Universe
09-04-2022 - 04:47 pm
ازدهرت رياضة الغوص تحت الماء بعد الحرب العالمية الثانية وخاصة خلال فترة الستينات بعد تطور أجهزة الغوص وآلات التصوير تحت الماء، واشتهرت مصر بهذه الرياضة في الآونة الأخيرة، والتي يعشق الكثير من السائحين التمتع بها وبخاصة في سواحل البحر الاحمر، لما يحتويه من شعاب مرجانية ومناظر خلابة يعشقها السائحون.
ورغم كل ما يميز رياضة الغوص من اثارة وغموض، فإنها تعتبر من الرياضات الخطيرة التي تحتاج الى لياقة بدنية وصحية عالية، كما تتطلب تدريباً نظرياً وعملياً بمراكز الغوص على يد مدربين مؤهلين، ولهذا لايسمح بالغوص أو استخدام مهمات الغوص إلا للحاصلين على شهادات معتمدة من منظمات الغوض العالمية، كما تنتشر مراكز ومدارس تعليم الغوص وتوفير الأجهزة اللازمة للغوص والقوارب المجهزة لنقل الغواصين الى أماكن الغوص، وانشاء مستشفيات بمدن شرم الشيخ والغردقة ومرسى علم تتمتع بأجهزة خاصة ومزودة بأطباء متخصصين لانقاذ من يتعرض للحوادث أو الاصابات التي قد تنجم عن الغوص.
وهناك الآلاف من الهواة حول العالم يزورون مصر لممارسة هذه الرياضة بالبحر الأحمر ومراقبة ما به من الشعاب المرجانية والكائنات البحرية، فضلا عن مشاهدة الآثار الغارقة في سواحل البحر المتوسط في الاسكندرية.
وبقليل من التدريب يستطيع أي سائح الاستمتاع بمشاهدة الشعاب المرجانية والكائنات البحرية القريبة من سطح الماء باستخدام نظارة خاصة، كما تتوافر بعض القوارب ذات القاع الزجاجي، وكذلك الغواصات بمنتجعات البحر الاحمر الساحلية.
وبالرغم من انتشار المراكز لتعليم الغوص في المدن الساحلية بمصر فإن وزارة السياحة وضعت ضوابط لممارسة هذه الرياضة، يرصدها علي حمدي مستشار وزير السياحة لشؤون البيئة وتتمثل في حظر صيد الاسماك بالخيوط بأنواعها بجوار الشعب المرجانية، حيث تدمر هذه الخيوط الشعب المرجانية أيضا، وعدم تلويث المياه بإلقاء المخلفات أو الزيوت وقطع الغيار وبالأخص فلاتر الزيت على ان يتم تجميعها وتسليمها في المراسي.
كما تتضمن الضوابط ان يكون مدير مراكز تدريب الغواصين مسؤولا عن ادارة المركز وسلامة المعدات وتدريب العاملين وادارة الأنشطة، ومنها أدوات الغوص أو ملء اسطوانات هواء للحاصلين على شهادة غوص من إحدى منظمات الغوص المعتمدة، والقيام بالتأكد من سلامة الادوات والكشف الدوري عليها، واجراء الصيانة اللازمة لها.
كما يجب التأكد من صلاحية أجهزة ضغط الهواء وجودة الهواء المضغوط للتنفس، وإمساك دفتر ساعات تشغيل اجهزة ضغط الهواء مع اثبات المواعيد التي تم فيها تغيير فلاتر الهواء، ووضع لوحة للضوابط بأكثر من لغة في مكان واضح بالمركز وتدريب كافة مدربي ومرشدي الغوص العاملين أو ما يعرف بdive master على استخدام معدات الأمان وبخطة الطوارىء ورحلات الغوص اليومية.
ويشترط ان تكون هناك توعية بيئية يومية للغواصين وتوفير لوحات إرشادية توضح المخاطر التي قد تقابل الغواصين من الكائنات البحرية خاصة بالبحر الاحمر وان تكون هناك وسيلة اتصال بأقرب المستشفيات المتخصصة وتوافر وسائل الانتقال طبقا لخطة الطوارىء.
