- نبذة تاريخية عن مدينة العين
- مدينة العين اليوم
- ملامح معمارية متميزة ذات تخطيط شطرنجي:
نبذة تاريخية عن مدينة العين
تقع مدينة العين على الحدود الشرقية للدولة مع سلطنة عمان وهي محاطة بالتلال الرملية الكبيرة بينما تطل عليها سلسلة جبال الهجر بمنظرها البديع إلى جانب جبل حفيت الذي يرتفع إلى 1100 متراً والذي يعتبر من أعظم المعالم المميزة جنوبي المدينة .
تعود أصول المدينة إلى موقعها الوسيط كملتقى الطرق التجارية الرئيسية التي تربط بين أبوظبي والإمارات الشمالية بمناطق التجمع السكاني الداخلية وكذلك بالمواني البحرية على بحر العرب . تبعد العين حوالي 165 كيلومتراً ، 140 كيلومتراً و 155 كيلومتراً من أبوظبي ، دبي والشارقة على التوالي وهي مرتبطة بهذه المدن والمدن الأخرى التابعة لسلطنة عمان بشبكة ممتازة من الطرق الرئيسية.
تحتضن المنطقة العديد من القرى والمدن الصغيرة التي تطورت من مستوطنات صغيرة تقع على طرق التجارة التقليدية وسط تلال الصحراء وبصفة خاصة في المناطق المنخفضة حيث يتم الحصول على قدر من المياه في الوديان الرملية الضحلة والتي كانت في الماضي مشارب للبدو الرحل وإبلهم ثم تحولت في الحاظر إلى أماكن استقرار للمزارعين حتى تحولت حاليا إلى مدن وقرى لها وزنها.
يغطي الإقليم مساحة 1,17 مليون هكتار غير أن الجزء الأكبر من هذه المساحة مغطى بالتلال الرملية، أما حاليا فإن المدن والقرى تطل مبانيها على الطرق الرئيسية الخارجة من المدينة والتي تربط العين بالمدن الكبرى الأخرى.
تقع العين في منطقة حارة جرداء صحراوية تسقط فيها كميات قليلة جدا من الامطار وتتمتع باشعة الشمس الساطعة طوال العام ويمكن تمييز فصلين رئيسيين فقط على مدار العام هما الشتاء البارد نسبيا من أواسط شهر نوفمبر حتى أواخر شهر مارس عندما تنزل الأمطار وفصل الصيف الحار نهارا من يونيو حتى سبتمبر أما الفترات الأخرى فمتقلبة المناخ.
تتراوح درجة الحرارة خلال السنة من 10 درجات سنتجريت ( 5 فهرنهايت) كأقل درجة ، إلى 48 درجة سنتجريت (118 فهرنهايت) مع متوسط درجة حرارة يومي 24 درجة سنتجريت (75 فهرنهايت) مع درجة رطوبة نسبية 60 %.
إن درجة الرطوبة النسبية في العين منخفضة بالمقارنة مع المدن الساحلية مما جعل الناس يفضلونها خاصة في فصل الصيف.
أثبتت الإكشافات والحفريات الأثرية في المنطقة الشرقية لشبه الجزيرة العربية وجود مستوطنات كبيرة لعصور ما قبل التاريخ في المنطقة تعود إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد وبصفة خاصة في منطقة واحة العين ويتزامن ذلك مع ظهور المستوطنات الزراعية الأولى. ويمكن ملاحظة أن هذه المستوطنات كانت كثيرة العدد وتغطي مساحات واسعة النطاق كما أنها كانت موزعة بمختلف مناطق العين . أحد الأسباب في توزيع هذه المستوطنات على العديد من المناطق هو النظام المبدع في الحصول على المياه واستحداث عمليات الري بالأفلاج وهي عمليات الري عن طريق المجاري المائية من مياه الينابيع النازلة ما بين صخور الجبال وتوجيه هذه المياه إلى الحقول وهي تقنية في الري ظلت موجود منذ العصر الحديدي في المنطقة الشرقية لشبه الجزيرة العربية .
تتيح زيارة متحف العين بمحتوياته المتعددة الولوج إلى حضارة المدينة ومنطقتها . أما حدائق الهيلي الأثرية فتحتوي على حفريات أثرية مفتوحة إلى جانب المقبرة التي تمت صيانتها بطريقة رائعة فأصبحت تزهو بعبق الماضي التليد.
