- لعل السؤال الذي تبادر للذهن في البداية لماذا تركيا ؟
- صورة علوية للجهة الأخرى
الوصول إلى ترابزون ثم متشكا
دعوني في البداية اضع بين ايديكم البرنامج العام للرحلة وبعض المعلومات المهمة :
الرحلة مدتها 21 يوما من 22/7 إلى 13/8/2006م حتى يتم تصور الرحله بشكل افضل فعددنا 4 انا وزوجي وولداي 5 سنوات و3 سنوات .
لعل السؤال الذي تبادر للذهن في البداية لماذا تركيا ؟
للإجابة على هذا السؤال أود أن اذكر ملاحظة لاحظتها خلال هذه الرحلة تحديد ، فكثير ممن قابلتهم - على أقل تقدير- في حجم أسرتي قد زاروا ماليزيا فكانت تركيا وجهتهم الثانية فما العلاقة ؟ وقد أثارني هذا الأمر كثيراً حتى صرت اسأل من أقابلهم بمناسبة أو غير مناسبة فوجدت الغالبية العظمى قد زار ماليزيا فتوجه إلى تركيا وأنا منهم .
والسبب والله أعلم أن البلدين يتمتعان بكثير من الميزات التي تتناسب والعائلات المحافظة خاصة الخليجية منها ، ولأسباب كثيرة لعل الإسلام أولها بالإضافة إلى التنوع في المناخ والتضاريس ، والمرافق السياحية والبنى التحية المهيأة للسائح وغيرها كثير ، أضف إلى ذلك أن من زار ماليزيا فقد زار آسيا كلها كما يقال : ( ماليزيا آسيا الحقيقة ) فيود التنويع حيث أن تركيا تتمتع بالطابع الأوروبي مع محافظتها على الهوية الإسلامية هذا يتضح أكثر كلما ابتعدت عن المدن ؛ لهذا كله قصد البوابة التركية قرأت باستفاضة عن تركيا وركزت أكثر على موضوع أخي الكبير أبو عمر الذي احترم كتاباته كثيرا لعمقها ودقتها وتعجبني دقة ملاحظته وتناوله للموضوع الذي يحاكي طريقة المتقدمين في السبر والتقسيم ، إذ انه لا يعتمد على السرد وإنما على التبويب والتقسيم كما قرأت للأخ تلفريك الذي اعتمد على سرد الأحدث كما قرأت لأخي الفاضل الدوسي وغيرهم كثير من هنا وهناك بالإضافة إلى السؤال خاصة من زار تركيا من الأهل والأصحاب ، وبعد هذا انتقلنا إلى مرحلة الإعداد ووضع التصور وتقدير الميزانية المقترحة والمدة وتحديدها ...
ومن خلال الدراسة الأولية للبلد كان اهتمامي منصب إلى الشمال الشرقي أكثر من اسطنبول وما حولها حتى أني فكرت أن ألغي اسطنبول تماماً أو أضع لها كم يوم في نهاية الرحلة – ليتني فعلت – ولكن ولاعتبار أن هذه هي الزيارة الأولى فقد كانت القسمة عادلة حيث تم تخصيص 10 أيام في الشمال التركي مثلها لاسطنبول وبورصة ويلوا وأبانت
وعليه تم الحجز على الخطوط التركية وذلك لسببين : الأول : لأنها الأنسب من حيث السعر، والثاني : أن لدي رحلة داخلية وهي مع الخطوط التركية سيكون سعرها أقل من النصف ، بخلاف لو كنت مع خطوط أخرى فسيكون سعر الرحلة الداخلية مرتفع قد يصل إلى 1000 ريال سعودي أو ما يعادلها ، وكان سعر للكبار شامل الرحلة الداخلية 2130ريال والصغار 1750 ريال يعني المجمل 7760ريال ، وخط سير الرحلة ( البحرين –اسطنبول –ترابزون –اسطنبول –البحرين ) وتم الحجز على أساس الانتقال مباشرة إلى ترابزون حيث كان موعد الرحلة من البحرين يوم الأحد الموافق 23/7/2006 الساعه 2 صباحا وكان الوقت مزعجاً والوصول كان الساعه 5:45 وكانت رحلة ترابزون في نفس اليوم يفصل بينها وبين وصولي قرابة الثلاث ساعات ( هنا أشير إلى نقطة مهمة جدا يجب التنبه لها لمن يعزم التوجه مباشرة إلى أي وجهة داخلية بعد وصوله إلى اسطنبول ؛ حيث يوجد في اسطنبول مطارين احدهما داخلي فقد يكون وصولك على مطار ( أتاتورك ) ورحلة الداخلية على المطار الثاني وتكبر المشكلة إذا كان الوقت الفاصل بين الرحلتين قصير فيجب التنبه والسؤال ) .
أما من حيث السكن فتمت الحجوزات من خلال مكتب في تركيا وحيث لاحظت الفرق كبير بينه وبين مكاتبنا أضف إلى المرونة في المكاتب التركية حيث تستطيع الإلغاء والتمديد والتغيير وبسهولة دون أن تتحمل تكاليف إضافية .
