- "نيس الشمال"
- مبني البلدية
- ساحة كوشبرونيين
ولاية: ولاية هيسن
عدد السكان: حوالي 270.200
"نيس الشمال"
تعتبر مدينة فيسبادن هي أنسب الأماكن لذوي المال الوفير، ففيها يلتقي أصحاب المال والجمال. وقد كانت دائما كذلك، فالموسيقي ريشارد فاجنرRichard Wagner مر هنا، وكذلك الكاتب الروسي المشهور دوستيفسكي Dostojewski قد مارس هواياته في فيسبادن . إن اسم فيسبادن في حد ذاته رمز له تاريخ، ففي القرن الأول الميلادي ذكر كتّاب التاريخ الرومان عيون الماء الساخنة، وجاءت أول إحصائية للحمامات عام 1370.
لقد ذكر الإحصائيون عام 1907 أن معظم أصحاب الملايين في ألمانيا يقطنون في فيسبادن، والأمر له علاقة بفرار كثير من النبلاء الروس بعد ثورة أكتوبر واستوطانهم بفيسبادن. والمال يجلب المال حقا، فأقيمت فيلات مازالت تعد طابعا مميزا لحي من أحياء المدينة. وقد كان يطلق على فيسبادن من قبل لقب "مدينة الاستشفاء العالمية"، حيث كانت المدينة تعج بالزوار. وللمدينة لقب غير رسمي وهو "نيس الشمال".
وحتى إذا كانت نيس أكثر دفئا من فيسبادن، فإن مدينة الحمامات لا تزال قبلة لكل ذي مال وصيت. وحسب إحصائية 1995 فإن 997 مليونيرا يقيمون في فيسبادن، وبذلك تحتل فيسبادن المرتبة الثانية بعد فرانكفورت في ولاية هسّن Hessen، فكل 270 ساكن بالمدينة يقابله مليونيرا.
إن المرء يعشق الطبيعة الجميلة، والزوار الذين يأتون للاستشفاء يقدرون المدينة حق التقدير، لأن الاستشفاء يتم بأسلوب القرن التاسع عشر، كما أن الشوارع الواسعة والأماكن الفسيحة والبيوت الأنيقة والحدائق العامة الكثيرة تجعل الزوار يشعرون وكأنهم في زمن آخر. وفيما يتعلق بالإحصائية والأعداد، فإنها تأتي أيضا من فيسبادن، وبالضبط من الهيئة الاتحادية للإحصاء، التي تحصي كل ما هو منقول.
لم تجذب فيسبادن إليها بعد الحرب العالمية الثانية الإحصائيين فقط، بل جذبت أيضا المكتب الاتحادي للقانون الجنائي والعديد من المؤسسات التجارية. فالثراء والفن المعماري جعلا من المدينة عنوانا مشهورا للصفقات التجارية. وما زال الأمر كذلك حتى اليوم، فبات بحكم "الضروري" أن يتخذ العديد من شركات التأمين والمستشارين التجاريين مقرا لمؤسساتهم بفيسبادن. والمدينة تتمتع ببنية تحتية تتناسب مع رغبات الأثرياء في حياتهم، فهم ينعمون بالعيش في فيلات أرستقراطية ويجدون قرناءهم وينفقون أموالهم حسبما تهوى قلوبهم في المحلات الأنيقة. ولا عجب في أن يختار كثير من موظفي البنوك في فرانكفورت القريبة مدينة فيسبادن مقرا لإقامتهم.
مبني البلدية
عند مقارنة الأسعار، فهذا متجر كبير للملابس في فيسبادن يبيع نفس البنطلون بثمن أغلى منه في متاجر مدينة ماينز Mainz المجاورة، ناهيك عن إيجارات المساكن وأسعار الملابس والمشروبات في المقاهي. ففيسبادن مدينة غالية، فالتكلفة فيها أعلى من أي مكان آخر. ومع أن المال لا يتواجد بيسر في الشوارع، إلا أن الثراء ملموس في كل شيء. فالشوارع ليست نظيفة فحسب، بل لامعة أيضا. والبيوت هناك غاية في الفخامة وترجع إلى القرن التاسع عشر وقد تم ترميمها ترميما رائعا لتتناسب مع ارتفاع الإيجارات. والمحلات التجارية تعرض في الغالب ماركات شهيرة فقط .
ساحة كوشبرونيين
هناك ألسنة سليطة، تدعي أن سكان فيسبادن يبدون كما لو كانوا قادمين على التو من عرض للأزياء أو من إحدى مجلات الموضة، فقصات الشعر أنيقة والمكياج كامل، كما أن الملابس والمجوهرات والأحذية من أفخم الأنواع. والذين ليسوا على معرفة بالمكان ويضلون الطريق فيجدون أنفسهم فجأة وسط المدينة، يشعرون بأن أهالي المدينة ينظرون إليهم نظرة احتقار ويتساءلون: هل هؤلاء من هنا أم لا؟
احدى ساحات المدينه
