- مسلمو قرطبة في مواجهة اليمين الإسباني المتطرف
- مؤتمر حول معاداة الإسلام
مسلمو قرطبة في مواجهة اليمين الإسباني المتطرف
يعيش مسلمو قرطبة هذه الأيام على إيقاع حملة تستهدفهم من قبل اليمين الإسباني المتطرف، الذي يزعم أن مسلمي المدينة يريدون تحويلها إلى"مكة" جديدة في قلب أوروبا، وذلك على خلفية النزاع الذي نشب بين المسلمين والمسيحيين المتشددين بخصوص مسجد قرطبة بعد أن طالب المسلمون بحقهم في الصلاة فيه.
الخلاف بدأ عندما وجه رئيس الجمعية الإسلامية في قرطبة، منصور إسكودير الذي اعتنق الإسلام قبل نحو عشرين عاماً، رسالة إلى بابا الفاتيكان يطلب منه التدخل للسماح لمسلمي المدينة بالصلاة في مسجد المدينة التاريخي الأكبر الذي تحول إلى كنيسة بعد سقوط المدينة عام 1236 للميلاد/ 633 للهجرة وتسليمه إلى رجال الدين الكاثوليك من قبل الملك فرناندو الثالث، لكن أساقفة إسبانيا رفضوا الملتمس الموجه إلى البابا، وصرحوا بأن المسلمين يمكنهم أداء الصلاة في المسجد بشكل فردي فقط ولكن ليس جماعياً، الأمر الذي جعل منصور إسكوديرو يقوم بتأدية إحدى الصلوات الخمس قرب المسجد كرمز للتسامح الديني وإصرار المسلمين على حقهم في اقتسام المسجد مع المسيحيين، مما أثار حنق اليمين المتطرف في المدينة وفي عموم إسبانيا، وطلبت أصوات إعلامية يمينية "نسيان هذا الاقتراح بالمرة؛ لأنه يذكر بالقرون الثمانية التي أمضاها المسلمون في شبه الجزيرة الإيبيرية". ويُعدّ هذا النزاع أحد فصول المعركة التي يخوضها مسلمو قرطبة منذ فترة غير قصيرة، بمطالبتهم بتحويل جزء من مسجد قرطبة إلى مصلى للمسلمين، والاعتراف لهم بذلك رسمياً.
وتشير هذه الخطوات إلى تحول المسلمين في إسبانيا، البالغ عددهم نحو (800) ألف، إلى قوة عددية وسياسية لا يُستهان بها في الأعوام الأخيرة، وهو الأمر الذي يقلق اليمين الإسباني الذي بات يرى فيهم نوعاً من التذكير بماضي الوجود الإسلامي في الجزيرة الإيبيرية ويسعى إلى وصمهم بالإرهاب والتطرف وممارسة العنف، مستغلاً أجواء ما بعد تفجيرات مدريد في مارس 2004، وبعض الاعتقالات هنا وهناك لمهاجرين مسلمين في إسبانيا على خلفية الاتهام بالانتماء إلى جماعات"إرهابية" والسعي إلى استعادة الأندلس، ويقول المسلمون في إسبانيا إن تنامي عددهم لا يتناسب مع تزايد أماكن العبادة المخصصة لهم، ومن ثم فهم يطالبون باستعادة جزء من المساجد التاريخية في كل من قرطبة وغرناطة لإقامة شعائرهم الدينية.
