بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه
والحمد لله أن علّمنا الصبر على المنغصّات والمستجدّات
والحمد لله أن أنعم علينا بالصحة والعافية وسلامة الأبدان
ورزقنا من حيث لا نحتسب
القصّة
حدثت خلال رحلتي الأخيرة إلى كوالا ( الأسبوع ما قبل الماضي)
حيث وصلت فندق سنترال بودو في العاشرة صباحا
إنتظرت لبعض الوقت وإستلمت الغرفة قبيل الواحدة ظهرا
إرتحت ، وصليت ، ونزلت أسعى في أرض الله
حيث أن هدفي من زيارة كوالا هو التسوّق ولا شيء آخر
قضيت معظم الوقت مشاركة ما بين مجمع تايمز سكوير وبي بي بلازا
وإختمت يومي الطويل ببعض المساج في أحد المحلات المنتشرة على شارع العرب
ومن ثم التوجه حيث أحد السوبرماركات ( 99 ) في نهاية شارع العرب
لأخذ بعض المستلزمات منها ( ماء وبعض العصائر وغير ذلك ) .
إنتهيت من كل ذلك في حدود ال 11 والنصف مساء
وقفت بإنتظار أحد التكاسي لأخذي حيث الفندق
( المسافة قريبة ، لكن الأغراض كثيرة )
وصلت الفندق ، وكعادتي ،
أضع كرت الغرفة في أحد أدراج شنطتي المحمولة على الكتف
وأنا في المصعد ، طلبت من زوجتي أن تفتح الشنطة لأخذ الكرت
وإذا بها تصرخ ، الشنطة غير موجودة !!!
لا حول ولا قوة إلا بالله
( الشنطة كانت تحوي التالي ) :
1. المحفظة ( بطاقات الإئتمان ، البطاقات العادية ،الرخصة السعودية ، 700 دولار* ، و1000 ريال* سعودي على الأقل )

• في الغالب ، لا أحملها معا ، ولكن ولأنني وصلت هذا اليوم ، أخذتها من أجل أن أقوم ببعض عمليات الصرف والسحب.

2. آيفون 4 قيمته حاليا 2000 ريال.
3. جوال نوكيا C5 قيمته 500 ريال فيه شريحتي السعودية.
4. كاميرا سوني Nex-5 الجديدة وتم شراؤها بأكثر من 3200 ريال.
5. بعض الأدوية وشغلات لا أتذكرها .
نزلت مسرعا إلى الإستقبال
وطلبت منهم أن يقوموا بإعادة عرض الكاميرا الموجودة على باب الفندق
وخلال هذا الوقت
توجهت وحدي حيث المكان الذي إستخدمت فيه شنطتي آخر مرّة ،
وتركت زوجتي تنتظر نتائج بحث الفندق في كاميرا البوابة ،
أخذت جوالها الثاني ، وقمت بالإتصال على جوالي السعودي ،
الجوال يرن ، يرن ، ولا مجيب !
وصلت البقالة ، لم أجد شيئا ، بل وجدتها مقفلة ،
تفقدت المكان ، يمين يسار ،
نفس النتيجة
عدت مسرعا إلى الفندق ( لا زالت محاولات الإتصال جارية على جوالي )
والنتيجة ، أن كاميرا المدخل ، لم تظهر السيارة بشكل واضح بسبب الظلام
هل قمت بتسجيل رقم التاكسي ؟ الفندق يسأل ، والإجابة بلا ،
فالمسافة القريبة جدا لم تتح لي أي مجال للتفكير في ذلك.
الساعة الواحدة ليلا ،
ومازالت المحاولات جارية للإتصال بجوالي ، ولا مجيب ،
وهنا ، بدأت فعليا ، بالتأكد ، بأن شنطتي لن تعود
عدت لأفتش عن ماذا تبقّى من أغراضي الشخصية ، والحمدا لله ،
جوالات زوجتي معها ، الجوازات في الصندوق ، بطاقة بديلة في محفظة زوجتي
إرتحت بضع ساعات ، وفي كل مرّة أتنبه فيها أقوم بالإتصال ولا أحد يرد ، أقول في نفسي:
يمكن ما يسمع الجوال ، يمكن الجوال بعيد ( في المرتبة الخلفية )
يمكن صاحب التاكسي راح ينام ويسلم سيارته مباشرة بعد أن أوصلنا
يمكن ، ويمكن ، ومع التفكير تنبهت على مذكر صلاة الفجر
صليت ، وحمدت الله تعالى على كل حال
وقلت لعلّها تكفير ذنوب
أو أن الله كفاني شرّا أعظم
والحمد لله أن كنت بخير وزوجتي وأطفالي ومن أحب
وهنا بدأت بالتفكير بهدوء ، وعرفت أن لا شيء سيعود ،
فلماذا أفسد رحلتي ، حتّى والمفقودات بهذه القيمة والأهمية ؟
وع فكرة ، المال ، يجي ويروح ، ولم أتضايق كثيرا من أجله ،
لكن أكثر شيء ضيق صدري في ذاك الوقت :
1. أرقامي في جهاز النوكيا:
فهو رقمي في العمل
وأول رقم قمت بإستخراجه
وفيه من الأرقام مالله به عليم
تخيّل فقط ، أن هذا الرقم معي منذ أن بدأ تشغيل خدمة الجوال في السعودية في رمضان 1416 ه
2. ذكرياتي الجميلة في سنغافورا ، بطاقة الذاكرة الموجودة في الكام.
