سلسلة معالم فلسطين المحتلة - تقرير ر1 - وادي القرن وقلعة القُرَيْن
في تقريري هذا سأبدأ سلسلة من التقارير لمعالم فلسطين المحتلة. وفلسطين تقسم حاليا لثلاثة أقسام :
الضفة الغربية - والتي تضم مدن رام الله وبيت لحم والخليل وغيرها. قطاع غزة - وتضم مدن غزة وخان يونس وغيرها. أراضي ال48 المحتلة – وتضم مدن عكا ويافا وحيفا وطبريا وأم الفحم وغيرها، ما يسمى اليوم بإسرائيل.
في سلسلتي هذه سأجول في رحاب الأراضي المحتلة عام 1948، من النقب جنوبا إلى الجليل شمالا، من غور الأردن شرقا إلى ساحل البحر المتوسط غربا. وهي الأراضي التي هُجِّر منها غالبية الشعب الفلسطيني، ليتشتت إما إلى غزة والضفة، وإما إلى الدول العربية المجاورة كالأردن ولبنان، وإما إلى الدول الغربية. وبقي من أهلها فقط ما يقارب ال 2 مليون شخص ما زالوا يسكنون أراضيهم، وهو ما يعادل 20% من عدد سكان الدولة المحتلة اليوم.
ويسمون هؤلاء ب "عرب/فلسطينيو ال48" نسبة لنكبة عام 1948 وكونهم العرب والفلسطينيين الذين بقوا في أراضيهم، في قراهم ومدنهم بعد النكبة، ويسمون ايضا "عرب/فلسطينيو الداخل" أي العرب الذين يسكنون داخل الاراضي التي احتلت عام 48، ويسمون كذلك "عرب/فلسطينيو الخط الأخضر" أي العرب الذين يسكنون داخل حدود الخط الأخضر التي رُسِمت على يد الأمم المتحدة عام 1948 وتعرف اليوم بحدود دولة اسرائيل. أما دولة الاحتلال فتسميهم "عرب اسرائيل" كونهم العرب الذين يسكنون داخل الدولة لتميزهم عن يهود اسرائيل.
وبموجب الاحتلال فقد تم سلبهم جنسيتهم الفلسطينية، ومنحهم الجنسية (أي المواطنة) الاسرائيلية ابتداء من العام 1952، وبذلك فُعِّلت عليهم القوانين الاسرائيلية كباقي مواطني الدولة من اليهود. ليصبحوا رسميا مواطني دولة اسرائيل ويحملون الهوية والجنسية الاسرائيلية. وبهذا كان أمامهم في ذلك الوقت إما القبول بالأمر الواقع والوقوع تحت المواطنة الاسرائيلية وإما الهجرة، وآثر غالبيتهم التشبث بأراضيهم والمكوث فيها رغم قساوة الظروف وصعوبة الحال، ورغم تفعيل قوانين الاحتلال الصارمة عليهم.
وبهذا عُزِل فلسطينيو ال48 عن محيطهم العربي ومُنعوا من دخول غالبية الدول العربية إلى يومنا هذا، فمنعتهم الدول العربية من دخول اراضيها كونهم يحملون جواز السفر الاسرائيلي والدول العربية لا تعترف بهذا الجواز، ومنعتهم دولة الاحتلال من دخول الدول العربية لاعتبارها دول معادية، باستثناء المملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية فيما بعد كونها أبرمت اتفاقية سلام مع دولة الاحتلال بموجبها يمكن لمواطنيها دخول أراضي تلك الدول، ويستطيعون أيضا زيارة المملكة العربية السعودية فقط لأداء فريضة الحج والعمرة. ومواطني الدول العربية ولا حتى فلسطينيو غزة والضفة باستثناء المملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية لا يمكنهم دخول مناطق ال48 إلا إن كانوا يحملون جواز سفر أجنبي.
ويقيم فلسطينيي ال48 اليوم في خمسة مناطق وهي :
قرى ومدن الجليل – في الشمال. قرى ومدن المثلث – في المركز. قرى ومدن النقب – في الجنوب. قرى ومدن الجولان – في أقصى الشمال، وهي الأراضي التي احتلت في نكسة 1967 ولم تحرر بعد. القدس.
والبعض الآخر ما زالوا يسكنون في المدن التي تحولت اليوم إلى مدن مختلطة يسكن فيها اليهود والعرب، كمدن حيفا وعكا ويافا وغيرها.
ولهذا كله قليلا فقط من مواطني الدول العربية يعلمون بوجود فلسطينيي ال48، ولا يعلمون بأن تقريبا ربع سكان دولة الاحتلال هم من العرب الأصليين ومن الفلسطينيين الأصليين رغم حملهم للجنسية الاسرائيلية. والكثيرون يعتقدون بأن دولة الاحتلال تخلوا من الفلسطينيين، وأن أي عربي أو فلسطيني يسكن داخل الدولة هو من الخونة أو الجواسيس، وذلك غير صحيح، فكل فلسطيني بقي في أرضه بعد النكبة هو مرابط، رغم التمييز بحقه تحت رعاية القوانين الاسرائيلية، ورغم عزله عن محيطه العربي، ورغم الفقر الذي يعيش فيه مقارنة بباقي مواطني الدولة، اختار أن يبقى صامدا في أرضه.
من مشاهير فلسطينيي ال48 يمكن أن نذكر : الشاعر محمود درويش، الدكتور أحمد الطيبي، الشيخ رائد صلاح، المخرج والممثل محمد بكري. ومن مشاهير يومنا هذا مشاركي برنامج Arab Idol على ال MBC هيثم خلايلة ومنال موسى، وهي المرة الأولى منذ النكبة التي يشارك فيها فلسطينيو ال48 في أي برنامج عربي على القنوات العربية، ويتمكنون من دخول أراضي إحدى الدول العربية، وهذا بفضل الحكومة الفلسطينية التي منحتهم جواز السفر الفلسطيني بعد مد وجزر مع الحكومة الاسرائيلية، ورغم رجوح احتمالية ملاحقتهم قانونيا عند عودتهم إلى البلاد.
ومن أشهر مواقع فلسطينيي ال48 : موقع http://www.alarab.net/.
لمعلومات أكثر يمكن البحث في جوجل أو زيارة المصطلح في الموسوعة الحرة الويكيبيديا.