- الحلقة الأولى
- وهذا منظر من زاوية أخرى من البلكونة
إخواني وأخواتي الفضلاء ،، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، سوف أقدم لكم قصتي مع ( العم عبد الله ) وهذا إسم مستعار له ، لا أريد أن أذكر اسمه الحقيقي هنا ، ولكن هذه الرواية حقيقية وعايشت تفاصيلها بنفسي أنا يا ( ساز نور )، وقد جعلتها في حلقات حتى لا أطيل على القارىء ، وتتشوق النفس لمعرفة المزيد منها ، لذا سأبدأ مستعيناً بالله وأقول :-
الحلقة الأولى
العم عبد الله ، رجل عربي ، مسلم ، يبلغ من العمر قرابة الستين عاماً أبٌ لخمسة أولاد ، ابنين وثلاث بنات ، كانوا يعيشون في رغد من العيش ، فقد كان يمتلك شركة في إحدى الدول الخليجية ، وتدر عليه أموالاً طائلة ، وكان من عادته السنوية أن يقضي بعض أشهر السنة في البلاد الأوربية ، يتمتع بما حبا الله تلك البلاد من جمال طبيعة و نسمة هواء عليل ، فكان هذا الروتين السنوي ينقله وعائلته من بلد إلى آخر ، وفي كل عام ٍ يكتشفون الجديد والمثير من عجائب أوروبا ، حتى استقر بهم المطاف في قمة الجبل ، ذلك الجبل الذي لا تكاد ترى حبيبات رماله وحصاه ، فهو مكسوٌ ببساط من العشب الطبيعي الذي لا يحتاج إلى سقيا ، وعرائش العنب تكاد تغطي كوخه الصغير الذي اشتراه هناك ليكون لهم مأوىً في الإجازات الصيفية ، فقد اتفقت العائلة على أن هذه المنطقة أجمل البقاع التي يمكنهم الأنس بهوائها و جمال طبيعتها ، وأمنها ، فالكوخ المبني من البلك والخشب يطل بنوافذه الصغيرة على كل المدينة ، ويمكنهم رؤية النهر يجري بين شوارعها وعماراتها ، والسوق الشعبي تراه من خلال جلوسك في بلكونة الكوخ ، أنظر إلى المدينة
منظر ساحر وأنت تتناول القهوة المحروقة ، وتتجاذب أطراف الحديث مع العم عبد الله وهو يروي قصته ، أنظر إلى زاوية أخرى من المدينة
وهذا أحد الشوارع الرئيسية يمر من وسط المدينة
وهذه صورة للمسجد الجامع ...!!! هذا يدل أن في هذه المدينة مسلمين ..!!
يا إلهي ما هذا المنظر الجميل خلف الكوخ ..؟؟؟ إنه مقبرة !!!
ومن نفس المكان ، في بلكونة الكوخ ،، ترى المدينة وقد لبسة حلة المساء ، أنظر
وهذا منظر من زاوية أخرى من البلكونة
هنا يشير العم عبد الله إلى المدينة ويقول : أنا هنا منذوا خمس سنوات ، مرت بحلوها ومرها ، ولكن مرها طغى على حلوها ، حتى أصبحنا لا نعرف للحلاوة طعماً ، شدتني هذه العبارة لكي أعرف المزيد عن العم عبد الله وما سبب بقاؤه خمس سنوات هنا ولم يعد إلى وطنه ، وأنا أرى أن حالته المادية قد نزلت تحت خط الفقر بل قد اخترقت الحديدة التي وصل إليها ، ولم تعد قادرة أن تحمل نفسها فضلا ً عن أن تحمل العم عبد الله وعائلته.
هنا زادت نسبة الفضول عندي وأحببت أن استخرج الجملة تلو الجملة من ذلك الصدر الحزين ، علها تخفف عنه هم السنين القادمة وجرح السنين الماضية ، فكنت ألقي عليه السؤال تلو السؤال ، وعلامات التعجب بدأت تأخذ مجراها إلى تقاسيم وجهي ، فكان يبادرني بمناولتي كوب القهوة التركية ، ويخرج من الموضوع إلى مواضيع أقل أهمية عندي ، فما يلبث يتحدث حتى أجره بسؤال ثاني يعيدنا إلى الحقيقة التي أبحث عنها خلف قميصه الأبيض الذي يرتديه ، فيبتسم مرة أخرى ، ابتسامة تشعرني بمعاناة ذلك الرجل ، فيلتفت إلى جنبات الكوخ ويحدق قليلاً في بعض الخدوش في جدرانه ، وأشعر أن هناك أسرار في تلك الخدوش ، فيزيد فضولي مع كل نظرة منه ، ويزيد مع كل ابتسامة ، بل وكل زفرة ، وهزة رأس ، إنها خدوش تلفت الإنتباه حقاً ، وكأنها قد نقشت في صدره وليست في جدران كوخه .
عندما رأى إصراري على معرفة قصة حياته ، بدأ يروي شيئاً من الحقيقة ، وأنا أنصت له ولا أريده أن يسكت ، وبصوته الهادئ يتكلم ، وتسبقه نظراته بالمعاناة قبل الكلمات ، حقاً إنها حياة لا ضمان فيها .
في الحلقة القادمة نكمل قصتنا مع العم عبد الله
تقبلوا تحياتي
المحب
ساز نور
إتبع ( كاكا / الوافي / هشام / ساز نور ) في رحلة ( أبو صفيرة )
مشوق وسرد رائع ..... لا تاخر علينا ....... ننتظر معرفة المزيد .......... رائع بالمقدمة ..... اسلوب راقي يالامير
من اخوك كاكا يالامير مع التقدير .............. اتبع سازنور .