- رسالة حقيقية من مواطن سعودي إلى السفير الأمريكي في الرياض
رسالة حقيقية من مواطن سعودي إلى السفير الأمريكي في الرياض
"عذراً إن خاطبت معاليكم ب"العربية" رغم أن إمكانياتي في "الإنجليزية" قادرة على توصيل الرسالة كما يجب. أكتب لمعاليكم هنا كواحد من الشرفاء من أبناء الشعوب الإنسانية في الزمن الذي أصبح لا قيمة لإنسانيتهم لدى سفاراتكم (قنصلية واشنطن في الرياض أنموذجاً). ولعل ما عايشته لساعات داخل القنصلية الأمريكية في الرياض أكبر دليل على ضعف القيم إن لم يكن ضياعها كلية وذلك في التعامل والتخاطب مع ذوي الحاجة ممن اضطرتهم الظروف لتسول تأشيرة الدخول للولايات المتحدة، ومن سوء حظي أنني أحد هؤلاء الذين ساقتهم الحاجة لذلك المكان "المهين" لمجرد أنني مواطن سعودي شريف استدعت الحالة المرضية لأم أبنائه العلاج في بلادكم. فلا احترام لمبادئ المعاملة الإنسانية ولا قيمة لوقت الناس (موعدي كان في السابعة والنصف صباحاً ولم أبرح المكان إلا بعد العاشرة). سيل من الأسئلة الاستفزازية وعبارة "يجب عليك ويجب عليك ويجب عليك" في كل جملة مخاطبة تلقيتها من موظفتكم.. فوضى في التعامل مع أوراق طلبات التأشيرة.. إبداء عدم الاكتراث - صراحة - والرمي بموعد المركز العلاجي لزوجتي عرض الحائط والذي استغرق جهد وعرق ثلاثة أشهر لنحصل عليه من الولايات المتحدة.. مخاطبة المرافقين معي بطريقة لا تفهم منها إلا الازدراء، وقس على ذلك العديد من الأساليب غير المتحضرة. ومجمل القول أنها أساليب متعمدة القصد منها - في تقديري - رسائل تأديب لكل سعودي يتقدم بطلب تأشيرة، أو ألا أبرح ذلك المكان إلا وأنا محبط.. وفي النهاية (مشتبه به) حتى تثبت وزارة الأمن القومي في واشنطن أنني غير ذلك، وقد يستغرق ذلك أشهراً حسب إفادة القنصلية.
ولطالما أن الأمر بلغ هذه الدرجة من التعسف، أرجو أن يسمح لي معاليكم بأن أبين أن المريضة طالبة التأشيرة وزوجها المرافق هما من المشتغلين بالإعلام في هذه البلاد ردحا من الزمن، وما دام أن سفارتكم قررت أننا من المشتبه بهم، فلا بد أن أوضح أن عمل زوجتي وعملي في الإعلام تركز في معظمه على محاربة الإرهاب على كافة الأصعدة والمستويات ولا نزال على نفس الخط، خدمة لوطننا وديننا أولاً وللإنسانية كلها وأنتم منها وقد اكتويتم بنار الإرهاب.
وأخيراً أؤكد لمعاليكم أنني ما جئت هنا شاكياً من التصرفات الغريبة التي واجهتها وغيري من أبناء جلدتي في قنصليتكم، فذلك أمر أعتقد أنه يهمكم في إطار الانطباع العام عن بلادكم ومساعي تحسين صورة وطنكم لدى الشعوب الصديقة، وكل الذي أرجوه هو النظر (إنسانياً) في طلب التأشيرة وإعادة النظر في جزاف تهمة (المشتبه به) لما فيها من الارتجال والافتعال والإساءة بحقي وحق أسرتي كمواطنين، (لا قاعديين أو إرهابيين) بل سعوديين شرفاء. شاكراً لمعاليكم كريم تفهمكم وتجاوبكم وتقبلوا خالص تحياتي وتقديري.
محمد التونسي - مدير عام قناة الإخبارية
منقول
والردود عليه كثيرة