أكتشف العالم بين يديك
المسافرون العرب أكبر موقع سياحي في الخليج و الوطن العربي ، يحتوى على أكبر محتوى سياحي 350 ألف استفسار و نصائح عن السفر و السياحة, 50 ألف تقرير سياحي للمسافرون العرب حول العالم و أكثر من 50 ألف من الاماكن السياحية و انشطة وفعاليات سياحية ومراكز تسوق وفنادق، المسافرون العرب هو دليل المسافر العربي قبل السفر و اثناء الرحلة.
artravelers.com ..
هايوة
هذا الموضوع ، مكتوب بصحيفة الشرق الأوسط الصادرة هذا اليوم 19 جون 2005م
تحياتي،
بايوة
http://www.aawsat.com/details.asp?section=3&article=306451&issue=9700
اخي عبد الله انا دخلت على الرابط اللي انت حاط و ونسخة الكلام ... اريح للشباب ... والله يعطيك العافية حبيبي على المجهودات الرائعة ... وهذا هو الموضوع الموجود على رابط اخي عبدالله .. متحف القصبة بطنجة المغربية: هبة التاريخ الواقعة على أقرب هضبة أفريقية من أوروبا
طنجة: رشيد مرون
يعتبر كثير من زوار طنجة سحرها وليد الجغرافيا، التي جعلتها تتربع على ربوة هي اقرب نقطة افريقية من اوروبا وتطل على نقطة التقاء البحر الابيض المتوسط بالمحيط الاطلسي الهادر. وينسى العديدون ان طنجة هي كذلك هبة التاريخ. فوجودها يعود الى حقب سحيقة، والآثار التي اكتشفت بها تشير الى ان انسان العصر الحجري نفسه قد اولع بجمالها المرتفع العالي، المطل على خليجها المستدير الذي شكل ميناء طبيعيا منذ الازل، وجذب اليها التجار والمغامرين والسياح، مثلما جلب عليها الاطماع وسفن الغزاة. وإذا اراد الانسان ان يقرأ بعضا من ملامح هذا التاريخ العريق فما عليه الا ان يتوغل داخل دروب المدينة القديمة المحاطة بالأسوار بعد ان يلجها من أحد ابوابها المتعددة، ثم يرقى اول مرتفع يصادفه داخل الجزء التاريخي من طنجة حتى يصل الى متحف القصبة، الذي يضم ذاكرة المدينة ويحتفظ بالمعالم البارزة من آثارها المتعددة المتنوعة بتنوع العصور والحضارات المتوالية، التي تداولت على هذه البقعة من الأرض، إلى أن صارت المدينة ملتقى للتاريخ والجغرافيا، للشرق والغرب، للبحر والليل، ولكل انواع الحالمين بالماضي اوالمشرئبين نحو مستقبل تمنعه عنهم الحدود الاوروبية الواضحة للعيان في ايام الصفو.
تاريخ مبنى المتحف
ومتحف القصبة التاريخي يستمد اهميته لا مما يحويه من اثار ومقتنيات نفيسة فحسب، بل كذلك من هويته التاريخية كبناء شامخ كان مركزا للعديد من السلاطين المغاربة ولولاتهم، لدى حكمهم المدينة، وللقوى الغربية عندما كانت تنجح في الاستيلاء عليها فتجعل قيادتها الاستعمارية العسكرية والادارية على رأس اعلى نقطة في هضبتها التي تؤوي القصر الذي صار اليوم متحفا.
