- ورد ذكرها في بالقرآن الكريم
- بسم الله الرحمن الرحيم
- الأعراف 73-78
- معنى الحجر:
- الموقع :
- تاريخ الحجر القديم:
- الحجر في العصرين الإسلامي والحديث
- مدائن صالح.. مدينة الرحبة
- حكاية الناقة.. والوادي المشؤوم
- جبال جميلة
- ومن أشهر الجبال الموجودة في هذه المنطقة:
- الصخور المنقوشة
- أجاب عن السؤال الشيخ/ ناصر الماجد (عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام).
- الجواب:
مدائن صالح
ورد ذكرها في بالقرآن الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
" ُُوَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَ ا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَ كُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَاذْكُرُو ا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَك ُمْ فِي الأَرْضِ تَتَّخِذُو نَ مِن سُهُولِهَا قُصُوراً وَتَنْحِتُ ونَ الجِبَالَ بُيُوتاً فَاذْكُرُو ا آلاءَ اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِين َ قَالَ المَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَر ُوا مِن قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِف ُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُ ونَ أَنَّ صَالِحاً مُّرْسَلٌ مِّن رَّبِّهِ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُون َ قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَر ُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنتُم بِهِ كَافِرُونَ فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ المُرْسَلِ ينَ فَأَخَذَتْ هُمُ الرَّجْفَة ُ فَأَصْبَحُ وا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ "
الأعراف 73-78
منطقة (الحجر) في المملكة العربية السعودية تزخر بذكريات تاريخ قديم شهد أحداثاً وتحولات أثرت على مصير المنطقة حيث كانت مقراً لقوم ثمود واستمرت في العصرين الإسلامي والحديث، ومن معالمها السياحية: مدائن صالح، والخريبة ومقابر الأسود، وجبل عكمة، والمابيات، وسكك الحديد والمزحم والحواره، وقصر الفريد وقصر البنت وقصر العجوز والديوان ما يشكل تنوعاً آثارياً وسياحياً فريداً إضافة إلى الخدمات الراقية التي تقدم لزوار المنطقة.
معنى الحجر:
الحجر كما ذكرها ياقوت الحموي في معجمه بالكسر ثم السكون ، وراء هو في اللغة ما حجرت عليه أي منعته من أن يصل إليه ، والحجر هو العقل واللب والحجر بالكسر والضم ، الحرام ، والحجر اسم ديار ثمود بوادي القرى بين المدينة المنورة والشام ، ويقال الحجر كانت تعرف بمدائن صالح أو قرى صالح أو عدال
الموقع :
تقع حجر ( مدائن صالح ) على بعد 22كم شمال شرق مدينة العلا الواقعة في شمال غربي المدينة المنورة وتبعد عنها 395 كم ، وتقع غرب مدينة حائل على بعد 411 كم .
وتقع عند دائرة عرض 4726 شمالاً ال، وخط طول 5337 شرقاً ويطلق الحجر على هذا المكان منذ اقدم العصور ويستمد الحجر شهرته التاريخية من موقعه على طريق التجارة القديم الذي يربط جنوب شبه الجزيرة العربية والشام .
ومن اصحابه المعروفين بقوم ثمود الذي جاء القرآن بذكرهم بأنهم رفضوا دعوة نبي الله صالح وعقرهم الناقة التي أرسلها الله لهم آية .
