بسم الله الرحمن الرحيم :في كل بلد كبير في مساحته و رقعته الجغرافية تتنوع الأعراق فيه كذلك في تركيا ذلك البلد الكبير
فمثلا في العراق هناك عرقيات مختلفة كالعرب و الكرد و التركمان و غيرهم
و في سوريا هناك عرقيات مختلفة كالعرب والكرد والشركس و التركمان و غيرهم
و في إيران هناك عرقيات مختلفة كالعرب و الكرد و الآذر و البلوش و التركمان و الفرس و غيرهم
و في أفغانستان هناك عرقيات مختلفة كالطاجيك و البشتون و البلوش و التركمان و الأوزبك و غيرهم
و كثير من البلدان يصعب حصرها
حديثنا هنا عن تركيا ( بلاد الروم ) ( آسيا الصغرى ) ( أرض الأناضول )
قبل الإسلام كانت تركيا تحت الحكم الرومي ( الامبراطورية الرومانية الشرقية ) ثم سقطت هذه الامبراطورية على يد الأتراك السلاجقة
و بقيت تركيا تحت حكم سلاجقة الروم ثم قامت على انقاض هذه الدولة الدولة التركية العثمانية
هذا موجز عن تاريخ تعاقب الدول التي حكمت تركيا ( بلاد الروم ) ( آسيا الصغرى ) ( أرض الأناضول )
من هنا نتسائل اذا كانت تركيا ( بلاد الروم ) ( آسيا الصغرى ) ( أرض الأناضول ) رومية فكيف تحولت إلى تركية ؟
و نحن نعلم ان الاتراك الاصليين سكان آسيا الوسطى هم من الجنس الأصفر بينما سكان تركيا اليوم يشبهون تماما الأوربيين
قد يقول البعض ان سبب تحول تركيا ( بلاد الروم ) ( آسيا الصغرى ) ( أرض الأناضول ) من رومية إلى تركية هو تعاقب دولتين تركيتين على حكمها و هما السلاجقة و العثمانيين
لكني أرد على هذا بأني أتحدث عن السكان لا عن الحكام
فكيف اذن تحولت من رومية إلى تركية ؟
وهذه خريطة توضح وقوع تركيا اليوم ( بلاد الروم ) ( آسيا الصغرى ) ( أرض الأناضول ) تحت الحكم الرومي :
و أبرز مظاهر هذا التحول هو اللغة التركية
فماذا كان سكان تركيا ( بلاد الروم ) ( آسيا الصغرى ) ( أرض الأناضول ) يتحدثون قبل اللغة التركية ؟ اللغة اليونانية مثلا أم ماذا ؟
هنا نأتي إلى الشق الثاني و هو ما هي العرقيات التي تسكن في تركيا اليوم ؟
الذي أعلمه أن في تركيا عرقيات مختلفة مثل الكرد في جنوب شرق تركيا و العرب في ديار بكر و أنطاكية و الشركس
لكن ما هي العرقيات الأخرى في تركيا و ما هي نسبة هذه العرقيات ؟
أرجو ألا يقول لي أحد أن الترك عرق في تركيا اذ أن الترك هم من الجنس الأصفر كما أسلفت و سكان تركيا اليوم هم ذوو أشباه أوربية
فهل الأتراك اليوم هم أحفاد الروم اليونانيين نسباً ؟
والله شيء سهل اصل الاتراك من تركيا ههه
والاجابة الصحيحة خذها
أصل الأتراك ومواطنهم
في منطقة ماوراء النهر والتي نسميها اليوم (تركستان) والتي تمتد من هضبة منغوليا وشمال الصين شرقاً الى بحر الخزر (بحر قزوين) غرباً، ومن السهول السيبرية شمالاً الى شبه القارة الهندية وفارس جنوباً، استوطنت عشائر الغز وقبائلها الكبرى تلك المناطق وعرفوا بالترك أو الأتراك .ثم تحركت هذه القبائل في النصف الثاني من القرن السادس الميلادي، في الانتقال من موطنها الأصلي نحو آسيا الصغرى في هجرات ضخمة. وذكر المؤرخون مجموعة من الأسباب التي ساهمت في هجرتهم؛ فالبعض يرى أن ذلك بسبب عوامل اقتصادية ، فالجدب الشديد وكثرة النسل، جعلت هذه القبائل تضيق ذرعاً بمواطنها الأصلية، فهاجرت بحثاً عن الكلاء والمراعي والعيش الرغيد والبعض الآخر يعزوا تلك الهجرات لأسباب سياسية حيث تعرضت تلك القبائل لضغوط كبيرة من قبائل اخرى أكثر منها عدداً وعدة وقوة وهي المغولية، فأجبرتها على الرحيل، لتبحث عن موطن آخر وتترك أراضيها بحثاً عن نعمة الأمن والاستقرار وذهب الى هذا الرأي الدكتور عبداللطيف عبدالله بن دهيش .
