مبنى الرايخستاغ يعود تاريخه إلى 5 ديسمبر 1894 وهو تاريخ إفتتاحه بعد فترة بناء إستغرقت عشر سنوات على يد المهندس المعمارى بول فال وفى 9 نوفمبر 1918 وبعد أن أعلن ماكس فون بادن مستشار الرايخ آنذاك بالتفويض تنازل القيصر فيلهلم الثاني عن العرش أعلن فيليب شايديمان تأسيس الجمهورية الألمانية من إحدى نوافذ مبنى الرايخستاغ الشهير
ومر على هذا المبنى الكثير من الأحداث الشاهدة على تاريخ ألمانيا منها تعرضه لحريق ضخم عندما إستولى الاشتراكيون القوميون (النازى) بقيادة أدولف هتلر على السلطة عام 1933 ولم يكشف السبب عن هذا الحريق ولكن يعتقد الكثيرين أن هذا الحريق كان ذريعة لملاحقة المعارضين السياسيين كما تعرض هذا المبنى لأضرار جسيمة خلال الحرب العالمية الثانية
وفى عام 1961 تمت عملية ترميم كبيرة للمبنى بالرغم من مرور جدار برلين مباشرة من أمامه إلا أنه فى عام 1973 أصبح (الرايخستاغ) يوفر مكانا لمعرض تاريخي وقاعات اجتماع للهيئات والكتل البرلمانية. وفي 4 أكتوبر 1990 تُقام في (الرايخستاغ) الجلسة العامة الأولى لأول برلمان ألماني يمثل كل سكان ألمانيا بعد سقوط حائط برلين
وفي 20 يونيو 1991 يقرر «البوندستاغ» في بون بأغلبية 338 صوتا مقابل 320 صوتا بأن يكون المقر الجديد له هو مبنى «الرايخستاغ» في برلين مرة أخرى وبعد منافسة دولية يحصل المهندس المعماري البريطاني نورمان فوستر على التكليف بتجديد المبنى وبالفعل قام بتصميم رائع يقوم فلسفته المعمارية على أن مجلس النواب يراقب الحكومة من مقره فيما يراقب المواطنون أداء المجلس من القبة وهى القبة الزجاجية التى إبتكرها والتى يستطيع الزائر التجول داخلها كجزء من سطح المبنى
هذا المبنى يعد من أهم المعالم التاريخية والسياحية فى العاصمة الألمانية برلين حيث يزوره حوالى 3 ملايين شخص سنويا من جميع أنحاء العالم والجدير بالذكر أيضا أنه هناك 3 مبانى جديدة أنشأت حول مبنى «الرايخستاغ» تحمل أسماء «ياكوب كايزر»، «باول لوبه» و«ماري إليزابيت لودرس»
وهذا المبنى يمتاز بأنه يجمع بين فخامة المعمار والشفافية فى نفس الوقت كما يمتاز بالتكنولوجيا المبتكرة الحامية للبيئة والملائمة لتصميم المبنى ووظيفته الحالية حيث يشتمل المبنى على القبو والدور الأرضى وفوقه تقع قاعة الجمعية العامة التى تعتبر قلب الرايخستاغ النابض حيث تبلغ مساحتها 1200 متر مربع وتشغل المبنى بأكمله بإرتفاع يصل إلى 24 مترا ويمكن رؤيتها من الفناء والطوابق المصطفة حولها وهناك فى أعلى القاعة جزء مخصص للزوار حيث يمكن للمواطنين حضور الجلسات دون تعقيدات كبيرة.
كما يحق للنائب دعوة مواطنين من دائرته لحضور الجلسات العامة كجزء من الرقابة الشعبية علي الأداء البرلمانى واالمثير فى الأمر أن مقاعد القاعة ذات لون محمى بقانون ملكية فكرية وصمم خصيصا للبرلمان الاتحادى باسم «بنفسجي الرايختساغ» ويطلق عليه أيضا «البنفسجى الأزرق» لأن لونه فى الواقع بنفسجيا إلا أنه يبدو أزرقا فى الصور