انطلقنا في موعد الرحلة دون تأخير من مطار البحرين وبشكل سلس دون أي عقبات وعند الوصول إلى مطار أتاتورك باسطنبول كنت قد شيكت العفش على أساس أن استلمه في ترابزون وكان همي الرحلة التالية إلى ترابزون خاصة أني لا اعرف المطار الداخلي ، وبشكل سريع لم يتجاوز بضع دقائق تم الحصول على الفيزا مقابل 20 دولار للجواز الواحد ثم انتقلنا للجوازات وكان استقبالهم عاديا جدا وبعد تجاوز نقطة الجوازات تأتيك صالة كبيرة يوجد بها السيور المتحركة لأمتعة المسافرين كما يوجد بها محلات لتغيير العملة صرفت ما يكفيني وكان الصرف 1.52 ليرة للدولار هذا في المطار ، خرجت بسرعة من هذه الصالة حيث لا توجد عندي أمتعة فأمتعتي ستذهب إلى ترابزون سألت عن الصالة الداخلية فأشاروا لي بمجرد خروجك من هذه الصالة اتجه إلى اليمين وبالفعل اتجهت إلى هناك وعبر ممرات طويلة وسيور متحركة وسلالم كهربائية وصلنا إلى الصالة الداخلية حيث كانت ممتلئة عن آخرها بالبشر لا تستطع أن تسأل وحتى لو فعلت لن تجد من يجيبك ، بشر متراصين في طوابير طويلة التحقنا بطابور واكتشفنا انه خطأ ، وبعد جهد حصلنا على بطاقات الصعود إلى الطائرة ، وعندها تنفست الصعداء وذهبت لتناول القهوة وانتظار وقت الرحلة حيث بقي على الإقلاع قرابة الساعة ، ونصف الساعة تقريبا ، لاحظت الكثير من العائلات الخليجية في المطار ينتظرون مثلنا هذه الرحلة المتجه إلى ترابزون تناولت قهوة ومعها تناولت جهاز الكمبيوتر المحمول حيث كان في حقيبتي اليدوية وكان المطار مغطى بشبكة انترنت لاسلكية مجانية ، فأمضيت الوقت في التصفح ولم يفتني زيارة هذه البوابة العامرة ثم تجولت في المحلات المنتشرة في صالة المطار... محل لألعاب الأطفال وآخر للهدايا وثالث للكتب والمجلات وغيرها ، حان وقت الرحلة اتجهت إلى اللوحة العملاقة التي تكتب بها الرحلات وبوابات الصعود فوجدت رحلتنا المتجه إلى ترابزون الساعة 9:45 ورقم البوابة ( والغريب أن بطاقة الصعود لا يكتب بها رقم البوابة ولا يكتب إلا في هذه اللوحة وقبل الرحلة بوقت قصير فكنت أتابع بين الفترة والأخرى هذه اللوحة ) توجهت إلى البوابة استعدادا للصعود ، الرحلة كانت مزدحمة جدا والغالبية أتراك مع بعض العائلات الخليجية كما أشرت والغريب أنهم لا يتقيدون بأرقام المقاعد وهذه النقطة كانت من مصلحتنا حيث أن موظف الخطوط التركية لم يضعنا متجاورين ولكن جلسنا بجوار بعضنا ولم يكلمنا أحد، وصلنا مطار ترابزون بعد ساعة ونصف من الطيران في تمام الساعه 11:30 صباحا تقريبا المطار صغير جدا نزلنا من الطائرة وإذا بأحد موظفي المطار بناي باسم مع آخرين وفهمت منه أن لنا وضعاً خاصاً وصالة أخرى على اعتبار أن رحلاتنا دولية وليست داخلية أخذنا إلى صالة أخرى عددنا قليل استلمنا الأمتعة واتجهنا إلى بوابة الخروج من المطار، مطار ترابزون يقع على ساحل البحرالأسود على الطريق الذي يربط بين ترابزون وريزا ، كنت قد ترتبت مع المكتب على أن أسكن يوم واحد في فندق سومالا ( خمس نجوم ) على أن يستقبلني الفندق في المطار بالإضافة إلى الفطور والعشاء ( 120 دولار وبدون العشاء 98دولار) فمن المهم أن يكون عند قدومك السكن مهيأ على الأقل ليوم أو يومين ، وكان العزم التوجه في اليوم التالي إلى كوشندرا والسكن هناك .