واضطرت تلك القبائل المهاجرة أن تتجه غرباً، ونزلت بالقرب من شواطئ نهر جيحون ، ثم استقرت بعض الوقت في طبرستان، وجرجان ، فأصبحوا بالقرب من الأراضي الاسلامية والتي فتحها المسلمون بعد معركة نهاوند وسقوط الدولة الساسانية في بلاد فارس سنة 21ه/641م .
إتصالهم بالعالم الاسلامي:
في عام 22ه/642م تحركت الجيوش الاسلامية الى بلاد الباب لفتحها وكانت تلك الأراضي يسكنها الاتراك، وهناك ألتقى قائد الجيش الاسلامي عبدالرحمن بن ربيعة بملك الترك شهربراز، فطلب من عبدالرحمن الصلح وأظهر استعداده للمشاركة في الجيش الاسلامي لمحاربة الأرمن ، فأرسله عبدالرحمن الى القائد العام سراقة بن عمرو، وقد قام شهر براز بمقابلة سراقة فقبل منه ذلك، وكتب للخليفة عمر بن الخطاب يعلمه بالأمر، فوافق على مافعل، وعلى إثر ذلك عقد الصلح، ولم يقع بين الترك والمسلمين أي قتال، بل سار الجميع الى بلاد الأرمن لفتحها ونشر الاسلام فيها .وتقدمت الجيوش الاسلامية لفتح البلدان في شمال شرق بلاد فارس حتى تنتشر دعوة الله فيها، بعد سقوط دولة الفرس أمام الجيوش الاسلامية والتي كانت تقف حاجزاً منيعاً أمام الجيوش الاسلامية في تلك البلدان، وبزوال تلك العوائق، ونتيجة للفتوحات الاسلامية ، أصبح الباب مفتوحاً أمام تحركات شعوب تلك البلدان والاقاليم ومنهم الاتراك فتم الاتصال بالشعوب الاسلامية، واعتنق الاتراك الاسلام، وانضموا الى صفوف المجاهدين لنشر الاسلام وإعلاء كلمة الله .
وفي عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان تم فتح بلاد طبرستان، ثم عبر المسلمون نهر جيحون سنة 31ه، ونزلوا بلاد ماوراء النهر، فدخل كثير من الترك في دين الاسلام، وأصبحوا من المدافعين عنه والمشتركين في الجهاد لنشر دعوة الله بين العالمين .
وواصلت الجيوش الاسلامية تقدمها في تلك الاقاليم فتم فتح بلاد بخارى في عهد معاوية بن أبي سفيان وتوغلت تلك الجيوش المضفرة حتى وصلت سمرقند، وما أن ظهر عهد الدولة الاسلامية حتى صارت بلاد مارواء النهر جميعها تحت عدالة الحكم الاسلامي وعاشت تلك الشعوب حضارة إسلامية عريقة .
وازداد عدد الأتراك في بلاط الخلفاء والأمراء العباسيين وشرعوا في تولي المناصب القيادية والادارية في الدولة؛ فكان منهم الجند والقادة والكتاب. وقد ألتزموا بالهدوء والطاعة حتى نالوا أعلى المراتب.
ولما تولى المعتصم العباسي الخلافة فتح الأبواب أمام النفوذ التركي وأسند إليهم مناصب الدولة القيادية وأصبحوا بذلك يشاركون في تصريف شؤون الدولة، وكانت سياسة المعتصم تهدف الى تقليص النفوذ الفارسي ، الذي كان له اليد المطلقة في إدارة الدولة العباسية منذ عهد الخليفة المأمون .
وقد تسبب اهتمام المعتصم بالعنصر التركي الى حالة سخط شديدة بين الناس والجند، فخشي المعتصم من نقمة الناس عليه، فأسس مدينة جديدة هي (سامراء) ، تبعد عن بغداد حوالي 125كم وسكنها هو وجنده وأنصاره.
وهكذا بدأ الأتراك منذ ذلك التاريخ في الظهور في أدوار هامة على مسرح التاريخ الاسلامي حتى أسسوا لهم دولة إسلامية كبيرة كانت على صلة قوية بخلفاء الدولة العباسية عرفت بالدولة السلجوقية( ).
نقلا عن الدكتور / علي محمد محمد الصلابي (حفظه الله)
وهذة اضافة بسيطةيبلغ عدد سكان الجمهورية التركية حوالي 70 مليون نسمة حسب إحصاءات عام 2005. التركيبة السكانية لتركيا معقدة و مكونة من عشرات الأعراق، التي يرجع أسباب تشكيلها إلى عهد الدولة العثمانية، حيث كانت مناطق نفوذها تشمل أراضي واسعة في آسيا، أوروبا و أفريقيا و تحكم العديد من الشعوب. لا يوجد إحصاءات رسمية لعدد السكان حسب الأعراق، لأن الحكومة التركية ترى في تركيا بلدا لكل الأتراك بغض النظر عن أصولهم العرقية،الثقافة التركية هي خليط بين ثقافات سكان تركيا. يرجع جذورها إلى الثقافات التركية القديمة، العثمانية الإسلامية، العربية، البيزنطية، الفارسية و الأوروبية
والله اعلم