه لم يتصور أن السعودية بها آثار سياحية من الدرجة الأولى متسائلا عن قلة العناية وتوفر الخدمات السياحية بها، مبينا أن أبرز ما راعى انتباهه أثناء زيارته لمدائن صالح هي القصور والمقابر النبطية التي مر عليها أكثر من 2500 سنه قبل الميلاد.
أما الأمريكي (ديفيد فرانس) فأشار إلى أنه سمع كثير عن مدائن صالح من أصدقائه، مما ولد لديه رغبة جامحة لزيارتها، "وقد فوجئت بجمالها وروعة آثارها وأتمنى توفير الخدمات الضرورية للسياح ليسهل عليهم زيارة المنطقة والتمتع بآثارها".

الأجانب غير ممنوعين

من جهة أخرى أوضح الدكتور علي إبراهيم الغبان مستشار الأمين العام للثقافة والتراث بالهيئة العليا للسياحة بأنه لا يمنع دخول الأجانب أو غيرهم إلى المواقع الأثرية إذا تم تهيئتها لاستقبال السياح، وذكر أن الهيئة العليا للسياحة تعمل مع عدد من الشركاء لتهيئة عدد من المواقع وفتحها للزوار، وموقع الخريبة أحد المواقع التي تعمل الهيئة على تهيئتها حيث يجري العمل مع جامعة الملك سعود التي تقوم بالتنقيب بالموقع على إعداد خطة تنفيذية لتهيئة الموقع وفتحه أمام الزوار.
وعن اتهام الهيئة بعدم الاعتناء بالمناطق السياحية والأثرية وتبادل المسؤوليات والاتهامات بين الهيئة وبين الوكالة، قال الغبان: "كما هو معلوم فقد صدر قرار إنشاء الهيئة العليا للسياحة بتاريخ 12/1/1421ه وبذلك أخذت الهيئة على عاتقها الاهتمام بالمواقع السياحية وحمايتها والمحافظة عليها وتأهيلها والتي بموجبها قد أكملت إعداد المشروع الوطني لتنمية السياحة في المملكة وفق مبدأ الشراكة مع القطاعين الخاص والعام، حيث تقوم الهيئة بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة وخاصة وزارة الشؤون البلدية والقروية ووزارة التربية والتعليم ممثلة في وكالة الآثار والمتاحف بالمحافظة على هذه المواقع، كما صدر قرار مجلس الوزراء بشأن ضم قطاع وكالة الآثار والمتاحف إلى الهيئة العليا للسياحة بتاريخ 28/5/1424ه ومازالت عملية الضم في مراحلها الأخيرة".
وذكر الغبان أن الهيئة العليا للسياحة قد وضعت رؤية شاملة حول ضم وتطوير قطاع الآثار والمتاحف وذلك اعتمادا على منهجية حديثة "ستسهم في إحداث نقلة نوعية في هذا القطاع المهم وقد أنجزت الهيئة إستراتيجية قطاع الآثار والمتاحف وخطة العمل التنفيذية وتعمل الهيئة من خلال هذه الاستراتيجية وخطة عملها على تطوير منهجية التعامل مع الآثار وتطوير المتاحف بما يتوافق مع أفضل التجارب العالمية الحديثة". وحول إمكانية لقيام ندوة عن الأنباط للتعريف بحضارة الأنباط لما لعبه الأنباط من دور كبير في الحضارة العربية في شمال السعودية بين الغبان أن الهيئة العليا للسياحة قامت بتنظيم ورعاية العديد من الندوات والمؤتمرات وورش العمل المشابهة ولا تمانع الهيئة من إقامة ندوة عن الأنباط أو ندوات أخرى مشابهة متى ما دعت الحاجة إلى ذلك.