الأندلسي الصغير
22-01-2022 - 07:01 pm
أخذت الحافلة المكيفة تشق شوارع مدريد الخضراء والوجوة الأسبانية المنتشرة هنا وهناك تثير في النفس تساؤلت عديدة عن التأثير الذي تركته الثقافة العربية في العقل الأسباني هل هناك تأثير حقيقي؟؟ أم أن الأمر لا يعدو أن يكون " خرافة" تناقلتها كتب التاريخ؟ مدريد عاصمة لا تقل ثراء وجاذبية عن أي عاصمة أوروبية أخرى ... انغام الجيتار الأسباني طغت على الجو العام في الحافلة أغنية أسبانية لا تفهم منها سوى ذلك الحزن أو الشجن الذي راح يرسله المغني والذي أخذ يتسلسل إلى نفسي شعور أن الكلمات تدور حول قصة حب عاثرة انتهت نهاية مأسوية أخذ المغني يترجمها إلى كلمات تثير في النفس الحزن والأسى....أخذت اتحدث مع أحد الركاب بشئ من الشغف عن طليطلة و التأثير الذي خلفه العرب في التراث الأسباني بشكل عام... دقائق ونصل إلى طليطلة او توليدو...
لاحت المدينة من بعيد كأنها خرجت من عباءة التاريخ ... مدينة منسية خط التاريخ فيها اروع المخطوطات ... مدينة تثير في نفسك رائحة الماضي بأزكى معانية ... شئ من الحزن يلبس المدينة .. كل ما أملك من الوقت هو ست ساعات فوجهتي الأساسية هي الأندلس... بدت المدينة أكثر روعة مما كنت أتصور ملكت قلبي ووجداني تمنيت للحظة أن اسكن فيها بقية حياتي ... منظر عام للمدينة من مكان مرتفع .. الله الله الله... منظر في غاية الروعة كأنها لوحة زيتية من أعمال " الجريكو " ... ...صمت وتأمل
مدينة أصدق ما يقال فيها أنها كتاب تاريخ مفتوح ... كل ديانة تجد جذورها فيها ...... لا أدري ما الذي جعلني اغالب دمعة اخذت تتسلل إلى عيني ......و أنا اركب الحافلة مودعا زرت فيه الكاتدرائية وبعض المعالم البارزة .... ودعت المدينة وأنا ارحل معها في دنيا النسيان .... لله عظمة الأسلام كيف استوعب كل ذلك التناقض و تلك الأختلافات..... اثار اسلامية واخرى مسسيحية وأسماء عربية لعلماء يهود كل ذلك في مدينة واحدة......... الوداع الوداع يا حلم لن يتكرر في حياتي.
وصف دقيق لبلد جميل مثل طليطلة !!!!
مشكور أخى الاندلسى الصغير ....