وقد بني القصر المتحف في صيغته الحالية في عهد السلطان المغربي مولاي اسماعيل العلوي، حيث انطلقت اشغال التشييد في اواخر القرن السابع عشر، سنة 1686م واستمرت الى حدود 1741م دون ان تتوقف. كما ان القصر قد اقيم بدوره على انقاض قصر اخر بناه الانجليز لدى احتلالهم المدينة ودمروه بالمتفجرات لدى اضطرارهم للخروج منها. والقصر الانجليزي بني بدوره على انقاض اثار تاريخية اخرى بالغة القدم لان هذا الجزء من طنجة عرف الاستقرار منذ الفترة الرومانية التي تحيط بعض من بقايا اسوارها بطنجة، حتى اليوم. وبعد الرومان استوطن اوائل المسلمين الذين دخلوا المغرب نفس الموقع، ثم جاء الاحتلال البرتغالي في القرن الخامس عشر قبل ان يأتي الانجليز بدورهم. والشيء الذي يفسر اصرار كل من آلت اليه مقاليد الحكم في طنجة على البناء في نفس الموقع واضح وبسيط، فالمكان محصن طبيعيا بارتفاعه وإشرافه على المدينة وعلى البحر والميناء في ذات الوقت، مما يسهل المبادرة في حالة الحرب والمراقبة في فترات السلم. غير ان المعالم التاريخية الحالية للقصر قد بنيت في العهد الاسماعيلي كما اسلفنا على يد القائد علي بن عبد الله الريفي ثم ابنه احمد بن علي الريفي وكليهما من المجاهدين المغاربة الذين كانوا يحاربون من اجل تحرير الثغور المحتلة من طرف الدول الاستعمارية الاوروبية. فبعد ما دمر الانجليز، تحت ضغط المقاومة المغربية، المقر العام لحكمهم بطنجة، قام الباشا المغربي، علي بن عبد الله الريفي، الذي عين وقتها حاكما لمجمل المنطقة الشمالية، ببناء مقر للسلطة المغربية بالمدينة على شكل قصر يقيم به الحاكم ويمارس انطلاقا منه مهام الحكم والتسيير والقضاء والإدارة، وتم تحصينه بسور داخلي قبل بناء السور الذي يحيط المدينة كلها. وحتى يصبح المكان رمزا لاستعادة الدولة لسيادتها ضم القصر جميع ميزات الهندسة الاسلامية في العصر الوسيط، فاحاطت به المساجد والحمامات، فيما ضم في ارجائه الواسعة مختلف مرافق اقامة الحاكم: بيت المال (دار الخراج)، المحكمة (دار الشرع)، السجن (دار التقى او الوقاية)، مسكن السلطان (دار الشرفاء) اضافة الى المسجد الاعظم. وهذه هي عناصر الحكم والتسيير الاساسية في تلك المرحلة. ولعل من الطرائف التي لا يعرفها الكثيرون ان احدى قاعات هذا القصر التي تسمى «قبة النصر» وقد شهدت مبايعة السلطان المغربي، زين العابدين العلوي، من طرف سكان شمال المغرب سنة 1741م، حين كان هذا السلطان ينازع اخاه عبد الله بن اسماعيل العلوي الذي بويع بفاس على الحكم. غير ان زين العابدين هذا سرعان ما تعب من مشاكل السياسة والحكم بعد أشور قليلة، فتخلى لأخيه عن مقاليد الامور طواعية وبمحض ارادته. تأسيس المتحف
لكن متى انتهى القصر وبدا المتحف في رحاب هذا المكان الساحر الجميل المشرف على البحر، المدثر باطياف الضوء وبنجوم الليل، وبعبق فضاء متعدد الالوان سحر طائفة من كبار الرسامين الاوروبيين مثل «ماتيس» و«دولاكروا» فخلدوه في اعمال تقبع في اروقة المعارض الغربية وعلى اعمدة كتب تاريخ الفن؟
