الحمد للرب الغفور الباري ..... و الشكر والاخبات للجبار
فلقد سعدت برحلة سأقصها .... للمنتدى بجحافل الأخبار
فلتسمعوا من طائر ترك الربى .... و دموعه كالهاطل المدرار
وأتاكمو كي يستريح من الذي ... هتك الليالي بالمنام الثاري
أيها المشرفون ... أيتها المشرفات ....
الأخوة الأعضاء و العضوات الأماجد
الزوار و الزائرات الذين ينتظرون و يراقبون
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و بعد
ها أنا ذا أبدأ بتسطير أول تقرير في هذا المنتدى المبارك الذي أفتخر بأن أكون أحد رواده
و يعلم الله كم حملت من الهم و كثرة التفكير في هذا التقرير لسؤال بعض المشرفين و عديد
الأعضاء الذي ألحوا بالأستعجال في اخراجه .. فلكم جميعا حب الطائر الجريح .. و شوق
الطائر الجريح .. و قلب الطائر الجريح ... و أذاقكم الله جروح الطائر الجريح هناك .....
قبل أن أبدأ رحلتي التي كادت ان تتأجل بسبب سوء فهمي لتاريخ الاقلاع .. كنت في ابها
أمهد الجو أمام العائلة للرحلة البعيدة الاثيرة و كعادتي قررت ان اتصل بوكيلي لأسأله عن
تاريخ اقلاعي و هل ما زلت على الطائرة الميمونة نفسها لأفاجأ به يخبرني بأن رحلتي غدا
لأقطع رحلة أبنائي وأعود الى جيزان لأقوم بتجهيز النواقص وسط احتجاجات الأطفال الذين
بدأؤا يستمتعون بنسائم السودة و السحاب و جمال الحبلة ..... و لأقوم بتسديد بعض الديون
البقالاتية لأكون في كامل استمتاعي و نشوتي برحلتي المرتقبة ....
اني مع الدنيا شددت رحالي ..... نحو الجمال الحر و الامال
اني أتوق صبابتي تجتاحني ..... توق العشيق لقبلة و وصال
فتجهزي يا موطن الابهار يا ..... مجد السياحة في الزمان الخالي
كانت رحلتي يوم الأحد 19/05/1426 الى الرياض الساعة 8:30 و من ثم نقلع من الرياض
الساعة 12:30 لكن لسوء حظي و تعاسة ليلتي اقتربت الساعة من 12 و لم تحضر طائرتنا
المصونة و كم كنت في شوق لأرى قبتها العامرة و محركاتها الاربعة لكن خاب ظني و لم
تحضرالا بعد منتصف الليل بقليل لنقلع بعد الساعة الثانية في رحلة مزدحمة لا تجد فيها مكانا
تنام فيه بقية ساعات الليل ... و ما هي الا ساعات تكاد تكون دقائق الا و قد طلع الصباح
لاتجاهنا شرقا ... المهم تناولنا الوجبة الاولى و بدأنا بالتعارف مع من بجوارنا و أمامنا
و خلفنا و لم يكن خلفنا الا الدورات و صوت هدير محرك الطائرة القديمة و التي كانت
شاشتها بعيدة عنا و سماعات الاذن لا تعمل .. يالهذا الحظ أما كان ينقصنا الا هذا ؟؟؟؟؟؟
و حافظنا على الحركة في الطائرة .. فتارة اذهب يمينا و تارة يسارا .. و تارة أذهب لزيارة
المقدمة ربما لأشاركهم فرحتهم بأنهم سينزلون قبلي هناك ......
و لن أطيل عليكم في الكلام ... بل اليكم بعض ما خلدته الكاميرا و التي سببت لي المشاكل
فيما بعد .. و تركتها لأسطر بالجوال ما يفوق صور تلك الكاميرا الحاقدة ....
منظر مثير يخلب الألباب من اليمين و الشمال .. جبال من السحب البيضاء التي لا تملك
حين تشاهدها الا أن تطيل النظر فيها و تسبح الخالق .. فسبحان الله في علاه ...
