شامان
13-03-2022 - 09:16 pm
http://www.alwatan.com.sa/daily/2005-07-11/politics/politics15.htm
لندن تعود إلى نفسها... زحام وتسامح وثقة في النصر على الإرهاب
لندن: عبدالله القبيع
لندن مدينة لا تعرف الحزن وتعرف كيف تتعامل مع الجراح، دائماً تبدل أحزانها بفرح دائم، وترتدي السعادة في لحظات اليأس والدمار والانفجارات.
"الوطن" تجولت أمس في المناطق السياحية وشاهدت عودة الحياة إلى شرايينها بقوة، كانت المدينة غاضبة من جراء الفعل الإجرامي الذي هز وقارها "وبرودها" وأطلق صرخات الإدانة.
ففي منطقة "أبيكادللي" عاد النشاط وعادت الابتسامة لترتسم بقوة في وجوه السائحين الذين هزموا الخوف وانتصروا للحياة.
وفي منطقة "بارك لين" حيث الفنادق الضخمة التي تطل على حديقة الهايد بارك، الذي غاص بالناس والحشود وخاصة في ركن "المتحدين" تنافس المتحدثون للحديث عن الهجمات الإرهابية، فقالوا كلاماً كثيراً وكانت الشرطة حارسة، لم يتغير أي شيء الحديث بحرية والكل يفتي والكل يقول رأيه كعادة كل أسبوع ولكن الكل اتفق على نبذ الإرهاب.
وعادت هواية المشي إلى شوارع لندن وخرجت "العبايات" و"الأشمغة" إلى مقاعد المقاهي وكأن شيئاً لم يكن ولكن الحديث كان وما زال عن الذين يريدون أن يحولوا الإسلام إلى دين غير متسامح.
أحد السياح اليابانيين تحدث ل"الوطن" عن شعوره وقال: لم أقرر الهرب من هذه المدينة الرائعة التي تنسى جراحها بسرعة.
ويشاركه الرأي الإنجليزي جون براد بقوله: لندن ستعود أكثر قوة وأكثر تماسكاً وفي وقت قصير إلى نفسها.
وأثناء جولتي لم أنس لقائي بالأمير تشارلز ولي العهد البريطاني ورئيس التاج الإنجليزي في إحدى ردهات مستشفى "سانت يدي" الذي سألني عن بلدي وعندما عرف أني من السعودية شد على يدي وقال انظر كيف أن الإرهاب زاد من تماسك المجتمع ووحد اللحمة الوطنية.
وسألني إذا كان هناك أحد مصاب من عائلتي وتجاذب الحديث مع المصابين وسلم على كل العاملين في المستشفى، وراهن على أن الإرهاب وهذه الأحداث لن يغير من طبيعة المجتمع البريطاني المتسامح مع كل الأعراف.
وأكد على أن هذا التعاطف مصدره الحب الذي يوليه البريطانيون لكل الشعوب.
جولة أخرى في منطقة المسارح "وست آند" تثبت أن لندن لا تغضب كثيراً بل تصدر الفرح.
الصحافة الصفراء عادت بقصص المغامرات والعشاق إلى صدر صفحاتها وكأن شيئاً لم يكن وفي منطقة "نايس بريدج" عاد تجمع العرب في مقاهيها الفخمة ومطاعمها العربية.
"اندمل الجرح وعادت لندن إلى طبيعتها" هذا ما يقوله سائح أمريكي لام دولته وصحف بلاده على أحداث 11 سبتمبر في الشارع الأمريكي.
يقول روبي: لا يأس مع الحياة في هذه البلاد فهذا يدل على البرود الإنجليزي وعلى كبح الانفعال وردود الفعل.
ريما استيفانوا قالت ل"الوطن" إن هؤلاء الغزاة الذين يريدون أن يطفئوا نور شمس الحرية لا مكان لهم هنا، وتضيف: لندن قادرة على استعادة طبيعتها من جديد، ويعلق "جون آمور" من قلب أبيكادللي إن البريطانيين بدوأ وللحظات كأنهم عديمو الحيلة ولكنهم مصنوعون من مادة لا تقاوم في ضبط النفس، ويقارن ما حصل في أمريكا وهنا بأن السبب هو البرود الإنجليزي.
ويرى سام أن الأمل كبير في ألا ينجح "الغزاة" في تحويل البريطانيين اللطيفين إلى أمة منفعلة تضطهد الآخر مثلما فعلت أمريكا.
وعادت الباصات الحمراء إلى شوارع لندن ولم يعد للانفجارات أي ذكر سوى الدعاء على "الغزاة" وأن يعيد الله إلى لندن أمنها ووقارها وسياحتها.
أحمد سالم "كويتي" أعاد الاتصال بأهله أكثر من مرة يدعوهم إلى المجيء لأن الخوف زال والشرطة تحرس المسلمين والعرب ولندن أصبحت الآن أكثر أماناً. "
أشكرك أخوي شامان على نقلك المقاله الرائعه..
أختك..