في الحقيقة ان مبادرة اقامة متحف في هذا القصر اتت من طرف المؤرخ وعالم الاثنوغرافيا الفرنسي «ميشوبيلير» الذي وهب القطع الاثرية التي جمعها من انحاء متفرقة من المغرب ليتم عرضها في هذا الفضاء الذي حمل في ذلك الوقت اسم «متحف ميشوبيلير». وبمرور الوقت، ومع حصول المغرب على الاستقلال في 1956، عملت الدولة المغربية الناشئة على اغناء المتحف شيئا فشيئا بمجموعة من القطع الاثرية التي عثر عليها اثناء عمليات التنقيب في طنجة والمناطق المجاورة لها. وعمليا، فان الجزء المفتوح للزيارة اليوم يشمل النواة الاساسية للقصر والفناء الداخلي الكبير له والاجنحة المحيطة به، اضافة الى بيت المال ورياض السلطان (حديقة الملك). غير ان ثمة اجنحة اخرى تمت اعادة تهيئتها من طرف وزارة الثقافة المغربية بدعم من حكومة الاندلس تشمل المطابخ، والإقامة الخاصة التابعة للقصر المعروفة ب «دار البخاري»، وتنتظر ان يتم فتحها في وجه الجمهور بعد فترة قليلة. حسب تصريحات، الدكتور عبد العزيز الادريسي، محافظ متحف القصبة بطنجة، فان الاجهزة المسؤولة بصدد اعداد تصور سينوغرافي جديد لعملية عرض المقتنيات قصد العمل على تقديمها للزائر في اطارها التاريخي.
أقسام المتحف ومقتنياته
في الحقيقة ان مشكلة الزائر مع متحف مدينة البوغاز هي نفس مشكلة طنجة مع زوارها، ففي كلتا الحالتين تطغى الجغرافيا على التاريخ هنا. لذا لا يمكنك الا ان تستهل الزيارة من باب المتحف قبل ان تتوغل في داخل الغرف التي تحتضن مقتنياته. فبمجرد الاشراف على الباب يذكرك صوت المحافظ، عبد العزيز الادريسي، الذي يعرف المكان حجرا حجرا وقطعة قطعة، بان مدخل القصر المتحف يسمى «المشور». هو المكان الذي كان يخرج اليه باشا المدينة بعد كل صلاة عصر لكي يقضي بين الناس. ولذا فكرسي القضاء الذي كان يجلس عليه ما زال في نفس مكانه الى اليوم، والى جواره مجموعة كبيرة من الابواب الخشبية ذات القيمة التاريخية بسبب قدمها و تنوع النقوش والكتابات التي حفرت عليها، فيما يوجد الى جانب «المشور» فضاء على شكل مصطبات حجرية يسمى «باب العصا»، وهو فضاء كان مخصصا، كما يدل على ذلك اسمه، لتنفيذ احكام القاضي الزجرية بالجلد او بغيره.
وبعد ان يعبر الانسان «المشور»، يدلف الى الفناء الكبير للقصر. وهو الفناء الذي ينفتح على غرف وقاعات العرض للقطع والمقتنيات، ويحد بقاعتين كبيرتين هما القبة الكبرى (مكان الاستقبالات الرسمية للسلطان) والقبة المواجهة لها حيث كان يقضي الحاكم معظم وقته. وفي الوضعية الحالية للعرض، تم تخصيص اول قاعة من جهة اليمين للخزفيات وأواني المطبخ. وهي تتضمن قطعا من المرحلة الفينيقية والبونيقية والموريتانية والرومانية والإسلامية حتى حدود القرن 19 وبداية القرن العشرين. فيما خصصت احدى الجهات للقطع التي تعود الى ما قبل التاريخ، اي الى اكثر من 5000 سنة قبل ولادة السيد المسيح، وهي تشمل اواني وأدوات يومية توحي بقدر كبير من التفنن والرهافة والدقة بحيث تصيب المشاهد بالدهشة، وتزعزع انطباعاته السابقة عن العصر الحجري. فالقناديل العظمية والأمشاط ومقابض الشعر والاقراط والقارورات الطينية التي تعود الى الفترات الاولى المعروفة من وجود البشر، ذات خصائص متقنة ومزخرفة بشكل بسيط وجميل بحيث لا تختلف كثيرا عما يمكن ان ينتجه الصانع التقليدي في القرن 19 او بداية القرن 20. وفي قاعة اخرى جمع القائمون على المتحف مجموعة من الآلات الموسيقية المنتمية الى التراث المغربي، حسب تقسيم دقيق يميز بين ثلاثة من مستويات استخدام هذه الآلات: الموسيقى العالمة، اي آلات الطرب الاندلسي وما شابه ذلك من ادوات استخدمتها الاجواق المنظمة في الحواضر، موسيقى الطرق والزوايا مثل فرق كناوة وجيلالة والآلات التي استخدمها المتصوفة، ثم الموسيقى الشعبية التي كانت سائدة في الحفلات العادية لدى الفئات البسيطة من الشعب وفي البوادي، والتي كان يتم تناقلها على يد «المعلمين».