تاريخ الحجر القديم:
إن مقومات الاستقرار السكاني منذ قديم الزمان كانت متوفرة في موقع الحجر من حيث موقعها على طريق التجارة ووفرة الماء وخصوبة التربة والحماية الطبيعية المتمثلة في الكتل الصخرية الهائلة والمنتشرة في الموقع ، وعلى ذلك ليس من الغريب أن يكون تاريخ الاستقرار السكاني بالحجر أبعد من التاريخ الذي حدده العلماء ،، وأفضل دليل على ذلك كتاب الله عز وجل الذي يؤكد أن الحجر كانت مقر لقوم ثمود رغم انه لم يعثر على تاريخ محدد لقوم ثمود بالحجر وقد سيطر اللحيانيون على الحجر بعد إن قضوا على السيادة الديدانية بالعلا واستمر حكمهم حتى تغلب الأنباط عليهم
وقد أقام الأنباط مستوطناتهم الأولى في شمال الأردن وفلسطين وأٌقدم اثر لهم عثر عليه يعود القرن التاسع قبل الميلاد وبرز دورهم في المنطقة من القرن الرابع قبل الميلاد إلى القرن الثاني ميلادي
وفي الحجر آثار ثمودية ونبطية ولحيانية قديمة ويبلغ عدد المدافن في مدائن صالح 131مدفناً منها 32 مدفناُ عرف تاريخها وتقع في الفترة من العام الأول قبل الميلاد وحتى العام 75ميلادي
وأشهر حكام الأنباط هم :الملك أريتاس ، الملك الحارث الثاني ، الملك الحارث الثالث ، الملك عبادة الثاني ، الملك مالك الأول ، الملك عبادة الثالث ، الملك مالك الثاني ، الملك مالك الثالث
الحجر في العصرين الإسلامي والحديث
بعد سيطرة الرومان على شمال شبه الجزيرة العربية والقضاء على الملكة النبطية عام 106م وتحول طريق التجارة إلى البحر الأحمر فقدت الحجر أهميتها الإستراتيجية كمركز تبادل تجاري وحماية قوافل وتحصيل الضرائب وهجرها أصحابه،وبعد انتشار الإسلام في مختلف أقطار العالم وعاد النشاط لطريق القوافل كطريق يسلكه حجاج بيت الله الحرام القادمين من الشام قاصدين المدينة المنورة ومكة المكرمة أصبحت الحجر محطة من محطات الحجاج.
مدائن صالح.. مدينة الرحبة
ومدائن صالح سميت في عهد الرسول عليه الصلاة و السلام بمدينة (الرحبة) وقد مرّ عليها في طريقه إلى غزوة تبوك، وكان اتباعه قد نزلوا بها وأعدوا فيها الطعام، فلما علم الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك أمرهم بالكف عن الطبخ وأن يقدموه للإبل مع الرحيل من ذلك المكان، وقال لهم صلى الله عليه وسلم – كما جاء في صحيح مسلم (لا تدخلوا على هؤلاء القوم المعذبين إلا أن تكونوا باكين، فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم، أن يصيبكم ما أصابهم).
ويشاهد عند مدخل كل جبل دهليز مفرغ، ثم سلم من الصخر يصعد إلى بعض المجالس الجبلية وبعض المصاعد التي توصل إلى غرف واسعة، أمامها مقدمة جبلية فيها نحت كالشباك تطل منه على نوافذ صغيرة يدخل منها نور وشمس وريح، حتى أن الهواء إذا انطلق بشدة في جوف هذه الجبال يخيل إلى الزائر أنه أصوات موسيقية،كما يشاهد على المداخل ونوافذ معظم الجبال نقوشاً قديمة الحفر، وبعض الكتابة "الثمودية " كأنها توحي باسم صاحب الجبل المنحوت وأفراد عائلته وتاريخ نحته.
حكاية الناقة.. والوادي المشؤوم
وعند مدخل المدينة بعد اجتياز سهول أودية يطلق عليها (أودية المعظم) القريبة من الشام يرى الزائر جبلا شامخا رفيعا منفصلا عن بقية الجبال يسمى بجبل (الحوار) أي فصيل الناقة التى عقرها قوم نبي الله صالح عليه السلام بعد أن طعنها "قدار بن سالف"، وسبب عقر الناقة كما قال ابن كثير وابن جرير وأصحاب التاريخ قالوا: أن قدار يهوى(قطام) – ومصدع يهوى (قبال) فيجتمعان بهما – وفي بعض الليالي قالتا لقدار ومصدع لا سبيل لكما إلينا حتى تعقرا الناقة وتقتلاها فقالا: نعم وخرجا وجمعا أصحابهما وقصدوا الناقة وهي على حوضها فقال الشقي قدار لأحدهم أذهب فاعقر فأتاها متعاظماً ذلك وهاب منها فبعث آخر فكان مثل صاحبه حتى أرسل كثيراً منهم فكانوا يتعاظمون قتلها – فمشى إليها وتطاول فضرب عرقوبها فوقعت تركض، وكان ذلك في واد فسيح يتخلله شعب أسود بين جبلين أسودين شاهقين على شكل الهرمين، ويسمى هذه الشعب بالمزحم، وبالقرب من هذا الوادي بئر مطمورة تسمى حتى اليوم (ببئر الناقة ).
