لم تكن جزر المحيط الهندي معروفة من قبل كمناطق سياحية، وكان أغلب الناس يعتقدون أن أشجار النخيل والرياح التجارية والرمال البيضاء على الشواطئ الزرقاء هي الصورة المرسومة لجزر جنوب الباسفيك
والبحر الكاريبي لكن لم يعتقد أحد أن بإمكانه زياراتها كمنطقة سياحية عادية. لكن البحار السبعة كان لابد أن يحين الوقت الذي تعلن فيه عن نفسها، وسيندهش المسافرون كم هي الأسعار تقل وتنخفض من أجلهم وتناسب جميع المسافرين بأي ميزانية ومورشيوس بالتحديد تقدم نفسها دائماً على أنها أكثر الجزر في المنطقة التي تمنح تسهيلات للسائحين، ومع الجنات الاستوائية المنتشرة على أرضها، يصبح الذهاب إلى هناك صفقة لا تشعر بقيمتها إلا عندما تذهب إلى هناك.
ورغم أن مورشيوس أقرب جغرافياً لغرب أفريقيا، إلا أنها متأثرة أكثر بروابط بريطانية وفرنسية وكذلك بالعمالة الهندية التي جاءت إليها أكثر من علاقتها الجغرافية مع أفريقيا، وفي مورشيوس يمكنك التمتع بطعم الحمص أو يورك شاير بودنغ في بهو يقدم القهوة الفرنسية، فيما تستمع لموسيقى الكرويل ولأحاديث السكان المحليين.
وأجمل ما في مورشيوس هي النزهات الشاطئية التي تسحر فؤادك وكذلك النزهات القاربية التي يحملك فيها السكان المحليون ويستضيفونك في بيوتهم ويؤجرون لك سياراتهم لترى الجنة بنفسك وأما إذا كنت تبحث عن متعة شاطئية فقط، فتستطيع دائماً تفعل ما هو أكثر، ولا تفوتك فرصة زيارة مورشيوس من الداخل وخاصة العاصمة بورت لويس.
وكذلك يمكنك أن تشاهد جمال عدة أنواع أخرى من الطيور المنقرضة المحنطة وكذلك الحيوانات والأسماك والمكان الوحيد المتبقي في بورت لويس هو متحف البريد ويضم مجموعة من طوابع البريد في مورشيوس.
وإذا كانت الآثار الإسلامية تستهويك فعليك بزيارة مسجد جمعة الذي بنى في القرن الثامن عشر في وسط الميدان الصيني، وكذلك حصن آديليد الذي يطلق عليه العامة اسم القلعة وهو الوحيد المتبقي من أربعة حصون بريطانية أخرى كانت موجودة بالجزيرة وهو يتيح لك فرصة إلقاء نظرة على الجزيرة بأكملها من على سطح الجبال. وهناك مزار بير ليفال الذي يقع في مستهل شرق المدينة في منطقة ستي كروس وبيير ليفال يقال إنه استطاع أن يحول 67 ألف شخص إلى مورشيوس خلال سنوات حكمه ال23 واليوم هو مدفون في المزار ووضع له تمثال هناك ويزوره السكان المحليون ليستمدون منه القوة ويتسابقون لمجرد لمسه.
وفي قرية بامبلوسيس يمكنك زيارة حدائق السير سيووساجور رامجولام باتونيكال وهي التي تعرف باسم حدائق باتونيكال الملكية التي أنشأها الحاكم ماهي دي
لابوردونايس كحدائق للخضروات تمد منتجعه الخاص، وفي عام 1768 حولها الفرنسي بيير بوفوار لإنتاج التوابل ثم أهملت حتى عام 1849 عندما استولى عليها البريطاني جيمس دولكان وأعاد زراعتها بأشجار النخيل.
وهذا التاريخ البسيط يجعلها تستحق الزيارة في مورشيوس بالرغم من أن بها زهوراً قليلة فاتنة منها زهور الليلك المائية التي تزرع في الأمازون وهي تتفتح زهوراً بيضاء في يوم وزهوراً حمراء في يوم آخر وهناك أيضاً أشجار البامبو الذهبية التي يستخرج منها اللبان أو العلكة وشجرة بوذا التي يعود تاريخها ل200 عام وشجرة المسيح التي تشبه أوراقها الصليب، وأشجار الزنجبيل والسينامون والنتميج وبها عدد من الزهور البرية التي لا يمكنك أن تراها في أي مكان آخر بالجزيرة وبالمدينة أيضاً جاليري للفنون ومقبرة، وتقع قرية بامبلمويسيس على بعد 11 كيلومتراً شمال شرق بورت لويس.
على بعد 12 كيلومتراً من بورت لويس تقع مدينة موكا وعالمها يختلف كثيراً من العاصمة فهي القلب الأكاديمي لمورشيوس ما أن طبيعتها يغلب عليها الغابات الصغيرة والجبال المحيطة والمنازل الفاخرة، وبها جامعة مورشيوس ومعهد المهاتما غاندي الذي أنشئ ليحمي الثقافة الهندية لأهل مورشيوس وهو يضم المتحف الشعبي للهجرة الهندية، وبعض الآثار القليلة مثل المجوهرات التي كان يرتديها المهاجرون الهنود الأوائل وبعض الآلات الموسيقية وكتب وصكوك ملكية بيوت. وهناك أيضاً للمهتمين بالتاريخ المعسكر آلي رديوت وهو مبنى حكومي أقيم عام 1874 وتحول حالياً إلى قاعدة عسكرية أميركية ، ورغم أن المبنى نفسه لا يفتح للعامة إلا يومين في السنة في شهري مارس (آذار) وأكتوبر (تشرين الأول) إلا أنها حدائق تستحق الزيارة ويسمح بزيارتها في أي وقت .
وبالفعل جزر موريشيوس من أفضل الجزر السياحية والعالمية المشهورة بالطبيعة الخلابة والجو الهادئ.
تحياتي ،،،