الطائرالجريح
15-12-2022 - 12:32 am
السلام عليكم ايها الأحباب الكرام
الشاعر الكبير و الأخ الحبيب أحمد عكور , أرسل إلى أبياتا يمازحني فيها , و أنا داخل
الباص عائدا من الجبل بونشاك إلى جاكرتا , و قد قال فيها :
بلغ لجاكرتا السلام و قل لها ... إن المحب على المحبة باق
ما زال في قلبي إلى أجوائها ... شوق يفوق مدارك الأشواق
يا فتنة العشاق رفقا بالذي ... ما زال يجهل فتنة العشاق
لا تقتليه إذا أتاك متيما ... و ترفقي بفؤاده الخفاق
رقي عليه بنظرة عذرية ... فالموت كل الموت في الأحداق
متوكل لكنه يخشى الهوى ... و يذوب من سلساله الرقراق
فنظرت يمنة و يسرة , و أنا داخل الباص , بماذا أجيب هذا الشاعر المبدع !!
و سرحت هائما لا أرعوي على شئ سوى الرد على أبياته , متذكرا غادتي الحبيبة
المنتظرة , متذكرا أبي الحبيب رحمه الله , و الذي كان يقول لي في حكمته
المعروفه , و توجيهه الرقيق الحاني :
ما الذي عرفك على اندونيسيا فغرقت فيها !!
أما آن لك أن تتفرغ لجامعك و قريتك !!
ثم ابتدأت أبيات قصيدتي ردا على شاعرنا المبدع , و قلت في أبيات عنونتها ب
حيتك جاكرتا
حيتك جاكرتا فويحك حيها ... و لتسع في ألق لبعض عناق
برزت إليك كغادة مياسة ... ترنو بسحر جمالها الدفاق
تسقيك في صفو الحياة كؤوسها ... فاسكر بها و الثم شفاه الساقي
آه أصبت مقاتلي يا شاعرا ... لما رسمت البوح في الآفاق
فاحترت و احتار البيان و خانني ... حرفي لنزف مشاعر العشاق
وصل السلام معطرا و أنا هنا ... غاف بنبض غرامها الحراق
وصل السلام و في الفؤاد لواعج ... غمرت مغامرها بدفق باق
آه من الأحداق إن بها الهوى ... و بها يكون النفخ في الأبواق
العشق حط رحاله في سترتي ... فخلعته فسرى إلى أعماقي
إن كنت مشتاقا للثم خريدة ... زانت , و عشت مطارح الإحراق
قم نادها و افتح مغالق قلبها ... بندائك المحموم في إغداق
لتعود مختالا بدفء عناقها ... و هي التي تاقت لدفء عناق
و ستنتهي لما سقطت مضرجا ... بجوارها كالتابع المنساق
آه و آه ما الذي أزرى بنا ... نحن الشيوخ مع السواد الباقي ؟
أبغى الفكاك و أسرها آذى الذي ... يسعى لحلو مرابع و رفاق
أين العلاج و غادتي في قريتي ... نظرت معادي في المعاد الساقي ؟
حتى أبي و هو الذي ترك الدنا ... أسدى النصيحة في بيان راق
فيقول من حب و رقة والد ... ولدي هناك يجول في الآفاق
ترك الديار و سار نحو حبيبة ... أخرى تجر صريعها بوثاق
أسرته فاستلقى لها من فوره ... يختال في موج الهوى الصفاق
دع عنك اندو و التفت في لفتة ... محزومة للجامع المشتاق
تشكو مآذنه غياب إمامها ... و هو الذي يلهو مع الأحداق
أبتاه أذكر و الدموع تسيل في ... وجهي الحزين بسائل رقراق
علمتني أن الحياة قصيرة ... و الغيد تفنيها بلا إشفاق
نعم المربي كنت في ديجورها ... بفؤاد شهم بالرضى خفاق
لكنني واصلت عشق حبيبتي ... و مضيت من ثقتي ببعض وفاق
حتى أطعت مطامعي و غربت في ... أوهامها و بحثت عن إشراقي
و ظللت أقتطع الظلام كراحل ... مترحل نحو الربى سباق
لا بأس أن أقسو على نفسي هنا ... و أثور من حنق على الأشواق
فهي التي غذت مغالق شهوة ... و استفتحت بابا إلى الأعماق
رحماك ربي جد علي بعودة ... نحو السبيل بأجمل الأخلاق
الطائرالجريح .. أحمدالمتوكل بن علي النعمي
اندونيسيا - باص بونشاك
9 - 11 - 2013
أما آن للجرح أن يندمل ؟
أما آن للمتيم أن يستفيق من سكرة العشق ؟
أما آن للطائر أن يحط رحاله ؟
إن كان دامري البونشاك وأنت في خضم الزحام والفوضى قد فعل بك ما فعل ..
فكيف بك إن صافحت موناس أو غدوت في تاناه آبانغ أو انتهيت في مراتع آنشول ؟
أتيت بملحمة أدبية وكأني بالرسالة واضحة .. إنها أسرت الفؤاد فلا مناص!
على الهامش: لو أخبرتني بذهابك لجزيرة العشاق مسبقًا لطرت إليك من فوري ، لكنك أخبرتني متأخرًا,,
وبإذن الله نلتقي