- وداعاً ووترلو...
وداعا «ووترلو».. وأهلا «سانت بانكراس»
«يوروستار» تحتفل بالتسليم والتسلم على أنغام الموسيقى
اهلاً سانت بانكراس...
وداعاً ووترلو...
حان وقت الرحيل.. وما أصعبه بعد 13 سنة متواصلة من مجيء وذهاب القطارات من وإلى محطة ووترلو اللندنية التي لم تعرف الكلل ولا التعب، فعلى مر السنوات الماضية لم تتقاعس قطارات «اليوروستار» عن العمل الدؤوب لتقريب المسافات ووصل لندن بجاراتها الاوروبيات. فبعد أن بلغت محطة «ووترلو» التي وقفت شاهدة على تاريخ بريطانيا الغابر، بلغت ليلة أمس سن التقاعد القانونية في عمر الشباب (13 عاما) ، وجاء وقت فراق زحمة الرصيف الذي كان يعج بالركاب، ودعت المحطة زبائنها وزوارها في تمام الساعة السادسة و9 دقائق في آخر رحلة ليوروستار من لندن إلى باريس واتجه آخر قطار الى بروكسل في تمام الساعة السادسة و12 دقيقة مساء، في حين استقبلت المحطة آخر قطار في طريقه من باريس اليها في الساعة السابعة و28 دقيقة مساء وآخر رحلة من بروكسل الى ووترلو كانت في تمام الساعة السابعة و58 دقيقة مساء، لتسدل بعد تلك الرحلة الاخيرة الستارة عن محطة «ووترلو» لتنتقل خدمة يوروستار اليوم في تاريخ 14/11/ 2007 الى محطة «سانت بانكراس» الانيقة لتشهد انطلاق اول قطار في تمام الساعة 11 ودقيقة واحدة من فترة ما قبل الظهر.
فجاء احتفال محطة ووترلو يوم أمس مزدوجا، إذ احتلفت المحطة بيوم الوداع، وبنفس الوقت احتفلت بعيدها الثالث عشر، وقال الرئيس التنفيذي ليوروستار ريتشارد براون خلال الحفل إنه ممتن لجميع موظفي الشركة الذين واكبوا ميلاد الشركة منذ 13 عاما ويتطلع معهم الى مستقبل لامع ومزدهر للشركة في محطها الجديدة في سانت بانكراس، وأضاف بأنه ممتن أيضا لجميع الركاب الذين منحوا ثقتهم لقطارات يوروستار على مر السنين، وقال إنه فخور جدا لان ملايين الركاب الذين اختاروا «يوروستار» ساهموا في تطوير محطة «ووترلو» وكانوا وراء نجاحها كمحطة عالمية ترقى بأعلى المستويات. وشهدت ووترلو امس احتفالات رائعة على أنغام الموسيقى الحية تحت عنوان «Waterloo Sunset» وقدمت لوحات راقصة عديدة بالاضافة الى تقديم مقاطع من مسرحيات انجليزية محلية، فامتزج حزن الفراق بفرح لقاء محطة جديدة ومستقبل واعد. وشارك في الاحتفال في ووترلو بوب بريستون سائق أول قطار ليوروستار في اول رحلة في 14-11-1994، وحضر أيضا السائق ألين بيرس الذي قام بكسر الرقم القياسي في سرعة قيادة القطارات في بريطانيا مسجلا بذلك رقما قياسيا جديدا في السرعة التي بلغت 334.7 كلم في الساعة، في شهر يوليو (تموز) عام 2003.
وشارك عدد كبير من الركاب العاديين بوداع آخر قطار يترك رصيف محطة «ووترلو" فكان المشهد مؤثرا جدا حيث لوح جميع الحاضرين بيدهم، مشيرين الى نهاية حقبة سعيدة.