روعة النقوش
اما المخطوطات، فقد خصصت لها اكبر قاعة في المتحف نظرا للدور الهام الذي حظيت به الكتب في الحضارة الاسلامية التي سميت في زمن مضى بحضارة الكتاب. والملاحظ فيما يخص قاعة المخطوطات هو ان مظاهر النقوش الرائعة التي تزين جدران المكان تغطي احيانا على انصراف الزائر الى المخطوطات فيقف مبهورا بتنميقات الخشب والجص والزليج، وتوالي الاشكال الهندسية والنباتية والكتابات او«النقوش» داخل الاطارات المزينة لجدران القصر وأجنحته المختلفة. ذلك ان الهندسة الاسلامية قد تميزت بكثرة الكتابات على جدران القصور والبنايات العامة والخاصة، سواء في المدارس والمعاهد او المساجد والقصور والمساكن. والطريف هو ان قصر متحف القصبة يتضمن قصيدة جميلة تمتد ابياتها على طول غرفة العرش، وهي تجسد تقديم القصر لنفسه ولمرافقه وأجزائه وتواريخ تغييرات البناء التي طالته. وهذه النقوش والكتابات تختلف طبيعتها من قاعة لأخرى. ففي حين تتضمن قاعة العرش كتابات من نوع: «العز لله، الملك لله، البقاء لله»، فان قاعة الجلوس والطعام تتضمن عبارات ذات دلالة مناسبة مثل: «العافية الباقية» وهي عبارات لا يمكن الا أن تصيب المتأمل بالرهبة وتدفعه للتدبر في مصير اجيال من الحكام عمروا المكان ثم انتقلوا الى دار البقاء، ولم يحفظ التاريخ من ذكراهم الا هذا التسليم لله بالبقاء والخلود، والإقرار الهندسي والمعماري الذي خطته يد الصانع التقليدي المغربي بهشاشة الوجود الانساني وطابعه الزائل.
وإذا كانت النقوش المكتوبة تزين معظم اجنحة البناء، فإن الملاحظة التي تفرض نفسها هي المكانة الرفيعة والمقدسة التي تحظى بها لغة الضاد لدى الصناع والبناة المغاربة، الأمر الذي جعلهم يحرصون على جعل الاطارات التي تزين الجدران تتكون على التوالي، من الداخل الى الخارج، من الزليج فالجص ثم الخشب، وبعد ذلك فقط تأتي النقوش المكتوبة باعتبارها ارقى مراحل الزخرفة لتضمنها آيات قرآنية او قصائد شعرية او عبارات تحمل غالبا اسم الجلالة. كما ان النقوش لا توضع ابدا اسفل الاطارات حتى لا يكون فوقها شيء اخر.