3. الأرقام الحديثة وخصوصا للإخوة في المنتدى في جهازي الآيفون.
أما غير ذلك ، فالمال يجي ويروح ، والحمد لله على نعمه وأفضاله الكثيرة.
بقيّة القصّة بإختصار:
توجهت في الصباح حيث الشرطة السياحية ( مكتبهم موجود في مبنى هيئة السياحة)
وتم إستقبالي بشكل لطيف ،
قاموا بكتابة تقرير كامل عن الحادثة وأخذ أرقام الإتصال الحالية
وأخبروني أن المحقق سيقوم باللازم
وتمّ أخذ صورة مصدّقة من تقرير الشرطة.
سألتهم ، فيه أمل ؟
قالوا للأمانة لا ، حيث أنك لم تقم بستجيل رقم التاكسي
لإنّك لو فعلت ذلك كان أحضرناه بلمح البصر
طيب ، الكاميرات ما تفيد
قالوا نعم ، بس المشكلة أن البعض غير دقيق في الليل
والبعض الآخر لا يعمل ،
طلبت منهم ، ورقة للتوجه حيث بقالة 99 في نهاية شارع العرب
والسماح لي بمشاهدة الفيديو لعلّه يرشدني إلى رقم التاكسي
حيث أنني قمت بأخذ التاكسي من أمام باب البقالة مباشرة
أعطوني الورقة ، توجهت للبقالة ، شاهدنا كل شيء
وللأسف الكاميرا أظهرت كل شيء
من دخولنا وحتّى خروجنا
لكن التصوير لا يظهر سوى نهاية رصيف المشاة
ولم يعرض سوى شيئا من إطارات السيارات التي تقف بحاذاة الرصيف !!!
لتنتهي القصّة والحمد لله أولا وأخيرا على كل حال
وقدّر الله وما شاء فعل وما دفع الله كان أعظم
بعض النصائح :*********
1. قراءة الأوراد بشكل يومي ، صباح مساء ،
فهي بإذن الله
سلاح فعّال وفتّاك ويشعرك بالراحة والإطمئنان.
( اللهم يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه إجمع بيني وبين ضالتي
مع الإكثار من الإستغفار وقول
لا إله إلا أنت سبحانك إنّي كنت من الظالمين )

• مشاركة أخونا أبو معاذ.

2. تسجيل رقم التاكسي وهو موجود على طبلون السيارة أو خلف السائق مباشرة
أو على سقف السيارة الجانبي كما في هذه الصورة
ويمكنك كذلك ، عمل حركة ذكيّة ،
بأن تقوم بسؤاله عن معالم كوالا والجولات السياحية
وطلب كرته الخاص من أجل الإتصال
3. مثل هذه الحوادث ، من الممكن أن تحصل لأي أحد ، مبتديء أو خبير
فلا تغتّر بنفسك وتشعر بأنّك ( أبو العرّيف ) ، خذ دوما بالأسباب وتوكّل على الله.
4. مثل هذه الحوادث ، كذلك ، تحدث في جميع أنحاء العالم ،
فلا يجب أن تغيّر نظرتك لهذا البلد أو غيره
ولا يجب كذلك أن تشعر بعدم الراحة فيها
مسألة ربط الحب والكره بحادثة واحدة أو موقف سيء تعرّضت له فيها الكثير من التجنّي.
5. مثل هذه الحوادث ، كذلك ، يجب أن لا تعيقك عن الهدف الأساسي الذي أتيت من أجله
( سياحة ، تسوّق ، عمل ، إستجمام وخلافه )
ولتعلّم أن المال ( يجي ويروح ) ومن الظلم أن تهدر وقتك في التشكي والسخط
ومحاولة التنكيد على نفسك وعلى من معك
فالإجازة في الغالب ، فرصة لا تتكرر سوى مرة أو مرتين في كل عام
( إستمتع بها. كن قويا وتجاوز كل الحوادث والمواقف السلبية ).
