- سيناريو الإعلان
المراسل عبدالله المغلوث فلوريدا: لم يذهب الطالب السعودي محمد غرم الله الغامدي (21عاماً) إلى مقهى "ستار بوكس" المجاور لجامعة سان دييغو بولاية كاليفورنيا(غرب) في نهاية الأسبوع الماضي كعادته، بعد ان تضرر معنويا ورفاقه ازاء إعلان تلفزيوني بثته جل القنوات الأميركية طوال الأسبوع الماضي.
يقول محمد ل "إيلاف" أن فكرة الاعلان نبيلة جداً، تحثُ حكومات الولايات المتفرقة على عدم منح رخص قيادة وبطاقات هوية للمقيمين غير الشرعيين، لكنه تساءل: "لماذا يتم الاستعانة بشاب ذو ملامح شرق أوسطية في الاعلان؟ أليست الرسالة موجهة لفئات عدة؟". وتابع الطالب السعودي الذي يدرس الهندسة الكهربائية أسئلته قائلاً: "بل لماذا يكتب الممثل-يتقمص دور عربي مشتبه به- في الاعلان أثناء تعبئته استمارة تقديم طلب الحصول على رخصة في خانة اللقب (الغا...)؟ انه اتهام صريح للسعوديين بشكل خاص والعرب بشكل عام بانهم ارهابيون". يضيف الغامدي: "لاشك ان كتابة الأربعة حروف الأولى والتي تعتبر بداية لقب الغامدي في الاعلان ادانة للجهة التي تمول الحملة واتهام خطير لايجب أن يمر مرور الكرام". يبين محمد ان زميلة الأميركي"جيمي نبرسكي" هو الذي اخبره عن الاعلان وملاحظة اللقب، يقول: "بعدها توالت علي الاتصالات خاصة من ابناء عمومتي الذين يدرسون في اميركا وينتمون الى ذات القبيلة".
وطالبت اللجنة العربية الأميركية لمكافحة التمييز (اي دي سي) في بيان لها اتحاد تأمين رخص القيادة في اميركا الذي يدعم الحملة ويروج للاعلان الأخير بالاعتذار للجالية العربية والمسملة في أميركا اعقاب الأضرار التي خلفها الاعلان وزاد من حجم العنصرية والشكوك التي تعتري الأميركيين تجاه العرب في أميركا...
يقول المحامي الأميركي من اصل سوري عدنان رضا ل "إيلاف" : "لم أنم جيدا طوال عطلة نهاية الأسبوع، لأني تفرغت لحشد كل الدلائل المادية من اجل رفع قضية باسم الجالية تجاه ائتلاف لم يعبأ بمشاعر العرب، يجب أن نضع حدا للعنصرية".
يذكر أن الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش يحاول جاهدا تحسين العلاقات العربية الأميركية خارجيا بعد تعيين كارين هويز(48عاما) وكيلة لوزارة الخارجية، ونائبتها من اصل مصري دينا باول (41عاما) لكن الكثير من الأميركيين العرب يطالبون بتعيين مسؤولا يتابع مشاكلهم داخل اميركا مع مؤسسات يتهمونها بالعنصرية، يقول الصحافي المصري المقيم في فلوريدا اشرف صلاح(55عاما) ل "إيلاف" انه كتب رسائل عدة للرئيس الأميركي والكونغرس بهذا الخصوص عبر مقالته في جريدة "تامبا" لكن لم يتفاعل معها احد: "لن أيأس، الطريق مازال طويلا وشائكاً".
يقدر عدد العرب في أميركا بنحو 3ملايين، يبلغ عدد السعوديون في الولايات المتحدة الاميركية مايقارب 3600 معظمهم من الطلاب.
سيناريو الإعلان
تظهر زوجة شقراء تودع زوجها الذي يحمل سترته وحقيبته على كتفه بينما ابنتهما حولهما، يذهب المخرج إلى زاوية أخرى حيث يبدو رجل ذو ملامح شرقية يعبئ استمارة طلب الحصول على رخصة يكتب في خانة اللقب: ( الغا...) قبل أن يكمل اسم العائلة تتجه مباشرة الكاميرا إلى موظفة في المكتب تمنحه الرخصة التي قدم عليها قبل قليل بسرعة وابتسامة تضايق المعلقة التي يظهر صوتها في خلفية الاعلان قائلة: "أحداث سبتمبر، أكدت لنا ان الارهابيون حصلوا على بطاقات هوية ورخص بطريقة سهلة وغير نظامية جعلتهم ينتقلون بين منافذ وطننا دون مشاكل، ملايين يتسللون الى اميركا، يجب الحفاظ على الأمن من خلال تقنين استخراج البطاقات ورخص القيادة". بينما المرأة تتكلم في خلفية الاعلان القصير كانت الصور التلفزيونية تستعرض صور الانتحاريون ال19 الذين كانوا وراء احداث أيلول2001، في ختام الاعلان يظهر الشاب ذو الملامح الشرقية من جديد، لكن مرتبكا هذه المرة وهو في إتجاهه الى طائرة سيدمرها في الجو لاحقا، تتقدمه رخصته كهوية يدخل بها الطائرة ويظهر خلفه الرجل الذي ودعته زوجته في بداية الاعلان!
منقول
!
( ! ) .....
!