اخواني اخواتي .حياكم الله اينما كنتم واهلا وسهلا بحضراتكم .سآخذكم اليوم في نزهة الى وادي "ثابحرارث " أهم روافد نهر "أبي رقراق " الفاصل بين مدينتي الرباط وسلا والذي تنتهي به رحلته الطويلة للإنصهار في المحيطج الأطلسي.
يخترق نهر " ثابحرارث" جبال الأطلس المتوسط ذات الغطاء الغابوي الكثيف .وهو نهر فتي ومسالم. وقد اخترته ليكون وجهتي في هذا الشهر بالتحديد " نونبر" كي أتمكن من جلب " الريحان" الذي وعلى غنى الغطاء الغابوي هنا وتنوعه ،إلا أن هذا الشجرة لا تنمو هنا سوى على ضفتي هذا النهر...
لا يمكن أن يمر عام دون أن أنزل الى هذا الوادي رغم صعوبة المسالك ومشقة النزول اليه والصعود منه في غياب طريق معبد " مزفلت" .لكنها فرصة ثمينة جدا لممارسة رياضة المشي لمدة ست ساعات أو سبع.{ ساعتين ونصف نزولا واربع ساعات صعودا}طبعا هناك إمكانية تدبر الدواب واستعمالها في حمل الأغراض ولكن أمام احتمال تعثرها يبقى المشي الوسيلة الوحيدة لبلوغ بطن الوادي طبعا لمن يستطيع.فاستعمال أي وسيلة نقل للنزول يحرم السائح متعة الإستمتاع بسحر الغاب عن قرب.
لكنني أجد أن السائحين الفرنسيين يستعملون وسيلة لا تقل متعة وروعة، وهكذا يتنقلون في معظم جولاتهم عبر الاطلس على متن دراجات نارية في شكل أزواج أو جماعات. وإن كنت شخصيا من عشاق هذه ا لوسيلة لما أجد فيها من مغامرة وإثارة إلا أني سأتخلص منها اليوم وسأنزل مع أصدقائي راجلا في رحلتنا الطويلة. في محاولة مني لطرد هذا الخمول الذي يحاول أن " يستعمرني "
في سبيل الإستغلال الأمثل للزمن ،كان علي أن أقضي ليلتي بقرية "تيليون" لأنها ستكون نقطة انطلاقنا .نستيقظ في السادسة صباحا ولن نتناول أفطارنا الا بعدما نبلغ النهر.{ وجدت متعة في هذا التأجيل}..وانطلقنا مع الخيوط الأولى لصبيحة يوم الأحد 23 نونبر وكنا أربعة أشخاص. والصورة الأولى التي طالعتنا كانت تذكيرا للجميع

تستطيع بدورك القيام بهذه النزهة ... وللوصول الى قرية " تيليوين" ومنها الى النهر يتعين عليكم اتباع الخريطة التالية :
من مطار محمد الخامس بالدار البيضاء " كازا" الى مدينة " الخميسات" عبر الطريق السيار " السريع" ساعتين ونصف الى ثلاث ساعات بالسيارة { خطوط القطار غير متوفرة } مع التذكير الى أنه تفاديا لاية مشاكل على الطريق يرجى احترام السرعات المسموح بها لان الرادارات منتشرة على طول الطريق .من الخميسات الى قرية " سبت آيت إيكو" 24 كيلو تقريبا 20 دقيقة.

• -من قرية " سبت آيت إيكو " إلى قرية " تيليون" 28 كيلو معبدة لكنها عبارة عن منعرجات خطرة وضيقة .لذا التزمو اقصى اليمين واستعملوا المنبه من دون حرج عند المنعرجات كما يجب الاحتياط كل الاحتياط من الحصى المتواجد بجانب الطريق والذي يسبب انزلاقات خطرة بحكم ان الطريق حديثة البناء.من قرية " تيليون " إلى النهر وهذا هو الجزء الأصعب من الرحلة في غياب وكالات سياحية أو مرشدين معترف بهم.ويبقى الحل الوحيد هو البحث عن أحد شباب القرية لاصطحابكم الى النهر . وبحكم انها مسقط رأسي ومقر عملي غير أني هاجرت للعيش في المدينة رفقة أسرتي فإني أؤكد لكم أن أي شخص تضعون فيه ثقتكم هنالك سيكون في المستوى المطلوب إن شاءالله وسيوفر عنكم الكثير من الجهد والعناء. فالمنطقة آمنة جدا ومرشدكم سيكون سعيدا بتقديم كل النصح والمساعدة اللازمة لكم.خذوا معكم أدوية لمن يستعملها فقد تحتاجون لا قدر الله لمسكنات الأوجاع مثلا فالإنحدار والصعود عبر كل تلك المسالك غالبا ما يسبب أوجاعا خصوصا على مستوى الرأس ، هذا طبعا لأنه لا تنوجد صيدليات هنالك.
• لا تنسو المياه الصالحة للشرب فرغم تواجد العديد من مصادر المياه الطبيعية لكنها قد تسبب مشاكل لان الجسد غير مكيف مع طعمها كما أنها غير معالجة.
• - ولكن نصيحتي الكبيرة لكم هي عدم الخوض في هذا كله والإكتفاء باستئجار سيارة بسائقها أو إن كنتم بسيارة شخصية فستستطيعون التمتع بالمناظر الجبلية من النافذة فقط واستعمال هذا المسار وتتبعه وصولا الى مدن " خنيفرة " " منابع أم الربيع " عين اللوح " " آزرو " افران " " الحاجب " ثم " مكناس " ومنها الى فاس أو الرباط.
• - في اعتقادي ان هذا مسار مميز لعشاق السياحة الجبلية فالأجواء باردة في الشتاء ودافئة في الربيع نهارا وباردة ليلا ،أما الصيف فحار كما في المغرب كله.فيه عشاق المغامرة منكم وأبطال لا تهدهم العقبات ولا الجبال ؟؟؟ههه تعالوا معي سترون التالي.

يتشكل الغطاء الغابوي أساسا من شجرة الفلين وهذا هو الفلين

هذه الشجرة هي التي تنتج البلوط وهذه صورة للبلوط

وشجر البلوط نوعان .النوع الاول هو الشجر الفليني والنوع الثاني غير فليني .لاحظوا الفرق

الفلين يستعمل في صناعة سدادات القارورات الزجاجية . وصناعة الأحذية وايضا في صناعة لبنات البناء المفكك .ربما لانه عازل حراري وأيضا يستعمل لأنه كاتم للصوت... الان كلما انتعلنا حذاء تذكرنا أن مصدر الفلين فيه قد يكون من هذه المنطقة أو من منطقة " المعمورة " الموطن الأصلي في المغرب للفلين .وتقع غابة المعمورة بجوار العاصمة الرباط و مدينة القنيطرة.
واصلنا سيرنا والتقطت الصور التالية:

https://travel.maktoob.com/photo/data/500/medium/PICT00813.JPG
تصوروا فندق خمسين نجمة هنا ؟؟؟
ههه
سمعت واحد يقول : أنت أيها البدوي تقول خمسين نجمة؟
ههه
ولكن يعلم الله أني لا أجد المتعة في أي مكان أكون فيه على فخامته زي لما أكون في الطبيعة.
الطبيعة تأسرني وأنا سعيد بهذا الأسر
تذكرت بيتا شعريا جميلا بس ما أدري وين راح الحين

الجزئين الثاني والثالث بعد قليل فقط. خايف النت يفصل ويروح التعب ادراج الرياح .لهذا سأنشر هذا الآن وانتقل للبقية