1. أهلاً بكم يا أحباب

أهلاً بكم يا أحباب

هل تتخيل بأنك ستجد جمالاً ستخاف منه..؟! أقول ربما .. وربما هذه تقترب فيها الإجابة للإيجاب عن النفي .. إنه جمال المغرب .. وما دمت دون الثامنة والعشرين .. وما دامت حياتك لم تؤسس بعد فلا تذهب إلى هناك .. ربما تضيع ..!! يزداد الإحتمال لو كان ذهابك لطنجة أو الرباط .. مراكش وفاس وغيرها لا أعرفها على وجه الدقة ولا المناخ العام .. كازا وأقادير أراها أقل خصوصية بكثير ..
لا أدري كيف أوضح .. شيء غريب جداً يُحس ولا يُفهم كي يُفسر .. صعب جداً أن تجد له تفسيراً على وجه الدقة..! إنه فوق مستوى التعبير .. وقوة المغرب أنها تلامس مناطق شعور لا تُلمس .. والشعور لا بد أن تعيش أجواءه كي تفهمه .. وإذا أردت أن تفهمه هناك ربما ستتورط ..
تجد هناك ما يُفجع .. تفجعك معتقداتك التي كانت عن بعض الأشياء .. تتهاوى أمامك بصمت .. وتستغرب حينها كيف وبهذه البساطة !! ومن الذي كان يفكر في داخلك من قبل !
رحلتك سيكون نصفها تأمل ونصفها روعة من الروائع الخاصة جداً بالمغرب .. قد تعود ولا ترى ما أقوله بتلك القوة .. وقد تغالبك دموعك من أن تهوي حين عودتك في صالة العودة من مطار ( كازا ) وينتابك شعور بأن تنفلت من بين الجموع المسافرة لتعود حيثما كنت قبل ساعات قليلة ومع من ودعتهم وكأنك عشت معهم عقوداً من الزمن ..! وربما ستنطوي في إحدى الزوايا لتجفيف دموعك .. صدقني أنا لا أبالغ ..! ولا أبالغ لو وصل بك الحال للهذيان المستمر بما رأيته هناك .. حالات رأيتها بأم عيني .. قليل جداً جداً من تلك الحالات سحراً بفعل فاعل .. والغالب بفعل جمال المغرب ..
نحن الآن في بداية الصيف .. وإن كنت طالباً أو لا تملك ينابيع دخل كثيرة ولا تستطيع كبح جماح رغباتك بقوة عليك أن لا تذهب .. مجنونة تلك الديار .. حالمة .. تتغير فيها .. مزاجك سيختلف .. وجهك أمامك سيختلف .. صوتك سيختلف .. تعبيرك سيختلف .. كل شيء فيك سيختلف .. ستنسى شيء اسمه الغضب .. وستعيش حالات استرخائية ستنسى كل شيء معها .. وحتى لو كانت لك معشوقة هنا الأقرب أنك ستنساها .!!
يا أخوان أنا لا أبالغ .. ما قلته حقيقة .. وليس كل ما يُعرف يُقال .. مع العلم أن هناك من هو فوق الثامنة والعشرين وكان رب أسرة وقور ويملك المال الكثير ضاعت حياته هناك .. لكنني أنصحك أن تقلل مخاطرتك .. وإن كنت ذا قلب ضعيف ويتهاوى أمام الجمال بكل أنواعه فلا تذهب إلى هناك أبداً ..
أجبرتني الظروف أن أتواجد هناك وقبل دخول الشتاء الماضي وصعقت مما رأيت ولم أجد الوقت الكافي لرؤية المغرب وعدت برحلة أبحث فيها عن الخصوصية وأن يكون الوقت كاملاً لخصوصيتي دون تدخل للغير فيه .. وكنت أظن الكلام عن المغرب كلاماً واستعراضاً من الذين ذهبوا .. وبعد ما عشته في أواسط هذا الربيع الذي لا زلنا فيه هناك أعود وأنا لا أرى بأن المغرب تدخل في أي نطاق للمقارنة بغيرها من ناحية الشعور الذي تحسه هناك ..
جنة أخاف عليك منها أن تقلب حياتك ناراً وحيرة ومتناقضات .. وما دامت هذه هي جنة الأرض فماذا أعد لنا الله في جنته .. اللهم اجعلنا من الصالحين .
تحياتي للجميع