خرجت من المطار ولم أجد داع ولا مجيب أين الفندق وأين سيارته انتظرت قليلا فإذا بسيارة مني باص قادمة توقعتها سيارة الفندق فكانت هي توقف السائق واخرج لوحة مكتوب فيها اسمي حملنا الحقائب وركبنا متجهين إلى الفندق الذي يقع في قرية متشكا ، ومتشكا تقع جنوب ترابزون 37 كيلا فتحت نوافذ السيارة وكان الجو رائع مع انه مشمس إلا أن الخضرة والطبيعة والهواء العليل أخذت بي بعيدا حيث أن درجة الحرارة في مثل هذه الساعة في بلدي تقترب من 45 درجة مئوية ، يالله ما هذه الطبيعة والجمال طلبت من السائق التوقف عن أحد المحلات ( البقالات ) على الطريق اشتريت ماء لزوم الشاي والقهوة وبعض الحاجيات للأطفال واصلنا المسير والطريق معبده وسط مجموعه من الجبال الخضراء والطريق آخذ في الصعود بشكل تدريجي لا تشعر به ، وخلال نصف الساعة تقريبا وصلنا إلى متشكا وهي قرية هادئة وديعة جدا وأهلها طيبون للغاية تلفها الجبال الخضراء من كل جانب وتشقها جداول المياه من إطرافها وفي مقدمة القرية يقع فندق سومالا الذي نسكن فيه دخلنا الفندق وقدمت لهم الجواز وأخبرتهم أني من طرف المكتب الفلاني فقالوا نعم يوجد لك حجز لمدة ليلة واحدة بشكل سريعا عملنا الشك إن وصعدت للغرفة في الدور الرابع ، الفندق ( خمس نجوم ) ولكنه لا يستحق نجومه الخمس وهذا لا يعني انه سيئ وإنما مقبول ؛ غرفه صغيره نسبيا دورة المياه صغيره كذلك الاستقبال والخدمة متوسطة أجمل ما فيه موقعه ، صعدت إلى الغرفة وكانت الساعة تقترب من الواحدة ظهراً وبعد حمام دافئ صليت ثم خلدت إلى الراحة لم استيقظ إلا عند الساعة السادسة فتحت نافذة الغرفة المطلة على الشارع العام وإذا بحركة الناس الغادين والرائحين والمقاهي المنتشرة على الطريق مع انحياز كامل الشمس إلى جهة الغروب تسمرت عند النافذة فترة من الزمن أسبح في تأملاتي لم يقطعني إلا صوت أم العيال الكافي جاهز كانت المنطقة وهذا الشارع تحديدا ينبض بالحياة ما دفعني إلى تغيير ملابسي والنزول لاكتشاف المنطقة
هذه صورة للفندق
صورة اخرى للفندق
صورة علوية للشارع من الغرفه
صورة علوية للجهة الأخرى
نزلت ومسحت المنطقة حيث يوجد بالشارع القريب العديد من البقالات الصغيرة ومكان بسيط لمراجيح الأطفال بالإضافة إلى العديد من المقاهي والمطاعم المتنوعة وساحة للعروض ( ويمكن أن تسميها مسرح القرية ) -وهذه التسمية سأخبركم عنها لاحقا - وبعد أن لعب الأطفال وتجولنا في هذه المنطقة الصغيرة ، رجعت إلى الفندق وسألت عن المواصلات استعدادا لليوم التالي وكانت الموظفة في الاستقبال لا تحسن إلا اللغة التركية مع بعض الكلمات الانجليزية القليلة جدا لم تفهمني فقالت لحظة فإذا بمديرة الفندق واسمها سلمى تجيد الانجليزية بطلاقة وهي خدومة جدا كنت اسأل عن الخيارات المتاحة بالنسبة للمواصلات فأخبرتني بأن هناك سيارات للتأجير يصل سعر السيارة الصغيرة إلى 75 ليرة في اليوم (187ريال تقريبا ) وكلما زادت المدة كلما قلّت التكلفة فقالت لي : ماذا تريد ؟ قلت : أريد أن أذهب إلى سومالا منستري وهو الدير القديم ثم الذهاب إلى ترابزون المدينة للتعرف عليها واكتشافها ، فقالت ممكن أن اتصل لك بسائق مع سيارته مني باص يأخذك من الصباح إلى المساء بقيمة 100 ليره ( 250 ريال تقريبا ) تم الاتفاق على هذه الأساس بعدها توجهت إلى الدور الأول حيث مطعم الفندق للعشاء كان بوفيه مفتوح ولم يكن بالمستوى العالي كان متنوع خاصة في السلطات لم يحتوي في الوجبة الرئيسة على اللحوم ولا المشاوي وإنما على الخضار والمكرونات وبعض المحاشي بالإضافة إلى نوع واحد من الشوربة وبعد العشاء توجهت للغرفة واخذت جهازي ونزلت إلى اللوبي حيث أن الفندق يوفر خدمة الانترنت بشكل مجاني في اللوبي فقط وبعد ساعة أو تزيد ذهبت للنوم والاستعداد لليوم التالي حيث كان في ذهني المرور على كوشندرا في الطريق والوقوف على السكن للانتقال إلى هناك ثم مواصلة الذهاب إلى المنتزه والدير فإلى أحداث اليوم التالي
موضوع ممتاز ومفيد
بس
الصور قليله