و اليكم هذه الصورة المعبرة وقت توزيع الطعام ولا أدري هل هي الوجبة الاولى ام الثانية
و لا أنسى أيها الأخوة في هذه الرحلة المطبات الجوية التي كانت قوية على غير العادة
و استمرت فترة غير بسيطة و ودت لو أنني كنت طيارا أناور هذه المطبات بكل سلاسة
المهم أيها الأخوة استمرت الرحلة المملة وأنا أمني النفس والعين بمنظر الخضرة الفاتن
في ارض المطار .. ألا ويح نفسي .. ما هذا الطريق الطويل .. والمشوار الممل ... الا من
النظر يمينا و يسارا لنشاهد البحر واليابسة يتعانقان في مشهد لا تفيق منه . لا تصحو منه
الا و قد أحسست بالألم في رقبتك .. و ياللسعادة حينما أضاءت اشارة ربط أحزمة المقاعد
استعداد للهبوط في مطار جاكرتا الدولي .. وعلا الوجوم جميع الركاب .. وغمرتهم السكينة
و الهدوء .. حتى خيل الي أنني لو رميت دبوسا لسمعت صوت سقوطه .. و هبطت الطائرة
في مشهد رقيق جذاب و مثير يندمج فيه الاسفلت مع الخضرة التي تضمه في حنان ...
هبطناالى ارض المطار بعد رحلة طويلة و متأخرةعن وقتها و تسارعنا في سباق مع الكثير
من الركاب الى النزول لانهاء اجراءات التأشير .. قد سألت يومها مشرف الجوازات الذي
يقف أمام الكاونترات عن صحة التأشير من المطار و لم يكن لديه علم ....
وأسرعت لانهاء الاجراءات من استلام العفش الى فحصه ثم التوجه الى المكاتب الخارجية
قبل الخروج من الصالة لحجز الفندق .. و رغم انني اتحفظ على فندق الاواسيس الا أن
الصحب كانوا هناك فلم يكن هناك بد من الرجوع .. لكن هذا لم يشغلني .. بل كان تفكيري
منصبا على الاستواء على خط المطار .. و هناك صورة لكن في طريق العودة لذا سأدعها
لوقت العودة ... و عندما أنهيت الأجراءات كان أحد السائقين الذي يعرفني في انتظاري
و يالسعادتي عندما أصبحت في جوف تلك السيارة متوجها الى عاصمة الصخب و النوم
و الازعاج و الهدوء و الدفء و الأمطار .. و جعلت أمتع عيني بذلك المنظر الذي لا
أمل من النظر اليه و هو منظر الأشجار الجميلة التي تندس بين تلك البحيرات المائية
معانقة وجه الطريق .. أحسست بالسرور و تمنيت أنني كنت مع أصدقائي نتمتع سوية
بهذا المنظر الاسر ....
و بعد مشوار قصير اختلطت فيه عوادم السيارات بزحمة المرور بنقاء الطبيعة و طيبة
الناس وصلت الى الفندق .. و بادرت سريعا الى الاتريوم لصرف 200 دولار و شراء
السمباتي الحبيبة التي من خلالها سأراسل الأهل و الأصدقاء .. و بعدها أخذت مقعدي
في الكوفي شوب لأرشف قدحا من الكابوتشينو وأقوم بارسال الرقم الى الاهل والاصدقاء
وعدت مباشرة لاخذ راحة بسيطة .. و بعد هذه الراحة البسيطة مررت على الزملاء الذين
كانوا مستيقظين لتوهم لأسلم عليهم في جو شاعري اندومي يجدد الذكريات القريبة ....
و هذه بعض الصور للفندق من الخارج .. و من داخل الفندق الى الخارج .......
و قد عدت في ذلك اليوم مع الشباب الى الاتريوم نتجاذب اطراف الحديث وأحاول الامساك
بطرف خيط الرحلة التي كنت قد رتبتها مع أحد الأشخاص الاندونيسيين .. حيث أنام هذه
الليلة ثم يأتي لايقاظي فجرا لأخذ القطار الأول المتجه الى باندونق ... و لم أنم ليلتها الا
3 ساعات حيث حضر لايقاظي الساعة 4:30 و قطع علي نومة جميلة ... و عملت شيك
اوت سريع للغرفة و توجهنا الى القامبير ستيشن .. و هذه احدى ميزات هذه المنطقة حيث
أن القامبير .. و مسجد الاستقلال .. و الموناس ... و الاتريوم .. و مستشفى القوات البرية
و بسطات البادانق ........... كلها في الجوار ....
