ربما تكون جزيرة غوام Guam (يكتبها البعض جوام) القابعة في المحيط الهادي من اجمل اسرار اسيا فهي جزء من الولايات المتحدةمع انها اقرب إلى اليابان والفلبين.
شعار الجزيرة "حيث يبدأ نهار امريكا". حيث تعتبر جزيرة غوام اراضي أمريكيه، أي انها تتبع القوانين الاتحاديه، ولكن لا يحق لسكانها مع انهم مواطنون امريكيون من المشاركة في انتخابات الرئاسة، لأنهم ليسوا جزء من الولايات الامريكية الخمسين. فاهل غوام ينتخبون حاكمهم المحلي وكذلك ينتخبون ممثلهم في الكونغرس في واشنطن ولكن هذا النائب لا يشارك في التصويت على التشريعات الاتحاديه فدوره تختصر على تقديم المشوره بما يخص غوام.
لم تكن الرحلة شاقة إليها. ركبنا (انا واحد اصدقائي المقيمين في طوكيو) الطائرة ليلا مع فوج من السواح اليابانيين من مطار ناريتا بطوكيو على الخطوط الجوية اليابانيه حيث كانت مدة الطيران ثلاث ساعات تقريبا. يمكن ايضا القدوم إلى غوام عن طريق الفلبين.
حين هبطنا في مطار اغانا، استقلبنا موظفين الهجرة الامريكية بأسئلة عديدة عن سبب زيارتنا ومكان إقامتنا في الجزيرة، وبسبب جوازاتنا العربية – انا اماراتي وصديقي قطري - ادخلونا غرفة واخذوا بصماتنا وعنوان اهلينا وعملنا.
بعد ساعة من الاخذ والرد مع جماعة الهجرة انطلقنا إلى العاصمة، كانت الساعة الرابعة فجرا تقريبا، كانت الشوارع فاضية والجو معتدل.
للاقامة اخترنا فندق الماريوت ريزورت المطل على خليج تومون حيث الديكور حجري هادئ يوحي بفترة السبعينات. انتظرنا قليلا عند الاستقبال حتى انتهى مجموعة من المارينز الامريكان من عملية الشيك اوت. ومن ثم قمنا نحن باجراءت الشيك ان، ولاننا من بلاد بعيده اعطونا غرفة مطلة على البحر ومنه نرى الاغانا هايتز "مرتفعات اغانا".
معظم موظفين الفندق من الفلبين، حيث الكثير منهم هاجر إلى جزيرة غوام وحصلوا على الجنسية الامريكية. كما ان ما يميز الفلبينيين في غوام انهم تزاوجوا مع سكان الشامورو الاصليين والذين تنحدر اصولهم كذلك من جنوب شرق اسيا. ويقال ان اصولهم واصول الملازيين والفلبيين واحد، أي ينتمون إلى عرق الملاي، كما ان لغتهم مشابهة للماليزيه نوعا ما.
كان غرضنا من الرحلة الهروب من غابة الاسمنت طوكيو، حيث اعمل حاليا، والتبضع في غوام التي بعد ما سمعنا من اليابانيين ان اسواقها تشنهر بالاعفاء من الجمارك كما انها امريكا مصغره. قمنا في الصباح بعد اربع ساعات نوم وفطرنا في بهو الفندق الفطار الامريكي التقليدي وما شدني الفاكهة الاستوائية اللذيذه. بعد الانتهاء من الفطار اتجهنا إلى اكبر كاي مارت في العالم. اشتريت بعض الهداية لابن اختي واشتريت الاساسيات التي نفتقدها في طوكيو مثل معجوم الاسنان سنسوداين وغيرها من المنتوجات العالمية. بعدها اتجهنا إلى المايكرونيسا مول، حيث يوجد سوبرماركت ضخم وبعض المتاجر الامريكية المعروفة مثل مايسيز Macy's. تبضعنا هناك ثم تغدينا في الفود كورد بعد عناء الاختيار بين الصيني والتايلندي والمنغولي والايطالي والامريكي.
بعدها اخذنا العربة إلى الشاطي حيث بقينا بقية النهار نستمتع بمياه البحر الدافئة والرمال الناعمة. فكرة العربية جميلة جدا؛ فمقابل مبلغ بسيط يمكنك الذهاب والرجوع إلى اي من الفنادق الرئيسية.
بحر خليج التومون فيه الكثير من الاحياء البحرية اهمها المرجان الذي يحيط بغوام كالسياج. وهناك العديد من الشواطئ الجملية التي مررنا عليها بالسياره.
في المسا اتجهنا إلى متاجر الغاليريا ديوتي فري حيث الماركات العالمية وباسعار زهيده مقارنة مع دبي او طوكيو (والتي اسعار الملابس فيها مشابهه). اشتريت ساعة لصديقي بنصف قيمتها في بارس غاليري في دبي واشتريب لنفسي ساعة كوتش بثلث قيمتها في الامارات.
تعشينا في فرايديز طبقي المفضل "بلاكند شيكن الفريدو" وشاركت صديقي كعكة اوريو مع ايسكريم الفلانيلا. لا ادري نوع الايس كريم المستخدم في غوام إلا انها كانت لذيذه. الذ عن فرايديز دبي.
طوال اليوم في المتاجر والمطاعم وجدنا لطف عجيب في اهل غوام. فالكل يسأل من اين اتينا ولماذا؟ وعن رأينا في جزيرتهم. وحين نخبرهم اننا من دبي (لا يعرفون الامارات ولا قطر) يسألون عن برج العرب وعن سوق الذهب ويندهشون حين اخبرهم بان غوام ارخص من دبي!
في اليوم التالي اخذنا جولة في ربوع الجزيرة. مدينه اجانا نفسها عادية، الطابع المعماري الغالب حديث، إلا انها تعاني من كثرة الكلاب المسعورة في الشوارع. اما المنطقة الجميلة جدا فهي تومون Tumon التي بها فندقنا ومعظم الفنادق وهي جميلة جدا تذكرني بهونولو او المنتجعات في الساحل الغربي للولايات المتحدة. فمع ان غوام جغرافيا في اسيا إلا انها تختلف تماما عنها.
اما الريف فالطبيعة فيها خلابة، إلا ان السكان يغلب عليهم الفقر. فالبيوت مبنيه من الكونكريت المسلح المقاوم للرياح الشديدة. اكثر الاماكن الجميلة في الجزيرة كانت شلالات تافولو الذي وصلنا اليها الكيبل كار. ومنحدر تولفرز بوينت المطل على خليج تومون. وتعني الاسم نقطة العاشقان. والتسمية لها قصة، فحين وصل الاسبان إلى الجزيرة في القرن السادس عشر الميلادي طلب قائد الفيلق ان يتزوج من ابنة احد الزعماء، إلا أنها كانت تعشق ابن عمها، فقررت الموت معه رابطة شعرها الطويل حول يديه ورموا فانفسهم من اعلى المنحدر حفاظا على حبهم.
على ذكر الاسبان، فقد احتلوا غوام إلى اواخر القرن التاسع عشر – اي ما يقرب من الثلاثمائة سنة – حين سلموا الجزيرة بعد ان هزمتهم امريكا في الحرب الامريكية الاسبانيه. ونتيجة لتاريخ غوام الطويل مع الاسبان فان معظم السكان الاصليين يعتنقدون الديانة الكاثوليكيه. وهناك ما زالت جالية اسبانية صغيره باقية إلى البوم شاهدة على تلك العلاقة بالاضافة إلى الجسور والحصون والكنائس الاسبانيه المنتشره على طول الجزيرة وعرضها.
أما عن المسلمون فهناك اقلية قليلة منهم في غوام معظمهم ينحدرون من اصول فلبينيه وهناك مسجد واحد اسمه مسجد النور. ولا توجد جالية عربية أو سواح عرب في الجزيرة على ما اعرف.