أما مدينة العين الحديثة فتمتاز بموقها الوسيط كملتقى للطرق التي تربط بين أبوظبي و دبي وما بين المدن البرية وموانيء الدولة على شاطيء الخليج العربي، وهنا نشئت مستوطنات زراعة التمر في الأماكن التي انتقلت إليها التربة الخصبة من أعالي الجبال المجاورة والتي تم إستغلال مياه الينابيع المنتشرة تحت صخور الجبال لريها بالطريقة التي أثبتت عبقرية هؤلاء المزارعين ألا وهي الري بالأفلاج. وهذه المزروعات كانت مصدر لسبل العيش للمزارعين في توفر الغذاء للسكان والعلف للمواشي والدواب. ظلت هذه المنطقة التي تقع على طرف الربع الخالي واحة كبرى ومركز للتجارة للعرب الرحل. وقد أخذت المدينة إسمها من أكبر الواحات المزروعة بالمنطقة وهو إسم العين وتعني الكلمة " النبع ". أما المناطق المزروعة الأخرى فهي معروفة بأسماء المناطق التي تقع فيها داخل المدينة مثل مناطق الهيلي ، القطارة ، الجيمي ، مريجب ، مطرح والمويجعي.
مدينة العين اليوم
إن التطور الحديث لمدينة العين مسقط رأس صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة حاكم إمارة أبوظبي ، بدأ بعد إعلان بشري اكتشاف النفط في إمارة أبوظبي وبروز دولة الإمارات العربية المتحدة كدولة ذات سيادة عام 1971. وقد حدث تطور جذري للمدينة خلال الفترة التالية في مجال التطور الحظري وأسلوب الحياة حيث تم تبني البرامج الإستثمارية الكبرى في حقول الإسكان والتعليم والخدمات الصحية و إنشاء الحدائق والطرق والمرافق العامة .
مدينة العين مدينة مزدهرة تم تخطيطها أفقياً مع استحداث شبكة من الشوارع الرئيسية العريضة التي تمثل إطارا حول المدينة المتطورة كما تم التحكم في عملية إنشاء المباني العالية شريطة أن تتوافق تلك المباني وأسلوب العمارة الإسلامية سواء كانت شاهقة البنيان أو منخفضة، هذا ويلاحظ أن المباني التراثية وخاصة القلاع القديمة قد تمت صيانتها.
تتمتع العين بقطاع إقتصادي واسع النطاق قائم على الخدمات كونها مركز الاشعاع التعليمي للدولة فهي تحتضن جامعة الإمارات العربية المتحدة إلى جانب انها محط جذب سياحي كما تنتشر الرقعة الزراعية على كافة المنطقة هذا إلى جانب كونها مطاراً دوليا تم الفراغ من إنجازه مؤخرا والذي يشكل بؤرة جذب للعديد من التطورات الصناعية والتجارية مستقبلا.
ملامح معمارية متميزة ذات تخطيط شطرنجي:
لقد أريد للعين منذ البداية أن تصبح بنية عمرانية جذابة ومستقرة ذات خصائص تشكيلية جمالية عالية على كافة المستويات.
إن أول طابع للسكان هو الهدوء و الخضرة الكثيفة وذلك على ضوء التخطيط الشطرنجي الممتد للمدينة ، نظراً لسيطرة الأشجار والخضرة على الطابع العام والتخلص من التكرار المحلي للأنماط السكانية ثم توزيع مخططات المدينة بحيث يضمن لها التنوع العمراني الحديث.
الطابع الإسلامي للسكن:إضافة لذلك فإن الطابع الإسلامي يأخذ دوره من خلال مخطط البناء السكن الذي تتوافر فيه شروط صحية واجتماعية تلبي الأهداف الأسرية ويساهم في تقوية وتنمية الروابط الأسرية وتوفير الراحة الاجتماعية والنفسية.
وتحتوي مدينة العين على خمسة نوعيات من السكن ، القصور و الفلل الضخمة والمساكن الصغيرة ، الشقق السكنية بمركز المدينة ، المساكن الشعبية.