جبال جميلة
وقرب المزحم توجد جبال مختلفة الأشكال والأحجام والنحت والنقش والاسم ولا زالت باقية حتى هذه اللحظة ولها مسميات مختلفة مثل الأثالث وسميت بذلك بسبب غرق ثلثيها في الأرض كما يؤكد ذلك البدو الرحل، والأناصف، أو الجبال النصفية وهي من تسمية البدو أيضا حتى الوقت الحالي وهي التي نصفها غائر في الأرض ونصفها العلوي بارز على وجهها وتشمل معظم وادي الحجر إلى حدود هدية قرب المحطة السابعة للسكة الحديدية من الأردن.
وبعض الجبال منحوت ومفرغ تفريغا فنيا لدرجة أنه يصلح للسكنى والنزهة والتحصن والوقاية.
ومن أشهر الجبال الموجودة في هذه المنطقة:
جبل الذهب: وارتفاعه أكثر من ألف قدم ويبعد عن جبل الحوار بنحو خمسة وثلاثين جبلا وهو متصل بسلسلة صغيرة من الجبال المنحوتة هو في وسطها كأنه سنام بعير ضخم، كما يوجد به عروق ملونة كأنها أسلاك كهربائية عارية.
ويرجع البعض سبب تسميته بالذهب تقديرا له بين الجبال ولقيمته الحجرية الصلبة وصلاحيته للنحت والحفر والسكنى.
جبل الطيور: وهو على بعد نصف ميل من المزحم مكان عقر الناقة، وهو أيضا غير منحوت، وهو أعلى من جبل الذهب قليلاً، ويوجد عليه تماثيل للطيور، وعلى حافته بعض الأعشاب الجميلة، وبأسفله نحت بشكل مبسط.
جبل صرخود: وهو منحوت من عدة نواح من أطرافه الأربعة، وكل نحت يكفي لجلوس أربعة أشخاص، ويوجد فيه مغارات في كل مغارة تمثال صخري يشبه أصنام الوثنيين.
جبل بلاعم : وهذا الجبل ليس به نحت كبقية الجبال المنحوتة المعدة للسكنى، ويدل عدم نحته على أنه ذو قيمة معدنية،وفي قمته مغارة صغيرة تصلح للاستظلال أو للوقاية من الأمطار.
جبل دحدر: وهو جبل شامخ قريب من جبل الحوار يفصل بينهما جبل أسود صغير، وليس به نحت، ومن المحتمل أنه يحتفظ ببعض الكنوز المعدنية.
جبل الكهوف: وهو من الجبال الشامخة،وبه 16 مغارة، كل مغارة منها منحوتة بشكل مربع وتسع لجلوس تسعة أشخاص، وتدل حالته على تهيئته لاستقبال الضيوف وكأنه دار للضيافة،ويتميز هذا الجبل أيضا بشكله الرائع الجذاب، فضلا عن أن الوادي القائم به خصب وذو أعشاب كثيفة تصلح لرعى المواشي،وبعضها ذات زهور برية.
جبل بكرة: وهو عبارة عن كتلة صخرية تشبه في مجموعها جبلا صغيرا كأنه ذو قروح ملتئمة مغروزة فيه عروق جبلية مسودة تشبه خط اللحام الذي يستخدم في لصق شيئين مثل عمودين.
والبعض يطلق على هذا الجبل بالعبرة، ارتكازا إلى أن ناقة الله قد خرجت منه عبرة وآية لقوم ثمود ومعجزة لرسول الله صالح عليه السلام.
جبل جنيدع: يتوسط مجموعة من الجبال النصفية المنحوتة وهو بينها بمثابة القصر الكبير ويقع في وادي تبر،ويرجع البعض سبب تسميته بالجنيدع نسبة إلى " جندع " وهو أول من آمن بنبي الله صالح عليه السلام.