صورة غرفتي في فندق الماريوت ريزورت

المنظر من غرفتي بُعيد الفجر - لاحظ الخصار الممزوج بالبحر

شروق الشمس من الغرفه - وعلى المرتفع تشاهد فندق هيلتون

جمال الهندسة المعماريه الحديثه في حي تومون التجاري في العاصمة اغانا

سواح يابانيون يتجولون في تومون

احدى شوارع العاصمة أغانا

منظر لمدينة اغانا الجميلة المطلة على المحيط الهادي

مركز الديوتي فري الذي يجمع تحت سقف واحد الكثير من الماركات العالمية واسعار مناسبة

محلي المفضل في امريكا - Macy's في المايكرونسيا مول

جانب من المول - وفيه اعلام مختلف دول العالم

علم بلادي الحبيبه الامارات وصلت حتى هذه الجزيرة البعيده

منظر الطبيعة الخلابة لهذه الجزيرة الاستوائية

إحدى الحدائق الصغيره المنتشرة في منطلة تومون في العاصمة آغانا

تو لفرز بوينت "نقطة العاشقان" - وفي الخلف العاصمة

منظر الساحل - جمال تمايز الالوان - حيث البحر حافظ على صفاءه

مدينة آغانا فليل - سامحوني على التصوير السيء!

الريف الغوامي الجميل

الشارع الريفي

بيت ريفي

اينما تذهب فانت قريب من المحيط

آثار اسبانيه

حصن من الحصون الاسبانيه - شكلها قريب من الهندسة المعماريه العربية الاسلامية