الحضارات والسلاح
قاعة عرض الاسلحة تقدم بدورها موجزا بالغ التنوع لتعاقب الحضارات على هذا الجزء من المغرب. وتشتمل على دروع تعود الى الفترة البرتغالية وقطع من الاسلحة البيضاء والنارية وقوارير البارود والخناجر والسيوف مع ملاحظة وجود بندقية جميلة تحمل نقوشا وآيات قرآنية وأبياتا شعرية من قصيدة البردة تعود الى القرن 18. ونفس الشيء ينطبق على قاعات اخرى مثل تلك المخصصة للمصنوعات الجلدية التي تتضمن قطعا من الجلد المطبوع والمطرز بخيوط الذهب والفضة مصنوعة في منطقة «تاغازوت» الجبلية، وعلى الاماكن المخصصة لحلي النساء والرجال والزرابي والأثاث الخشبي. الشيء الذي يجعل من متحف القصبة فضاء يستحق اكثر من زيارة، ويقدم تفسيرا للسحر الذي مارسته مدينة طنجة على خيال العرب والعجم عبر العصور.
شكراً للأخوان عبدالله ومحسن ...
إن شاء الله تكون الزيارة القادمة لطنجة وتطوان ، وأزور المتحف كمان ... قولوا آمين ...
تصدقون عاد ... كل ما سمعت بمكان في المغرب ، وِدي أزوره ... ما أدري ليش ...
أبو الجناتل
رح أقضي جُل أوقاتي هذا الصيف بطنجة والنواحي
خصك تعيّط علي إذا نويت
بس ترا تميم رح يزعل عليّ ، بس ماعليك منة ، تراة يأخذ نسبة على سوّاح أكادير
بايوة
اخي عبد الله
انا دخلت على الرابط اللي انت حاط و ونسخة الكلام ... اريح للشباب ... والله يعطيك العافية حبيبي على المجهودات الرائعة ... وهذا هو الموضوع الموجود على رابط اخي عبدالله ..
متحف القصبة بطنجة المغربية: هبة التاريخ الواقعة على أقرب هضبة أفريقية من أوروبا
طنجة: رشيد مرون
يعتبر كثير من زوار طنجة سحرها وليد الجغرافيا، التي جعلتها تتربع على ربوة هي اقرب نقطة افريقية من اوروبا وتطل على نقطة التقاء البحر الابيض المتوسط بالمحيط الاطلسي الهادر. وينسى العديدون ان طنجة هي كذلك هبة التاريخ. فوجودها يعود الى حقب سحيقة، والآثار التي اكتشفت بها تشير الى ان انسان العصر الحجري نفسه قد اولع بجمالها المرتفع العالي، المطل على خليجها المستدير الذي شكل ميناء طبيعيا منذ الازل، وجذب اليها التجار والمغامرين والسياح، مثلما جلب عليها الاطماع وسفن الغزاة. وإذا اراد الانسان ان يقرأ بعضا من ملامح هذا التاريخ العريق فما عليه الا ان يتوغل داخل دروب المدينة القديمة المحاطة بالأسوار بعد ان يلجها من أحد ابوابها المتعددة، ثم يرقى اول مرتفع يصادفه داخل الجزء التاريخي من طنجة حتى يصل الى متحف القصبة، الذي يضم ذاكرة المدينة ويحتفظ بالمعالم البارزة من آثارها المتعددة المتنوعة بتنوع العصور والحضارات المتوالية، التي تداولت على هذه البقعة من الأرض، إلى أن صارت المدينة ملتقى للتاريخ والجغرافيا، للشرق والغرب، للبحر والليل، ولكل انواع الحالمين بالماضي اوالمشرئبين نحو مستقبل تمنعه عنهم الحدود الاوروبية الواضحة للعيان في ايام الصفو.تاريخ مبنى المتحف
وقد بني القصر المتحف في صيغته الحالية في عهد السلطان المغربي مولاي اسماعيل العلوي، حيث انطلقت اشغال التشييد في اواخر القرن السابع عشر، سنة 1686م واستمرت الى حدود 1741م دون ان تتوقف. كما ان القصر قد اقيم بدوره على انقاض قصر اخر بناه الانجليز لدى احتلالهم المدينة ودمروه بالمتفجرات لدى اضطرارهم للخروج منها.
