صدرت موافقة وكالة الآثار والمتاحف على ترميم قصر الإمارة التاريخي في لينة (105 كيلومترات جنوب رفحاء) بقيمة تتجاوز 4 ملايين ريال، وأكد عبد الرحمن بن أحمد الروساء مدير عام التربية والتعليم في منطقة الحدود الشمالية أن اللجنة المكونة لهذا الغرض من قسم المشاريع والصيانة في وكالة الآثار والمتاحف ستصل رفحاء الاثنين المقبل لتسليم الموقع إلى مؤسسة البناء العالي للمقاولات، بحضور مندوب التربية والتعليم في المنطقة.
وقصر الإمارة الذي تم تشييده بعد توحيد المملكة عام 1354 - 1355ه ليكون مقراً للإمارة في المنطقة سابقا، بقرار من الملك عبد العزيز يعتبر من الآثار المهمة، إذ توجد داخله بعض الكتابات الأثرية، التي تحكي تاريخه وسنة تشييده، وتقدر مساحة هذا القصر الضخم ب 1000 متر مربع، وبني بالكامل من الطين والحجارة، ويحتوي سوره على أربعة أبراج دائرية الشكل، وكانت تستخدم أركانه الأربعة للحراسة والمراقبة، ويتوسط السور بوابة كبيرة مصنوعة من الخشب تفتح من الجهة الجنوبية للقصر. أما الأجزاء الداخلية للقصر فقسمت إلى غرف خاصة لسكن الأمير وأسرته، كما يوجد به مكان مخصص للضيافة واستقبال العامة، ويوجد به مسجد من سعف النخيل، إضافة إلى بئر قديمة، وبه مكان مخصص لخيل الأمير وفي وسطه فناء واسع تطل عليه معظم الغرف.
وتعتبر لينة من القرى الغنية بالآثار الجديرة بالاهتمام، وهي تحتل موقعا استراتيجيا لوقوعها بين منطقة حائل والحدود الشمالية، كما أنها تقع بين نفود الشمال ومنطقة الحجرة. ومن الآثار الباقية في لينة السوق القديم، الذي يعتبر من أقدم الأسواق التجارية في منطقة الحدود الشمالية، إذ أنشئ عام 1352ه، بغرض التبادل التجاري بين تجار العراق وتجار نجد، ويوجد فيه أكثر من 300 محل تجاري تمارس فيه جميع الأنشطة التجارية، وذلك تزامنا مع الفترة التي كان فيها عامرا بتجار نجد والعراق والمنطقة، إذ كان تجار العراق يجلبون إلى هذه السوق الطحين والرز والسكر والتمر والملبوسات والأواني والخيام وبيوت الشعر، فيما يشتري منهم تجار نجد لتصدير هذه المواد والعودة بها إلى ديارهم.
كما تكتسب لينة أهمية أثرية كبيرة لدى البادية قديما بسبب الآبار التي كانت مصدرا للسقاية سابقا، إذ يوجد فيها ما يزيد على 300 بئر للشرب، وهي التي حفرت من قبل عفاريت سيدنا سليمان عليه السلام. وكانت حركة البدو لسقيا ماشيتهم أمرا مهما عزز الحركة الاقتصادية في سوق لينة.
تحياتي لكم: سلطان الشرقية