- شركة طيران بريطانية تفرض "ضريبة 11 سبتمبر" على السعوديين
- الرياض – عمر عبد العزيز
- اختلاف المسميات
- تراجع سعر العملة
- السعوديون يتذمرون
- ارتفاع رسوم التأشيرات
الثلاثاء 27 جمادى الثانية 1429ه - 01 يوليو2008م
منقول من الاسواق العربية
"الطيار" يؤكد أنها لن تؤثر على أعداد السائحين.. ويقول: إنهم يتذمرون ثم يدفعون
شركة طيران بريطانية تفرض "ضريبة 11 سبتمبر" على السعوديين
الرياض – عمر عبد العزيز
في الوقت الذي يستعد فيه قرابة 5 ملايين سائح سعودي لمغادرة السعودية هربا من الحر الشديد إلى عشرات الجهات في مختلف أنحاء العالم، فاجأت شركة طيران بريطانية تُدعى (bmi) السائحين السعوديين المتجهين إلى لندن بفرض ضريبة جديدة على أسعار التذاكر تزيد قيمتها عن 1600 ريال (الدولار يعادل 3.75 ريالات) تحت مسمى (September 11th security charge).
ووفقا لتذكرة اطلع عليها موقع "الأسواق نت" فإن سعر التذكرة قبل الضريبة كان يبلغ 2806 ريالات، ويتم إضافة 1610 ريالات ضريبة 11 سبتمبر، ليرتفع سعرها إلى 4416 ريالا.
وعلى رغم تلك الزيادة في أسعار التذاكر فإن عاملين في مجال السياحة قللوا من تأثيرها على توجه السعوديين إلى بريطانيا، وقالوا: إن ما يؤثر في السائح هو سعر العملة السعودية التي تراجعت كثيرا بسبب ارتباطها بالدولار الأمريكي الضعيف، وطول فترات الانتظار للحصول على التأشيرة للدول الأوروبية.
اختلاف المسميات
وقال عضو اللجنة الفرعية لمكاتب السفر والسياحة في غرفة الرياض رئيس مجموعة الطيار للسفر والسياحة الدكتور ناصر الطيار: "إن الضريبة موجودة ونغلفها نحن في مكاتب السفر والسياحة تحت بند التأمين وارتفاع أسعار الوقود، بينما هم يسمونها ضريبة 11 سبتمبر".
وعن تأثير تلك الضريبة على توجهات السياح السعوديين إلى بريطانيا قال الطيار: "للأسف السعودي يدفع ولا يكترث بالأمر كثيرا، فهم يغضبون في البداية ثم يدفعون، ولا يقلقهم كثيرا كم وصل سعر التذكرة".
تراجع سعر العملة
وأوضح أن ما يقلق السائح السعودي حاليا هو قيمة العملة والمعاملة السيئة في السفارات الأوروبية، مشيرا إلى أن "تلك السفارات تعامل السعوديين بشكل سيئ جدا، فهي تعطيهم شهرا حتى تستلم منهم جوازات السفر، وإصدار التأشيرة يستغرق نحو أسبوعين، وبالتالي يضيع وقت كبير من السائح ما قد يجعله يصرف النظر عن السفر إلى أوروبا".
واستغرب تأخر بعض السفارات الأوروبية في منح السعوديين تأشيرات سياحية، وقال: "مشهد الطوابير أمام بعض السفارات يثير الدهشة ويدفع إلى التساؤل عن سبب التأخير".
وقال الطيار: إن أسعار التذاكر في ازدياد بسبب ارتفاع الوقود، حتى الخطوط السعودية رفعت أسعارها مؤخرا رغم أنها تحصل على الوقود بأسعار لا تقارن نهائيا بمثيلاتها في الدول الأخرى.
وأشار إلى موضوع انخفاض قيمة العملة السعودية مقابل العملات الأوروبية بسبب ارتباطها بالدولار الذي هبط بنحو 40% مقابل العملات الأجنبية وخاصة اليورو، وهو ما يؤرق السائح السعودي بشدة.
وعن كيفية مواجهة تلك الخطوات المماثلة من جانب شركات الطيران، قال الطيار: "من المفروض أن تكون هناك جهة تدافع عن حقوق السائحين العرب، فشركات السياحة والسفر مثلا ليس لديهم وكالة مستقلة تدافع عنهم وتطالب بحقوقهم".
وأضاف: إن السائحين العرب لا يجدون من يحميهم في الخارج من الاستغلال، مشيرا إلى أن السائح العربي يدفع أضعاف ما يدفعه السائح الأوروبي.
وأشار إلى أن ماليزيا تعتبر الوجهة المفضلة للسائح السعودي، لما تمتاز به من مناظر طبيعية، والأسعار التنافسية التي تقدمها المراكز السياحية هناك للسائح، كما أن الهند والصين وتركيا وأستراليا من الوجهات الجديدة للسائح السعودي، مؤكدا أن مصر هي أكثر بلد عربي يستقطب السياح السعوديين خلال الصيف.
السعوديون يتذمرون
من ناحيته، قال رئيس لجنة السياحة والسفر في غرفة الرياض رئيس وكالة الصرح للسياحة والسفر مهيدب المهيدب: إن "الضريبة موجودة فعلا منذ أحداث 11 سبتمبر عام 2001، وليست جديدة، ولكن تم رفع قيمتها مؤخرا"، مشيرا إلى أن قيمتها ارتفعت بنحو 115 دولارا للتذكرة الواحدة.
واتفق المهيدب مع الطيار في أن الضريبة لن تؤثر كثيرا على السائحين الراغبين في السفر لبريطانيا "فهم يتذمرون ولكن في النهاية يدفعون".
وأضاف أن ما يقلق السائح السعودي هو الإجراءات في السفارة البريطانية، حيث تطلب السفارة وجود الشخص لأخذ بصمة اليدين والعينين، وهي إجراءات صعبة، "ولك أن تتخيل أسرة سعودية مكونة من 8 أشخاص مثلا يذهبون إلى السفارة لأخذ بصماتهم، وخاصة مع وجود نساء، فالأمر مزعج".
ولفت إلى أن السفارة البريطانية تمنح التأشيرة في مدة لا تتجاوز 4 أيام لأنها لا تعطي تأشيرة "شنجن" خلافا للدول الأوروبية الأخرى.
ارتفاع رسوم التأشيرات
وأوضح المهيدب أن السعوديين يواجهون صعوبات في سبيل الحصول على تأشيرات لزيارة دول الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى ارتفاع رسوم الحصول على التأشيرة من هذه الدول، والتي تتراوح بين 200 و1600 ريال للفرد الواحد.
وطالب وزارة الخارجية بخفض الرسوم التي تتقاضاها السفارات السعودية في الخارج من الراغبين في الحصول على تأشيرة، لأن "الدول تعتمد على مبدأ التعامل بالمثل، وإذا خفضت المملكة الرسوم التي تتقاضاها من رعاياها، فإنها ستسلك النهج نفسه مع السعوديين الراغبين في زيارتها".
ورأى أن فرض رسوم مرتفعة على بعض رعايا هذه الدول غير مجد، فمواطنوها الذين يزورون السعودية عددهم قليل جدا، مقارنة بآلاف السعوديين الذين يقصدون هذه البلدان سنويا.