- رغم انتشار مظاهر العمران الحديث
عسير تحيط بيوت الطين الأثرية ب«الحماية»
رغم انتشار مظاهر العمران الحديث
منظر بيوت الطين التي تشاهدها وانت تقود سيارتك مرورا بمنطقة عسير منظر مبهر، خاصة وهي تقف منذ مئات السنين دون ان تتأثر بعوامل التعرية أو اختلاف الطقس والظروف البيئية.
فرغم التطور الذي شهدته المدن السعودية في مجال البناء والعمران، ظلت منطقة عسير من شمالها المحاذي لمنطقة الباحة وحتى جنوبها المتاخم لمنطقة نجران محافظة على طرازها العمراني الذي يتخذ من الطين والحجارة اساسا لعمليات بناء البيوت التي تحول معظمها الى تراث يحافظ عليه سكان المنطقة.
ويقول محمد القحطاني احد سكان محافظة احد رفيدة القريبة من مدينة ابها، الذي رفض هدم منزل قديم مبني بالطين في حوش منزله الجديد الذي بني على الطراز المعماري الحديث: «دائما نحاول الحفاظ على هذا الشكل العمراني والفن المعماري الذي كان اباؤنا واجدادنا يستخدمونه في عمليات البناء المختلفة لمنازلهم التي يعيشون فيها، حتى ان منافسة كبيرة كانت بينهم لعقود مضت على التفنن في هذا المعمار وعلى استخدام الطين بأشكال جمالية مختلفة».
وأضاف: يعتبر هذا الفن من ابرز الفنون المعمارية التي ما زال سكان المنطقة يحافظون عليها، فنادرا ما تجد منزلا في منطقة ابها وضواحيها يخلو من بناء او برج او حصن او غرفة او مجلس من الطين.
وعن طريقة البناء المستخدمة في هذه المنازل يقول العم علي آل مريع، وهو من ابرز الذين عملوا سابقا في هذا المجال: «نحرص ان تكون التربة المستخدمة في عمليات البناء والتشكيل ذات نوعية معينة وجيدة بحيث لا تكون من التربة الناعمة التي يصعب تماسكها على المدى البعيد، بل يجب ان تكون قاسية مما يطيل عمرها».
ويضيف: اصبحت الآن نوعا من الرفاهية التي يعمد اليها سكان المنطقة، فكثيرون الآن يقيمون غرفا واحواشا على هذه الطريقة، وذلك لشكلها الجذاب ودفئها، خاصة في منطقة عرف عنها برودة الجو، خصوصا في فصل الشتاء.
ويتابع: كانت المباني تبنى الى عدة ادوار ويسمى الكبير منها قصرا والصغير دربا، حيث يستخدم في بنائها المداميك وهي طريقة تعتمد على بناء جدار من الطين المخلوط بالقش، ليترك حتى اليوم الثاني لتضاف اليه طبقة اخرى بالطين المخلوط بالقش، ويتم اعداد هذه الخلطة لمدة 4 ايام في الغالب قبل ان يتم استخدامها في التلييس.
المهندسون والمعماريون هم الآخرون يرون ان هذا الطراز المعماري طراز نادر يستحق من سكان المنطقة المحافظة عليه بشتى الطرق وهو ما يعلق عليه المهندس فهد العسيري الذي يتعاون مع مكتب استشاري هندسي في مدينة ابها ويقول «في السابق كنت ارى في هذا الطراز جمالا من حيث البناء، ولكن مع اندماجنا في العمل الهندسي والمعماري عقب تخرجي من الجامعة وجدت ان هذا البناء والمعمار يكاد يكون اقرب الى صنع وتفكير مهندسين، لكن بلا شهادات، فأنت تجد ان جميع العناصر الهندسية متوفرة في تلك المباني، خاصة القديمة التي اصبحت آثارا للاباء، فتجد عملية توازن الاعمدة الموزعة في المنزل مدروسة بشكل جيد وموزعة بشكل هندسي يحافظ على سلامة البناء لوقت اطول».
ويستطرد العسيري: «حاليا هناك محاولات من بنائين او عاملين لاعادة هذا الشكل المعماري، لكنها تفتقد الى تلك المهنية والحرفية التي كانت موجودة، ويعكسها استمرارية هذا البناء ومقاومته للعوامل الجوية والحياتية وبقاؤه واقفا في وجه جميع التحديات».
يذكر ان منطقة عسير سراة وتهامة تحتضن آلاف المنازل والمواقع القديمة والمحدثة من بيوت الطين التي بناها الآباء والاجداد او جددها الجيل الحالي، حتى اصبحت فنا قائما يتنافس السكان على وجوده في حياتهم ولو بشكل جزئي من خلال الاستراحات او الاحواش والغرف.
عسير الحمدلله بدأت تشهد أقبال كبير وراح تشهد أقبال اكبر ان شاء الله بعد الآنتهاء من توسعة وتطوير مطار أبها الحاليه الي خلالها راح تزيد الرحلات والتواصل بينها وبين مختلف المناطق
ونتمنى فعلآ أنها تزدهر بمنشئات سياحيه أكثر والمشاريع السياحيه التي تنعش المنطقه حتى تستوعب أعداد أكبر خلال موسم الصيف باجوائها الجميله
تحياتي: سلطان الشرقية