- Salobrena
- شلوبينية أو شلوبانية
- نعود إلى شلوبينية ..
- Almunecar
- المنكّب
زرت هاتين المدينتين في بداية شهر يناير من عام 2007م
Salobrena
شلوبينية أو شلوبانية
سقطت هذه المدينة على يد إيزابيلا وفرديناند في عام 1489م ، وفي نفس السنة سقطت كذلك مدينة المنكّب ، وإلى شلوبينية ينسب إمام النحو الأندلسي الأستاذ أبو علي الشلوبين المتوفى بإشبيلية عام 645ه ، وكل متخصص في اللغة العربية لا بد وأن يكون قد سمع بهذا الأستاذ .. وللمعلومية فإن كلمة usted وهي كلمة إسبانية تدل على ضمير المخاطب للشخص الغريب لإظهار التقدير والاحترام ، قد تكون ترجع في أصلها إلى كلمة أستاذ .. وأتمنى من الشاب ومن المتخصصين في اللغة الإسبانية أن يصححوا لي هذه المعلومة ..
نعود إلى شلوبينية ..
منظر البلدة عند الاقتراب منها بالسيارة جميل وأخاذ بمنازلها البيضاء المتراكمة على بعضها فوق ربوة مطلة على شاطئ البحر ..
وبها حصن أندلسي يقع أعلى الربوة على منحدر صخري مشرف على البحر ، وأسواره عريضة .. وللأسف لم أستطع دخول الحصن لكونه مغلقاً يوم الأحد ، وهو اليوم الذي زرتها فيه .. ولكن لم يفتن أن أمتع ناظري بمنظر الحصن من الخارج ، وتأمل منظر البحر من فوق المنحدر الصخري في يوم مشمس صحو ، وهواء بارد لطيف ..
تجولت في أزقة البلدة النظيفة الهادئة والوادعة ، وكأن نسمات البحر أضفت عليها رقة فوق رقتها ، ولكون الأزقة ضيقة ، والبيوت متقاربة، كنت أسمع فيما أنا أتجول بين هذه البيوتات إما صوت حديث جانبي بين زوج وزوجته ، أو أصوات الطبخ وإعداد الطعام ، أو موسيقى إسبانية جميلة .. وهذا ما جعلني أشعر بألفة لهذا المكان ..
لكن ما كان يبهرني وبشدة هو هذه النظافة التي رأيتها في كل جانب من جوانب هذه البلدة المتواضعة ، ولكن لا عجب ، أليست مدينة إسبانية؟
يبلغ عدد سكان المدينة قرابة 11000 نسمة فقط .. و هي إحدى مدن كوستا تروبيكال أو الساحل الاستوائي ، وسمي بهذا الاسم لأنه يزرع فيه بعض الفواكه التي تنبت في المناطق الحارة مثل الأفوكادو والمانجو .. وهناك نوع من أنواع السلطات يقدم في كثير من المطاعم ،في غرناطة بالذات، اسمها سلطة تروبيكال ، وهي سلطة غنية بالخضار والفواكه مثل الافوكادو والكيوي وأحياناً بعض الزبيب والمكسرات ، وقد تكفي وحدها أن تكون وجبة كاملة ..
كنت قد وصلت إلى شلوبينية من غرناطة في وقت لا يتجاوز الساعة بالسيارة ، ومسافة لا تزيد على 66كم ، نصفها طريق سريعة ، والباقي طريق مزدوجة مزدحمة بعض الشئ ..
للبلدة شاطئ جميل ، ومن أنظف الشواطئ التي رأيت ، ولأن الوقت كان شتاء وماء البحر بارد ، فلم أر من يحاول السباحة ، أو حتى الاستلقاء على الشاطئ والتعرض لأشعة الشمس ، على الرغم من أن الجو كان دافئاً..
تنتشر على طول الشاطئ جميع أنواع المطاعم النظيفة والراقية والمزدحمة في نفس الوقت ، لأن ذلك اليوم كان يوم العطلة الرسمي وهو يوم الأحد .. ولم أجد لي مكاناً إلا في مطعم صيني ، تناولت فيه غدائي واستلقيت بعدها على الكرسي تحت مظلة شمسية لكوني ابتدأت أحس بحرارة الشمس .. وأمضيت وقتاً طويلاً أشرب الشاي وأستمتع بهذا الجو الجميل الدافئ الذي كنت أفتقده في غرناطة ، متصفحاً إحدى الجرائد العربية التي كنت قد اشتريتها ذلك الصباح من غرناطة .. ومتأملاً في المرتادين الذي كانوا في أغلبهم من الإسبان بالإضافة إلى بعض البريطانيين ..
وبعد جولة من المشي على طول الشاطئ متأملاً في البحر تارة ، وفي الحصن الأندلسي الشامخ أعلى الربوة تارة أخرى ، توجهت إلى سيارتي مستكملاً مسيري إلى مدينة أخرى ، وهي مدينة المنكّب ..
Almunecar
المنكّب
كان الطريق إلى مدينة المنكّب طريقاً مزدوجاً ومزدحماً ، ولم تكن المسافة تتجاوز 14كم .. وتوجهت إلى شاطئ المدينة مباشرة ، والتي كانت تبدو أكبر بكثير من مدينة شلوبينية إذ إن عدد سكانها يقارب 23000 نسمة .. وبعد أن تهت قليلاً في شوارع المدينة ، وصلت بسلام إلى الشاطئ الذي كان يقسمه صخرة في المنتصف محولاً الشاطئ إلى خليجين.. وعند تلك الصخرة رأيت تمثالاً شامخاً وضخماً لعبدالرحمن الداخل متكئاً على سيفه .. وقد دشّن هذا التمثال ، إن لم تخنّ الذاكرة، في شهر أكتوبر من عام 2005م ..
وبعد صعودي للصخرة وجدت أني أشرف على كامل الشاطئ وعلى المدينة ، كما كنت أستطيع أن أرى القلعة الأندلسية التي لم تكن بعيدة وكانت فوق ربوة عالية .. وفكرت في زيارتها ، إلا أني رجحت أن تكون مغلقة كقلعة شلوبينية .. ولأن الظلام بدأ يحل حينها ، فضلت التبكير في العودة إلى غرناطة .. منشداً للراحة ومكتفياً بهذا القدر .. وتواقاً إلى العودة إلى غرناطة ..
مدينة المنكب خلال زيارتي السريعة لها ، لم أر فيها ما يشد الانتباه ، حتى أن شاطئها وإن كان جميلاً إلا أنه لم يكن كشاطئ شلوبينية مكتظفاً بالمطاعم والمقاهي ..
وأهمية هذه المدينة التاريخية يتمثل في كونها موطئ قدم الإمام عبدالرحمن الداخل (صقر قريش) حيث دخل الأندلس عن طريقها عام 138ه ..
وسأزودكم بالصور الخاصة بهذه الرحلة قريباً إن شاء الله لأن الاتصال لدي حالياً من نوع (أبو رفسة) الدايل أب
تحياتي للجميع
شلوبينية
مدخل الحصن الأندلسي وكان مغلقا كما ترون
صورة الحصن من الخارج
إطلالة من الحصن
شاطئ شلوبينية
منظر للحصن من الشاطئ
صديقتي الجميلة في الرحلة