- هل وفرت الفنادق في المقاهي في لوبياتها اتصال انترنت لاسلكي؟
- القاهرة: محمد مقلد
هل وفرت الفنادق في المقاهي في لوبياتها اتصال انترنت لاسلكي؟
القاهرة: محمد مقلد
يعود تاريخ تدشين خدمات الإنترنت في مصر إلى عام 1992، حين تمّ تمديد بنية تحتيّة بين شبكة الجامعات المصريّة وشبكة «بت نت» الفرنسيّة، إلى جانب بدء استخدام شبكة اتصالات الإنترنت. واقتصر توفير الخدمة وقتها على جهتين فقط، هما شبكة الجامعات المصرية «EUN» ومركز المعلومات. وقدّر عدد مستخدمي الإنترنت في ذلك الوقت بنحو ألفي مستخدم.
وقفز عدد مستخدمي الإنترنت في مصر إلى 6.57 مليون مستخدم بنهاية شهر مارس (آذار) الماضي، محققا زيادة قدرها 1.37 مليون مستخدم خلال عام واحد، حيث سُجل في مارس 2006 حوالي 5.2 مليون مستخدم (هذه الارقام اعلى مما اشار اليه تقرير دولي بوجود 5.5 مليون مستخدم فقط في مارس 2007 أي بنسبة 6.9% من السكان). وشهد استخدام الإنترنت في مصر تطورا هائلا خلال السنوات القليلة الماضية، ويأتي ضمن أساسيات الخطة القوميّة للاتصالات التي تستهدف زيادة عدد المستخدمين إلى 7.3 مليون مستخدم بنهاية شهر يونيو (حزيران) الحالي.
وكان عدد مستخدمي الإنترنت عند إنشاء وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في أكتوبر (تشرين الأوّل) 1999 لا يتجاوز 300 ألف مستخدم، بينما اقترب العدد اليوم من 6 ملايين مستخدم. وهنالك زيادة شهريّة في أعداد المستخدمين يدعمها النمو في قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بالإضافة الى التقنيات الحديثة في وسائل الاتصالات مثل خدمات الإنترنت اللاسلكي «واي فاي» Wi-Fi والتي بدأت تنتشر بسرعة وغطت معظم الفنادق والمطاعم والمقاهي الشهيرة، بالإضافة إلى خدمات «واي ماكس» Wi-Max والتي بدأت شركات عديدة بمشروعات تجريبية فيها، ولم تكشف الوزارة بعد عن موعد فتح الباب لمنح تراخيص تقديم خدمات «واي ماكس».
- إنترنت مجاني
- وتمّ طرح خدمات خطوط الاشتراك الرقمي «دي إس إل» DSL في أعقاب تجزئة شبكة الحلقات المحلية عام 2002، حيث سُمح لمزودي الخدمة الحاصلين على الترخيص اللازم بالاشتراك في هذه الشبكة إلى جانب الشركة المصريّة للإتصالات، بهدف تقديم خدمات الإنترنت عالى النطاق. وتُعتبر مصر في طليعة الدول التي أطلقت الإنترنت المجاني في يناير (كانون الثاني) من عام 2002، وساهم ذلك بشكل أساسي في رفع معدّل الاستخدام. وأتاحت هذه الخدمة الإتصال المجاني بالإنترنت من جميع أنحاء البلاد وبدون أيّة قيود، حيث توفر المبادرة الوصول السهل والمناسب إلى خدمة الإنترنت بتكلفة المكالمات الهاتفية المحلية وبدون فرض أية رسوم إضافية. ومع تنامي الحاجة إلى بناء «مجتمع إلكتروني» والإنضمام إلى مجتمع المعلومات العالمي، شرعت مصر في إطلاق مبادرة لتوفير خدمات الترددات واسعة النطاق بهدف زيادة عدد المستفيدين منها، وركزت هذه المبادرة التي تمتد لثلاث سنوات على زيادة استخدام تقنيات خطوط الاشتراك الرقمي اللاتناظري «إيه دي إس » ADSL، وتوفير النقاط الساخنة التي تستخدم تقنية «واي فاي» في الأماكن العامة، بالإضافة إلى توزيع ونشر خدمات «واي ماكس» وتشجيع إنشاء الشبكات المحلية اللاسلكية في المناطق السكنية.
وأظهرت التقارير أنّ إجمالي عدد دقائق الإنترنت المستخدمة في شهر مارس الماضي بلغت 612 مليون دقيقة، مقابل 563 مليون دقيقة في فبراير السابق عليه بنسبة تغير 8.59%، وبلغ إجمالي الدقائق المستخدمة في مارس 2006 نحو 664 مليون دقيقة، موضحة أنّ أعلى معدل للاستخدام كان في يوليو (تمّوز) 2006، حيثّ سُجّّل حوالي 700 مليون دقيقة، وذلك بسبب متابعة نتائج امتحانات الشهادات الدراسيّة عبر الإنترنت وإتمام إجراءات التنسيق بالجامعات.
وأكدت التقارير أن عدد المنازل التي استخدمت الإنترنت في مصر خلال مارس الماضي بلغ 801 ألف منزل بزيادة نسبتها 3.8% عن فبراير السابق عليه، بينما بلغ عدد المنازل في مارس 2006 حوالي 943 ألف منزل، مشيرا إلى أنّ أعلى معدل لدخول المنازل بالإنترنت كان في يوليو 2006 وبلغ نحو مليون منزل.