مؤتمر حول معاداة الإسلام
ويظهر أن الحكومة الإسبانية الحالية التي يقودها "الحزب الاشتراكي العمالي" أصبحت تتفهم جزءاً من مطالب المسلمين المعقولة، بخلاف الحكومة السابقة التي كان يقودها الحزب الشعبي اليميني؛ فقد بادر وزير الخارجية (ميغيل أنخيل موراتينوس) في ظل الحملة التي تستهدف مسلمي قرطبة وإسبانيا عامة إلى الإعلان عن عقد مؤتمر دولي حول العداء للإسلام أو الإسلاموفوبيا في قرطبة خلال منتصف العام الجاري، للتوعية بأهمية التعدد الديني والثقافي في إسبانيا والإقرار بحقوق المسلمين الإسبان في العيش بسلام وسط المسيحيين، ووصف موراتينوس موجة العداء للإسلام التي تفشت في السنوات الأخيرة، بأنها "أصبحت تثير المزيد من القلق"، ودعا المجتمع الإسباني إلى "التعبئة لمواجهة هذه الآفة"، ذلك أن العداء للإسلام والمسلمين وصل هناك إلى ذروته في السنين الأخيرة بعد تفجيرات مدريد، وأصبح يهدد بمواجهة بين المسلمين والمسيحيين، وتشير أرقام المرصد الأوروبي لمعاداة العنصرية والكراهية إلى تنامي حالات التعرض للمسلمين في إسبانيا والاعتداء عليهم خلال السنوات الثلاث الأخيرة، الأمر الذي من شأنه دق ناقوس الخطر في البلاد، خاصة وأن الحكومة الإسبانية تسعى إلى استمالة القيادات المسلمة والمنظمات العاملة في الحقل الإسلامي والدعوي لمحاربة استقطاب أفراد الجاليات المسلمة من قبل جماعات متطرفة تنشط في البلدان الأوروبية، وشرعت في ربط جسور التعاون مع عدة جهات في الداخل والخارج، مثلما صنعت مع وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية لتدريب الأئمة والخطباء، وهي نفس السياسة التي تقودها مثلاً مع المركز الثقافي الإسلامي في مدريد.
وعلى الرغم من أن قرطبة ذاتها شهدت عام 2005 عقد مؤتمر دولي حول معاداة السامية، بضغط من اللوبي اليهودي في إسبانيا، دون أن يتحرك اليمين الإسباني آنذاك، إلاّ أنه اليوم وقف ضد ما أعلنه وزير الخارجية موراتينوس حول المؤتمر الدولي لمعاداة الإسلام، وشن هجوماً قوياً ضد الحكومة المركزية في مدريد، متهماً إياها بمحاباة المسلمين وتشجيع "التطرف الإسلامي"، وقالت صحيفة(آبي سي)اليمينية إن موراتينوس باقتراح عقد ذلك المؤتمر"يوجه تهمة للمجتمع الإسباني بعدم التسامح"، بل اقترحت مقابل ذلك شن حملة أمنية ضد المساجد في عموم التراب الإسباني، زاعمة أنها "مساجد بلا أوراق"، على غرار المهاجرين غير الشرعيين الذين يعيشون في إسبانيا بدون وثائق الإقامة، علماً بأنه لا يوجد في إسبانيا عدد كبير من المساجد تناسب أعداد المسلمين بها؛ إذ ليس هناك سوى ستة مساجد معترف بها رسمياً، أهمها في مدريد وغرناطة وماربيا.
منقول للفائدة : http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_*******.cfm?id=102&catid=105&artid=8661
لا اعلم عن صحة هذه المعلومة لكن حينما زرنا المسجد كان هناك تشديد و مراقبة على الصلاة حتى ان احد المسلمين الهنود حينما خلع خداءه احتراما للمسجد أعزكم الله كلمه بعض موظفي الامن في المسجد-الكاتدرائية.
رغم مرارة مرارة تحويل المسجد الى كاتدرائي الا اننا لا ننسى ان المسلمين حولوا كنيسة اياصوفيا الى مسجد بعد سقوط القسطنطينية و لا اظن ان اي مسلم يقبل بتحويل جزء منه الى كنيسة (عموما هو تحول الى متحف على يد اتاتورك) و حتى المسجد الاموي في دمشق كان كنيسة.
عموما اتمنى ان يأتي اليوم الذي نصلي فيه في مسجد قرطبة