اشترينا تذكرتين على قسم الاكسيوتيف المكيف ب 60 الف روبية .. و اقلع بنا هذا القطار
المزعج الساعة 5:30 و لا أدري ما الذي أصابني ؟؟ فلم أستطع النوم رغم أن المقعد
الذي بجانبي شاغر . أما صديقي فقد أسلم الروح و غط في شخير عميق .. أما أنا فذهبت
في سبح عميق .. و مشاهدة طويلة متأملة عبر شباك القطار أتابع انبثاق خيط الصبح
و القطار يقطع قلب جاكرتا .. و السيارات تقف احتراما لهذا المزعج حتى يواصل
مروره .. و خرجنا من العاصمة متجهين الى باندونق و التي يحلو لسكانها تسميتها
باريس الشرق ... و هي كذلك .. لكن سأؤجل الكلام عنها في حلقة أخرى ....
الشيء المزعج في القطار الى جانب ازعاجه هو ذلك الزمور الذي ملأ الطريق
و المقصورة ضجيجا و الذي يستخدمه الكابتن كثيرا كثيرا .. و لو كان الأمر الي
لأسكته الى الأبد .... لكن ما جعلني أجد له العذر أنه يمر بين القرى من غير حواجز
و الناس يشاهدون رجالا و نساءا و أطفالا بل أطفالا لا يتجاوزون السنتين تجدهم
يقفون و لا يذهبون ,, يركضون لمسابقته او تسلقه ... و كنت أحيانا أصنع كالأبطال
الفاتحين و ألوح بيدي لكل من يشاهدني ... و يا سبحان الله مناظر جميلة خلابة
طوال الرحلة فلا تكاد تشاهد مساحة بيضاء كالتي تشاهدها عندما تخرج من احدى
مدننا ... قرى تظهر و ما أن تختفي حتى تغوص في مروج خضراء شاسعة و أشجار
باسقة .. و واحات تحف بها أشجار طويلة تشبه النخيل لعلها جوز الهند ... و مسطحات
مائية تغمر المكان هيبة و خشوعا و انشراحا يسير بين أوردة دمك و يسكن خلجات
صدرك و نبضات قلبك ... و لسوء حظي مع تلك الكاميرا الحاقدة التي أبت الا أن
تحاربني بكل حسد و شماته اضطررت لاستخدام كاميرا الجوال .. و اليكم بعضها ..
و بعد مسيرة ثلاثة ساعات و سبع دقائق وصلنا الى تلك المدينة الجميلة و الساحرة
النائمة في أحضان الطبيعة و التي تجمع خليطا من المسلمين الاندونيسيين و الحضارم
و الكثير من المسيحيين ...... و هذه صورة وصولنا ....
و سأتوقف في هذه المحطة حتى أستريح و تستريحوا و أراجع ما بقي لدي .. وأتمنى
أن يحوز هذا الجهد المتواضع على رضاكم .. و لا بد من الاشادة بجهود من ساعد و دعم
في تحميل الصور.. و ان كان قد رفض ذكري لهذا لكنني رأيت أن من الواجب
شكر من أحسن و أجاد ... شكرا متابعتكم و اهتمامكم و أراكم في حلقة قادمة ...
خذ ما أتاك الان من تصويري .... و المشتهى المحبوب من تعبيري
فلقد أتيت و في فمي أنشودة ...... و أريد أن يبقى بها تأثيري
و الشكر يبقى للكرام جميعهم ..... فبهم تفوح روائع التسطير
فى البدايه
اهنئك بسلامة الوصول والف حمدالله على السلامه
كما لاانسى ان اهنىء نفسى ورواد بوابة اندونيسيا بعودة الطائر الجريح
لينثر ابداعاته
قلمك واضح ومبدع زينته الصور وضوح وجمال
عباراتك تنقلنا معك فى رحلتك كانها كاميرا تصور لنا الرحله بكاملها
ننتظر باقى الرحله لنستمتع بالمزيد من حروف الابداع
وبالتوفيق ان شالله