والقصر الانجليزي بني بدوره على انقاض اثار تاريخية اخرى بالغة القدم لان هذا الجزء من طنجة عرف الاستقرار منذ الفترة الرومانية التي تحيط بعض من بقايا اسوارها بطنجة، حتى اليوم. وبعد الرومان استوطن اوائل المسلمين الذين دخلوا المغرب نفس الموقع، ثم جاء الاحتلال البرتغالي في القرن الخامس عشر قبل ان يأتي الانجليز بدورهم. والشيء الذي يفسر اصرار كل من آلت اليه مقاليد الحكم في طنجة على البناء في نفس الموقع واضح وبسيط، فالمكان محصن طبيعيا بارتفاعه وإشرافه على المدينة وعلى البحر والميناء في ذات الوقت، مما يسهل المبادرة في حالة الحرب والمراقبة في فترات السلم.
غير ان المعالم التاريخية الحالية للقصر قد بنيت في العهد الاسماعيلي كما اسلفنا على يد القائد علي بن عبد الله الريفي ثم ابنه احمد بن علي الريفي وكليهما من المجاهدين المغاربة الذين كانوا يحاربون من اجل تحرير الثغور المحتلة من طرف الدول الاستعمارية الاوروبية. فبعد ما دمر الانجليز، تحت ضغط المقاومة المغربية، المقر العام لحكمهم بطنجة، قام الباشا المغربي، علي بن عبد الله الريفي، الذي عين وقتها حاكما لمجمل المنطقة الشمالية، ببناء مقر للسلطة المغربية بالمدينة على شكل قصر يقيم به الحاكم ويمارس انطلاقا منه مهام الحكم والتسيير والقضاء والإدارة، وتم تحصينه بسور داخلي قبل بناء السور الذي يحيط المدينة كلها. وحتى يصبح المكان رمزا لاستعادة الدولة لسيادتها ضم القصر جميع ميزات الهندسة الاسلامية في العصر الوسيط، فاحاطت به المساجد والحمامات، فيما ضم في ارجائه الواسعة مختلف مرافق اقامة الحاكم: بيت المال (دار الخراج)، المحكمة (دار الشرع)، السجن (دار التقى او الوقاية)، مسكن السلطان (دار الشرفاء) اضافة الى المسجد الاعظم. وهذه هي عناصر الحكم والتسيير الاساسية في تلك المرحلة. ولعل من الطرائف التي لا يعرفها الكثيرون ان احدى قاعات هذا القصر التي تسمى «قبة النصر» وقد شهدت مبايعة السلطان المغربي، زين العابدين العلوي، من طرف سكان شمال المغرب سنة 1741م، حين كان هذا السلطان ينازع اخاه عبد الله بن اسماعيل العلوي الذي بويع بفاس على الحكم. غير ان زين العابدين هذا سرعان ما تعب من مشاكل السياسة والحكم بعد أشور قليلة، فتخلى لأخيه عن مقاليد الامور طواعية وبمحض ارادته. تأسيس المتحف
في الحقيقة ان مبادرة اقامة متحف في هذا القصر اتت من طرف المؤرخ وعالم الاثنوغرافيا الفرنسي «ميشوبيلير» الذي وهب القطع الاثرية التي جمعها من انحاء متفرقة من المغرب ليتم عرضها في هذا الفضاء الذي حمل في ذلك الوقت اسم «متحف ميشوبيلير». وبمرور الوقت، ومع حصول المغرب على الاستقلال في 1956، عملت الدولة المغربية الناشئة على اغناء المتحف شيئا فشيئا بمجموعة من القطع الاثرية التي عثر عليها اثناء عمليات التنقيب في طنجة والمناطق المجاورة لها.