6. لا تضع البيض في سلّة واحدة !
والمعنى أن لا تقوم بوضع كل أغراضك الثمينة في مكان واحد
وخاصة أثناء وجودك خارج الفندق ،
خذ كفايتك اليومية من النقد ، وشيئا من بطاقة إئتمانية أو عادية للحاجة
والباقي دعه في الفندق في صندوق الأمانات الموجود في الغرفة أو الموجود عند الإستقبال.
أما الجوازات ، فلا تخرج بها أو تتجول فهي عرضة للضياع ، الصورة تكفي.
يمكنك كذلك تقسيم المبالغ بينك وبين زوجتك ، وكذلك البطاقات.
( هذه الميزة ، نفعتني كثيرا بحمد الله ،
لإنني حين عدت للفندق وجدت بطاقة بديلة خدمتني كثيرا في ذلك الوقت ).
7. في حال حدث لك أي موقف وخصوصا في مسألة النقد ،
( سرقة ، مشكلة بطاقة ، وخلافه )
لا تقلق
المسألة بسيطة جدا
ومسألة تحويل المال يستغرق فقط من 5 - 10 دقائق فقط
والمطلوب أن يقوم صديق أو قريب بالتوجه إلى أقرب فرع للحوالات ( إنجاز مثلا )
وتحويل المبلغ المطلوب عن طريق الشركة العالمية ويسترن يونيون
مع كتابة إسمك كما في الجواز ( لو ضاع الجواز لا سمح الله ، راح تجد صورة له عند الفندق )
ومن ثم سيقوم بإعطائك رقم الحوالة ، للتوجه إلى أي بنك في ماليزيا أو غيرها
يتعامل مع حوالات ويسترن يونيون
وخذ فلوس وتوكل على الله.
( إستفدت كثيرا من هذه الخاصية ،
حيث قمت بطلب مبلغ عال بعض الشيء ،
وقام قريبي باللازم ،
وسحبت المبلغ عن طريق أحد البنوك
الموجودة في منتصف شارع العرب
بعد مجمع بي بي بلازا على اليمين ،
العلامة الخاصة بالشركة صفراء فاقع لونها ).
8. قم بالذهاب إلى الشرطة السياحية ،
لتسجيل تقرير عن الحادثة ، أو لتقديم شكوى عن أي مشكلة واجهتك ،
وهم بصراحة متساعدون للغاية ، ودودون وفيهم كثير من اللطف ،
ويثقون بأّنك على حق ، فأنت سائح ويهمهم أن تخرج من البلد راضيا مرتاح البال.
لا تتساهل في عمل التقرير أو الذهاب نحو الشرطة السياحية ،
وللأمانة ، في حالتي ، لم أستفد شيئا حتّى هذه اللحظة
لكن التقرير الذي كتبته مفيد جدا جدا جدا جدا
والسبب ( تأمين الحوادث )
هذا بالطبع ، ليس دعاية لهذه الشركة أو غيرها ،
وسبحان الله ، بالأمس وحين خرجت من العمل ،
جائني إتصال من بنك الراجحي
ليفيدني بأن بطاقتي البديلة
قد أصدرت ويحتاج إلى عنواني يقوم بإرسالها
ومع الأفكار ،
تذّكرت أنني كنت في حيرة من أمري حين قمت بحجز تذاكر الطيران
هل أستخدم بطاقة الراجحي أو بطاقة أمريكان إكسبريس ؟
ففضلت الثانية ، بسبب تأمين الحوادث.
قمت بالإتصال على مركز خدمات العملاء ، ليفيدني بعد شرح وضعي
أنه سيقوم برفع طلب للقسم المختص
شريطة أن أقوم بإرفاق تقرير الشرطة وتذاكر الطيران
وبالفعل قمت يإرسال المطلوب إلى إيميل المركز
ليقوم بعدها أحد الإخوة بالتواصل معي وإخباري بأن الأوراق كاملة
وسيقوم بمراسلة القسم المختص
على أن يأتي الرد خلال 5 أيام عمل
وأعطاني رقم مرجع للمتابعة في الأسبوع المقبل
( سأفيدكم لاحقا بالتفاصيل في حال جد أي جديد ).
9. أعود لأتحدّث قبل الختام عن بعض المعلومات الخاصة بالأجهزة الحديثة:
9.1 لا تنس أن تقوم بعمل نسخة إحتياطية لأرقامك وبياناتك كل فترة
وخصوصا قبيل السفر.