كما يجب ان يكون على القارب مدرب غوص بدرجة نجمة واحدة على الأقل ويكون مسؤولا عن ادارة وتنظيم أنشطة الغوص وسلامة الغواصين فوق القارب وتحت الماء وان يراعى التنسيق بين قائد المركب (في حالة الغوص من القارب) في تحديد أماكن النزول وأماكن الخروج من تحت الماء للقيام بالتقاط الغواصين بعد انتهاء الغوص وتوافر وسائل ارشاد «عوامات ملونة، أعلام، حبال، وسائل انذار صوتية، علامات ضوئية ليلية» وان تستخدم الأرصفة العائمة لربط القارب بجوار نقاط الغوص.
وينصح الغواصون بألا تزيد مسافات غوصهم عن 130 قدماً وان تملأ اسطوانات الغوص بخليط من الهليوم والاكسجين والنيتروجين، وان يكون الغواص قد سبق تأهيله للغوص العميق وأن تتوافر بالقارب غرفة إعادة الضغط وطبيب أعماق متخصص لعلاج الاصابات التي تنجم عن الغوص في محاولة لاسعافه قبل نقله للمستشفى.
وفي الاسكندرية تم انشاء أول جمعية من نوعها للغواصين والحفاظ على البيئة البحرية وتستهدف كما يقول الدكتور اشرف صبري رئيس شركة متخصصة في تدريب الغواصين وطبيب متخصص في علاج رياضة الغوص تمت تهيئة قاع بحر الاسكندرية لرياضة الغوص بداية من الميناء الشرقي، ويتم ذلك تحت اشراف هيئة الآثار وقوات حرس الحدود، حيث يقوم الغواصون بإزالة المخلفات القاتلة للبيئة مثل اطارات السيارات والبلاستيك والقاذورات القاتلة للبيئة البحرية.
ويقول ان راغبي الغوص يمارسون هذه الرياضة في أي وقت من العام، ولايتوقف الحال فقط على فصل الصيف، بل يتعداه الى فصل الشتاء، حيث تبدو مياه الاسكندرية مبهرة، كما ان «بذلة» الغوص تحمي الغواص من صقيع المياه، فضلا عن انه يجد متعة في ممارسة هذه الرياضة تجعله ينسى المؤثرات الأخرى الخارجية.
وعادة ما ينطلق الغواصون في الاسكندرية من جزيرة نيلسون بأبي قير، ويتخلل الرحلة الألعاب المائية مثل «البانانابوت والتيوب» التي تجر باللنشات السريعة في يوم يتميز بالحيوية والنشاط والاستجمام لممارسي رياضة الغوص، كما يتم الغوص على السفن الغارقة، حيث تحوي الاسكندرية داخل وخارج الميناء الشرقي عدداً من السفن الغارقة وهي سفن خشبية ترجع للعصر الاغريقي، اضافة الى سفينة حربية مائية لا تزال راقدة تحت الماء منذ العام 1942 واصبحت في الوقت نفسه مرتعا لأجمل وأكبر أسماك البحر المتوسط.
كما يهوى الغواصون في الاسكندرية رؤية ولمس أسرار كليوباترا حيث يحوي بحر الاسكندرية بمنطقة الميناء الشرقي آلاف الأعمدة الاغريقية والرومانية والفرعونية التماثيل المختلفة وأجزاء من فنار الاسكندرية والذي يثير إعجاب الغواصين.
ومن أخطر الاصابات التي قد تصيب محبي هذه الرياضة هي اصابة الاصطدام بالشعاب المرجانية، لذلك فإن النصائح توجه للغواصين بالحذر من الاندفاع عند الاقتراب من هذه الشعاب، فضلا عن الخطورة التي يمكن ان يحدثها الغوص بالقوارب، والحذر من الاصطدام المباشر بينها، وهو ما يتطلب أن يتواجد طبيب أعماق مع الغواصين لاسعافهم في حال تعرض أحدهم للاصابة.
«الشرق الأوسط»
يمكنني تلخيص الكلام السابق في عدة نقاط لأن الموضوع بصراحة عجبني وفيه معلومات مفيدة :
وهذه عدة صور مني ...
أثناء استعداد الغواصين على أحد قوارب شرم الشيخ
بعد النزول ... صورة جماعية على أرض البحر