وعمليا، فان الجزء المفتوح للزيارة اليوم يشمل النواة الاساسية للقصر والفناء الداخلي الكبير له والاجنحة المحيطة به، اضافة الى بيت المال ورياض السلطان (حديقة الملك). غير ان ثمة اجنحة اخرى تمت اعادة تهيئتها من طرف وزارة الثقافة المغربية بدعم من حكومة الاندلس تشمل المطابخ، والإقامة الخاصة التابعة للقصر المعروفة ب «دار البخاري»، وتنتظر ان يتم فتحها في وجه الجمهور بعد فترة قليلة.
حسب تصريحات، الدكتور عبد العزيز الادريسي، محافظ متحف القصبة بطنجة، فان الاجهزة المسؤولة بصدد اعداد تصور سينوغرافي جديد لعملية عرض المقتنيات قصد العمل على تقديمها للزائر في اطارها التاريخي.
أقسام المتحف ومقتنياته
وبعد ان يعبر الانسان «المشور»، يدلف الى الفناء الكبير للقصر. وهو الفناء الذي ينفتح على غرف وقاعات العرض للقطع والمقتنيات، ويحد بقاعتين كبيرتين هما القبة الكبرى (مكان الاستقبالات الرسمية للسلطان) والقبة المواجهة لها حيث كان يقضي الحاكم معظم وقته.
وفي الوضعية الحالية للعرض، تم تخصيص اول قاعة من جهة اليمين للخزفيات وأواني المطبخ. وهي تتضمن قطعا من المرحلة الفينيقية والبونيقية والموريتانية والرومانية والإسلامية حتى حدود القرن 19 وبداية القرن العشرين. فيما خصصت احدى الجهات للقطع التي تعود الى ما قبل التاريخ، اي الى اكثر من 5000 سنة قبل ولادة السيد المسيح، وهي تشمل اواني وأدوات يومية توحي بقدر كبير من التفنن والرهافة والدقة بحيث تصيب المشاهد بالدهشة، وتزعزع انطباعاته السابقة عن العصر الحجري. فالقناديل العظمية والأمشاط ومقابض الشعر والاقراط والقارورات الطينية التي تعود الى الفترات الاولى المعروفة من وجود البشر، ذات خصائص متقنة ومزخرفة بشكل بسيط وجميل بحيث لا تختلف كثيرا عما يمكن ان ينتجه الصانع التقليدي في القرن 19 او بداية القرن 20.
وفي قاعة اخرى جمع القائمون على المتحف مجموعة من الآلات الموسيقية المنتمية الى التراث المغربي، حسب تقسيم دقيق يميز بين ثلاثة من مستويات استخدام هذه الآلات: الموسيقى العالمة، اي آلات الطرب الاندلسي وما شابه ذلك من ادوات استخدمتها الاجواق المنظمة في الحواضر، موسيقى الطرق والزوايا مثل فرق كناوة وجيلالة والآلات التي استخدمها المتصوفة، ثم الموسيقى الشعبية التي كانت سائدة في الحفلات العادية لدى الفئات البسيطة من الشعب وفي البوادي، والتي كان يتم تناقلها على يد «المعلمين».
روعة النقوش
وإذا كانت النقوش المكتوبة تزين معظم اجنحة البناء، فإن الملاحظة التي تفرض نفسها هي المكانة الرفيعة والمقدسة التي تحظى بها لغة الضاد لدى الصناع والبناة المغاربة، الأمر الذي جعلهم يحرصون على جعل الاطارات التي تزين الجدران تتكون على التوالي، من الداخل الى الخارج، من الزليج فالجص ثم الخشب، وبعد ذلك فقط تأتي النقوش المكتوبة باعتبارها ارقى مراحل الزخرفة لتضمنها آيات قرآنية او قصائد شعرية او عبارات تحمل غالبا اسم الجلالة. كما ان النقوش لا توضع ابدا اسفل الاطارات حتى لا يكون فوقها شيء اخر.
الحضارات والسلاح