واستغرقت عملية التسلم والتسليم من المحطة القديمة الى المحطة الجديدة 15 ساعة قام العاملون خلال الليل بالعمل المتواصل ليكونوا على أهبة الاستعداد لرحلة اليوم الاولى الى باريس في أجواء من الروعة الهندسية في محطة سانت بانكراس الاثرية التي ستعيد ومن دون أي شك الرونق للسفر بواسطة القطار، خاصة أن المسافة بين لندن وباريس على سبيل المثال سوف تستغرق ساعتين و35 دقيقة فقط ، وقام بتصميم المحطة المهندس المعماري أليستر لانسلي الذي حافظ على تصميم المحطة القديم مع إضافة سحر معاصر، وفي اتصال مع المدير العام للعلاقات الاعلامية في شركة London Continental Railways التي تقف وراء تنفيذ مشروع إعادة إعمار وترميم المحطة، يقول دان روس إن محطة «سانت بانكراس» تتعدى كونها محطة قطارات عادية فهي ترجمة فعلية للرقي وتقديم الخدمة الافضل والاجواء الهادئة، فالمحطة تمزج الماضي بالحاضر، فتمت مراعاة اسس عديدة من بينها الجانب الاثري للمبنى الذي يعود بناؤه الى عام 1868، مع مراعاة جانب التكنولوجيا الذي يسيطر على مختلف المناحي الحياتية اليومية، فتم تجهيز المحطة بأضواء من نوع «فايبر أوبتيك» وتم تجهيز أماكن تخول الركاب بالاتصال بشبكة الانترنت، وتم تركيب أجهزة «واي فاي» في جميع أرجاء المحطة، وسيكون هناك 60 محلا تجاريا وأطول بار في العالم مطل على الرصيف، ومحلات للحلوى الفرنسية واخرى متخصصة بتصنيع الشوكولاته، وتلقى العاملون في المحطة الجديدة دروسا في أدبيات التعامل مع الزبائن، وتم التركيز على تقديم أرقى نوع من الخدمة التي ترقى للمستوى العالمي.
ويقول روس إن هناك مجموعة كبيرة من المهندسين المختصين في مجال سكك الحديد الذين ساهموا في التوصل الى تصميم يجعل من سانت بانكراس محطة فريدة من نوعها ليس في لندن وحسب إنما في العالم أجمع، فهي محطة تحمل في طياتها الرومانسية والجمال والروعة، فكان اليستير لانسلي على رأس الفريق المؤلف من سير نورمان فوستر وستيفن جوردن ومايك لادي. وردا على سؤال يفيد بأن هناك بعض الانتقادات التي طالت تصميم المحطة الجديد ، فيقول روس، إنه من البديهي بأن تكون هناك وجهات نظر متباينة، فقد يرى البعض بأن المحطة تشجع على الطبقية وكأنها صممت خصيصا للاثرياء، أو ان يقول البعض بأنها بالغت في التصميم وتخلت عن محلات بيرغر كينغ وماكدونالد واقتصر الطعام فيها على مطاعم من نوع Brasserie الفرنسية، غير ان الواقع غير ذلك، فالمحطة مفتوحة أمام الجميع ومن جميع الطبقات، كما اننا نسعى لان يأتي هؤلاء للتنعم بالديكور وبأجواء المحطة الفريدة ولو لم يكونوا من المسافرين، فالحياة في لندن تعاني من وتيرة سريعة ونسعى من خلال تصميم المحطة الى إعطاء وقت أكبر للراكب للتأمل والجلوس في المقهى يستمتع بزحمة الركاب وبطعام جيد وبموسيقى هادئة وتحت مظلة تخلب الانظار مصنوعة من الصلب والزجاج على شكل قوس يرتفع 75 مترا فوق خطوط السكك الحديدية وبلغت كلفة المشروع ستة مليارات جنيه استرليني واستغرقت عملية الترميم 11 عاما كانت ثمرتها تحفة معمارية وفنية.
المصدر : جريدة الشرق الاوسط
ألف شكر لك أختنا وخبيرتنا الغالية qatar2007
على النقل الحلوو ..
وإن شاء الله من أفضل لأفضل لبريطانيا
تحياتي لك وللجميع ..