chaste
23-08-2022 - 05:09 am
مكة المكرمة (سبق) محمد الحميدي : http://www.sabq.org/inf/news-action-show-id-8483.htm
تشهد المنطقة المركزية المجاورة للمسجد الحرام خلال هذه الأيام حركة دؤوب لأعداد هائلة من المعتمرين والزوار الراغبين في قضاء أيام شهر رمضان المبارك جوار البيت العتيق إلا أن آمال العديد من هؤلاء قد عصفت بها الرياح في ظل موجة الغلاء التي تسود المنطقة بشكل عام.
ولم يتوقف الغلاء بالمنطقة على المواد الغذائية وإحتياجات الأسر بل إمتد ليصل إلى الفنادق والشقق المفروشة المجاورة للمسجد الحرام حيث لم يعد بمقدور الزائر والمعتمر بأن يحصل على غرفة بأسعار زهيدة كما كان الوضع خلال الأشهر الماضية فقد إرتفعت الأسعار بشكل جنوني وكسرت أسعار بعض الغرف حاجز الألف ريال لليوم الواحد وينطبق الحال ذاته على الشقق السكنية التي لوح ملاكها بإغلاقها منذ وقت مبكر بحجوزات مبكرة وتعاقدات أبرمت قبل رمضان.
عدد من العاملين بفنادق المنطقة المركزية أرجعوا أسباب الغلاء لقلة العرض وكثرة الطلب بالمنطقة وقال البعض أن جدولة الإجازة الخاصة بطلاب والمعلمين التي جعلت من رمضان إجازة بأكمله خلقت نوعا من التلبك في الحجوزات نظرا لرغبة العديد من السر السعودية والخليجية لقضاء أيام الشهر في مكة المكرمة وقال محمود الحربي أحد مسؤولي الحجوزات بمجموعة فنادق بمكة أن المشاريع الكبرى لتوسعة الساحات الشمالية والهدم الذي قضى على نحو 250 فندقا ساهم في قلة المعروض حيث تتمتع الشامية التي شهدت التوسعة بمجموعة كبيرة من الفنادق والشقق التي كانت مطلب الكثير أما حاليا فقد يصعب على الكثير إيجاد سكن مناسب وبأسعار في متناول اليد.
وأشار الحربي أن الظروف الإقتصادية العامة التي تشهدها المنطقة قد تكون أحد الأسباب المؤدية لتلك الزيادة في الأسعار وقد تكون لا علاقة لها بذلك إلا أن مجمل الحال يؤكد أن الأسعار خيالية وتجد طلبا بالرغم من إرتفاعها الشديد حيث يصل سعر الغرفة الواحدة المجاورة للمسجد الحرام في العشرة أيام الأولى ب(300 ) ريال وفي منتصف الشهر تزيد بنسبة 25% أما في العشر الأواخر فيصل سعر الغرفة الواحدة لنحو ألفين ريال وقال أن كافة الفنادق بالمنطقة المركزية قد أقفلت حجوزاتها للعشر الأواخر ولم يعد لدى الزائر والمعتمر سوى التوجه للمناطق التي تبعد عن المنطقة المركزية بمسافات متعددة مثل أحياء العزيزية والمعابدة وشارع أم القرى التي تكثر بها الفنادق والشقق الحديثة التي قد تناسب شريحة كبرى من المواطنين نظرا لقربها من المراكز التجارية وحركة النقل العام والخاص تعويضا عن البعد عن المسجد الحرام.
الأسعار التي ربما كانت مناسبة للبعض ومزعجة للبعض الأخر وصفها سمير مفتي أحد العاملين بمجموعة فنادق بمكة أنها طبيعية في ظل الإقبال المتزايد وقال منذ نحو ثلاثة أعوام بدأ عدد من المواطنين والخليجيين بالتواصل هاتفيا مع الفنادق بالمنطقة المركزية من أجل ضمان حجوزاتهم أيام رمضان ويتم تحويل مبالغ الإيجار عبر حسابات الفنادق منذ وقت مبكر ويتفاجأ الكثير ممن يقدمون لمكة المكرمة حاليا بأن الحجوزات مغلقة ويصفنا البعض بالمتلاعبين ونحن عكس ذلك حيث أننا إرتبطنا بحجوزات مسبقة ومؤكدة ومدفوعة بالكامل أما من يأتي متأخرا فلا يمكن أن يتم تسكينه في إحدى الغرف المحجوزة لأصحابها.
(سبق) جالت في المنطقة المركزية ورصدت العديد من حجوزات الفنادق المجاورة للمسجد الحرام وتبين أن 75% من الحجوزات تعود لشركات العمرة الدولية و 25% للأفراد من مواطنين ومقيمين حيث عكفت شركات العمرة على توثيق حجوزاتها منذ وقت مبكر وجدولتها حسب الرحلات الدولية ولم يعد أمام الأفراد سوى اللجوء للفنادق والشقق البعيدة عن المسجد الحرام التي تتطلب التنقل بسيارات النقل العام أو الخاص وتوقع عدد من ملاك الفنادق ومسؤولي الحجوزات بالمنطقة أن تستمر مناطق العزيزية والششة والمعابدة بإستقبال الراغبين في الحصول على سكن مناسب حتى العاشر من رمضان أما خلال دخول منتصف الشهر وأخره فلن يعد بمقدور الكثير تأمين سكن مناسب في ظل تراكم الحجوزات وكثرة الزوار.
الاسعار مبالغ فيها بقوة