الحصون والقلاع
تزخر المنطقة حول المدينة بالحصون التي أعيد ترميمها ، وغالباً ما أقيمت الحدائق التي تم إنشاؤها حول حصن يمثل فيها نقطة المركز ومن أكثر المناطق الرائعة والمتاحة للمشاهدة هو حصن المربعة المقابل لدوار دلة القهوة بمركز المدينة ، وحصن القلعة الذي يحتوي على المتحف وحصن الجاهلي ، وحصن المويجعي والمريجب.حصن المريجيب:
وهو أحد الحصون القديمة ، ويقع شمال منطقة القطارة في مدينة العين ، بناه الشيخ شخبوط بن زايد في عام 1820م ويتكون حصن المريجيب من طابقين ، وله برجان منفصلان عن المبنى الرئيسي أحدهما مربع الشكل والثاني دائري وأسطواني الشكل وتتميز قاعدته بالاتساع وفيه العديد من الغرف التي كانت تستعمل للأغراض العسكرية والمدنية .حصن الجاهلي:
ويعد من روائع التراث ، يقع بجوار حديقة العين العامة ، وله ثلاثة أبراج وجدار ضخم ويضم العديد من الغرف وفيه بئران ، ويلاحظ في الحصن برج منفصل عنه وهو بذلك يتميز عن باقي الأبراج في العين ، وقد تم ترميم هذا الحصن وبنت البلدية سوراً يحيط به .الحصن الشرقي:
يعد هذا الحصن من أروع القلاع والأبنية المحصنة ، ويقع بالقرب من المتحف الوطني في العين ، بناه الشيخ سلطان بن زايد عام 1328 هجرية ، وقد تم ترميمه عام1970 م وأعيد ترميمه مرة أخرى عاد 1979 م ، توجد داخل الحصن بئر مياه وغرف عديدة ، وله ثلاثة أبراج أسطوانية الشكل متصلة به ، وأمامه يوجد مدفعان قديمان على عجلات خشبية ، وفي داخله مدفع مماثل .متحف العين الوطني
يقع المتحف في مركز المدينة مقابل قلعة الحصن وهو يضم أربعة أقسام:
القسم الأول: يروي من خلال المجسمات والصور قصة تطور إبن الإمارات وحياته القديمة في الصحراء وكيف مر بالتقدم والازدهار وكذلك يرصد العادات والتقاليد والملاعب و أدوات العمل والصيد والزراعة والرعي.القسم الثاني: يحتوي على نماذج من القطع الأثرية عثر عليها في أماكن مختلفة من مدينة العين الثرية بالمواقع الأثرية والتي تعود تاريخها إلى القرن الرابع قبل الميلاد إلى جانب نماذج من الحلي الفضية والجرار الفخارية وبعض الأسلحة التقليدية.
القسم الثالث: يتناول هذا القسم التطور الحديث في النقلة الحضارية ومرحلة إكتشاف البترول والذي أثر تأثيراً مباشراً في النقلة الحضارية من مختلف جوانبها الإجتماعية والإقتصادية.
القسم الرابع: وهو قسم يحتوي على نماذج ونسخ أصلية من الميداليات والهدايا والدروع والأوسمة والنياشين وشهادات التقدير والوثائق المهمة المقدمة من ملوك ورؤساء دول العالم لصاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيات رئيس الدولة والتي تؤكد مكانة دولة الإمارات وعلاقاتها مع دول العالم.
متحف قصر العين
يقع متحف قصر العين في الجنوب الشرقي من مدينة العين بالقرب من المنطقة التجارية والأسواق والشوارع الرئيسية التي تربط مختلف جهات مدينة العين وأحيائها وهو موقعه الحالي يكاد أن يكون في موقع القلب من الجسد لما يتميز به الموقع وسهولة الوصول .يعود تاريخ بناء هذا المجمع السكني ( السكن القديم لرئيس الدولة ) إلى عام 1937م وقد بدأ في ترميم هذا القصر عام 1998م وقد استمر العمل الى قرابة سنتين ليظهر بهذه الصورة والروعة الجمالية ويشمل القصر السور المرتفع الذي تتخلله البوابة الرئيسية للمدخل الرئيسي والذي يعلوه عقد مفصص أو مقصوص مرفوعاً على جوانب جدران المدخل ويحيط هذا المدخل المباني المختلفة وتعلوه المثلثات المعروفة بمغازل الرمي وهو أسلوب دفاعي.
و يشاهد الزائر لهذا الصرح العظيم البوابة الداخلية والتي تبين تاريخ إنشاء القصر وتعلوها آيات من القرآن الكريم ثم بعد ذلك المجالس الخاصة لصاحب السمو رئيس الدولة التي يستقبل بها الزائرين لمقام سموه سواء من الوفود الرسمية والمواطنين من أبناء الدولة ويشاهد أيضاً المجالس المختصرة للإجتماع بالمسئولين وإصدار التوجيهات لهم بتسيير الأمور اليومية ويتلقون التوجيهات السديدة لمختلف الخدمات التي تهم المواطنين وتيسر الخدمات لهم.
ومن ثم يشاهد الزائر السكن الداخلي لعائلة صاحب السمو رئيس الدولة ويشاهد رحابة الحوش الداخلي وسهولة الحركة فيه من أفراد العائلة من النساء و الأطفال وبعده عن مجالس الرجال وكذلك يشاهد الزائر المجالس الخاصة بالنساء.
كما توجد معارض لصور الماضي لصاحب السمو رئيس الدولة وعائلته الكريمة.