- محاولة لإنقاذ شاب أحرق نفسه
- الرباط: خديجة الطيب
يصل عددهم في المغرب إلى أكثر من مليون شخص
عاطلون يحرقون أنفسهم وسط الشارع لعدم الحصول على وظيفة
محاولة لإنقاذ شاب أحرق نفسه
الرباط: خديجة الطيب
غادر مجموعة من العاطلين المغاربة بالرباط المستشفى بعد أن حاولوا الانتحار جماعة احتجاجا على عدم تشغيلهم، فبعد مرور أربعة أشهر على تنفيذ أول محاولة انتحار عن طريق إحراق الذات، خاضت مجموعة أخرى قبل أيام ثاني محاولة انتحارية من هذا النوع في وسط العاصمة الرباط، وتضم هذه المجموعة 16 عاطلا، بينهم أربع فتيات تجمعوا في أحد أشهر شوارع الرباط حاملين قنينات بنزين في يد وولاعات في اليد الأخرى، فقام رجال الأمن بمحاصرتهم محاولين إقناعهم بالعدول عن إحراق أنفسهم، إلا أنهم أصروا على تنفيذ عمليتهم كما وصفوها، فقام رجال الأمن باستدعاء عائلات الضحايا للتأثير على أبنائهم، ومنعهم من حرق ذواتهم، خصوصا وأن ضمنهم أشخاصا متزوجين ولهم أبناء.
وبعد ساعة من المناقشات في مشهد مؤثر تابع تفاصيله عشرات المارة قام بعض العاطلين بشرب البنزين وبعض المواد الكيماوية التي كانوا يحملونها في قنينات ونقلوا على الفور إلى قسم الطوارئ بمستشفى ابن سينا بالرباط في حالة إغماء.
وأكد الأطباء المشرفون أن بعضهم ممن تجرع البنزين خضع لغسيل معدة، وأن حالة معظمهم مستقرة، فيما غادر ستة آخرون المستشفى في اليوم نفسه، لكن أطباء نفسانيين ممن زاروهم بعيد الحادث أكدوا أنهم يعانون حالة اكتئاب وعدم استقرار نفسي حاد يصعب في ظله الجزم بأنهم لن يعيدوا الكرة مرة أخرى.
لم يكن هؤلاء الشباب الثائر سوى الفئة المتبقية من العاطلين خريجي برنامج التكوين التأهيلي المعتصمين بالرباط منذ مايو 2001.
تفاقمت معاناة العاطلين، وأصبحوا عاجزين عن تحمل المزيد، فقرروا وضع حد لحياتهم عن طريق الاحتراق"، وقال أحد أعضاء المجموعة إنهم لم يخفوا عزمهم على تكرار التجربة في حالة عدم الاستجابة لمطالبهم.
وتشير الإحصاءات الرسمية إلى ارتفاع معدل البطالة في المغرب بنسبة 11.5% في الربع الأخير من العام الماضي مقابل 10.4% في نفس الفترة من 2004، حيث يقدر عدد العاطلين اليوم بمليون و287 ألف شخص.
وقالت إحصائيات رسمية إن الوظائف الجديدة لم تكن كافية لاستيعاب الزيادة في المعروض من الأيدي العاملة، وزاد معدل البطالة في الحضر إلى 19.4% مقابل 18% فيما ارتفع معدل البطالة في الريف من 2.5% إلى 3.6%، ويقول محللون إن المغرب يحتاج إلى معدل نمو قدره 6% للقضاء على البطالة واستيعاب حوالي 200 ألف شخص ينضمون سنويا إلى الباحثين عن وظائف.
وقد تراجع معدل النمو الاقتصادي في المغرب إلى حوالي 1.6% العام الماضي من 4.2% في 2004 بسبب جفاف أثر سلبا على دخول المزارعين وتراجع صناعة المنسوجات بسبب زيادة المنافسة من آسيا. وقالت إدارة التخطيط مؤخرا إن اقتصاد المغرب قد يسجل نموا قدره 5.7% في 2006 إذا استمرت الأمطار الوفيرة التي سقطت على البلاد مؤخرا إلى الربيع، مما سيساعد في زيادة محصول الحبوب
الوطن الجمعة 30 ربيع الأول 1427ه الموافق 28 أبريل 2006م العدد (2037) السنة السادسة
عدى انه لا يجوز شرعاً ذلك
فأن الحياة مهما قست علينا ليس من المنطق عمل هذا ..