جبل العذاب: وهو الجبل الوحيد المنفصل عن بقية الجبال على مسافة بعيدة تتراوح ما بين الثلاثة إلى الأربعة أميال وهو قريب من وادي المزحم الذي تم فيه عقر ناقة النبي صالح عليه السلام،ويشبه هذا الجبل القلاع الحديثة،ولدقة نحت سلمه فإنه يمكن تسلقه بسهولة،و من هذا الجبل – كما يذكر البعض – انطلقت شرارة الهلاك لأمة بأسرها شاملة الزورع والأودية والسهول والحيوانات.
جبل المروج: وهو جبل مرتفع شامخ يزيد ارتفاعه على ألف قدم،ويوجد بسفحه أعشاب مختلفة الألوان والرائحة،وبقمته استراحة فسيحة تنبت حولها أعشاب ذات منظر جميل،ويبدو أنها كانت مخصصة لأثرياء قوم ثمود.
كما يوجد في وسط الجبل نحت في سقفه تمثال محكم الشكل والدقة في الصنع يشبه رأس النسر.
الصخور المنقوشة
في كل مكان من ديار ثمود تشاهد صخورا منقوشة بشكل رائع وجذاب بعضها داخل المغارات الكبيرة وجزء منها ملقى في سفوح كثير من الجبال الأثالث والجبال النصفية وجزء آخر موجود في السهول والأودية.
ويقال بأن قوم ثمود كانوا يستخدمونها متكئاً مثل المساند التي نستعملها في الوقت الحالي، كما تدل النقوش التي عليها على مكانة صاحب المغارة بين القوم فبعضها منقوش بدقة وبدرجة عالية من الفن والزينة، والبعض الآخر منقوش بشكل مبسط
حكم زيارة مدائن صالح
(السؤال ما حكم زيارة مدائن صالح بالتفصيل، والدليل؟
الجواب
أجاب عن السؤال الشيخ/ ناصر الماجد (عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام).
الجواب:
الحمد لله والصلاة و السلام على رسول الله وبعد: فقد ثبت عن النبي – صلى الله عليه وسلم- فيما رواه البخاري ومسلم من حديث ابن عمر – رضي الله عنهما- قال: لما مر النبي – صلى الله عليه وسلم- بالحجر قال لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم أن يصيبكم ما أصابهم إلا أن تكونوا باكين، ثم قنع رأسه وأسرع السير حتى أجاز الوادي" فهذا الحديث فيه دلالة على النهي عن دخول ديار الأمم المعذبة إلا على حال من الخوف والوجل والتفكير المورث رقة القلب والاعتبار بحالهم وما حل بهم لما خالفوا أمر ربهم، قال ابن حجر في الفتح: " وفي الحديث ... الزجر عن السكنى في ديار المعذبين، والإسراع عند المرور بها وقد أشير إلى ذلك في قوله تعالى ( وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم) أ.ه وقد كان الإمام أحمد رحمه الله يكره الصلاة في مواضع الخسف والعذاب .
وعليه فلا يجوز دخول ديار الأمم التي حل بها العذاب بقصد النزهة والسياحة ونحوه لما في ذلك من مخالفة نهي النبي – صلى الله عليه وسلم- كما تقدم، بل ثبت عن النبي – صلى الله عليه وسلم- النهي حتى عن مجرد الانتفاع بمائها كما جاء في بعض الروايات أن الصحابة – رضوان الله عليهم - أخبروا النبي – صلى الله عليه وسلم- أنهم قد استقوا من مائها وعجنوا منه، فأمرهم أن يهريقوا ذلك الماء، ففي الحديث الذي أخرجه الشيخان من طريق ابن دينار عن ابن عمر أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- لما نزل الحجر في غزوة تبوك أمرهم أن لا يشربوا من بئرها ولا يستقوا منها فقالوا قد عجنا واستقينا فأمرهم أن يطرحوا ذلك العجين ويهريقوا ذلك الماء) هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد. )
ذكرت الفتوى لإبراء الذمة وتوضيح موقف العلماء من زيارة المدائن وأستغفر الله وأتوب إليه .