(لحسن الحظ ، وجدت نسخة قديمة بعض الشيء - قبيل سنتين - لجهاز النوكيا )

• يوجد مواقع كثيرة وبرامج لرفع الأسماء

وتدعم معظم الأجهزة العادية والحديثة
وهي مفيدة كذلك في حال شراء جهاز جديد
مختلف مثل الإنتقال من نوكيا إلى بلاك بيري أو سامسونج *
9.2 بخصوص جهاز الآيفون والأجهزة الحديثة ،
أنصح وبشدّة بتفعيل خاصية النسخة الإحتياطية للأرقام والمستندات والملاحظات وكل ما تحتاج
عن طريق البرنامج الموجود في الجهاز ( آيفون مثلا )
الذي يمكنك من عمل نسخة إحتياطية لكل ما تحتاج وحسب طلبك
( يفضّل أن تقوم بعمل إسم مستخدم مستقل لكل جهاز ، بدلا من مشاركة الإيميل لأكثر من جهاز )
كما في هذه الصورة :
حيث قمت بتفعيل خاصية النسخة الإحتياطية
( لجهات الإتصال ، التقويم ، الملاحظات المرجعية ، الملاحظات ، المستندات والبرامج ،
وكذلك خاصية العثور على الآيفون المهمّة والمفيدة جدا )
وإذا لاحظتم ،
فهذه الخاصية تتطلب تشغيل خدمات الموقع ( GPS ) في الجهاز
( إذا كنت تخاف من سحب البطارية ،
يمكنك تفعيل خدمات الموقع حين تسافر أو تكون خارج المنزل )
وكما تلاحظون ، تم تفعيل الخاصية لتمكنك بعد ذلك من متابعة جهاز عبر موقع
https://www.icloud.com/
الذي يمكنك من خلاله إدارة جهازك عن بعد بالشكل التالي:
أ. البحث عن الآيفون
Find my iphone
ب . الأسماء والتعديل عليها
هذه الميزة الرائعة جدا ،
وأعني icloud
إستفدت منها كثيرا
حيث قمت بشراء جهاز آيفون جديد
ومن خلال إعداد الجهاز لأول مرّة
طلب مني أن أقوم بالتسجيل كمستخدم جديد ،
او إسترجاع المعلومات عن طريق الآيتونز
أو عن طريق الآي كلواد iclouds
فأخترت الأخير
( لإن النسخة المحفوظة في الآيتونز ( جهاز الكبميوتر ) قديمة بعض الشيء )
وبالفعل ، بضع دقائق
لأجد جهازي السابق كما هو
إلى درجة أن آخر مكالمة صادرة قبل أن أفقده رجعت كحالها !!
كل شيء رجع كما كان
الأسماء ، المذكرات ، الملاحظات ، البرامج
فالحمد لله على هذه النعمة
9.3 نفس الحال ،
ينطبق إلى حد كبير على الأجهزة التي تعمل بنظان أندرويد ( سامسونق وخلافه )
شريطة أن تقوم بعمل إيميل أو حساب مستقل لكل جهاز
حتّى تضمن عدم تداخل البيانات مع بعض
طبعا ، معظم خدمات الأندرويد مدعومة من قبل شركة gmail
ولذلك ، وجود حساب مستقل يضمن لك نسخ بياناتك الخاصة في حسابك بشكل ميسر وسهل.
9.4 معلومة أخيرة تتعلق بالتخوف من برنامج icloud
وأن فيه مجالا للإختراق وخصوصا فيما يتعلّق بالصور الخاصة
يمكنك من خلال إعدادات البرنامج
أن تقوم بإيقاف خاصية تدفق الصور وكفى الله المؤمنين القتال
0- قبيل الختام ، أنصح وبشدّة أن تشتري مثل الحزام الآمن كما في هذه الصورة أو قريبا منه :
فهو مفيد ، ولا يقيّد حركتك ، وبإمكانك التصرف في نقودك وأجهزتك كيفما تشاء
ومن الصعوبة بمكان ، أن يقوم أحد ما بسرقته خاصة وأنه على الخصر
وهو كذلك مفيد للإخوة الذي يحملون أجهزتهم الثمينة بيدهم أو يفضلون وضعها في الجيب
لإن كثيرا من الحوادث تنشأ من سقوطها سهوا في التاكسي أو في جلسات المطاعم أو أثناء الصلاة.
1- أخيرا ، نصائح قديمة كتبتها في زمن مضّى ،
ولعلّ التذكير بها في هذا الوقت مناسب للغاية.
https://artravelers.com/p/re/569014
أسأل الله القوي العزيز الرحمن الرحيم
أن يحفظكم ويحفظك من تحبون بعينه التي لا تنام
وأن يمن عليكم بالسعادة وراحة البال
وأن لا يكدّر خاطركم في حلّكم وترحالكم
وأن يرزقكم من حيث لا تحتسبون
رحلة ماتعة ، أرجوها للجميع ، دعواتكم .
دمتم بود