وقدّمت وزارة الاتصالات المصرية نوادي تكنولوجيا المعلومات في إطار سعيها لتوسيع شريحة استخدام الكومبيوتر والإنترنت في مختلف قرى ونجوع الجمهورية، وافتتحت حتى الآن حوالي 1491 ناديا، وهو عبارة عن مكان مزوّد بأجهزة كومبيوتر ووصلات بالإنترنت يهدف إلى تعليم أبناء المنطقة المقام بها استخدام الكومبيوتر ومن ثمّ الإنترنت، وتستهدف الوزارة إنشاء 1500 ناد في نهاية شهر يونيو (حزيران). وتبلغ تعرفة الاتصال بالإنترنت المجاني في مصر 1.23 جنيه للساعة الواحدة (0.22 دولار أميركيّ، أي نفس تعرفة الاتصالات الثابتة المحلية)، بينما تبلغ حوالي 15 دولارا أميركيّا عبر «دى إس إل». وعلى الرغم من خفض التعرفة والتي كانت تصل إلى 26 دولارا أميركيّا في الشهر، إلا أن مستخدمي «دى إس إل» ما يزالون يعتبرونها مكلفة لهم، الأمر الذي أدّى إلى تواضع أعداد المشتركين إلى حوالي 200 ألف. ولعبت مقاهي الإنترنت دورا كبيرا في انتشار خدمات «دى إس إل» بطريقة غير شرعية من خلال منح سكان العقارات المجاورة اتصالا سريعا بالإنترنت لقاء اشتراك شهري بمعدل 5 دولارات. والجدير ذكره أنّ معدل مشاركة خطوط الإنترنت عالي السرعة في العالم هو خطّ واحد لثلاثة أفراد، ولكنّ هذا المعدل وصل إلى خطّ واحد ل11 فردا في مصر. أمّا بالنسبة لتعرفة «واي فاي»، فهنالك اختلاف بين جهة وأخرى، خاصّة في الفنادق التي تتيح لزبائنها الدخول إلى الخدمة من خلال شراء بطاقات مسبقة الدفع، بينما تتيح المقاهي والمطاعم لزبائنها الإستخدام المجاني للإنترنت، في محاولات لجذب الزبائن وقضاء أكبر وقت ممكن.
- تقديم الخدمات
- وحسب التقارير فإن عدد الشركات التي تقدّم خدمات الإنترنت يصل إلى 214 شركة تستخدم 300 رقم للاتصال بها، مقابل 40 شركة فقط عند إنشاء وزارة الاتصالات في أكتوبر 1999. وتنقسم هذه الشركات إلى 3 مستويات (أ، ب، ج). ويفنّد خبير الإتصالات الدكتور «عبد الرحمن الصاوي» أسس تقييم مستويات شركات تقديم خدمات الإنترنت، قائلا إنّ المستوى «أ» يضمّ حوالي 5 شركات من بينها «لينك» و«نايل أون لاين» و«إيجي نت» و«تي إي داتا»، وهي الشركات التي تنشئ شبكاتها وتقوم بتقديم الخدمات. أمّا المستوى «ب» فيضم عددا من الشركات التي تقوم بتقديم خدمات الإنترنت وليس لديها حق في ذلك (إنترناشيونال جيتوي). أمّا المستوى «ج» فيضمّ الشركات التي تقدم الخدمات للجمهور من خلال المستويين «أ» و«ب». وأشار إلى أنّه مع تطور خدمات الإنترنت في مصر، بدأت المنافسة بين الشركات المقدّمة للخدمة، وبقي بعضها ينمو بشكل كبير، وبدأت تختفى الشركات الصغيرة خاصّة مع دخول الإنترنت المجاني. وتحوّل بعضها إلى صناعة المحتوى Content Creation، والبعض الآخر إلى تقديم محتوى متخصص في قطاع أو مجال معين.
وحول أسباب تأخر الإعلان عن تراخيص تقديم خدمات «واي ماكس»، أشار «الصاوي» إلى أنّ السبب الرئيسي في التأخر هو التعارض مع خدمات الجوال، نظرا لأنّ خدمات «واي ماكس» تقترب كثيرا من خدمات الجوال، خاصّة في خدمات الجيل الثالث، وهو ما أدى إلى تأخير إطلاقها لحين فضّ الاشتباك بين التقنيتين. ومنذ خمسة أشهر، أطلقت شركة إنتلّ لرقائق الكومبيوتر مشروعا تجريبيا لتقديم خدمات «واي ماكس» في «أوسيم» (إحدى قرى محافظة الجيزة في مصر) بعد حصولها على ترخيص، في محاولة منها لإظهار الدور الذي يمكن أن تلعبه شبكات «واي ماكس» في تقديم خدمات الإنترنت لعدد كبير من المستخدمين، ومن دون الحاجة إلى تمديد كابلات أرضية أو بنى أساسيّة مكلفة. وتضمّن المشروع تقديم خدمات العلاج عن بُعد وربط المدارس عبر الإنترنت وتقديم الخدمات الحكوميّة بشكل إلكترونيّ، كما تقوم إنتل بتجهيز مشروع آخر بالتعاون مع إحدى الشركات المحليّة لتقديم خدمات «واي ماكس» في مدينة شرم الشيخ، والتي يصعب مد خطوط الإنترنت الأرضيّة فيها.