tarabya
26-09-2022 - 12:00 am
مواكب السرة:
هي عبارة عن أفواج كانت ترسلها الدولة العثمانية الى الحرمين الشريفين وبلاد الحجاز
في كل عام من موسم الحج , وكانت محملة بالهدايا الثمينة والأموال لمساعدة أهل تلك
المناطق والواقفين على حماية المقدسات الاسلامية .
أول فوج معروف عنه قد أرسل الى الحرمين في العهد العباسي (750-1258 )
والايوبيين (1174-1250) والمملوكيين( 1250-1517) كل منهما قد عمل على
مداومة تلك العادة الشريفة . وفي عهد الدولة العثمانية التي كانت تليق
أفضل الأشياء وأحسنها الى الأماكن المقدسة قد أرسلت أفضل وأفخم تلك المواكب ,
والموكب المنطلق في عهد السلطان يلدرم بيازيد خان من مدينة أدرنة التركية
كانت محملة ب 80.000 ليرة ذهبية,وفي عهد السلاطين الشلبي سلطان محمد خان
و محمد الثاني خان و فاتح سلطان محمد خان تم المداومة على ارسال تلك الافواج بزيادة ملحوظة .
وبعد أن أصبح السلطان ياووز سلطان سليم خان خليفة للمسلمين
أصبح العمل بارسال الأفواج مبرمجة بدقة عالية .
كانت تجهز من قبل رؤساء دار السعادة والنظيرة لأوقاف الحرمين وتختم من
قبل اغاوات ومفتشي الحرمين .
وبعد التجهيز كانت انطلاقة تلك المواكب كيوم عيد للعالم العثماني
وكانت تودع بقراءة المصحف الشريف والتكبيرات والتهليلات حتى وصولها الى اوسكدار
( وهي منطقة ساحلية في اسطنبول الاسيوية) وبعد انظمام الحجيج الى ذلك الموكب
كانت تتجه الى بلاد الحجاز تحت حماية مواكب البيلربيي والسنجق بيلري .
وفي الطريق الى بلاد الحرمين كانت تلك المواكب تلقى الاهتمام من المدن التي
تمر عليها حيث كانت تقام الاحتفالات وتظاف اليها المزيد من الهدايا والحجيج.
وفي الموكب المنطلق من القاهرة والمحملة بثوب كعبة الجديد تم تغير ثوب الكعبة
وأخذ ثوبها القديم الى اسطنبول , ويمكنكم رؤية تلك الأمانات والأثواب (غطاء الكعبة )
في العديد من مساجد اسطنبول المنتشرة .
وحتى عام 1864 كانت المواكب ترسل برا ولكن بعد 1864 وحتى 1908 قد تم ارسال المواكب
والافواج عن طريق البحر . وبعد ذلك تم ارسالها عن طريق السكك الحديدية المشهورة بخط الحجاز .
واخر تلك الافواج كانت عام 1915 , والمواكب التي تم ارسالها بعد ذلك لم تصل مقصدها
وسبب ذالك عصيان أمير مكة عام 1916 وخروج تلك الاراضي المقدسة من حدود وأراضي الدولة العثمانية.