- طنجة
- نبذة تاريخية
- معالم حضارية
طنجة
طنجة هي مدينة تنكيس القديمة، والنسبة القديمة إليها طنجي، والنسبة الحديثة إليها طنجاوي. وهي مدينة من أعمال مدينة مراكش وتقوم على مضيق جبل طارق، وعلى مسيرة عشرة كيلو مترات إلى الشرق من رأس إشبرتال عند النقطة التي يبدأ بها المحيط الأطلسي. وتقع مدينة طنجة قرب خط عرض 25 شمالا، وخط طول 7 غربا. وتشرف مدينة طنجة على جون رائع ينتهي في الشرق برأس المنار وفي الغرب بالقصبة. ثم ينحدر إلى البحر انحدارا فيه شيء من الوعورة أحيانا . وبمدينة طنجة عدة أحياء يبلغ عددها أربعة عشر حيا هي قوام المدينة عينها. ومن أهم الأحياء التي في خارجها: سيدي أبو القناديل، ومرشان، والدرادب المنحدرات، وسوق البر، والصفاصف أي أشجار الحور، والسواني أي النواعير، والمصلى. وفي جوار طنجة مباشرة قريتا شرْف وطنجة القديمة البالية، ويسكنهما الريفيون من قبيلة فحص طنجة.
نبذة تاريخية
ويقطن طنجة خليط من السكان المسلمين من العرب والبربر وجالية أوروبية يغلب عليها العنصر الأسباني. وكانت مدينة طنجة منذ القرن الثالث عشر الهجري / التاسع عشر الميلادي مقر ممثلي الدول الأجنبية لدى بلاط سلاطين مراكش، وهذا الشأن السياسي الذي كان لقصبة الدولة الشريفية قد أضفى على طنجة طابعا خاصا بها. وهي الآن قصبة المنطقة الدولية التي تحمل اسمها. وتروى عن أصل طنجة وتشييدها قصص أسطورية مختلفة فيما بينها أشد الاختلاف.
وكان موقع مدينة طنجة معروفا لدى الفينيقيين، وكانوا هم أول من استعمرها ثم سكنها من بعد المستعمرون البونيون. وقد ظهرت طنجة في رحلات هانو سنة 530 قبل الميلاد. ويبدو أن مدينة طنجة كانت قصبة ملوك مختلفين صغار من الأهلين أهمهم شأنا بوكُّوس الأول (حوالي سنة 105 قبل الميلاد). وفي عهد بوكُّوس الثالث (في سنة 38 قبل الميلاد) أصبحت مدينة طنجة جمهورية مستقلة، وأعلنت روما أنها مدينة حرة، وظلت على هذه الحال حتى عهد كلوديوس (حوالي سنة 43 قبل الميلاد) وهنالك رفعت من مرتبة مستعمرة رومانية وأصبحت قصبة ولاية. وفي سنة 291م أي في أيام الإصلاح الإداري الروماني الذي قام به دقلديانوس حين ضمت ولاية موريتانيا الطنجية إلى أبرشية بايتيكا أصبحت طنجة مقر ناظر ورئيس يديرها مدنيا، ثم انتقلت طنجة إلى حكم البيزنطيين وكانت مدينة سبتة المغربية هي مقر ممثل امبراطور القسطنطينية .
وقد دخلت مدينة طنجة في الإسلام في مستهل القرن الثاني الهجري / الثامن الميلادي، فقد فتحها موسى بن نصير القائد المشهور، وناط أمر حكمها بأحد قواده وهو طارق بن زياد الليثي، وحشد طارق في جوارها مباشرة الجنود الذين خرج بهم من مدينة سبتة إلى أسبانيا سنة 93ه /711 م، وأصبحت طنجة في عهد الولاة الذين أقامهم خلفاء المشرق المتتابعون قصبة بلاد مراكش حتى جبال أطلس الكبرى، وكان أول وال اتخذ مدينة طنجة مقرا له هو عمر بن عبد الله المرادي سنة 114ه /732 م.
وقد فقدت طنجة مكانتها السياسية منذ أن أصبح إدريس الأول سيدا لبلاد المغرب بأسرها، ولم تستعد طنجة مكانتها الأولى بعد ذلك كمدينة أولى في بلاد المغرب طوال حكم الأدارسة، ولا الخلفاء الأمويين في الأندلس، ولا المرابطين والموحدين، والحفصيين من بعدهم. وفي النصف الأول من القرن التاسع الهجري / الخامس عشر الميلادي بدأت طنجة تثير أطماع الدول الأوروبية لأول مرة منذ دخول مدينة طنجة في الإسلام، فاحتلها البرتغاليون سنة 876ه / 1471 م مع مدن أخرى بالمغرب، ثم الإنجليز ستة 1077ه /1661 م، ثم الفرنسيون سنة 1260ه /1844 م، ومع كل احتلال كانت مدينة طنجة تقاوم مقاومة باسلة قوى عسكرية عاتية. إثر كل احتلال كانت طنجة تجد نفسها أطلالا وخرائب إلى القرن الثالث عشر الهجري / التاسع عشر الميلادي.
معالم حضارية
وفي مدينة طنجة عدد قليل من المساجد منها سبعة مساجد جامعة، وستة مساجد أقل أهمية. وأهم هذه الساجد جميعا المسجد الذي حول إلى كنيسة أيام الاحتلال البرتغالي، وقد أعيد مسجدا وتناولته يد الإصلاح مرارا منذ أن استرده المسلمون في المغرب سنة 1058 هجري /1684 م الميلادية، وقد رمم هذا المسجد بعد ذلك في مناسبات شتى. ويحيط بمدينة طنجة عينها حصن يربو طوله على كيلو مترين مشيد من الحجر ويرجع معظمه إلى أيام الاحتلال البرتغالي بين عامي (1471 - 1661 م)، ولا تزال تكتنف الحصن من الجانبين أبراج منها: برج النعام، والبرج الإيرلندي ويسمى برج البارود وهو قلعة يورك التي ترجع إلى أيام الإنجليز، وبرج السلام. وفي هذه الأبراج تسعة وعشرون مدفعا من أصل أوروبي.
وأعظم آثار طنجة قصر الشريف الذي يقوم على الجزء الشرقي من القلعة وقد ظل هذا القصر مقرا للحكومة عدة قرون، وكان الإنجليز يسمونه أثناء احتلالهم لطنجة: القلعة العليا. وقد شَيد القصر الحالي على أطلال القلعة العليا الباشا أحمد بن علي بن عبد الله التمساماني الريفي قبيل عام 1156ه /1743 م، وفيه قتل في المعركة التي دارت بالقرب من القصر الكبير.
المسافر