الفنان المغربى الملاخ يرسم احدى الجداريات
مدينة اصيلة فضاء حالم لتكريم الفنون والابداع
تتحول مدينة اصيلة فى شمالى المغرب كل صيف الى قطعة بلورية تزهو بسحر الطبيعية والفنون كما يحولها الموسم الثقافى الدولى الى فضاء مفتوح يقصده الكثير من السياح من مختلف دول العالم.
وتوجد بالمدينة التاريخية محلات متعددة لبيع مواد مختلفة للصناعة التقليدية كالزرابى والاحذية والافرشة والاغطية والكثير من الاكسسوارت التى يبتاعها السياح كذكريات جميلة من مدينة ساحلية جميلة.
وتتميز المدينة بعدد من الاروقة المفتوحة للفنون التشكيلية حيث يعثر السائح على فنانين تشكيليين هنا وهناك يرسمون بتلقائية ويبيعون انتاجاتهم للسياح باثمنة رمزية للغاية.
وتشكل تلك الاروقة ومحلات الرسم ورشا مفتوحة على مدار السنة كما تمنح للمدينة القديمة طابعا ثقافيا وفنيا فريدا وتنوعا ابداعيا خصبا يقبل عليه الزائرون لشراء لوحات تذكارية من مدينة حالمة.
ويكرم الفنانون واغلبهم من الشباب مدينتهم المحبوبة كما يرسمون لوحات واقعية تحتفى كثيرا بالماثر التاريخية والفنون الفلكلورية والفروسية والبحر والطبيعة المغربية الخلابة.
ويجد الفنانون التشكيليون من مختلف انحاء العالم فى اسوار المدينة القديمة فضاءات خصبة لرسم جداريات ساحرة تختلف من التجريدية الى الواقعية والتشخيصية وتحول دروب المدينة الى لوحة تشكيلية تزهو بسحر الالوان وفلسفة الاحلام.
وتتميز المدينة القديمة ايضا بوجود فنانين محترفين يشكلون الى جانب التشكيليين عنصرا موحدا لابداع محلى خالص ومنهم النقاشون على الخشب والحدادون وصائغو الحلى التقليدية التى يقبل على شرائها السياح بكثير من الفضول والاعجاب.
كما تحتوى مدينة اصيلة بالاضافة الى شواطئها النقية الممتدة على طول حد البصر فى اتجاه مدينة طنجة على الكثير من الفضاءات التاريخية الجميلة من ابرزها "باب البحر والقصبة وقصر الثقافة وبرج القمراء و"كدية" السلطان.
ويجد العديد من الفنانين التشكيليين فى فصل الصيف وبموازاة الموسم الثقافى الفرصة مواتية لعرض ورسم لوحاتهم فى الهواء الطلق وغالبا ما يبيعون اعمالهم باثمنة مناسبة للمغاربة والاجانب على حد سواء.
كما تشتهر اصيلة الوديعة بمنازلها التقليدية وبصيد السمك الطرى من مياه الاطلسى وتباع هناك باثمان مناسبة كما تقدمها العشرات من المطاعم المتخصصة اطباقا شهية للسياح والزوار باثمان معقولة للغاية.
ويفد الى المدينة التى يتكلم اهلها اللغة الاسبانية بعد اللغة العربية وفود سياحية كثيرة خاصة من الاسبان تجد عددا منهم من اتخذ المدينة مسكنا ابديا له بعيدا عن ضجيج اوربا وطلبا للهدوء والسكينة.
وفى صباح ايام اصيلة الصيفية يشاهد وزار المدينة اهاليها خاصة من النساء يحملن ما جادت به ارض الضواحى من خيرات وفواكة موسمية لبيعها فى السوق الشعبى الذى يقام كل يوم بالقرب من باب تاريخى اسمه "باب الحومر".
وقال الفنان التشكيلى المغربى عبدالقادر العرج ان اسوار المدينة القديمة للمدينة تشكل له كل عام فضاء حميميا لرسم جدارياته مؤكدا ان موسم اصيلة يعد المهرجان العالمى المتميز الذى يكرم الفنون والفكر والثقافة.
واعتبر فنان اخر ان المعارض الفنية تحول مدينة اصيلة الى فضاء مفتوح على عشق الفنون وهو ما يجعل الكثير من السياح يقصدون اصيلة من اجل الاستجمام بالبحر ورؤية غروب الشمس وزيارة المعارض.
ووصف صانع تقليدى لكونا موسم الصيف بالزمن الذى يحيى المدينة من جديد خاصة وانها فى فصل الشتاء تتحول الى قلعة هادئة موضحا ان الصناعة التقليدية المغربية تستهوى السياح لما لها من اصالة وخصوبة فى المعانى والدلالات.
واعتبر نقاش على الخشب ان المدينة على الرغم من صغرها فانها تعد مدارا سياحيا بامتياز فيه تنتعش الحركة التجارية بشكل كبير بسبب الوافدين على المدينة من ضيوف الموسم الثقافى الدولى والسياح والمصطافين.