عقارب الساعة تشير الى الثانية صباحا، عندما أستيقظت فجأة على أصوات مزعجة صادرة من الغرفة المجاورة . اه أنه المخمور مرة أخرى ، صوتة الأجش يلعلع بأرجاء الفندق كعادتة كل ليلة ... النزلاء يتذمرون ، بعضهم خرج ليؤنبة ويهدئه فى نفس الوقت حتى لا تثور ثائرته ، البعض الأخر رفع سماعة الهاتف ليشكو عند مسئولى الفندق .. المسؤول المناوب يحاول تهدئتة تارة ويحذرة من مغبة تصرفاتة تارة أخرى . السكون يخيم على أرجاء جناح الفندق ثانية ، محاولات عودتى للنوم تبوء بالفشل .. الساعة الثالثة ألا قليلا .. أرتديت ملابسى وخرجت من الغرفة متجها الى المصعد . شوارع مانيلا تعج بالحركة كعادة تلك المدينة ، الأنوار لا زالت متلالئة ، أحدهم يعرض على شراء سجائر أثناء خروجى من بوابة الفندق ، أحاول صرفة دون جدوى: من فضلك ، سيدى اشتر منى علبة واحدة فقط . هو يحاول . أننى لا أدخن أيها الصبى ، لماذا تصر على ملاحقتى ؟ هو يتظاهر بعدم سماعى ، أقذف ألية ببعض النقود . أحدى سيارات الأجرة تقف ويعرض سائقها توصيلى . أتجاهل نداءاتة وأتابع سيرى .. موسيقى هادئة تنبعث من أحدى الحانات .. أحاول الأقتراب .. أحدهم قصير القامة يفتح الباب لى ويعدد الخدمات الموجودة لديهم .. المكان يعج بالرواد .. دخان السجائر يملأ المكان .. بعضهم يغط بنوم عميق من فرط الشراب . الكل هنا سيدى أقزام لاضافة جو من المرح على رواد الحانة ، أية خدمة أؤديها لك ..؟ نعم ، لو سمحت أريد حليبا ساخنا . هو يكرر: حليبا ساخنا ..؟! أجيبة بالأيجاب . يستطرد: سيدى نحن بحانة بها مختلف المشروبات فأختر واحدا منها ، أن أردت فساتيك بمشروبات غازية . أنا أصر على الحليب الساخن. هو ينصرف بأمتعاض لتلبية طلبى الغير متوقع . فترة طويلة تمر .. أنا أستمتع بالموسيقى .. طلبى يأتى: تفضل سيدى هذا طلبك . وأسترسل: يفترض أن يكون هذا الحليب لطفل السيدة التى تعمل معنا . أحد الرواد سمع ما دار بيننا .. هو يقترب منى بتثاقل من أثر أحتساءه الكثير من الشراب ، ينظر الى كأس الحليب بسخرية وبضحكاتة المزعجة يفرغ بعضا من محتويات كأسة على الحليب ، يقرع كأسه بكأسى مواصلا ضحكاته: ايه يا صديقى ، يضحك، أشرب من هذا الشراب العجيب .. أنه جيد لصحتك . أنا أستشيط غضبا ، أستجمع قواى ، أمسك بكأس كوكتيل الحليب وأسكب بمحتوياته على ملابسة .. هو يحاول لكمى لكننى أتفاداه .. يحدث هرج ومرج .. رواد وعاملو الحانة يتجمهرون ، هم يحاولون تفريقنا .. تنجح وساطتهم . أحاول التظاهر باللأمبالاة ، النادل القزم يخفى أبتسامة لما حدث لى .. وأنا أستقل تاكسى للفندق ومنها للغرفة .. عقارب الساعة تشير الى السادسة صباحا ..!
كتبت هذه القصة القصيرة بتاريخ 19 / 6 / 1986 ونشرت بجريدة الأنباء الكويتية صفحة رسائل الى الأنباء "نادى الأقلام"
وحانة Hobbit House معروفة للسواح منذ أوائل السبعينات وموقعة 1801 Mabini St بالقرب من فندق الأمباسادور لديهم أكلات شهية ومطربين معروفيين أشهرهم المطرب المعروف Freddie Aguilar والذى يغنى أحيانا بملهى L.A .Cafe السئ السمعه!!