- كان ذلك قبل ثمان أو تسع سنوات,
كم كان ذلك الشاطئ جميلا ونظيفا عندما كان طبيعيا , قبل سنوات أقمت في جازان الحبيبة برفقة أصحابي مدة تجاوزت السنة بحكم عملنا كنا فيها نستمتع بالجلوس والسباحة في ذلك الشاطئ النظيف كل يوم تقريبا لم يكن به سوى منتجع السلوى الهادئ في جهة واستراحة حرس الحدود في الجهة المقابلة وما بينهما شاطئ رملي تستمتع به العائلات والأطفال والكبار والصغار على حد سواء فقد كان قريبا من الكل لايفصلهم عنه أي حاجز أو مرتفع غاية في الروعة والجمال والهدوء إلا من أصوات الأمواج بجانبنا.....
كان ذلك قبل ثمان أو تسع سنوات,
اليوم وقبل إجازة الدراسة الحالية وعدت زوجتي وأطفالي الثلاثة برحله بحرية وشاطئ يستمتعون به حقا ويقتربون منه ويلامسونه بل ويسبحون فيه !!! ليس كبحر جده الذي تشاهده من على الرصيف ولاتسطيع معانقته !!
فكان شد الرحال نحو جيزان تلك المدينة التي أحببتها منذ زمن سياحة ولشاطئ المرجان مقصدا وهدفا لعله يعوض ما سببه بحر جده من تعقيدات لا تخفى على أحد عندما وصلنا عصرا ذهبنا بعد المغرب مباشره لبيت الرياضة الفالح لشراء ملابس السباحة لي وللأطفال ومباشرة بعد صلاة العشاء توجهنا لذلك الشاطئ المسمى بالمرجان وفي الطريق إليه عبر المينا مرورا ببترومين كنت أحدث أهلي بجمال ذلك الشاطئ ونظافته ورماله الذهبية وليالي الأنس و السمرالماضية التي كنا نقضيها على جال ذلك الشاطئ في ما مضى و ......
عندما اقتربنا منه شاهدت في البداية مبنى جديدا أخذ نصف الشاطئ عرفت عند الاقتراب أنها شاليهات جديدة اسمها الفارس كانت صدمة أولى بالنسبة لي فقد أخذوا المكان الأروع الذي كان الناس يتسابقون عليه في الماضي وبقي جزء آخر توجهنا إليه وكانت الصدمة الثانية هو مشاهدتي لحائط إسمنتي مرتفع و طويل على امتدا الشاطئ وكميات هائلة من الصخور الكبيرة التي لا أعلم أي جبل احتمل كل ذلك , أوقفنا السيارة وهممنا بالنزول فكان علينا رفع ثيابنا لكي لاتتسخ , فقد كانت الأرضية أشبه بتلك التي لانشاهدها سوى في محلات البناشر زيوت أو ديزل أو وقود متناثر بيننا وبين الحاجز الخرصاني الموصل للبحر وكميات من الأوساخ على يحجزها الحاجز الإسمنتي لم تجد من ينظفها منذ زمن أو حتى تمنع حتى البحر من ابتلاعها وتنظيفها ..... بالطبع لم يكن المكان مناسب لإنزال مامعنا من طعام وفرش أو حتى الجلوس في تلك الأشياء التي وضعوها ككراسي وجلسات لإهتراها وعدم ملائمتها للأطفال فهي تبدو كبيره ومرتفعه ومتسخة جدا , اقتربنا من البحر عبر ذلك الجدار الإسمنتي فكان علينا الإنتباه للأطفال فقد كان الارتفاع خطيرا جدا لسقوط الأطفال , شاهدنا بعض الأسر قد نزلت بعد رجوع البحر وتجلس في رمال البحر المتراجع بالداخل بحثنا عن مكان للنزول فوجدنا درجا كبيرا وبآخره مجموعه من الطوب وضعه أحد المتنزهين من جهة البحر للمساعدة في النزول والطلوع وكانت الصدمة الثالثه فعند اقترابنا من الحائط شاهدنا كميات كبيره من الصراصير المنتشرة بشكل مخيف ومقزز على الدرج وبين الصخور التي وضعوها خافت زوجتي وخاف الأطفال وطلبوا العودة للفندق الذي نسكن فيه ( أوقات سعيدة ) ومع ذلك حملت أطفالي وقدت زوجتي ونزلنا بفرشتنا ولا أخفيكم بأنني قد شاهدت أثناء ذلك مجموعه من الكائنات أو العناكب البحرية الكبيرة تختفي وتظهر بين الصخور وتحت الصبة الخرسانية دون أن ألفت انتباه من معي لذلك لكي لايزيد الرعب في قلوبهم ........
للحديث بقية..
مارتن
نعم للتطور
لا للغلاء :112:
نعم للنظافة ، والاهتمام بالشواطئ
لا لترك المخلفات:112: :112:
مشاهداتك هي غيض من فيض مما عملته الأيدي البشرية
وفي الحقيقة أن الحضارة سلاح ذو حدين
ولكن النظافة هي أهم مطلب مهما زاد التطور ومهما تقدمت الشعوب