حسن علي العمري
16-12-2022 - 04:09 pm
وصلت مطار أوكلاند الرائع
ماحول المدرج مسطحات خضراء وأبقار وأعنام
السماء تمطر
والجو ملبد بالغيوم
وفي الصالة
وجدت عجوز تحمل لوحة عليها أسمي
أخذتني معها
وانا أتحاور معها بالإشارات لصعوبة لهجتها
حتى وصلت المعهد
وهناك كانت موظفة الإستقبال تتحدث الإنجليزية السهلة
فهمت عليها وقالت نحن متأسفون على المطر
قلت في نفسي (متأسفون بلاكم ماتعرفون الغبار اللي عندنا)
أخذت حقائبي وقالت لي الموظفة أجلس هناك على الجاهز
وأرسل لعائلتك بالأيميل وبلغهم أنك وصلت
جلست على الجهاز
وتذكرت أن أبي وأمي لا يجدون إستخدام الحاسب الآلي
فكرت
لم يكن معي جوال حينها
كيف أبلغ أهلي
تذكرت الشات
وتذكرت السعوديين وحبهم له
دخلت بأسم القبيلة
وإذ بأحدهم يقول لي في الشات أنت من أي فخذ
قلت انا من اللي تبي بس تكفى ابي منك خدمه
طبعا ولأن فينا أصالة الرجال وكرمهم قال ابشر
قلت انا الأن توني واصل ولا عندي جوال وابيك تدق على الرقم اللي بعطيك الحين وتبلغ ابوي
اني وصلت
قال ابشر
خلك معي
كلم مباشرة وبلغ الوالد
قال له الوالد من اللي معي
سألني الشاب وش أقله
قلت قله زميله
الله يجزاه بالخير
كل هذا في الشات
عدت أدراجي بجانب حقائبي
حتى أتت (الهوم ستي ) صاحبة البيت الذي سأقيم فيه
أخذتني بسياراتها
الى بيتها الجميل الواقع في دفنبورت
وهناك فتحت الغرفة وقالت هذه غرفتك
جلست على الكرسي مجهدا ثم نمت بدون شعور
فقت في الليل قرابة الساعة 2 ليلا
تحسست المكان
وجدت صمت مخيم على البيت بأكمله
أحسست بالغربة
نعم بالغربة
جلست في زاوية الغرفة
وبكيت حتى كاد أن يغمى علي
تذكرت أمي
وأبي
وأخوتي
قررت العودة
وتذكرت الصعوبات التي واجهتها والتكاليف التي دفعتها
تراجعت عن القرار
وتذكرت أن الحياة مصاعب
وأن الغربة أم المتاعب
وأن العلم رحلة ستنتهي بأذن الله بالخير
وبعد أسبوع
كانت صور أهلي تتكرر أمامي
وأصبحت أبكي في زاويتي كلما تذكرتهم
اللهم صبر كل مغترب للعلم
اللهم كن في عونه
قولوا أمين
وبعدها بشهر تعودت المكان والناس حتى اصبحت نيوزلندا عشقا لاينتهي ولا ينسى
ذكريات مغترب
سأكمل لكم باقي السلسلة قريبا
رحلتي الى نيوزيلندا
وفكرة الشات ضحكتني من جد