- بالألعاب النارية و«العيدية» وجلسة «أهلية بمحلية»
في لبنان احتفالات عيد الفطر تتلون
بالألعاب النارية و«العيدية» وجلسة «أهلية بمحلية»
يحتفل اللبنانيون كعادتهم كل عام بعيد الفطر ضمن تقاليدهم المعروفة التي تتلون بالألعاب والمفرقعات النارية وتوزيع العيدية، اضافة الى جلسة عائلية «أهلية بمحلية»، تعرف ب «لمة العيد»، ويجتمع فيها كبار العائلة وصغارها حول مائدة شهية تحضّرها النسوة وتنتهي بأجواء تسودها الالفة والمحبة.
وتأتي الالعاب النارية في أيامنا الحالية، لتكون أبرز مظاهر احتفالات العيد التي استبدلت بشكل او بآخر مكانة «حرش بيروت» الذي كان ما بين الستينات والسبعينات رمزاً من رموز هذه المناسبة. فقد كان اللبنانيون في تلك الحقبة ومن مختلف الاعمار يقصدون الحرج الواقع عند بوابة بيروت الجنوبية لتمضية أجمل لحظات العيد وهم يتأرجحون او يأكلون الذرة المشوية او الفول المسلوق او الترمس واللب. وكانت اشجار الصنوبر تغطي هذا الحرش الذي ما لبث ان زال من الوجود مع الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982، ومن ثم اقيمت على ارضه مدرسة مهنية تابعة لمؤسسة المقاصد الاسلامية وقربها مشتل زراعي.
ورغم إعادة تأهيل مساحة منه بمبادرة فرنسية، لم يستعد حرج العيد عراقته، وأبناء الجيل القديم من اللبنانيين يتذكرونه وفي قلوبهم غصة وفي نفوسهم حسرة على هذا الموقع الذي طالما حضن احلامهم وسعادتهم وهم اطفال.
ويحاول اللبنانيون في عيد الفطر إدخال الفرح الى قلوب اطفالهم واولادهم عن طريق النزهات فيقصدون الحدائق العامة او المناطق الجميلة وهم يرتدون أجمل الثياب الجديدة. أو يشاهدون فيلماً سينمائياً او مسرحية فكاهية يرفهون فيها عن انفسهم.
وبالنسبة الى الأبناء، فإن المناسبة ترتبط ارتباطا وثيقا بالملابس الجديدة التي يحتفظون بها الى جانب السرير لتكون اول ما تقع عليه عيونهم عندما يستيقظون، بعد ذلك تحتل العيدية المكانة الثانية، فهم ينتظرونها بفارغ الصبر من عيد الى عيد فيمنون النفس بحفنة من الليرات اللبنانية او الدولارات الاميركية التي يحصلون عليها من الاب والاعمام والاخوال، فيحفظونها في ادراجهم او يبذرونها في شراء الالعاب، ولا سيما النارية منها.
وتعتبر ليلة العيد بلحظاتها الجميلة جلسة تقليدية ترافق المناسبة وتتخللها في البداية ابتهالات وتلاوات دينية تضفي الصفاء على الذهن والنفس ويلتم الشمل وتختلط ضحكات الاطفال بثرثرات الكبار وزمجرات المسنين لتؤلف مشهدا مؤثرا من مشاهد احتفالات العيد.
أما المقاهي الشعبية ومدن الملاهي فتزدحم بروادها الذين يقصدونها لتمضية عطلة العيد وهم يرتشفون فنجان قهوة او يدخنون النرجيلة فيما يركض اولادهم في ارجائها مرتدين اجمل حلة.
وتعتبر مقاهي منطقة المطار والمدينة الرياضية في ضاحية بيروت الجنوبية الاكثر ازدهارا في هذه المناسبات وقد اعتمد بعضها ديكورات لبنانية عريقة تتضمن الطاحونة والقناطر ونافورة المياه فيشعر زائرها وكأنه في قرية جبلية تعيده الى العلاقة الطبيعية مع أرضه. ولم ينس أصحاب تلك المحلات خبز الصاج او المنقوشة المصنوعة بالصعتر والزيت البلديين.
وعادة ما ينتهي يوم العيد بتناول «الكعك» او معمول العيد في مذاقاته الثلاثة مع الجوز او الفستق الحلبي او التمر والذي تفتخر ربات المنازل بتحضيره، فيما تلجأ السيدات العاملات الى شرائه جاهزا، لأنهن لا يملكن الوقت الكافي لصناعته وخبزه في المنزل.
منقول